عفن الفن والإعلام.. التطبيع مع الفواحش والاستبداد
28 ربيع الأول 1439
منذر الأسعد

ليست زلات عابرة مثلما يصورها الخبثاء.. فهي مؤامرة مكتملة الأركان لتصبح الرذيلة سلوكاً "طبيعياً" مألوفاً !!

 

غسيل متدرج
عملية غسل الأدمغة مستمرة منذ عشرات السنين.. فالعلاقات الجنسية المحرمة ادعوا أنها حرية فردية .. والحشمة نعتوها بأنها تخلف وتقوقع..
والناتج تغيرات مفزعة حدثت بالتدريج في ملابس النساء وخاصة على الشواطئ..

 

وفي نطاق عملية تشويه الوعي التي تشارك فيها وسائل إعلام ضخمة ومناهج تعليمية يجري مسخها على جرعات؛ أصبحت كلمة "جريئة" بديلاً لكلمات: وقحة- ماجنة – متهتكة- فاجرة-....

 

قبل أقل من شهر، فسرت ممثلة تونسية سبب توقفها عن تقديم لقطات "جريئة" –أي جنسية فاضحة- فقالت: لقد تعود عليها الجمهور فلم تعد هنالك حاجةٌ إليها!
 وتطرقت أخرى إلى عملها كسفيرة لـ"النوايا الحسنة"، فقالت إنها مستمرة في زيارتها لبعض الدول التي تعاني من الفقر، وتسعى لمحاربة الجهل والقضاء على الفقر، لافتة إلى أن عملها الفني لم يؤثر على مهامها كسفيرة.

 

ولاحظوا هنا تركيز الأمم المتحدة على تلميع هذه الشخصيات التي تنشر الفاحشة وتحض على التطبيع مع العري والرذيلة، من خلال اختيارها لمهمات " إنسانية"!

 

وسوء النية هنا لا يحتاج إلى براهين.. فلماذا لا يختارون علماء مبدعين في حقول العلوم المختلفة؟ ولماذا حصر هذه المسرحيات المبرمجة في نطاق "الفن" الهابط تحديداً؟

 

 

"أزهرية" تدخل المستنقع
لسنا نتقول على القوم ولا نعيش أوهاماً –كما يحب الدجالون تصوير كل من يعترض على فجورهم- .. فها هو التدرج في مراحل التآلف مع العهر بكل قبحه، وصل إلى فتاة تافهة، عرضت مقاطع ساقطة، وكان كل تركيز الإعلام على أنها درست من قبل في الأزهر، وأنها تحفظ القرآن الكريم كاملاً!

 

 

الفن المنبوذ
وفي الإطار ذاته، ظهر فيلم سينمائي من بطولة ممثل مشهور –عُرف عنه نفاقه للنظام السوري واحتقار ضحايا إجرامه من أبناء الشعب السوري-..
الفيلم الصفيق يركب موجة محاربة الإرهاب ليهاجم ثوابت إسلامية أكيدة.. فهو يصور الإسلام على أنه دين قتل ونهب وضلال وفواحش!!

 

وهؤلاء الفجرة لا يجرؤون على انتقاد رجل دين منحرف من أتباع أي ملة أخرى! فهم امتداد لظاهرة الإرهابي العنصري : خيرت فيلدرز في أوربا الذي تخصص في الافتراء على الإسلام ومحاولة تشويهه بكل السبل المتاحة.

 

فيلم سوري آخر، يحظى بدعم النظام السوري، حاول تبرئة النظام السوري من جريمة كبرى ضد الإنسانية ارتكبها في حمص، بعد أن حاصر أهلها وقصفهم بكل أنواع الأسلحة وتسبب في مقتل عشرات الآلاف منهم وتشريد من تبقى في أصقاع الأرض. وحاول مخرجه نيل جائزة في مهرجان سينمائي تونسي؛ فأصدرت إحدى عضوات المهرجان بياناً قالت فيه: " إن النظام السوري أنجز هذا الفيلم وتم إدخاله في المهرجانات ليأخذ جوائز (...) هذا الفيلم كاذب يريد أن يعميك عن دم الأطفال ودم العائلات وعن دم شعب هو أخوك".