في ذكرى النكبة : مزيد من الاغتصاب والتشريد
30 ربيع الأول 1425

ليست مصادفة أن يتواكب 15 مايو ، وهو ذكرى مرور56 عاماً على نكبة العرب الكبرى وقيام الدولة الصهيونية على أرض فلسطين العربية الإسلامية ، مع الحملة العسكرية التي بدأتها إسرائيل في غزة ورفح لاغتصاب المزيد من الأرض وتشريد المزيد من الفلسطينيين.<BR><BR>فقد توافق احتفال الفلسطينيين بذكرى النكبة بقرار المحكمة العليا الإسرائيلية التي أجازت هدم منازل الفلسطينيين في مخيم رفح للاجئين بجنوب قطاع غزة ، وهو ما يخالف القرارات الدولية باعتبار غزة أراضي فلسطينية ، وحددت قوات الاحتلال الصهيوني مئات المنازل الفلسطينية بجنوب قطاع غزة تمهيداً لإزالتها ، وهو ما يترتب عليه تشريد آلاف الفلسطينيين من جراء عمليات الهدم الصهيونية، وهذه بالطبع نكبة جديدة يعيشها أهالي رفح.. لاجئون ومشردون، والذين يتوافدون تباعاً في خيام انتشرت هنا وهناك بعد القصف الإسرائيلي على مدى الأيام الماضية لمنازلهم بالمدينة جنوبي قطاع غزة، وأحيت هذه المشاهد مرارات نكبة اغتصاب فلسطين يوم 15 مايو 48 في حلوق 1300 فرد ينتمون لـ 200 أسرة، تهدمت بيوتهم الـ 70 تماماً.<BR><BR>ويعيش أغلب هذه الأسر مشرداً في العراء بلا غطاء يقي من لهيب الشمس، تحت ظروف مأساوية صعبة دفعتهم لتوجيه نداء استغاثة من أجل سرعة إيوائهم في منازل بديلة للتي هدمها الاحتلال. ويعيش بعض هذه الأسرة في بعض الخيام بمراكز إيواء ، لكن لم تقدم لهم المساعدات اللازمة سوى ما جادت به وكالة غوث اللاجئين من خيام وأدوات منزلية، فيما تقدم لهم محافظة رفح وجبات غذائية.<BR><BR>وبينما تواصل قوات الاحتلال حملتها الدموية ، وهدمها لعشرات المنازل وتشريد آلاف الفلسطينيين، نسمع إعلان (رئيس هيئة الأركان الصهيوني المجرم) موشيه يعلون، بأن العمليات الإرهابية التي يقوم بها الجيش الصهيوني في رفح ستستمر مدة طويلة، وأن قواته تتحرك بحذر وبشكل منظم في رفح مدعياً أن العمليات العسكرية التي يقوم بها جيشه في مدينة رفح أصبحت ضرورية بعد تحولها إلى بوابة للمقاومة الفلسطينية تدخل منها الوسائل القتالية الكثيرة ؛ كقذائف آر. بي. جي على حد زعمه.<BR><BR> وهكذا يحتفل اليهود بذكري إقامة دولتهم بمزيد من تشريد الشعب الفلسطيني وتدمير المنازل والمساجد وممارسة العنف والإرهاب، والمزيد من التهويد للأراضي الفلسطينية والتاريخ والحضارة العربية الإسلامية التي عاشت على هذه الأرض لآلاف السنين،<BR>ونحتفل نحن بالنكبة بإقامة المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع الكيان الصهيوني ، ونفتح أبوابنا على مصراعيها للعربدة الصهيونية بكل صورها تحت اسم السياحة وتبادل الخبرات والعلاقات الاقتصادية ، ففي نفس التوقيت نشرت الصحف أخبار الاتفاقيات التجارية والجمركية التي عقدتها الأردن مع إسرائيل للمزيد من فتح الأبواب للصهاينة وتبادل السلع معهم.<BR>لقد مر56 عاماً من العربدة الصهيونية ، وقيام دولة الكيان الصهيوني التي قامت عل أشلاء آلاف الفلسطينيين الذين قتلوا في مذابح جماعية مارسها الإرهابيون الصهاينة بدءاً من بن جريون وانتهاء بشارون الذي فاق جميع السفاحين الصهاينة في عدد الفلسطينيين الذي استشهدوا على يديه ، بالإضافة إلى آلاف الأسرى المصريين والعرب الذي قتلهم في حربي 1956 و 1967م ، هذا بالإضافة إلى تشريد الملايين من الشعب الفلسطيني الذين فروا من المذابح ليعيشوا حياة الشتات في الدول المجاورة، مثل: الأردن، وسوريا، ولبنان، ومصر، وخارج العالم العربي.<BR><BR>56 عاماً مرت من العربدة الصهيونية المتواصلة ليس في فلسطين فقط، بل في سائر المنطقة العربية ، عربدة شملت كل وسائل الإرهاب والعنف والمكر والخداع وإهدار كل حقوق الإنسان داخل فلسطين وخارجها ، فليس من الغرابة أن نجد صهاينة اليوم يعاونون القوات الأمريكية في قمع الشعب العراقي، وممارسة كل صنوف القهر والتعذيب ضد الأسرى العراقيين في سجن أبي غريب وغيره، وليس غريباً أيضاً أن نجد كوماندوز صهاينة في صفوف القوات الهندية في كشمير لقمع الجهاد الإسلامي هناك ، فهؤلاء هم الصهاينة أعداء المسلمين وأعداء الإنسانية في كل الأزمان والعصور ، شعب قام تاريخه كله على سفك الدماء والعنف والقتل ، وليس دماء البشر العاديين وحسب بل دماء الأنبياء ، فقد تلوثت أيديهم بدماء عشرات الأنبياء الذين بعثهم الله لإرشادهم وهدايتهم ، والذين يمارسون القتل مع أطهر البشر على الأرض لا غرابة في أن يقيموا المذابح الجماعية للشعب الفلسطيني في دير ياسين وقبية ورفح وصبرا وشاتيلا ، ولا غرابة في أن يغتالوا الشيخ ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي بالصواريخ الموجهة.<BR><BR>ولا يبقى للفلسطينيين أمام هذا التخاذل والهوان العربي إلا أن يتولوا زمام قضيتهم بأنفسهم وينفضوا أيديهم من العرب فلا ينتظروا تحركاً عربياً قوياً وحاسماً لمواجهة العربدة الصهيونية ، ويبقى الأمل معقوداً في فصائل المقاومة الفلسطينية وما يقومون به من جهاد إسلامي لدحر الصهاينة وإرهابهم وتعقبهم في كل مكان على أرض فلسطين أرض القدس والأقصى ، ونحن نبشرهم بالنصر القريب إذا استمر جهادهم ، فقد ظل الصليبيون في القدس زهاء ثمانين عاماً ثم حررها صلاح الدين من أيديهم ، والصهاينة اليوم مر على دولتهم 56 عاماً ، والأمل قائم في تدمير هذه الدولة على أيدي المجاهدين الفلسطينيين فهم الأعلون وعليهم ألا يهنوا ولا يحزنوا فإن النصر قريب _بإذن الله_.<BR><BR><br>