زواج المتعة بين أمريكا وإيران
12 رجب 1424

<font color="#800000">بعد مقتل باقر الحكيم هل انتهى زواج المتعة بين أمريكا وإيران؟ </font></br></br>منذ سقوط نظام الشاة وقيام الجمهورية (الإسلامية) في إيران 1979م وأمريكا تناصبها العداء وتتربص بها الدوائر !! وعلى الرغم من العداء المعلن بين الجانبين إلا أن ذلك لم يمنعهم من التعاون سراً وجهراً حتى في أشد اللحظات عداوة !! هذا وغيره ... أوقع كثير من المتابعين في حيرة حدت ببعضهم إلى وصف هذه العلاقات بالعلاقة غير الشرعية؛ لعدم احتكامها لقواعد أخلاقية ثابتة... قائلين: إذا كانت أمريكا في علاقتها مع الآخر (مكيافلية) المذهب فالغاية لديها تبرر الوسيلة إلا أن إيران دولة عقائدية، فعلى أي أساس تستند في تبرير تعاونها مع الشيطان الأكبر أمريكا؟ ما هو الثابت والمتغير في هذه العلاقة؟</br>وللإجابة على ذلك ولتفسير هذه الإشكالية نستعرض ما يلي: </br> * الأسس الأيديولوجية والسياسية التي تنطلق منها إيران في التعامل مع الآخر بصفة عامة وأمريكا بصفة خاصة. </br> * لعبة (الشطرنج) وسياسة تقليم الأظافر بين إيران وأمريكا ... وهل العراق نقطة حاسمة في هذا الصراع؟ </br></br>أولاً : الأسس السياسية والأيديولوجية التي تنطلق منها إيران في تعاملها مع الآخر بصفة عامة وأمريكا بصفة خاصة. </br>الأساس الذي تنطلق منه إيران في تعاملها مع الآخر عموماً وأمريكا خصوصاً يستند إلى بعد عقائدي في المذهب الشيعي الاثني عشري الذي يقوم على مبدأين هما : </br>* مبدأ ولاية الفقيه</br> والذي يعني (عصمة الإمام)، وهذا يعني السمع والطاعة دون مراجعة أو اعتراض ، والذي أسسه مرشد الثورة الأول آية الله الخميني، ويؤكد ذلك ما جاء في كتابه (الحكومة الإسلامية ) حيث عدّ أن الشخص الذي يجمع بين العلم بالقانون والعدالة إذا قام بتشكيل حكومة (تثبت له نفس الولاية التي كانت ثابتة للرسول الأكرم _صلى الله عليه وسلم_ ويجب على جميع الناس طاعته، فتوهم أن صلاحيات النبي _صلى الله عليه وسلم_ في الحكم كانت أكثر من صلاحيات أمير المؤمنين وصلاحيات أمير المؤمنين أكثر من صلاحيات الفقيه, هو توهم خاطئ وباطل) ومن هذا يفهم أن الولي الفقيه سلطته فوق القانون وفوق الدستور لما له من عصمة !!! (هذا يتنافى تماماً مع مذهب أهل السنة والجماعة، والذي يقرر أن للفقهاء مكانتهم العليا في الإسلام إلا أنه لا عصمة لأحد وكل يُأخذ من كلامه ويرد إلا الرسول _صلى الله عليه وسلم_ فلا كهنوت في الإسلام ولا إحياء للفرعونية. </br>* المبدأ الثاني مبدأ المصلحة</br> والمصلحة وإن كانت أحد مرتكزات التشريع في الفقه الإسلامي عند أهل السنة والجماعة على ألا تخالف نص محكم في الكتاب أو السنة إلا أنها في المذهب الشيعي الاثني عشري تعلو على النص، وتتخطى حدوده مادام ذلك يحقق المصلحة العليا للأفراد والمذهب، وهذا هو موطن الخطورة، والتي هي بدورها منوطة برؤية الإمام !! <BR>هذا التداخل بين مفهوم ولاية الفقيه ومبدأ المصلحة في الفقه الشيعي نتج عنه مبدأ التــُقية الذي يلجأ إليه الشيعة أفراداً وجماعات في التعامل مع الآخر فيظهر له غير ما يبطن!! وهذا هو السر في تغير مواقف الشيعة من الشيء إلى نقيضه !! </br>يضاف إلى ما سبق عامل آخر يضعه الساسة الإيرانيون في تعاملهم مع الشيطان الأكبر أمريكا ألا وهو: معرفة الإيرانيين لطبيعة العقلية الأمريكية والنخبة الحاكمة والفلسفة التي تقوم عليها الولايات المتحدة، والتي لا تعترف بأي ثوابت، وأنها على استعداد لتغيير سياستها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مادام ذلك سيحقق مصالحها، فهي كما قال أحد المفكرين:"لم تنشأ كوطن ، وإنما نشأت كموطن ، ولم تبدأ كدولة ، وإنما بدأت كملجأ ! لديها كثير من الجغرافيا وقليل من التاريخ ، ونتج عن ذلك غياب الوطنية بالمعنى المتعارف عليه في أوطان أخرى، بل كانت المصالح هي القائد والمحرك لذا غاب عنهم معني الصمود إلى النفس الأخير ولا الاستعداد للتضحية ولا القبول بالشهادة، فهم مجموعة من المهاجرين المغامرين الأوائل ثم لحقهم مجموعة من المنفيين طردتهم أوروبا لأسباب أمنية وسياسية، ومجموعة من الهاربين من الاضطهاد الديني، ثم كان الباحثون عن الثروة وقطاع الطرق". <BR><BR>من هذا المنطلق يمكن لنا أن نفهم سر عدم وجود ثوابت تحكم العلاقة بين إيران والشيطان الأكبر أمريكا، وإنهم وإن اختلفوا في المنطلقات التي يستندون إليها في علاقاتهم ببعضهم إلا أن النتيجة واحدة، وهي: أن كل شيء جائز، مثل جواز زواج المتعة المحلل عند الشيعة والمحرم لدى أهل السنة والجماعة لما فيه من مفاسد على الفرد والمجتمع .....،ولكن لنا أن نسلم أن الشيء الثابت والوحيد في هذه العلاقة،هو: أن كلا الطرفين لا ينكر عداوته للطرف الأخر، بل ويتمنى هلاكه. </br>ربما تكون هذه المقدمة مدخلا جيداً لمناقشة العلاقات الإيرانية الأمريكية في ضوء الاحتلال الأمريكي للعراق، حيث تشير الشواهد منذ أن قامت الثورة الإيرانية إلى الآن أن كلا الطرفين لم يتمكنا من إنهاء مباراة (الشطرنج) بينهما، وأن عنصري الأيديولوجية والمصلحة قد لعبا دوراً هاماً في استمرارية هذه المباراة .... <BR>فسياسة تقليم الأظافر التي اتبعتها أمريكا مع إيران منذ قيام الثورة الإيرانية 1979م وحتى الآن، والتي تمثلت في :<BR>· استنزاف إيران عسكرياً في حرب ضروس مع العراق 1980م أكلت الأخضر واليابس، ودمرت البنية التحتية وقفت فيها أمريكا وحلفاؤها بكل قوتهم مع العراق، بل وتدخلت أمريكا مباشرة في الحرب 1988م بضربها عدد من المنشآت البترولية الإيرانية، وإسقاطها للطائرة المدنية الإيرانية التي راح ضحيتها 290 شخصًا، ووفقاً لتقديرات إيرانية منشورة، فقد بلغت الخسائر الإيرانية من جراء ذلك حوالي 871.5 بليون دولار !!<BR>· الحصار السياسي بتعبئة دول العالم ضدها، خاصة دول الجوار وإدراجها ضمن دول محور الشر .<BR>· الحصار الاقتصادي بتجميد أرصدتها لدى البنوك الأمريكية، ثم إصدار قانون "داماتو" 1996م الذي يقضي بحرمان الشركات التي تتعاون مع إيران من دخول السوق الأمريكية أو الحصول على ضمانات تزيد على عشرة ملايين دولار في السنة من بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي، وكذلك حظر الاشتراك بالعقود الحكومية أو الاتجار بالسندات التي تصدرها الخزانة الأمريكية يجدد القانون كل خمس سنوات.<BR>· إثارة القلاقل داخل إيران وتشجيعها ودعمها، واللعب على وتر الخلاف بين الإصلاحيين والمحافظين، ولعل آخرها ما عرف بمظاهرات الطلبة.<BR>على الرغم من هذا الهجوم الأمريكي الشامل والمتعدد المستويات إلا أن إيران وانطلاقاً من أيديولوجيتها و مفهومها لمبدأ المصلحة طبقت الكثير من فنون وقواعد لعبة (الشطرنج) في مواجهتها للمخططات الأمريكية ضدها مما أبطل الكثير من مفعول هذه المخططات، فعلى سبيل المثال:<BR><BR>· على المستوى العسكري رأى مرشد الثورة أن من المصلحة أن تنتهي الحرب مع العراق وما نتج عن حرب الخليج الثانية من تمركز للقوات الأمريكية في الخليج اتجهت إيران إلى تكوين جيش قوي بشرياً وتقنياً ليكون قوة ردع فعالة ضد أي تدخل أو تهديد لها، فأقامت العديد من الصناعات الحربية معتمدة على قدراتها الذاتية، أهمها: صناعة إيران للصواريخ البالستية بعيدة المدى، وخصوصًا برنامج الصواريخ (شهاب 3 و4 و5) القادر على الوصول إلى الدولة الصهيونية، وأن المخاوف الكبرى هي من تحميل هذه الصواريخ مواد نووية أو كيماوية، إضافة إلى تطوير برنامجها النووي بحجة استخدامه في النطاق السلمي، وإعلان إيران المتكرر أنها لا ترغب في إنتاج أسلحة نووية إلا أن الخبراء يؤكدون أن إيران تستخدم مبدأ التُــقية، وأنها قاب قوسين أو أدنى من امتلاك أسلحة نووية، وبات المسؤلون الأمريكيون مقتنعين بحصول إيران على مثل هذه الأسلحة في غضون سنتين فقط وليس عدة سنوات، الأمر الذي دعاهم للتحرك بسرعة كبيرة ضد إيران. <BR>· وعلى المستوى السياسي والأمني والاقتصادي استغلت إيران التناقضات الدولية وعدم تتطابق المصالح بين أمريكا وأوربا في تعزيز علاقتها مع دول العالم ، فقد نجحت السياسة الانفتاحية على الدول المجاورة والعالم والتي انتهجها الرئيس رفسنجاني ومن بعده الرئيس خاتمي بإعلانه عن مبادرته لحوار الحضارات التي تشكل مفارقة كبرى في توجهات إيران تجاه العالم، والتي تعد انقلاباً على مبدأ تصدير الثورة الذي تبناه الخمينى ، لقد كانت هذه المبادرة إحدى الوسائل الفعالة في كسر الطوق الذي نصبته أمريكا حول إيران، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي نتج عنه تعميق وتطوير سبل التقارب لتشمل كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك بإنشاء العديد من اللجان للتعاون المشترك مع السعودية والبحرين وعمان وقطر والكويت ولبنان والعراق والأردن وتركيا وباكستان وأفغانستان، إضافة إلى رفض الاتحاد الأوروبي لقانون داماتو مما شجع إيران على إقامة علاقات متميزة مع الدول الأوربية، وخاصة ألمانيا وفرنسا وروسيا والصين ....، هذه السياسة أدت إلى انقسام داخل الإدارة الأمريكية والمجتمع الأمريكي بخصوص المسألة الإيرانية.<BR>ومع ذلك فإن هذا الصراع لم يمنع الطرفان من التعاون بينهما من حين لآخر سراً وجهراً، مادام ذلك سيحقق مصلحة مشتركة، والشواهد على ذلك كثيرة، منها:<BR>· في ذروة الحرب العراقية الإيرانية، وعلى الرغم من تدخل أمريكا في الحرب لصالح العراق، ووصف إيران لأمريكا بالشيطان الأكبر، وتحريم التعامل معها إلا أن ذلك لم يمنع إيران وأمام الحاجة وضغط المصلحة من شراء الأسلحة من أمريكا، والتي باتت تعرف بفضيحة (إيران كونترا)، والتي أنهت عصر ريجان.<BR>· بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أدرجت أمريكا إيران ضمن دول محور الشر، والتي يجب تأديبها لمساندتها للإرهاب ، ومع إدراك إيران لخطورة تمركز أمريكا بالقرب منها في أفغانستان، وأن هذا تهديد استراتيجي لها إلا أن ذلك لم يمنعها من التعاون مع أمريكا في ضرب وتغيير نظام الحكم في أفغانستان، وإنهاء حكم طالبان، بل وذكرت التقارير أن الحرس الثوري تدخل عملياً في هذه الحرب الذي يرى أن من مصلحته وجود الشيطان الأكبر في أفغانستان خير من حكم الإسلام وطالبان!! (هذا التصرف يعد تطبيقاً عملياً لمفهوم المصلحة الذي يعلوا النص ويتخطاه لدى الشيعة وفق ما أشرنا إليه أعلاه!!)، ووفقاً لذلك يمكن تصديق التقارير التي أفادت بتسليم إيران عدد من أفراد تنظيم القاعدة لأمريكا مقابل إدراج أمريكا لتنظيم مجاهدي خلق ضمن المنظمات الإرهابية التي يحرم التعاون معها. <BR>وفي ضوء ما سبق لعل السؤال الآن بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وبعد مقتل الحكيم (خميني العراق) ....، هل ستستمر هذه المباراة أم أن اللعبة قد انتهت؟ هل سيستمر زاج المتعة أم أن الطلاق واقع لا محالة؟<BR><BR>قبل احتلال أمريكا للعراق، قال كمال خرازي (وزير الخارجية الإيراني) في تصريح صحفي له: "إن إيران سوف تسعى وراء مصالحها في حالة وقوع حرب، وتدرس السيناريوهات المختلفة، وتتخذ المواقف المناسبة حسب الظروف، فنحن لا نستطيع أن نتجاهل الأحداث في العراق باعتبارنا جيراناً لها، ولكن هناك فرق بين عدم التجاهل والحياد، ولن نسمح للولايات المتحدة باستخدام أجوائنا، وسوف نعلن مواقفنا حسب مقتضى الحال"، وبالفعل فإن إيران سعت وراء مصالحها، فمن رفض مبدأ الحرب والسعي إلى تجنبها كان التحول والتزام الحياد الإيجابي أثناء الحرب، ومن الحياد إلى التعاون بعد الحرب، فجرت المفاوضات والتي بناءً عليها تم السماح لمحمد باقر الحكيم (رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق) بالعودة إلى العراق ومعه فيلق بدر المسلح، وأن يلتزم هو ومن معه من الشيعة بعدم مقاومة الاحتلال عسكرياً، ومنع التسلل عبر الحدود مقابل تحقيق مكاسبهم السياسية، والتي تمثلت في سيطرة الشيعة على مجلس الحكم الانتقالي للعراق !!<BR>هذا الاتفاق وإن كان يحقق مصلحة وقتية لشيعة العراق إلا أن كلاً من أمريكا وإيران أراد من ورائه تحقيق مآرب أخرى - من وجهة نظري- ، فالجانب الإيراني رأى أن دخول الحكيم الذي لا ينكر ولاؤه لإيران ومرشدها، وتتطابق أفكاره وتصوراته الدينية مع أفكار الحوزة في (قم) إلى العراق سيحقق عدة مصالح، منها : أن سيطرة الحكيم على الحوزة في النجف الأشرف في العراق سيمنع الصراع مع الحوزة الدينية في (قم) على زعامة الشيعة في العالم، بالإضافة إلى ذلك - وهذا هو الأهم- أنه سيكون يد إيران القوية داخل العراق، وأنه إذا جد الجد وانتهى عقد زواج المتعة مع أمريكا، فمن الأفضل للإيرانيين أن يخوضوا معركتهم في ربوع بغداد، وعلى ضفاف الفرات وبين أحراش البصرة حتى لا يضطروا لخوضها في طهران !!<BR>أما الأمريكان فيرون أن التفاهم مع إيران سيحقق لهم استقراراً يحتاجونه الآن في العراق إلى أن تتضح الرؤية، وأن السماح بدخول الحكيم وجماعته إلى العراق سيعمل على تأجيج الصراع من أجل السيطرة على الحوزة في النجف الأشرف بين جماعة مقتضى الصدر المعارض لإيران وأمريكا والطامح إلى تزعم الشيعة، وجماعة الحكيم إيرانية الهوى والمذهب، إضافة إلى أن دخول الحكيم وجماعته إلى العراق أفضل من وجوده في إيران لإمكانية التحكم في تحركاته والتخلص منه في الوقت المناسب ... فالأمريكيون يخشون من توحد الشيعة تحت قيادة واحدة مما يكرر نموذج حزب الله مرة أخرى . <BR>ولكن أمام تصاعد أعمال المقاومة وتزايد أنصارها في المناطق السنية يوماً بعد يوم، وظهور دلائل على دخول العديد من المجاهدين العرب إلى العراق عبر إيران ، وإدراك أمريكا لقرب تبني الشيعة للمقاومة المسلحة، وأن المسألة مسألة وقت لا أكثر؛ لأن إيران لن تسمح للأمريكان بوجود طويل وهادئ على حدودها الغربية مع العراق، فإن السبيل الوحيد لاستقرارهم في العراق هو وقوع فتنة طائفية تشغل العراقيين عنهم، لذا كان لابد من إعادة خلط الأوراق مرة أخرى لعل الحلم الأمريكي يتحقق، من هنا كان التخطيط المحكم لقتل الحكيم (خميني العراق) ومعه مجموعة كبيرة من قادة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ، سواء مباشرة أو عن طريق بعض العملاء .<BR> هذا الأمر سيمكن الأمريكان من ضرب عصفورين بحجر واحد، أولهما: بتر وقطع يد إيران القوية في العراق. ثانياً: وقوع الحرب إما بين الشيعة أنفسهم باتهام الصدر باغتيال الحكيم أو بين الشيعة والسنة، وهذا هو بيت القصيد.<BR>والمتابع لتداعيات مقتل الحكيم يرى أن ما توقعه الشيطان الأكبر كاد أن يحدث، فقبل أن يجمعوا أشلاء الحكيم من بين الأنقاض كانت أصابع الاتهام تتجه نحو الصدر، ثم لأنصار الرئيس صدام حسين، وعلى الرغم من أنهم إلى الآن لم يتعرفوا على من دمر مقر الأمم المتحدة نجدهم هنا قبضوا على الجناة في نفس اليوم، وهم:عراقيون من السنة وبعض الشباب العرب، وخرجت المظاهرات ضد من سموهم بالوهابيين .... هذه السرعة في توجيه أصابع الاتهام والقبض على البعض الآخر يدل دلالة واضحة على أن الأمر قضي بليل، ولكن الله سلم ، فإدراك أولي الأمر لهذه الأبعاد وضع الأمر في مكانه الصحيح، فكل الجهات المعنية بهذا الأمر أعلنوا أن المستفيد من وراء قتل الحكيم هم الأمريكان والصهاينة على حد تعبير الأمين العام لحزب الله، وكذلك أعلنت المراجع الشيعية في العراق والمراجع السنية أيضاً أدانت اغتيال الحكيم، بل ونفى الرئيس صدام حسين أية علاقة له بهذا الأمر، وأدركت إيران مغزى الرسالة الأمريكية، وهاهو المرشد الأعلى لإيران على خامنئي يؤكد أن إيران التي التزمت الحياد الإيجابي في الحرب بين الأمريكيين ونظام صدام الديكتاتوري ، لن تقف على الحياد إذا تعلق الأمر بالحرب على الشعب العراقي.<BR>ومما سبق يمكن القول: إن الهدف من وراء اغتيال الحكيم أو غيره من الرموز العراقية من السنة أو الشيعة مستقبلاً، وهذا متوقع لن يحقق ما يصبوا إليه الأمريكان ... ، وأن انضمام الشيعة لأعمال المقاومة المسلحة لن يتأخر كثيراً ، وأن الطلاق بين إيران وأمريكا واقع لا محاله، وأن بغداد لا طهران هي ميدان المعركة، وأن الشيطان الأكبر الذي أخذته نشوة النصر يوم دخل بغداد فأنسته عقله فأعلن عن حل الجيش العراقي والحرس الجمهوري والمخابرات ووزارة الإعلام، وتسريح جميع الموظفين والعاملين بهذه القطاعات!! فكان ذلك وبالاً عليه وخير هدية يقدمها للشعب العراقي لانخراط هؤلاء في صفوف المقاومة!<BR>هذا الشيطان وأمام شدة ضربات وضغط المقاومة المسلحة أصبح وأمسى يستغيث ولا مغيث، فلجأ لعملياته القذرة يبغي الفتنة ويسعى إليها، فإذا هو في الفتنة يسقط ....<BR> ألم يقل الله رب العزة "إن كيد الشيطان كان ضعيفاً"<BR>"إن كيد الشيطان كان ضعيفاً".<BR><BR><br>