10 ربيع الأول 1427

السؤال

السلام علي ورحمة الله وبركاته<BR>أنا طالب مبتعث ولكن أواجه صعوبة في أداء صلاة الجمعة، وذلك لأن وقت صلاة الجمعة في وقت المحاضرات، فنرجو منكم توجيهنا والدعاء لنا بالهداية والتوفيق.

أجاب عنها:
أ.د. سليمان العيسى

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: إنه على القول الذي نرى رجحانه، وهو أن المبتعث للدراسة حكمه حكم المقيم نقول: قد قال العلماء – رحمهم الله -: إن الجمعة تلزم كل ذكر حر مستوطن ببناء واحد ولو تفرق البناء، حيث يشمله اسم واحد ليس بينه وبين المسجد إن خارجاً عن المصر أكثر من فرسخ.. وأما من كان في البلد فيجب عليه السعي إليها قرُب أو بَعُد، سمع النداء أو لم يسمعه؛ لأن البلد كالشيء الواحد. (انظر الروض المربع للبهوتي ص 148 وما بعدها). قلت: وتبين من قول العلماء المذكور أن العذر الأول المذكور في السؤال وهو بعد المسجد غير مسوغ لترك الجمعة ما دام في البلد. وأما العذر الثاني: وهو أن الجمعة وقت المحاضرات فأرى أيضاً أنه غير مسوغ لترك الجمعة؛ لأن وقت الجمعة قليل لا يُفَوِّت إلا محاضرة أو محاضرتين ثم إن الجمعة في الأسبوع مرة فأرى أنه لا ضرر في ذلك لكن لو كان الامتحان النهائي للفصل أو السنة وقت جمعة فقد يكون مسوغاً لترك الجمعة، وذلك لأن العلماء _رحمهم الله_ ذكروا ممن يُعذر في ترك الجماعة والجمعة الخائف من ضياع ماله أو تلفه كخبز في تنور وطبيخ على نار، لذا أرى أن فوات الامتحان ليس بأقل شأناً من خشية تلف خبز في تنور أو طبيخ على نار، وهذا بخلاف المحاضرات التي تتكرر كل يوم فلا أراه مسوغاً لترك الجمعة، والتي في الأسبوع مرة كما تقدم إيضاحه. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.