بيان المفتي ..من القول إلى العمل
29 ذو القعدة 1424

البيان القوي والواضح الذي أصدره سماحة المفتى العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حول ما جرى في مؤتمر جدة قبل أيام جاء في وقته، وأظهر الحق الذي جاشت به صدور أهل الخير والإصلاح والغيرة مما لم يأخذ حقه في الظهور في الصحف ووسائل الإعلام بكل أسف .<BR><BR>البيان جاء قوياً وصريحاً لصراحة المنكر وفداحة ما جرى في مؤتمر كان يتوقع منه أن يكون محلاً للنقاش حول القضايا الاقتصادية وما يتعلق به، فإذا به يتحول إلى مهرجان للسفور، ونبذ الحجاب، واختلاط الرجال بالنساء في حركة صارخة مضادة لما عليه دين البلد وعاداته، وفي حركة ذكرتنا بما جرى من القائمين على تحرير المرأة في مصر مطلع القرن حين حولوا مظاهرة قامت للتنديد بالاستعمار إلى مظاهرة ضد الحجاب، وتحول النداء من المطالبة بطرد المستعمر إلى المطالبة بترك الحجاب ونبذه بالكلية . .<BR><BR>إن ما يقوم به البعض ممن ساءت نيته فساء عمله أو غرر به ولم يدرك خطأ ما هو عليه من استغلال المناسبات الرسمية وشبه الرسمية في تمرير ( أجندته ) الخاصة وتحويلها إلى منابر للدعوة إلى المنكر وإظهار المجتمع بغير صورته الحقيقة، بل بصورة مزورة يساهم الإعلام المحلي ( في بعض قطاعاته ) بكل أسف إلى إشاعاتها وبثها حتى ليبدو للغريب المراقب من الخارج أن المجتمع كله على تلك الشاكلة .أقول: إن ذلك العمل يجب أن يتوقف حتى لا ينجر المجتمع إلى فتنة بسبب مجموعات صغيرة مفتونة تتلاعب بالنار فتحرق نفسها وتحرق معها المجتمع كله _لا قدر الله_ . <BR><BR>إننا في الوقت الذي نشكر فيه المفتي ونثني على بيانه المبارك ، ندعو سماحته – و هو مرجع الدولة في القضايا الشرعية والفقهية – أن يصدر توجيهاته وتعليماته الرسمية بضبط مثل تلك المسائل حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى ، وأن يكون لدى الجهات المعنية بمثل تلك المناشط الرسمية منها وشبه الرسمية ضوابط وتعليمات حول ما يجب شرعاً ونظاماً من مراعاة الآداب والسلوكيات العامة وضبط صور مشاركات النساء في المؤتمرات والمنتديات بما يحقق الهدف المطلوب ويحفظ في الوقت ذاته كرامة المرأة وصيانتها من الاختلاط والسفور، وألا يكون دين المجتمع وهويته وسمته وكرامته غرضاً يتناوله السفهاء ممن قل دينه وعقله .<BR><br>