ماذا بعد تبجح ميليشيات إيران؟
30 ربيع الأول 1439
خالد مصطفى

واصلت ميليشيات إيران في المنطقة تمددها وتبجحها في الفترة الأخيرة بعد أن أمنت العقاب والردع من المجتمع الدولي الذي يغض الطرف تماما عن أعمالها الإجرامية..

 

وأصبح الظهور العلني واستعراض القوة والتعبير عن الارتباط بإيران سمة واضحة بعد أن كانت تحاول إخفاء ذلك بشكل أو آخر...المثال الأول لهذا التبجح الزائد عندما نشرت قناة فضائية فيديو لزعيم ما يسمى بـ "عصائب أهل الحق" العراقية، المنضوية ضمن الحشد الشيعي، قيس الخزعلي في جنوب لبنان...فقد ظهر الخزعلي بلباس عسكري عند بوابة فاطمة في كفركلا جنوب لبنان، يفاخر بأنه على أتم الجهوزية لمؤازرة "حزب الله"...وانتقد عدد من اللبنانيين الفيديو واعتبروه تخطياً واضحاً لـ"الدولة" في لبنان.‏..

 

وكان "حسن نصر الله" أمين عام "حزب الله" قد دعا إلى نشر مليشيات أجنبية شيعية في لبنان...الجديد هنا أن لبنان لها ميليشياتها الإيرانية الخاصة المعروفة منذ وقوت طويل لكن كون هذه الميليشيات تستعين بميليشيات أخرى من بلاد أخرى لدعمها دون علم أو تصريح من الدولة اللبنانية فهذا تطور غاية في الخطورة خصوصا وأن لبنان تعاني من أوضاع حساسة منذ الأزمة السورية مما جعلها قاب قوسين أو أدنى من الانهيار أو السقوط في مستنقع الحرب الأهلية من جديد...

 

كذلك نظمت ميليشيات الحشد الشيعية، استعراضًا وسط مدينة الموصل، شمالي العراق، ارتدوا فيه زي مليشيات الباسيج الإيرانية..و"الباسيج" هي مليشيا عقائدية مسلحة إيرانية؛ تضم ملايين المتطوعين وممولة مباشرة من النظام، وتعتبر من الكيانات الأكثر تأثيرا في الحياة السياسية والأمنية والمجتمعية بإيران، كما تعد أداة عسكرية لحماية مصالح نظامها السياسي داخليا وخارجيا...وقالت مصادر محلية وإعلامية عراقية: أن "الاستعراض كان تحت شعار (القضاء على الإرهاب)، وشمل عددا من الاستعراضات ارتدى أفراد ميليشيا الحشد فيها زي الباسيج الإيراني"...

 

وكانت صحيفة صحيفة دير شتاندارد النمساوية قد كشفت في تقرير لها عن توجه إيران لدمج مليشيات الحشد الشيعية في الحياة السياسية والجيش وتطويرها لتكون نسخة من الحرس الثوري الإيراني....هذا التبجح الإيراني في التمدد العسكري إلى دول أخرى والتدخل في شؤونها بهذا الشكل العلني يؤكد أن الأمر لن يقف على هذه الدول وأن المحاولات مستمرة وأن الدول الكبرى لم تعد تهتم كثيرا بهذه القضية ما دامت مصالحها لا تمس بل إنها تجري صفقات خفية مع طهران وميليشياتها من أجل توزيع مناطق النفوذ والسيطرة...

 

لقد حان الوقت للعرب أن يقفوا بشكل حاسم أمام هذا الخطر الداهم الذي يهدد وجودهم فليس من المعقول أن تترك لبنان والعراق وسوريا لميليشيات طهران تعيث فيها فسادا لأن هذا الأمر سيؤثر حتما على الأمن القومي لدول المنطقة وسيمنح إيران قوة في محاولاتها المستمرة من أجل نشر التشيع و"تصدير ثورتها الطائفية" إلى مناطق أوسع والتغلغل في ربوع الوطن العربي حيث تبدأ بخلايا صغيرة ومحدودة ثم تتسع وتتسلح ويصعب السيطرة عليها...وما جرى مؤخرا في الجزائر يؤكد هذه الحقيقة فقد كشفت صحيفة جزائرية عن قيام السلطات بالقبض على تنظيم شيعي في منطقة “غرادية” وضبط منشورات وكتب تدعو للتشيع ...

 

وطبقاً لصحيفة “النهار” فإن فرق البحث والتحري التابعة لقوات الدرك الوطني في منطقة “غرداية”، تمكنت من الإطاحة بثلاثة عناصر من جنسية مالية ينتمون إلى تنظيم سري شيعي يدعى “أنصار الدين”، وضبط مطبوعات وشعارات للتنظيم السري، إضافة إلى كتب ومنشورات وصور...وحسب معلومات الصحيفة، فإن فرق البحث تمكنت من تحديد موقع تواجد الأفارقة الناشطين بالتنظيم السري، ومداهمتهم وتوقيفهم داخل منزل استأجروه بمنطقة “العطف” من أجل مباشرة نشاطهم المشبوه، ووجهت تهم عدة للموقوفين الثلاثة، منها : إنشاء وتأسيس تنظيم هدام بغرض استهداف أمن الدولة، واستقرار المؤسسات والسلامة الترابية، وحيازة شعارات دينية من دون الحصول على إذن مسبق، وتنظيم تظاهرات خارج البنايات المخصصة لذلك، إضافة إلى تهم التحريض عن طريق إنتاج وتوزيع مطبوعات تستهدف حمل المسلم على تغيير مذهبه ...

 

وكشفت المصادر، أن التنظيم الشيعي السري الذي شكله مهاجرون أفارقة بعدد من ولايات الجزائر، يتبع تنظيميا للمدعو «سيدي شريف عثمان حيدرة» المتواجد بمالي والمدعوم من إيران من أجل نشر التشيُّع...إذن إيران لن تكتفي بما معها بل هي تخطط وعلى نطاق واسع لضم المزيد من الدزل والعواصم العربية إليها لكي تحقق حلم الإمبراطورية الفارسية.