سباق الرئاسة الأمريكية.. التزوير والمكائد أساساً
22 شعبان 1425

ما يثير الدهشة فعلاً، ويستدعي منا الوقوف للحظات، هي الأخبار التي تحدثنا يومياً عن سباق الرئاسة بين مرشحي الحزبين الرئيسين في أمريكيا.<BR>وتحديداً فيما يتعلق بالمؤامرات والدسائس والمكائد التي تعد -فيما يبدو- أساساً في الصراع للوصول إلى مقعد الرئاسة في أمريكا بشكل عام، وبين جورج بوش (كرئيس حالي لأمريكا) وجون كيري، (كمرشح رئاسي) بشكل خاص.<BR><BR>ونحن بصفتنا عرب، نواجه أزمة داخلية مكبوتة؛ عندما نستمع لمثل هذه الأخبار، التي تحدثنا عن سباق مشروع للحكم، ثم نتساءل فيما بيننا، " هل يليق هذا الفعل برئيس دولة، فضلاً عن رئيس أمريكيا!؟" " وهل هذه إحدى أشكال الديموقراطية هناك!؟"<BR><BR>الغريب أن هذه المبارزات اللاأخلاقية في أمريكا، تحدد للأمريكيين؛ من سيفوز بحكمهم في لعبة يمتلك فيها الناخب الأمريكي معظم الخيوط، فيما يمتلك الإعلام كل الخيوط بما فيها حركة الناخبين.<BR><BR>ولا تقتصر هذه المبارزات اللاأخلاقية على التشكيك أو الاستعداء أو الإحراج، بل تتعداها إلى الفضائح والاستهزاء والتشهير.<BR><BR>كمثال، فإنه وبتوجيه من مؤيدي كيري، عرض برنامج "60 دقيقة" الشهير على محطة (سي بي إس) الأمريكية، شكوكاً قوية حول سجل بوش العسكري، بدعوة أن بوش تهرب من المشاركة في حرب فيتنام، رغم أنه كان "طياراً" في القوات الجوية التابعة للحرس الوطني خلال الحرب، وذلك بتزوير السجلات الطبية الخاصة به.<BR>وعرضت القناة وثائق من آخر رئيس لوحدة عسكرية كان فيها بوش، تثبت أن بوش ناقش معه كيفية تجنبه للدخول في التدريبات العسكرية قبل الذهاب إلى فيتنام.<BR>وشهدت ماريان كارنوكس (السكرتيرة في ذات القسم الذي خدم فيه بوش) بأنها لم تكتب الأوراق الموجودة في ملف بوش، والخاص "بظروفه الصحية غير المناسبة" للذهاب إلى فيتنام، كتأكيد على تزويرها.<BR><BR>في المقابل، دفع مؤيدو بوش "جمعية محاربي فيتنام القدامى" ووسائل إعلام أمريكية للهجوم على كيري، ووصفه خلال حرب فيتنام بأنه " أهوج ومندفع وغير انضباطي"، وأنه "يبالغ في وصف بطولاته هناك".<BR>مشيرين إلى وقائع عسكرية تثبت ذلك، عبر إعلانات تلفزيونية كلفت ملايين الدولارات!!<BR>ووصف كيري سلسلة الإعلانات التلفزيونية التي شنها أحد الجمهوريين بأنها "أكاذيب."<BR>وقد استقال بنجامين جينسبرج (وهو محام يعمل مع فريق بوش الانتخابي) بعد أن أقر بأنه قدم المشورة لمجموعة (محاربي فيتنام القدماء) الذين شنوا الإعلانات على كيري.<BR><BR>أما مسائل الاستهزاء والسخرية، فحدث ولا حرج، منها الهجوم اللاذع الذي شنه كيري على سياسات بوش في عدة مجالات أثناء جولة انتخابية في ولاية ويست فيرجينيا مطلع شهر سبتمبر.<BR>حيث قال كيري متهكماً: " كل ما يفعله بوش يبدأ بحرف واحد هو (W) فاسمه دبليو بوش، دبليو جورج، و لعله ليس صدفة أن تبدأ كلمة "خطأ" (Wrong)بنفس الحرف". <BR>وأضاف "والحرف نفسه يشير إلى الخيارات "الخطأ"، والحكم "الخطأ"، والتوجه "الخطأ" في بلادنا التي يمارسها بوش".<BR><BR>ويلعب التزييف دوراً بارعاً هنا، كما حدث عندما زوّد مؤيدو بوش، بعض وسائل الإعلام الأمريكية، بصورة يظهر فيها جون كيري إلى جانب ممثلة أمريكية هي جين فوندا، يبدوان فيها وكأنهما مشتركان في مظاهرة ضد الحرب على فيتنام.<BR>ونالت هذه الصورة انتشاراً وشعبية واسعة، خاصة بعد أن نشرتها صحيفة "ديلي ميل أون صنداي" على صفحتها الأولى، على مدى أسبوعين، فاتحة بذلك الباب واسعاً أمام انتقاد كيري في تناقضه بشأن الحرب في فيتنام، ووجود علاقة "خاصة" بينه وبين الممثلة فوندا!!<BR><BR>فضلاً عن التشهير والقذف، فيما ذهبت إليه زوجة جون كيري "تيريزا" في وصف الديموقراطيين في أمريكا بأنهم "فاسدون".<BR>ووصف كيري لبوش بأنه "جبان"، و أنه "فاشل في إدارته للدبلوماسية"، واتهام بوش لكيري بأنه "منقاد للسياسة العالمية"، وأنه " سيجعل فرنسا تحكم أمريكا"!! وغيرها<BR><BR>الأمثلة لا تنتهي، وهي لن تنتهي حتى مع حسم الأمور لصالح أحد طرفي الصراع، فالشبهات والتلفيقات سمة مميزة، بات المرشح أو الرئيس الأمريكي أحد وسائلها وأهدافها بنفس الوقت.<BR><BR>وسط وصول مرشحين "ملطخين بالشبهات" إلى البيت الأبيض، ماذا يتوقع الواحد منا أن يواجه من سياسة خارجية لأمريكا؟!<BR>وكيف يمكن للواحد منا أن يتفاءل في وصول هذا وزوال ذلك؟!<BR>خاصة وأن كل ما يرافق السباق إلى مقعد الحكم في أمريكا من تصرفات لاأخلاقية، يعد في العرف الأمريكي "ديموقراطية" (!!).<BR>وهي نفس "الديموقراطية" التي تسعى الإدارة الأمريكية أن تصدرها لنا، حتى ولو على ظهر دبابة!! <BR><br>