الحمد لله أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً, وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له أنزل الكتاب مفصلا "وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ" سورة الأنعام: 114 وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكرمه ربه بالقرآن وتكفل له بجمعه وحفظه "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"سورة الحجر: 9.
تحدثنا في الحلقة الماضية عن مصادر التلقي عند المسلمين وجاء الحديث عن تعظيم الكتاب والسنة وضرورة الحكم والتحاكم إليهما وبيان شيء من الانحراف عند الطوائف والنحل وأصحاب الأهواء في نظرتهم لهذين المصدرين الربانيين.
واليوم أحدثكم عن آليات ووسائل وطرائق لتعظيم الكتاب والسنة حتى يتمكن كلّ واحد منّا من تعظيمهما وإجلالهما في النفوس وحتى لا يكون حديثنا تنظيرا ينتهي بسماع الخطبة والتأثر الوقتي بما يقال.
إننا بحاجة إلى مشاريع عملية وآليات ووسائل ممكنة ندلل بها على تعظيم كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.. وإلّا فكل مسلم لو سألته لقال إنه معظّم للكتاب والسنة..لكن اسأله عن براهين تعظيمه, وطرائقه وأعماله لهذا التعظيم, فذاك الدليل والبرهان.. وذاك الذي يتفاوت الناس فيه.
و الآن تعالوا إلى شيء من هذه الوسائل لتعظيم الكتاب والسنة-لا تعدوا أن تكون حافزة بذاتها ومذكرة لغيرها من وسائل قد تغيب عني وتوجد عندك, وقد تغيب عنا وتوجد عند غيرنا.
أولا: وسائل وطرائق لتعظيم القرآن الكريم:
1- الإكثار من تلاوة القرآن طلبا للأجر من جانب, فبكل حرف حسنة, والحسنة بعشر أمثالها "و لا أقول (ألم) حرف ولكن ألف حرف, ولام حرف, وميم حرف" إنها التجارة مع الله, وهي تجارة لن تبور بحكم أحكم الحاكمين.
و لئن يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين, وثلاث خير له من ثلاث, وأربع خير له من أربع ومن إعدادهن من الإبل" أخرجه مسلم في صحيحه (803)
وإذا علمت قدر الإبل في ذاك الزمن الذي قيل فيه الحديث أدركت عظيم فضل تلاوة القرآن. فأين المسارعون للتلاوة؟
معشر المسلمين, اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه, اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما (أخرجه مسلم في صحيحه (804).
اقرؤوا القرآن وعلّموه لأبنائكم وبناتكم فخيركم من تعلّم القرآن وعلّمه.
2- ومع القراءة تدبر وخشوع فذلك إعظام وتعظيم للمنزِل والمنزَل "إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا.وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً.وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا*"سورة الإسراء: 107-109
إنه الأمر من الله "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ"سورة النساء: 82, وفضل الله يؤتيه من يشاء في التأثّر والهداية بالقرآن "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء"سورة الزمر: 23 "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ"سورة ص:29
وهل علمت أن من عباد الله من قام الليل بآية يرددها ويبكي. وهل تعلم –أخي المسلم- أن أحسن الناس قراءة (للقرآن) الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله (صحيح الجامع 1/ 115) وحين سمع النبي _صلى الله عليه وسلم_ تلاوة سالم مولى أبي حذيفة الجاشعي قال له: الحمد لله الذي جعل في أمّتي مثلك (سير أعلام النبلاء 1/ 168)
3- إن مما يعينك على التدبر قراءةَ تفسير الآيات والتعرّف على معاني القرآن, وذلك أسلوب وطريقة لتعظيم القرآن, وكلما قربت من فهم القرآن كلما كان الأثر أعظم, والتعظيم أكبر, وكتب التفسير والحمد لله تملأ المكتبات والبيوت.
4- الوقوف عند حدود القرآن, والالتزام بهدي القرآن وتوجيهه في كل الأحوال من الغضب والرضا والعسر واليسر, وافق أم خالف الهوى. وكذلك كان السلف يعظّمون القرآن ويقفون عند حدوده, وحين همّ الفاروق _رضي الله عنه_ أن يوقع بعيينة بن حصن لاتهامه عمر بعدم العدل في الرعيّة, ذكّره قريبه بقوله _تعالى_: "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" سورة الأعراف: 199 فكفّ عمر وما جاوز الآية, وكان وقافا عند كتاب الله (رواه البخاري, تفسير ابن كثير للآية 199 الأعراف)
ذلك طريقة من طرائق تعظيم القرآن.
5- الحكم والتحاكم للقرآن فهو فصل في الخصومات, وقاطع في الخلافات "فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ"سورة المائدة: 48"وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ"سورة المائدة: 44 "وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"سورة المائدة: 45 "وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"سورة المائدة: 47
6- ومن تعظيم القرآن الاجتهاد في الوصول إلى صفات القرآن, فإذا قرأت عن المتقين فقل لنفسك متى أكون من المتقين, وإذا قرأت عن المحسنين فقل لها متى وكيف أكون من المحسنين, وهكذا المتوكّلين, والصادقين, والصابرين ونحوها من صفات وخلال كريمة جاء القرآن مبيّنا لها وداعيا إليها..فالقرآن هدى وشفاء وموعظة وذكرى..
و العكس بالعكس فإذا قرأت عن صفات المنافقين أو المفسدين أو الفجار والمتكبّرين والكاذبين فانظر كيف تحذر هذه وتلك وكيف تعالج نفسك من هذه الأدواء المهلكة التي حذّر القرآن منها..ذلك ذكرى للذاكرين.
7- أيها المسلمون, ومن سبل تعظيم القرآن الانتصار للقرآن وردّ شبهات المغرضين, وهل تعلمون أن حملات التشويه للقرآن لم تتوقّف منذ عارضه كفّار قريش إلى يومنا هذا, ولئن تكفل الله بحفظ كتابه فإن على المسلمين واجب البلاغ وكشف الشبهات.. وإذا كنّا نعلم جميعا الحملات الصليبية التي قادها الغرب النصراني طيلة قرنين من الزمان فيما عرف (بالحروب الصليبية) فالقلة من المسلمين من يعلم أن ثمة حملات صليبية استهدفت القرآن بالتشويه والتشكيك, وقد جاءت هذه الحملة التنصيرية ضد القرآن تعويضا عن الفشل الذي لحق بالصليبيين في محاولاتهم للقضاء على الإسلام وإنهاء المسلمين.
أجل لقد شعل العالم الغربي النصراني – منذ الحروب الصليبية) بالقرآن الكريم ترجمة وتفسيرا ودراسات قرآنية.. وكان السؤال المهم لماذا عُني الغرب النصراني بالقرآن وترجمته ودراسته؟ هل المنطلق علميّ؟ وهل الهدف سام, وإذا كانت ترجمات القرآن في أحضان الكنيسة بلغت (مايريو عن الستمائة والخمسين ترجمة للقرآن الكريم, وفي إحدى وعشرين لغة أوروبية) كما يقول الباحثون في هذا الميدان (د. عبد الراضي محمد عبد المحسن: ماذا يريد الغرب من القرآن /ص 17, من مطبوعات لبيان 1427هـ).
فما الهدف من ذلك؟ يجيب أحد الغربيين (يوهان فوك) بكل صراحة ويقول: لقد كانت فكرة التبشير هي الدافع الحقيقي خلف انشغال الكنيسة بترجمة القرآن واللغة العربيّة, وكلما تلاشى الأمل في تحقيق نصر نهائي بقوة السلاح بدا واضحا أن اجتلال البقاع المقدسة لم يؤدّ إلى ثني المسلمين عن دينهم بقدر ما أدى إلى عكس ذلك, وهو تأثر المقاتلين الصليبيين بحضارة المسلمين وتقاليدهم ومعيشتهم في حليات الفكر.. ثم يتحدّث هذا الألماني الغربي عن أول تجربة غربية لترجمة القرآن قام بها (بطرس المبجل) عام 1143م, وكان رئيسا لأحد الأديرة, وفي زيارته لأسبانيا واطلاعه على الحرب الدائرة بين المسلمين والأسبان, ومحاولات المسلمين استرداد بيت المقدس.. كل ذلك أوصل هذا البطرس النصراني المتعصّب إلى قناعة بأن لا سبيل إلى مكافحة (هرطقة محمد) على حدّ تعبيره- بعنف السلاح الأعمى, وإنما بقوة الكلمة ودحضها بروح المنطق الحكيم للمحية المسيحية, ثم قال: لكن تحقيق هذا المطلب كان يشترط المعرفة المتعمّقة برأي الخصم أوّلا, وهكذا وضع خطة للعمل على ترجمة القرآن إلى اللاتينة.
وهكذا نشأت ظروف الالتفات الغربيّ للقرآن في بيئة الكنيسة, والهدف محاربة الإسلام وتشويه القرآن..و يأبى الله إلّا أن يتمّ نوره..فرغم حركة المستشرقين ونشاطهم العلمي, ورغم جهود المنصّرين ونشاطهم ودعمهم للدعوة إلّا أن محاولاتهم باءت بالفشل, وبات الانبعاث الإسلامي في كلّ مكان وفي كلّ زمان يدلل على خيبة أمل الصليبيين..بل ربما انقلب السحر على الساحر, فآمن من هؤلاء من كان قصده في البداية الدعوة للنصرانية, كما آمن من قبل سحرة فرعون وقالوا لفرعون بكل صراحة "آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ" سورة الأعراف:121 وقالوا: "اقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا"سورة طـه: 72.
أجل لقد قالها (جورج سال) بكل صراحة كذلك: إن الهدف من ترجمة القرآن هو تسليح النصارى البروتستانت في حربهم التنصيرية ضد الإسلام والمسلمين..(ماذا يريد الغرب/ 39)
و لذا جاءت ترجمات الغرب للقرآن مشوهة وعدائية يتضح ذلك من عناوينها فضلا عن مضامينها..لكنها عباءات مخرقة تحاول حجب نور الشمس, أو كناطح صخر ليوهنها, فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل, والله لا يهدي كيد الخائنين ولا يصلح عمل المفسدين..
الثانية:
إخوة الإسلام, وإذا اجتهد الغرب منذ أمد الحروب الصليبية إلى يومنا هذا في محاولة تشويه القرآن, فإن من تعظيم القرآن وواجب المسلمين أن يقوموا بترجمات لمعاني القرآن بعدد من اللغات توصل هذا القرآن وهديه إلى غير الناطقين بالعربية, وتكون هذه الترجمة الأمينة بديلا عن تلك الترجمات المشوهة للقرآن, وبحمد الله فالمسلمون اليوم قادرون على ذلك وقد آن الأوان لسحب البساط العلميّ المفتعل والمتحامل ضد المسلمين وكتابهم المقدّس, كما أن الأوان لكشف أهداف التنصير على شكل مؤتمرات عالمية وملتقيات فكرية, وحوارات تكشف الزبد, وتجلّي معركة التحامل وأساليب التلبيس على الناس, وطرائق الغزو الفكري الذي فكّر فيه الغرب منذ أيام لويس التاسع ملك فرنسا, الذي هزم في حملته الصليبية وأسر وسجن في المنصورة بمصر, وحينها كتب هذا القديس وصية قال فيها: من الصعوبة قهر المسلمين عن طريق القوة بسبب روح الجهاد لديهم, ونوصي يتلمّس طريق الغزو الفكري الهادف وذلك بدحض العقائد الإسلامية وتزييفها (ماذا يريد الغرب من القرآن/ 134)
واليوم يمارس أحفاد لويس هذا الدور الماكر, إضافة إلى استخدام سلاح القوّة الظالم,"وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"سورة آل عمران: 54
9- أيها المسلمون ومن وسائل تعظيم القرآن طباعة المصحف وتوزيعه والهمّة في ذلك ليصل إلى كل صقع ليبلغ كلّ أحد, ففي القرآن نور وهداية يأبى الله إلّا أن تبقي من الأثر النافع ما تبقي, وهذا بكل تأكيد يزعج الخصم, ولكنه يزرع الأمن والسلام, والمحبّة والإسلام وينشر النور ويقلص من الظلم والظلمات, فما دورنا في طباعة القرآن وتوزيعه؟
وإذا كان لبلادنا دور في هذا المجال يذكر ويشكر, فالحاجة ماسة إلى تكثيف الجهود وزيادة النشاط, وابتكار الوسائل والآليات لتعميم الانتفاع به طباعة وترجمة وتفسيرا.
10- يا أخا الإسلام تعظّم القرآن حين تضع حلقة لتلاوة أو حفظ القرآن في بيتك, أو تشجع أبناءك وبناتك على حلق التحفيظ في المساجد, والدور النسائية, أو تدعم هذه الحلق ماديا ومعنويّا, أو تكفّل حلقة محتاجة للدعم هنا أو هناك وللبنين أو البنات, وبفضل الله يفرح المؤمنون فرغم محاولات التشويه والتجريح للحلق وطلاب الحق إلّا أنها تزداد وتنتشر في أرجاء بلادنا بل وفي العالم كلّه وتتكاثر المسابقات لحفظ وتجويد القرآن.. ويأبى الله إلّا أن يتمّ نوره لكن اجعل لك أيها المسلم وأيّتها المسلمة نصيبا من هذا النور.
11- يعظم القرآن من يلقي محاضرة أو خطبة عن القرآن, أو يؤلّف كتابا نافعا عن القرآن, أو يسجل مادة من القرآن, ومن لم يستطع ذلك فبإمكانه أن يشتري كتبا تعنى بالقرآن أو أشرطة في القرآن أو التفسير فينتفع بها أو يهديها لمن ينتفع بها- وفضل الله واسع.
12- ويعظم القرآن من يدعو إلى هدي القرآن, ويكشف أنواره ويصف شفاءه للناس, وكم هو مفيد أن تعني مكاتب الدعوة وأقسام القرآن والتفسير في الجامعات بمحاضرات وكلمات عن القرآن يصطفي منها مادة تسجل وتصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس, وللقنوات الفضائية, وإذاعة القرآن, والتسجيلات الإسلاميّة جهد مشكور ونتطلع للمزيد.
13- عباد الله ومن تعظيم القرآن طول القيام به, لاسيما في صلاة الليل حيث يطيب الترنّم بالقرآن, والله يقول: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا" سورة الإسراء: 79 "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ.قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا.نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا.أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا"سورة المزمل: 1-4.
وهكذا إخوة الإيمان تتكاثر وتتنوّع الطرق والوسائل لتعظيم القرآن, ولا يعذر أحد, فمن أعيته طريقة وجد أخرى, ومن قصرت همّته عن وسيلة تحوّل إلى غيرها والزرع محفوظ, والملك لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها, كيف لا والحقّ تبارك وتعالى يقول: "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ"سورة يونس: 61 إنها دعوة لتعظيم القرآن, ومنافسة شريفة على مائدته "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" سورة المطففين:26.
اللهمّ اجعلنا من أهل القرآن, وممن يعظّمون القرآن, اللهمّ اهدنا واشفنا بالقرآن, اللهمّ اجعلنا ممن هدي فاهتدى, واستمع أو قرأ فنفعته الذكرى, اللهم صلّ على محمد.