( بول جونسون ..أنت بعض مني وأنا بعض منك ) !!
7 جمادى الأول 1425

( بول جونسون !<BR>أنت بعض مني وأنا بعض منك<BR>فقدت بفقدك بعضي إلى الأبد <BR>وتركت بقلبي جزءاً منك تظلله الأحزان )<BR><BR>لم يقل هذا الكلام السابق زوجة القتيل بول مارشال جونسون ولا إخوته ولا ذووه ، بل كتبه ونقله كاتب مسلم في عموده في صحيفة وطنية سيارة ! <BR><BR>ماذا يعني هذا ؟<BR>هل يعني أن الكاتب - ومن نقل عنه - بلغهم نبأ إسلام الرجل قبل قتله فبثوه هذه المشاعر الفياضة التي ربما بخلوا بها على آبائهم أو إخوانهم !<BR>وهنا يحق لنا أن نتوقف وأن نترقب دليلهم على ذلك !<BR><BR>لكن الحقيقة هي أن الرجل لم يسلم ولم يقل أحد بإسلامه، بل مات كافراً على دينه !<BR>وهنا ينفتح باب من الأسئلة الكبيرة التي يجب على كاتب المقال - إن كان يحترم عقول قرائه، ويراهم جديرين بالإقناع - أن يجيبنا عليها سريعاً !<BR><BR>هل القول بحرمة قتل الرجل وعصمة دمه يعني أن تزول بيننا – نحن المسلمين - وبينه الحواجز والفوارق الدينية التي جاءت بها النصوص الشرعية من الكتاب والسنة بلا مواربة ولا خفاء ؟ <BR>وهل صار من أقرب الناس إلينا حتى يبثه واحد منا تلك المشاعر الحارة التي لم يكتب مثلها عن عشرات القتلى من أطفال المسلمين ونسائهم ورجالهم في بلاد العالم ؟ بل ولم يكتب مثلها أو قريباً منها لصالح قتلى المواجهات من رجال الأمن ؟!<BR><BR>نفس الكاتب كتب كثيراً في ذم المطلوبين والتشنيع عليهم ووصفهم بكل سيئة وخطيئة، ولست أدرى ما سوف يجيب به لو تسنى لأحد أن يسأله بصدق : أين الرجلين أقرب إلى قلبك وأولى بولايتك : بول جونسون أم قاتله ؟ <BR><BR>المسلم بفطرته وصفاء عقيدته ولو لم يكن مثقفاً– كثقافة الكاتب – يقول بلا تردد: إن أولئك أقرب إلينا فهو مسلمون وهو كافر ، ومهما بدر من أولئك من عظائم فليست تخرجهم من الدين ، ومهما وقع على الرجل القتيل من مظالم فليست تنفي عنه صفة الكفر ومقتضياتها الشرعية .<BR><BR>ربما لا يعجب هذا الكلام من يريد أن يأخذ من الدين ما يدعم به مواقفه ويدع ما يتعارض معها، ولكن الحق أحق أن يتبع !<BR> <BR>من كتب تلك الكلمات الموغلة في التطرف ، كتب كثيراً – من قبل - في مسائل الدين وناقش وجادل وأظهر نفسه على أنه لا تنقصه العلوم الشرعية، فإن كان هو حقاً كذلك ، فهل خفيت عليه هذه المسألة من مسائل الذين الواضحة ، فصار لا يفرق بين المسلمين والكفار في الحب والعطف والمودة و التولي ؟<BR> هل خفي عليه الفرق بين الموالاة والمعادة وبين البر والإحسان والعدل في شريعة الإسلام ؟<BR><BR>هل يظن – هو وغيره ممن سار على ذات النهج – أنهم يقدمون خيراً للوطن حين يكتبون تلك الكتابات المضادة لما عليه دين البلد و أهله ؟<BR><BR>لا وربي ... بل هم يزيدون من معاناة البلد ويصنعون بكتاباتهم هذه أزمات ومشاغبات فكرية لتزيد من التحزبات والتفرقات بعيداً عن الأصل الذي اجتمع عليه الناس واحتكموا إليه وهو الإسلام : بنقائه وصفاءه ، وقوته وحزمه ، ورحمته وعدله ..!<BR><BR><BR>الادعاء المثير للضحك الذي قاله كاتب المقال ، أنه بموقفه الغريب النشاز هذا ، يعبر عن رأي شريحة واسعة من شرائح المجتمع، بل يكاد يقول إنه يعبر عن كل فرد من أفراد البلد حين يقول مثل هذا الكلام !<BR><BR>ولأجل هذا تحشر أسماء وهمية في المقالات ، ويستشهد بأقوال أناس صنعهم خيال الكاتب وأعطاهم أسماء وربما عناوين ومراكز وأرقام هواتف لكي ينقل عنهم تأييدهم لرأيه !<BR><BR>و هكذا يستثمر البعض أزمات البلد للتعبير عن مشاعر وأفكار نشاز ..غريبة وبعيدة كل البعد عن المعالجات العاقلة المتزنة التي تسعى لتجنيب البلد المزيد من الفتن والمناحرات .<BR> <BR><BR><BR><BR><BR><BR><BR><BR><BR><br>