فضائح المتاجرين بالقدس تزداد
21 ربيع الأول 1439
د. زياد الشامي

لم يشتد أو يحتد في خطابه الأخير الذي ظهر فيه للتعليق على قرار الرئيس الأمريكي "ترامب" الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة واشنطن إلى المدينة المقدسة , لم يتوعد أو يهدد الشيطان الأكبر وربيبته المدللة "إسرائيل" بصواريخه التي زعم من قبل أنها تصل إلى حيفا وما بعد حيفا , رغم أن الحدث يتطلب الحدة والشدة الحقيقية التي يبدو أن الرافضة لا يتقنونها ولا يستخدمونها إلا ضد العرب والمسلمين , بينما باتوا لا يستطيعون ممارسة حتى خطاب التهديد اللفظي الشكلي ضد العم سام والصهاينة الذي اعتادوا عليه منذ عقود .

 

 

خطاب الأمين العام لحزب اللات اللبناني حسن نصر اللات الذي ألقاه الخميس الماضي اتسم بالهدوء المشين والدبلوماسية الكاذبة المخادعة والنبرة السلمية في مواجهة قرار "ترامب" بخصوص القدس , وهو ما اعتبره الكثير من المحللين والمتابعين فضيحة جديدة تضاف إلى سجل فضائح إيران وأزلامها ومليشياتها في المنطقة حيث كشفت السنوات السابقة كذب شعاراتها التي خدعت بها الكثير من العرب والمسلمين من قبل كــ "الموت لأمريكا و "إسرائيل" وأظهرت أنها على رأس قائمة المتاجرين بالقضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية , وأن عدوها الأول والأوحد هم العرب والمسلمون .

 

 

ملخص ما جاء في خطاب نصر اللات لمواجهة القرار الأمريكي هو : الشجب والتنديد والرفض على المستوى الرسمي والشعبي , و إقامة الاعتصامات والتظاهرات , ناهيك عن إجراءات وتدابير للضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها أو تجميده من قبيل إصدار قرار من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي باعتبار القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين غير قابلة للتفاوض ......

 

 

ولعل أكثر ما أثار سخرية المطلعين على مضمون خطاب نصر اللات دعوته مواجهة القرار الأمريكي بالتغريد ضده على مواقع التواصل الاجتماعي معتبرا أن نشر مئات ملايين التغريدات الرافضة للقرار والمؤكدة بأن القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين من شانه أن ينعكس على الإدارة الأمريكية وعلى الكيان الصهيوني وسيحول الفرحة إلى غم وسيدركون أنهم يواجهون رأياً عاماً كبيراً وعظيماً جداً حسب قوله .

 

 

سبب استهجان رواد مواقع التواصل واستياءهم وسخريتهم من مضمون خطاب نصر اللات يبدو منطقيا  و واقعيا , فبينما كانوا ينتظرون من عميل إيران خطابا ساخنا مليئا بالتهديد والوعيد - الشكلي الكاذب الذي يقتصر على الكلام فحسب دون أي أفعال كعادة مدّعي ما يسمى "المقاومة" - ضد أمريكا والكيان الصهيوني بعد الحدث الجلل المتعلق بالقدس والأقصى , خرج عليهم نصر اللات يدعو إلى مقاومة من نوع جديد قوامها التغريد على مواقع التواصل الاجتماعي .

 

 

صاحب حساب "منشق عن حزب الله" على تويتر عللق على الخطاب قائلا : "حسن نصر الله يدعو (...) إلى التغريد ضد موقف ترامب من القدس⁩! طيب وين صواريخك يلي تطال حيفا وما بعد بعد حيفا؟"....."أخبرنا يا تاجر القدس ماذا فعلت انت وفيلق القدس من أجل القدس؟".

 

 

من جانبه تساءل الكاتب والمعارض السوري "ماهر شرف الدين" بالقول : "لماذا يجوز استخدام تويتر والفيسبوك للجهاد ضدّ الصهاينة يا سيد نصرالله... ولا يجوز إلا استعمال الأسلحة الثقيلة ضدّ السوريين؟!"

 

 

آخرون ذهبوا في السخرية إلى أبعد من ذلك، بالقول: "عاجل جداً.. مجلس الأمن يطلب من حسن نصرالله تسليم تغريداته"، في إشارة إلى سلاح ميليشيا "حزب الله".

 

 

لم تكن هذه الحادثة أولى فضائح نصر اللات وجميع عملاء إيران في المنطقة , فقد كشفت سنوات الثورة السورية المباركة على وجه الخصوص عن الوجه الحقيقي لأزلام ملالي قم , وأظهرت أن القضية الفلسطينية وتحرير القدس والأقصى آخر ما يمكن أن يهتموا به فضلا عن أن يعملوا لأجله , فهمهم الأوحد تفريغ حقدهم الدفين ضد العرب والمسلمين الذي هو في نفس الوقت همّ الصهاينة وجميع أعداء الإسلام وشغلهم الشاغل .

 

 

لقد قالها نصر اللات من قبل بكل وضوح ودون لبس أو غموض : الطريق إلى القدس يمر بالقلمون والزبداني وحلب وحمص والسويداء والحسكة و......وهو ما يشير بوضوح إلى أولويات نظام ملالي قم التي تجعل من تدمير المدن السورية وقتل وتهجير أهلها والعبث بأمن واستقرار العواصم العربية والإسلامية المجاورة مقدم على تنفيذ شعارهم المزعوم بتحرير القدس .

 

 

ضمن مسلسل فضائح الرافضة وأزلامهم في المنطقة وعلى رأسهم حزب اللات بلبنان يمكن الاستشهاد أيضا بصمتهم المهين على صفعات ولطمات الكيان الصهيوني المتكرر لمواقعهم ومواقع النظام النصيري مؤخرا وعلى فترات متقاربة دون أن يكون هناك أي رد أو "مقاومة" اللهم إلا ترديد العبارة الفارغة " نمتلك حق الرد في الزمان والمكان المناسب " !!!!