22 شعبان 1426

السؤال

ابنتي تبلغ من العمر 4 سنوات، وليس لديها أقارب أو جيران لتتسلى معهم، كما لا تتوافر دائماً أماكن مناسبة كي تلعب فيها، خاصة أنني موظفة، وهي تمتلك قدراً كبيراً من الطاقة اليومية التي تفرغها في المشاغبة وإثارة المتاعب في المنزل، فكيف يمكن أن أفرغ هذه الطاقة الكبيرة لدى ابنتي بأشياء مفيدة؟

أجاب عنها:
همام عبدالمعبود

الجواب

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم... أختنا في الله: بداية يجب أن تعلمي أن الطفل في هذه المرحلة العمرية (4 سنوات) يكون عنده نشاط زائد، وطاقة كبيرة، فاحذري من كبتها أو عدم إتاحة الفرصة لها لتخرج، واجتهدي أن تنظمي لها طريقة التنفيس عن طاقتها ونشاطها. ويعرف علماء النفس والتربية النشاط والطاقة الزائدة بأنها حركات جسمية تفوق الحد الطبيعي أو المقبول، وذلك بالمقارنة مع سلوك الطفل النشط الذي تتسم فعالياتها بأنها هادفة ومنتجة، فهو ليس مجرد زيادة في مستوى النشاط الحركي ولكنه زيادة ملحوظة، بحيث إن الطفل لا يستطيع أن يجلس بهدوء إلا بصعوبة شديدة. كما يجب أن تعرفي أعراض هذا النشاط الزائد والملحوظ عند ابنتك، والوسائل الصحيحة للتعامل معها؛ لأن هذه المعرفة تساهم في الوصول لأكثر من 50 % من الحل المطلوب. أما عن الأعراض والخصائص، فإن الطفل في هذه المرحلة العمرية يتميز بعدة خصائص أهمها:- • الحركة دون هدف محدد، وكأنه في حالة إثارة دائمة. • الحركة المستمرة الدائمة بصورة عشوائية. • يكون مصدر إزعاج للآخرين. • النشاط والطاقة الزائدة. ومزيداً من الفائدة، فإنني أدعوك إلى إتباع الآتي:- • توجيه طاقتها من خلال تشجيعها على ممارسة بعض الألعاب الذهنية التي تعتمد على مهارة (الفك والتركيب) وإنشاء أشكال هندسية منها، مثل: المكعبات أو غيرها. • توفير بعض اللُعب التي تحتاج لمجهود مثل ألعاب القفز على وسائد مطاطية، مع مراعاة اختيار الألعاب المناسبة لعمرها (4 سنوات) وقدراتها كبنت. • تعليمها عدداً من النشاطات الهادفة، بمساعدتها وتشجيعها على إتمام المهام التي تقوم بها، وامتداح أي جهد إيجابي تبذله، والثناء عليها ببعض العبارات البسيطة، والتي ترك أثراً طيباً لديها، مثل: رائع، ممتاز،...إلخ. • محاولة توفير مناخ نفسي مناسب يسوده الحب والعطف والحنان والدفء العائلي. ولأن لك ظروفاً خاصة ذكرت جانباً منها في رسالتك، مثل:(ليس لديها أقارب أو جيران لتتسلى معهم، كما لا تتوافر دائماً أماكن مناسبة كي تلعب فيها)، فمن غير المتيسر لها وجود أقارب أو جيران تلعب معهم، فإنني أنصحك بإتباع الآتي:- 1- خصصي لها ساعة في اليوم، ويوماً في الأسبوع، للعب معها وتسليتها، وتعليمها فك وتركيب بعض الألعاب. 2- اعهدي بها إلى دار نسائية لتحفيظ القرآن، فإنه قد ثبت بالتجريب أن الطفل في هذه السن المبكرة لا يميل إلى التلقي والتعليم والحفظ على يد الأب أو الأم. 3- اجعلي الدار تعلمها الأعداد من 1- 10، وأن تركز على مهارة النطق والرؤية، حتى تصل إلى درجة الحفظ الجيد. 4- واطلبي منها أن تعلمها حروف الهجاء، بالنطق والرسم، لتتعرف على شكل الحرف وتتعلم كيف تنطق به. 5- حاولي أن تضبطي لها مواعيد النوم والاستيقاظ، ولا تعوديها على السهر الطويل. 6- شجعيها بعمل اختبار أسبوعي لها فيما حفظته من الدار، على أن تقدمي لها هدية رمزية لتشجيعها وتحفيزها. 7- تعودي معها الصبر الجميل، فبدون الصبر فلا يمكن لكي أن تتحملي ضجيجها وصخبها. 8- ابتعدي عن ضربها في هذه المرحلة، فالضرب في هذه العمر يعود بآثار سلبية كثيرة. 9- انتبهي إلى أنها تقوم بتقليدك في أشياء كثيرة، فكوني على حذر من إتيان أي تصرف سلبي أمامها. 10- ويمكن لكي أن تلحقيها بـ(دار لحضانة الأطفال) واعهدي بها إلى مدرسة حكيمة أو مربية واعية، أخبريها بأي خصال سلبية أو إيجابية عنها لتستطيع أن تتعامل معها بأسلوب تربوي سليم. وختاماً؛ نسأل الله العظيم العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، ندعوه _سبحانه_ أن يهدينا وإياك إلى وسائر المسلمين إلى صراطه المستقيم، وأن يرزقنا وإياك الثبات على الحق، أن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن..... سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..