ما خفي من فضائح نواب الكونجرس أعظم
7 ربيع الأول 1439
د. زياد الشامي

ساسة ومسؤولون كبار في الولايات المتحدة الأمريكية طالتهم فضيحة التحرش الجنسي التي هزت مختلف قطاعات ومؤسسات العم سام بعد تدحرج كرة الثلج التي بدأت مطلع أكتوبر الماضي بعد اتهام المنتج الأمريكي "هارفي واينستن" بالتحرش والاعتداء الجنسي بالعشرات من الفتيات لتصل أصداء التدهور الأخلاقي إلى الكونجرس الأمريكي الذي حاول التغطية على الفضيحة بالاعلان عن خطوات يائسة لا يهدف من ورائها سوى صرف الأنظار عن تلك الفضيحة وإيقاف مسلسل الفضائح الذي قد لا ينتهي إن تم فتح ما خفي من سلوكيات نوابه المشينة والمخزية .

 

 

البداية كانت حين تم اتهام المرشح الجمهوري لعضوية الكونجرس الأمريكي عن ولاية ألاباما القاضي المتشدد "روي مور" بالتحرش الجنسي بمراهقة في الـ14 من العمر عام 1979م حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

 

 

المراهقة في ذلك الوقت "لي كورفمان" - التي باتت اليوم في الثالثة والخمسين من العمر - روت بالتفصيل كيف التقى بها "روي مور" في المحكمة عندما كان مدعيا عاما بالإنابة في الثانية والثلاثين من العمر ثم اتفق معها على التلاقي واصطحبها إلى منزله .

 

 

الصحيفة ذكرت أيضا شهادات ثلاث نسوة أخريات كانت أعمارهن في تلك الفترة ما بين الـ14 والـ18 من العمر روين فيها أن "روي مور" عندما كان في الثلاثينات من العمر قام بالتحرش بهن .

 

 

من جهتها اتهمت عضو مجلس النواب الامريكي "جاكي سبير" كبير موظفين سابق "جو هولزينجر" بأنَّه تحرش بها جنسيًا حينما كانت تعمل داخل «كابيتول هيل»، بينما كانت وقتها فى منتصف العشرينات ، وعلى نفس المنوال سردت العديد من السيدات وقائع تحرش حنسي مختلفة تعرضن لها حينما كن فى بداية حياتهم داخل مقر الكونجرس .

 

 

مجلس النواب الأمريكي وفي محاولة منه للظهور بمظهر المتفاجئ من تلك الفضائح  و لعب دور المنتفض للحد من تلك الظاهرة والقضاء عليها رغم كونها ظاهرة قديمة قد مضى على فشوها عدة عقود ....قام الثلاثاء الماضي بعقد جلسة استماع بشأن اتهامات التحرش الجنسي التي تواجه نوابه , و زعم "بول رايان" رئيس المجلس أنه بعد جلسة الاستماع سيتم تشديد الإجراءات وعقد تدريبات للعالمين بالكونجرس يهدف للحد من التحرش الجنسي والتمييز .

 

 

الخطوة التي بشر بها رئيس مجلس النواب للحد من ظاهرة التحرش داخل الكونجرس تم إقرارها يوم أمس الجمعة بشكل إلزامي بعد أن كانت تطوعية , وهي عبارة عن إخضاع عضو الكونجرس والعاملين معه إلى دورة تستغرق 90 يوميا يحصل خلالها على ما يلزم من تدريب لتجنب الوقوع في التحرش والتمييز الذي وصف من قبل أعضاء إناث في "الكابيتول هيل" بأنه منتشر منذ عقود هناك .

 

 

"الكابيتول هيل" الذي هو عبارة عن أكبر حي سكني تاريخي في العاصمة واشنطن ويضم  العديد من المعالم مثل مجلس الشيوخ ومباني النواب ومبنى المحكمة العليا ومكتبة الكونغرس وثكنات مشاة البحرية ومقبرة الكونغرس...ويعيش فيه ثلث أعضاء الكونغرس أثناء تواجدهم في واشنطن ....أضحى اليوم بؤرة للتحرش ومكانا موبوءا بالفساد وحافلا بقصص الفحش التي لم يكشف الإعلام منها إلا غيضا من فيض .

 

 

دورة التدريب التي يزعم الكونجرس أنها خطوة مهمة للحد من ظاهرة التحرش قد تكون هي ذاتها مسرحا لعمليات تحرش جديدة , فأعراض المرض الخبيث التي يعاني منه المجتمع الأمريكي جراء إطلاق سعار الشهوات و التنكر لضوابط الأخلاق....لا يمكن معالجته ببعض الإجراءات الشكلية كالمحاضرات والدورات التدريبية ....الخ .

 

 

قد لا تكون فضائح التحرش التي وصلت أصداؤها إلى ممثلي المجتمع الأمريكي في مجلسي الشيوخ والنواب بالحدث المفاجئ في دولة أباحت قوانينها العلاقة المحرمة بين الرجل والمرأة تحت شعار الحرية الفردية وتحرير المرأة بل وشرعنت الشذوذ وجعلت للمثليين حقوق.......الخ .

 

 

ولكن الغريب والمفاجئ أن تجد بعد كل هذا الانحراف الأخلاقي في عقر دار ممثلي المجتمع الأمريكي والخروج عن طبائع الفطرة الإنسانية السليمة التي فطر الله تعالى الإنسان عليها في ولايات العم سام من لا يزال من بني جلدتنا من العرب والمسلمين من يتغنى بشعارات الحرية الغربية و يتغزل بأسلوب وطريقة الحياة الأمريكية , بل ويطالب المجتمعات العربية والإسلامية بالاقتداء بهم واستيراد قوانينهم الإباحية الماجنة !!!