17 رمضان 1431

السؤال

فضيلة الشيخ: <BR>ما حكم زيارة مدائن صالح بالتفصيل، والدليل؟

أجاب عنها:
أ.د. سليمان العيسى

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم.
هذا وقد ترجم النووي رحمه الله على هذا الحديث وما في معناه بهه الترجمة (باب النهي عن الدخول على أهل الحجر إلامن يدخل باكياً).
وقد روى مسلم في صحيحه في كتاب الزهد عن عبد الله بن عمر قال: مررنا مع رسول الله على الحجر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلاَّ أن تكونوا باكين حذراً أن يصيبكم مثل ما أصابهم ثم زجر فأسرع حتى خَلَّفها.
وفي رواية أخرى عن ابن عمر أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة.
قلت: فتبين من الأحاديث المذكورة أن دخول مدائن صالح أو المرور بها له شروط نصت عليها السنة المطهرة في الأحاديث السابقة وما في معناها.
قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم ما نصه: (وفيه الحث على المراقبة عند المرور بديار الظالمين ومواضع العذاب ومثله الإسراع في وادي محسر لأن أصحاب الفيل هلكوا هناك فينبغي للمار في مثل هذه المواضع المراقبة والخوف والبكاء والاعتبار بهم وبمصارعهم وأن يستعيذوا بالله من ذلك) انتهى.
والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.