أنت هنا

إلى الغافلين من أهل السنة
5 ذو القعدة 1426

في البداية لا بد من بيان أننا لسنا ممن يحب افتعال المعارك الوهمية التي ليس لها رصيد من الواقع، ولا من الذين لهم هواية في الفرقة والتفرق، ولكن ما الحيلة إذا كان الباطنيون ما ينفكون عن تشويه التاريخ الإسلامي، والدعوة إلى بدعتهم بشتى الطرق والوسائل وبحجة الوقوف أمام عدو خارجي، والغافلون من أهل السنة يصدقونهم فيما يزعمون من تصديهم للعدو الخارجي بينما التاريخ القديم والحديث، وفي أيامنا هذه، هم الذين يأتون بالعدو الخارجي إلى بلاد المسلمين.

وبعض المسلمين يقولون: دعنا من التاريخ القديم، نحن أبناء اليوم، يقولون هذا الكلام الذي ليس فيه أثارة من علم ولا معرفة بالواقع اليوم، وسأنقل كلاماً من مجلة للباطنية اسمها (الواحة) تتحدث عن القرامطة تقول: (وهكذا جميع الحركات في التاريخ لا بد أن يكون لها أنصار وأعداء ذلك هو وضع القرامطة بالضبط، حركة نجحت نجاحاً باهراً ولكن في منطقة محصورة، وبقي أعداؤها الألداء يمسكون بزمام الأمور في بغداد، وإن كانوا يمرون بفترات ضعف وقوة، لم يكن هدفهم (القرامطة) البحرين وحدها ولكنهم أسقط في أيديهم بفشلهم في الالتمام مع إخوتهم في بقية المناطق وعلى رأسها مصر الفاطمية.

لم يكن الأمر كذلك فحسب، بل شتتوا جهودهم وجهود الفاطميين بحرب هامشية هدفها السيطرة على الحركة الأم، فأتاحوا الفرصة للعباسيين لالتقاط الأنفاس والاستمرار كدولة عجوز بقيت كإطار فحسب، فإذا كان هدفهم (القرامطة) البحرين وحدها، فالخلل أصلاً في محدودية الهدف، أما إذا كان هدفهم العام هو بغداد، فهذا يعني أنهم لم يحققوه، وهذا ما جعلهم في الصنف الثاني من الثوار...)(1).

هذا الكلام ليس من القرن الرابع أو الخامس الهجريين، بل من المعاصرين فهم يعتبرون القرامطة (ثواراً)، والعباسيين أعداء ألداء، ويخطئون القرامطة؛ لأنهم حاربوا إخوانهم الفاطميين، القرامطة الذين لا يؤمنون بدين ولا يعتقدون بنبوة، ولا يحرمون ما حرم الله(2)، هؤلاء المجرمون الذين دخلوا المسجد الحرام عام 417هـ وقتلوا كل الحجاج الذين حول الكعبة، وقلعوا الحجر الأسود وحملوه معهم إلى البحرين وبقي عندهم عشرين سنة، هؤلاء يتعاطف معهم الباطنية اليوم كرهاً وحقداً على الدولة العباسية وعلى أهل السنة، فالهدف هو (بغداد) وليس العدو الخارجي من صليبي أو تتري، ألا يحق لنا بعد قراءة هذا النص من مجلتهم أن نعلم وندرك ما هي نواياهم؟!

_____________
(1) الواحة – العدد الرابع – شوال 1416هـ، ص 126، وهي مجلة فصلية تعنى بشؤون الخليج العربي.
(2) انظر ما كتبه عنهم ناصر ضرو في رحلته.