في فلسطين العربية المسلمة، يشقّ المجاهدون الفلسطينيون طريق المجد بدمائهم وأرواحهم، ويزلزلون الأرض من تحت أقدام اليهود الغاصبين، فيترنّح الثور الصهيونيّ الشارونيّ، الذي سيسقط قريباً -بإذن الله- مضرّجاً بحقده وجنونه وساديّته!.. وفي (تورا بورا) الأفغانية وأخواتها سحق المجاهدون المسلمون رأسَ الأفعى الأمريكية بالعزم والثبات على الحق، والتصميم على إزهاق الباطل، وبالإيمان بأنّ الله لن يُخْلِفَ وَعْدَهُ المؤمنين المجاهدين، الرابضين على الثغور، المُنْقَضّين على النحور : نحور الأعداء الغزاة وأذنابهم!.. وفي (الفلوجة) العراقية المسلمة وشقيقاتها، ينفجر بركان الغضب الجهاديّ، ليطيح بثوابت الدجل الأميركي، فتهتزّ عروش طغاة الإمبراطورية المجرمة، على وَقْعِ العزيمة التي يسطّرها فتيان الفلوجة المؤمنة قبل رجالها!.. أما شاهدنا وشاهد العالَم كم كان هذا البركان جامحاً؟!.. يوم انفجرت حُمَمه بوجه طواغيت البيت الأبيض وحِرابهم الغبية المحتلة، التي لا تعرف إلا صناعة القهر، القهر فحسب، الذي انفجر بكل تراكماته، فأنتج تفريغاً ولا أقسى لشحناته الصاعقة، بعد أقل من عامٍ على تدنيس عاصمة الخلافة بالاحتلال والإذلال؟! أنتج حرائق وجثثاً مشويّةً متفحّمة، وسَحلاً وانتقاماً.. لتتكامل عناصر المشهد الجهنّميّ المصغّر، الذي ليس إلا عينةً للمشهد الأكبر، يوم يتكرّر بشكلٍ أوسع بكثير، حين تأزف ساعة الانتفاضة العراقية الباسلة، فتجتاح عراق المنصور والرشيد، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه!.. فهل يتّعظ الغزاة المجرمون من تجربة الفلوجة الأبيّة، التي أظهرت بوضوحٍ شديد، إلى أي درجةٍ بلغ إحساس القهر والإذلال في نفوس العراقيين، الذين ما خضعوا يوماً لذل، وما استكانوا لغازٍ مجرمٍ همجيٍ أثيم؟!<BR>في (القدس)، يرسم المجاهدون بدمائهم طريق الحرية والنور، فتضيء جنبات الأقصى الشريف، مستبشرةً بالفجر القادم والنصر القريب _بإذن الله_، الذي يَهَبُهُ _عز وجل_ لمن يطلبون الموت في سبيله، ويَهَبُهُم مع ذلك الحياة العزيزة الكريمة، ويَهَبُ أمّتهم –ببركات جهادهم- المجدَ والسؤدد والعزّة والرفعة! وفي (الفلوجة) الأبيّة، يخطّ المجاهدون المؤمنون أول سطرٍ في صفحات العزّ والكرامة والتحرير وإحقاق الحق وإزهاق الباطل، فيلقّنون أبناء الصليب درساً مكثّفاً، يذكّرهم بدروس (فيتنام) التي يبدو أنهم نسوها أو تناسوها!.. </br> " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً " (الإسراء :81). </br> لقد شاهدنا كيف يترنّح الثور الصهيونيّ، ويُهَشّم أنف اليهود المحتلّين في فلسطين، وتُداس جباههم وهاماتهم، وشاهدنا كيف تتحطّم الغطرسة الأميركية وتُذَلّ، على قمم (تورا بورا)، وفي شوارع الفلوجة ورُباها!.. وشاهدنا أول حروف الهزيمة المنكرة للإمبراطورية المندحرة .. تُكتَب في (القدس)، وتُقرَأ في (الفلوجة)، وتُسَطَّر في (تورا بورا)!.. وشاهد العالَم الجنديّ الذي لا يُقهَر، كيف يفرّ من ميدان أول معركةٍ حقيقية، مهزوماً صاغراً، مُطلِقاً ساقيه للريح، متحسّساً رأسه وعنقه، خائفاً هَلِعَاً صارخاً : النجاة .. النجاة، ولكن من أين تأتي النجاة للغزاة، الذين رَكِبَتْهُم غطرسة القوّة الماديّة، وأَعْمَتْ قلوبهم وأبصارهم شهوة التسلّط وجبروت الترسانة العسكريّة الطاغية الباغية، التي اندحرت في أول صدامٍ حقيقيّ ؟! " سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ " (القمر:45). <BR>أنّى لأولئك الفجرة القتلة المجرمين أن يفهموا .. أنّ مَن يطلب الموت في سبيل الله، لا يمكن أن يعدله في المواجهة مَن يحرص على الحياة بكلّ ثمنٍ ووسيلة!.. وأنّ القوّة الماديّة وحدها لا تصنع الرجال، ولا تمنح النصر، ولا يمكن لِباطِلها أن يهزم حقّ الإيمان والمؤمنين!.. وأنّ الإسلام لا يمكن أن يُقهَر؛ لأنّ الله _سبحانه وتعالى_ يتولاّه ويتولّى أهله المجاهدين الصادقين المخلصين، الذائدين عن حياضه، المرابطين عند ثغوره!.. " وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ " (آل عمران:126) <BR>أرأيتم كيف تمضي سنّة الله في أرضه؟!.. أشاهدتم كيف يُصنَع العزّ والمجد، ويظهر هذا الدين على الدِّينِ كلّه ببركات الجهاد والتضحية، وببذل الدم والنفس والروح في سبيل الواحد الأحد، وفي سبيل دينه ومنهجه القويم، الذي تكفّله _سبحانه جلّ شأنه_ بالتأييد والرعاية والحفظ والعلوّ والرفعة؟!.. أرأيتم كيف يُهزَم الجَمْع ويولّون الدُّبُر، مخلّفين وراءهم قتلاهم وجرحاهم والخائرين من جنودهم المهزومين المتفحّمين؟! <BR>هي ذي سنّة التدافع تسير قُدُماً، من فلسطين إلى العراق إلى أفغانستان، وقد بدأت صفحتها الأولى من (القدس)، وتعمّقت في (تورا بورا)، وستؤتي أُكُلها في (فلوجة) العز والإباء _بإذن الله_ فما بين (القدس) و(الفلوجة) .. يبدأ المجاهدون بشقّ طريق النصر والشهادة والجنّة، بينما يشقّ الله _عز وجل_ طريق جهنّم لكفار اليهود والصليبيين، وبئس المصير!.. ما بين (القدس) و(الفلوجة) و(تورا بورا).. ترتسم معالم سنّة الله في أرضه، فيدفع المجاهدون بجهادهم وتضحياتهم ومقاومتهم .. أذى الكافرين الصهاينة والأمريكيين وظلمهم وجبروتهم!.. "الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج:40).<BR>من (القدس) إلى (الفلوجة)، يستبشر المؤمنون بنصر الله، ويزفّ المجاهدون المرابطون إلى أمّتهم بشائرَ الفتح المبين القريب _بإذن الله_ مهلّلين مكبّرين : الله أكبر من الظالمين، الله أكبر من الغزاة المعتدين، الله أكبر من الطغاة الجبّارين المحتلّين!..<BR>" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد:7) <BR>لا نشكّ مطلقاً بأنّ سنّة الله ستمضي إلى نهايتها، إلى أن تتهاوى دولة يهود، وتتهاوى إمبراطورية الغطرسة والقوّة الغاشمة الأمريكية، ويتهاوى محور الشرّ الحقيقيّ : من (تل أبيب) إلى (واشنطن)!<BR> فإنه وَعْدُ الله _عز وجل_، ولن يُخْلِفَ الله وَعْدَهُ للمؤمنين الأطهار المخلصين المجاهدين في سبيله، وإنا في ذلك على يقينٍ، لا يزعزعه إرجاف المرجفين، أو يأس المتشائمين، أو استخذاء الصامتين المتفرّجين، أو انهزام المنهزمين، أو تخاذل المتربّصين، أو نفاق المنافقين!.. وإنا في ذلك على يقينٍ، لا يهزّه كذلك إعلام اليهود وأميركة والغرب الكذّاب الأفّاك، الذي يخفي الحقائق، ويحجب الحقيقة، التي لم يعودوا قادرين على إخفائها؛ لأنّ أَكُفَّهُم باتت غير كافيةٍ لحجب نور الشمس الساطع، وها هوذا (ماء) الإيمان يكذّب (غطّاس) الكفر والطغيان، وإنّ غداً لناظره قريب!..<BR>" فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَام" (إبراهيم : 47).<BR>"وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (آل عمران : 139).<BR><br>