لم ننتظر طويلاً، ولم نتأمل كثيراً، فقد اعتدنا فشل القمم العربية على مدى سنوات طويلة، حتى تلك التي يعلن فيها النجاح، يكتب لكثير من توصياتها الموت، قبل أن تسهم ولو بقليل من رفع معاناة أو تحقيق مصلحة للشعب. </br> </br> يفكر المواطن العربي أحياناً - طالما بقي التفكير مسموحاً به- " ترى إن كان القادة العرب قد فشلوا في تحقيق هدف، أو إيجاد حل، أو تجنب معاناة لنا، فعلى من نعوّل في تحقيق ذلك". </br> وسيأتي الجواب سريعاً " الشعب" </br><BR>حسناً.. فكيف يمكن تحقيق ذلك تحت حكم القادة ذاتهم.!!؟ </br> </br> وقبل أن ندخل في - التفكير المسموع وغير المسموح به- سنستذكر بعض الأحداث البارزة التي مرّت على عالمنا العربي السعيد (!!)</br> </br>- قمة الإسكندرية التي احتضنت أول قمة عربية (كمؤسسة سياسية) في سبتمبر سنة 1964م، رحبت بمنظمة التحرير الفلسطينية، كونها الممثل الشرعي لفلسطين العربية. </br>ثم أكدت قمة الرباط التي عقدت في نوفمبر عام 1974م على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد والشرعي لفلسطين. </br> بعد ذلك بسنوات لاحقة، أجبر قادة المنظمة الفلسطينية على الإبعاد من بعض الدول العربية المشاركة في القمة.!! </br> </br>- قمة الخرطوم التي عقدت في أغسطس عام 1967م، دعت إلى اللاءات الثلاث ضد إسرائيل، وهي ( لا صلح، ولا تفاوض، ولا اعتراف بإسرائيل)<BR>ثم تم الصلح من قبل بعض الدول العربية، فسقطت اللاءات الثلاثة تباعاً، وصولاً إلى التمثيل الدبلوماسي والزيارات والدعوات الرسمية !!<BR><BR>- قمة بغداد في مايو عام 1978م، وقمة تونس في نوفمبر عام 1979م، رفضت اتفاقية كامب ديفيد التي وقعتها الحكومة المصرية مع إسرائيل، وطالبت بنقل مقر الجامعة العربية، وتعليق عضوية مصر ومقاطعتها؛ ولكن ذلك كله لم يفلح كثيراً ولا قليلاً في حذف بند واحد من الاتفاقية، بل شهدت مزايدة من الدول العربية في تحسين علاقاتها مع إسرائيل، والسير على خطى كامب ديفيد.<BR><BR>- قمة عمان في نوفمبر عام 1980م، نددت بقرار مجلس الأمن رقم (242) معتبرة إياه أنه لا يكون أساساً صالحاً للحل في المنطقة، ولكن هذه القمة لم تمنع من محاول بعض الدول العربية الاستناد إلى نفس القرار، والمطالبة بتحقيقه، كأساس للتسوية مع إسرائيل، في وقت باتت إسرائيل هي من تمتنع عن تنفيذه ( القرار (242) يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من جميع الأراضي التي احتلت في حرب عام 1967م)<BR><BR>- معظم القمم العربية التي دعت لنصرة الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم له وصولاً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لم تقدم مواطناً واحداً ( بعد عام 48) للدفاع عن فلسطين باليد والسلاح؛ لا بالخطابات والكلمات.<BR>على العكس نرى بعض الدول العربية، تقتل وتمنع من يحاول الدخول إلى فلسطين المحتلة عبر أراضيها، كأنهم أصبحوا السياج الآمن لإسرائيل.<BR>وغيرها وغيرها من القمم الأخرى.<BR><BR>كما لم تمنع أفعال (تستنكر، تؤكد، تدعم، تشجب، تدين...) المضارعة في القمم العربية، من الوقوف في وجه الاحتلال الأمريكي للعراق، أو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، أو احتلال الأراضي السورية واللبنانية، أو التدخل الأمريكي في الصومال، أو انتزاع الصحراء المغربية، أو قصف الطائرات الأمريكية لليبيا، أو وقف أي عملية من عمليات الاغتيال الإسرائيلية لقادة المقاومة الفلسطينية.<BR>بل سوّقت فكرة (أن العرب لا يسعهم إلا مسارح الخطابة والاستنكار) لدى الأذهان الأمريكية والإسرائيلية، ما ساهم بدورهم في عدم وضع أي وزن لأي قرار أو رأي عربي.<BR><BR>وطالما أن القمة العربية التي ألغيت كانت ستكون - لو كتب لها أن تتم- كمثيلاتها السابقات، فكأنما القادة العرب ذهبوا وتعبوا واستنكروا وعادوا.<BR>لذلك وجب علينا أن نشكرهم .<BR>فشكراً لهم...<BR><br>