مبروك لمزارع العبيد ومالكيها
23 شوال 1425

لأول مرة في حياتها تفوز الدول العربية على الصعيد العالمي بلقب ما، فقد نشرت منظمة مراسلون بلا حدود قائمة بترتيب دول العالم حسب حرية الصحافة فيها فكانت الدول العربية هي الأخيرة بلا استثناء من مجموع 167 دولة.<BR><BR>أول الدول العربية – من الأسفل طبعاً - في حرية الصحافة جاءت بعض الدول الخليجية تلتها سورية الأسد سورية الثورة والبعث والصمود والإصلاح والمعلوماتية، ثم ليبيا الفاتح لما أغلق، وصاحب الكتاب الأخضر والنظرية العالمية عن الخبل والهبل في القرن الواحد والعشرين، ثم من بعدها تونس الحمراء تونس التقدم والانفتاح، والتي تطمح بالخروج من بين دول العرب إلى الاتحاد الأوروبي، تونس المجد برعاية الملهم الذي قضى على كل الرجعيين والمتخلفين، وأوصل تونس إلى المرتبة 152 في عالم الحرية. يلاحظ أن إيران توسطت الفراغ بين سورية وبعض الدول الخليجية ، وهي فعلاً تمثل الوسط بين الدولتين، فهي من جهة دولة دينية يحق لها أن تفتخر بتكميم أفواه مواطنيها حسب الشريعة التي اخترعتها والتي لا تمت للإسلام بصلة، ومن الجهة الأخرى هي دولة باطنية كسورية تعتمد القمع والإرهاب والمراوغة والنفاق في إعلامها وسياستها، بالمناسبة حصلت إيران في التقرير على المركز الأول في عدد الصحفيين المعتقلين بين دول الشرق الأوسط، مبروك مرة أخرى وتصفيق حاد.<BR><BR>لا داعي لذكر الآخرين فمزارع العبيد التي نعيش فيها تتشابه كلها وتحكم كلها بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة لا يختلف سوى اسم صاحب المزرعة واسم عائلته، وسرد أخبار مزرعة واحدة يغنيك عن الحديث عن بقية المزارع، الملفت للنظر أن كل مزارعنا تتفق في هذه الناحية مع اختلافها في المبادئ والعقائد وأشكال الحكم، ولكن ما يتفقون فيه جميعاً هو قمع الشعوب وإخراسها.<BR><BR>الاستثناء الوحيد كان لبنان – المرتبة 87 – رغم كل الضغوط والمخابرات السورية، و لكنه أسوأ بكثير من الماضي أيام الحرية الحقيقية وقبل الحرب الأهلية ثم الاحتلال السوري الثقافي والسياسي.<BR> <BR>جميع دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية وضعها أفضل من كل الدول العربية.<BR> مزارع الموز سابقاً تفوقت على مزارع العبيد حالياً، وصارت فيها حريات صحفية أكبر بكثير. <BR> في توغو وتنزانيا وبوركينا فاسو تستطيع أن تعبر عن رأيك أكثر من جميع الدول العربية.<BR> <BR>على كل يحق لنا في مزارع العبيد أن نفخر بهذا الإنتاج القومي الباهر، فنحن على الأقل صار لنا ذكر في دول العالم لكوننا ملوك القمع وتكميم الأفواه، والرأي الواحد والأوحد، فهنيئاً لمالكينا، وهنيئاً لشعوبنا، وهنيئاً للحالمين بالتغيير والإصلاح، والذين ما زالوا ينتظرون المعجزات الخارقة والتجليات والإلهامات التي ستهبط على مالكينا فتجعلهم رعاة الإصلاح ودعاة الحرية.<BR><br>