15 شوال 1438

السؤال

أريد أن أتصدق عن والدي وعن نفسي وزوجتي وولدي وجميعهم أحياء، فهل يصل أجرها إليهم أم أن عملي غير صحيح؟ فمثلاً:(تصدقت بمبلغ من المال ثم عقدت النية في نفسي بأن هذا المبلغ صدقة عني وعن أبي وأمي وزوجتي وولدي مقسمة بيننا بالتساوي، ثم قلت: اللهم تقبلها عني و عمن نويت من أهلي).
أرجو بيان ذلك مع ذكر الدليل.

أجاب عنها:
أ.د. سليمان العيسى

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الصدقة مشروعة وفضلها عظيم، سواء أكانت عن الإنسان نفسه أو عن أقاربه أو عن أي أحد من المسلمين، وسواء أكانت الصدقة عن الحي أو الميت وثوابها يصل إلى من أهديت إليه بمشيئة الله _تعالى_، وقد نص جمهور العلماء على ذلك، فقد جاء في (الروض المربع في كتاب الجنائز ص 192) ما نصه: "وأيّ قربة من دعاء واستغفار وصلاة وصوم وحج وقراءة وغير ذلك فعلها مسلم وجعل ثوابها لميت مسلم أو حي نفعه ذلك".
قال أحمد: الميت يصل إليه كل شيء من الخير للنصوص الواردة فيه، وكذا جاء في (كشاف القناع للبهوتي جـ2 ص147).
وذكر الصدقة أيضاً، وكل أعمال الخير وجاء في (شرح الطحاوية لابن أبي العز الدمشقي جـ2 ص663 ) ما نصه: قوله: "وفي دعاء الأحياء وصدقاتهم منفعة للأموات) ش: اتفق أهل السنة أن الأموات ينتفعون من سعي الأحياء بأمرين: أحدهما ما تسبب إليه الميت في حياته.
والثاني: دعاء المسلمين واستغفارهم له والصدقة والحج على نزاع فيما يصل من ثواب الحج، فعن محمد بن الحسن _رحمه الله_ أنه إنما يصل إلى الميت ثواب النفقة والحج للحاج، وعند عامة العلماء ثواب الحج للمحجوج عنه وهو الصحيح انتهى.
هذا وعلى السائل لمزيد من الأدلة على ما تقدم الرجوع إلى كتاب الروح لابن القيم _رحمه الله_ جـ24 ص 306، 313، 324، 366. والله أعلم.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.