الغزو الصفوي لعاصمة الأمويين
14 ربيع الأول 1439
د. زياد الشامي

كان واضحا البعد الايديولوجي والنَفس الطائفي والأطماع الصفوية والأحلام الفارسية منذ اليوم الأول الذي غزت فيه إيران عسكريا سورية لمنع سقوط طاغية الشام ولإجهاض الثورة السورية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من النصر لولا تدخل الرافضة ومن بعدهم الروس .

 

 

وقد كشفت مليشيا خامنئي في سورية عن وجهها الطائفي وأهدافها الصفوية ومخططها الديمغرافي أكثر من مرة خلال عدوانها السافر على الشعب السوري , ولعل رفع الأعلام الصفوية والشعارات الرافضية في مدينة القصير السورية بعد احتلالها من قبل مليشيا حزب اللات خير مثال على ذلك .

 

 

الأحداث المتسارعة التي مرت على الثورة السورية كشفت أكثر فأكثر عن مشروع إيران الصفوي في سورية , فقد تكرر سيناريو القصير في أكثر من بلدة ومدينة سورية لتتحول الكثير من البلدات والقرى والمدن في سورية إلى بؤر رافضية صفوية تنبئ عن احتلال صفوي واضح لجزء كبير من أرض الشام .

 

 

عاصمة الأمويين "دمشق" لم تغب عن أعين خامنئي والرافضة يوما حتى قبل اندلاع الثورة السورية , فقد كانت أفواج الرافضة تتوالى إلى منطقة السيدة زينب جنوب دمشق وأمثالها من المزارات المزعومة التي جعلها ملالي قم ذريعة لغزو أتباعه لدمشق بحجة الزيارات السياحية والدينية .

 

 

وإذا كانت منطقة السيدة زينب بؤرة رافضية قبل انطلاق الثورة السورية كما هو معلوم لدى أهل دمشق ومن زار تلك المنطقة لما يرى من تغول مظاهر ورموز وشعارات الرافضة فيها , فقد أضحت قلب العاصمة دمشق و رمز أمويتها اليوم في مرمى خطر محاولة التشييع والفرسنة عبر الغزو الصفوي لها بنفس الذريعة الجاهزة "زيارة المزارات الدينية المزعومة" .

 

 

آخر ما كشفت عنه المصادر الإعلامية المحلية في هذا الخصوص الإعلان عن بدء تسيير رحلات جوية أسبوعية بين العاصمة السورية دمشق ومدينة النجف الرافضية العراقية .

 

 

فضائية أورينت السورية بثت تقريرا مصورا - استنادًا إلى مصادر خاصة لم تسمها - أكدت فيه بدء تسيير هذه الرحلات بعد اتفاق تقف خلفه أجنحة الشام المملوكة لـ"رامي مخلوف" – ابن خال الطاغية ورمز الفساد الاقتصادي في سورية - ومطار النجف وتقتصر هذه الرحلات على "سياح" من الرافضة العراقيين .

 

 

وبناء على أمثال هذا الاتفاق المشؤوم تدفق آلاف المقاتلين (الرافضة) إلى سورية خلال السنوات الماضية تحت غطاء ما يسمى بـ "السياحة الدينية" التي هي في الحقيقة مجرد غطاء لاستجلاب مليشيات صفوية بحجة الدفاع عما يسمونه "العتبات المقدسة".

 

 

معالم ومظاهر المخطط الصفوي لإحداث تغيير ديمغرافي في سورية تشتد وتزداد يوما بعد يوم فمنذ أسابيع تدوالت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمئات من الرافضة وهم يلطمون ويؤدون طقوسهم الصفوية الباطلة في سوق الحميدية قرب المسجد الأموي الذي يعتبر أشهر رموز عاصمة الأمويين .

 

 

وقبل ذلك تداولت وسائل الإعلام خبر إطلاق نظام الملالي قناة فضائية تحمل اسم "العالَم سوريا" الإيرانية والتي بدأت البث التجريبي من قلب دمشق , ما يشير إلى غزو صفوي إعلامي يخدم على ما يبدو هدف الرافضة الايديولوجي الذي لم يعد خافيا على كل ذي لب وعقل .

 

 

وإذا أضفنا إلى كل ما سبق هرولة نظام الملالي لامتلاك العقارات في وسط العاصمة دمشق من خلال سماسرة و وسطاء سوريين حسب ما أكدت الكثير من التقارير , ناهيك عن الاستثمار في مجال الاتصالات والكهرباء والفوسفات ..... لسداد ديون نظام الطاغية لملالي طهران ....فإن اكتمال صورة الغزو الصفوي لعاصمة الأمويين تبدو في غاية الوضوح .

 

 

لا يمكن مواجهة هذا الغزو الصفوي الشامل لأقدم عاصمة في التاريخ ولعاصمة الأمويين دون أن يكون هناك مشروع إسلامي يجمع كلمة الدول الإسلامية في المنطقة والعالم ويقف سدا منيعا أمام المد الصفوي الذي لا يقل خطره عن خطر المشروع الصهيوني .