معركة في لبنان ما بعد الحريري ؟!
6 محرم 1426

إلى أين يذهب لبنان ما بعد جريمة اغتيال الحريري ؟<BR>هل يذهب إلى جحيم الاقتتال الداخلي الطائفي أو الأهلي مروراً بالانفلات الأمني والسياسي، أي هل ينتقل لبنان من التجاذبات السياسية التي سادت قبل اغتيال الحريري –التي وصلت حد التهديد –إلى مرحلة التصفيات والقتل والاقتتال الداخلي كما كان الحال عليه خلال بدايات الحرب الأهلية؟ أم تمر جريمة اغتيال الحريري دون أن ينفرط عقد لبنان، أي أن يعود لبنان تحت الشعور بالخطر وتحت ضغط تجربة ونتائج الحرب الأهلية السابقة إلى ما كان عليه الحال قبل الاختلافات والتقاطعات والتهديدات التي على خلفيتها وقعت جريمة الاغتيال ؟<BR>واقع الحال، أن لبنان يراد له وجهة أخرى خلاف هذا وذاك، إذ إن مرتكب جريمة اغتيال الحريري أرادها هي طلقة بداية دموية في باتجاه معركة ضد الوجود السوري والسلطة اللبنانية في آن واحد، حيث من بعدها سيجرى تصعيد تقسيم لبنان إلى معارض للعلاقة مع سوريا ومؤيد لهذه العلاقة، أو هو أراد أن يكون اشتعال الحريق "داخلياً " ولكن باتجاه سوريا وحلفائها باعتبار سوريا قوة احتلال يجب مقاومتها وبالسلاح طالما هي –وفق الاتهام الموجه لها الآن–بدأت تستخدم السلاح، وبالاعتماد على وضع تتفق فيه الولايات المتحدة وفرنسا على إخراج سوريا من لبنان وعلى وضع إقليمي تتطاير فيه شرارات الأعمال العسكرية في كل محيط لبنان، فقد كانت عملية اغتيال الحريري هي طلقة مدفعية مدوية باتجاه سوريا ومن يتحالف معها في لبنان، أو هي جاءت توقيعاً نهائياً وبالدم على تغيير معادلة التقسيم والانقسام التي سادت في لبنان منذ اتفاق الطائف وحتى الانسحاب الصهيوني من الجنوب، بين رافض ومقاوم للاحتلال الصهيوني، ومشدداً على التحالف اللبناني السوري –وفي الخلفية إيران أيضاً من خلال حزب الله –باعتباره دعماً للبنان في المواجهة، وبين صامت على هذا الاحتلال أو معارض له شكلياً نزولاً على موائمات فكرة السيادة الوطنية، ليصبح لبنان مقسماً وفق معادلة جديدة، بين مؤيد للوجود السوري أو داعم لتحالف سوري لبناني ولربط المسارين أو المصيرين اللبناني والسوري في المفاوضات والحل النهائي، وبين رافض للوجود السوري ولارتباط لبنان بمصير سوريا ومقاوم له، وهى حالة التقسيم التي جرى التمهيد لها سياسياً وجماهيرياً منذ مدة ليست بالقصيرة، وجرى تسريعها خلال الآونة الأخيرة بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا توجت في بصدور القرار 1559 الداعي إلى الانسحاب السوري من لبنان، ليأتي اغتيال الحريري ليمثل نقطة التصعيد الداخلي لها ممهوراً بالدم، ولتنتج فعلاً داخلياً لبنانياً يتجاوز الصراع السياسي والاختلافات والتجاذبات.<BR>ذلك إن مرتكب جريمة الاغتيال لم يستهدف اغتيال شخص الحريري لثارات شخصية أو لأهداف تخص لبنان وحده –كان لبنان دوماً المدخل للتغيير في الأوضاع في منطقة محيطة -وإنما هو فعلها لأهداف سياسية تتخطى الحالة اللبنانية الداخلية، إذ استهدف مدبر جريمة الاغتيال الزحف بلبنان إلى حيث يريد هو أو إلى حيث تصبح شبكة لاصطياد سوريا ، لقد بدا إشعال الحرب الأهلية اللبنانية، من خلال حادثة اغتيال معروف سعد وحادث إطلاق الرصاص على أتوبيس لبناني لتكون بمثابة فتيل إشعال الحرب التي كان قد جرى تمهيد الأرض اللبنانية وحرثها جيداً لها ليكون الحادث كافياً لإشعالها، كانت في البداية تظهر وكأنها حرب لبنانية داخلية لكنها كانت بالأساس مرتبطة بالأساس بالوضع الإقليمي تأتى بسببه وتصب في مجراه، إذ كانت تلك الحرب إعداداً للمسرح اللبناني لتحقيق هدف إنهاء الوجود الفلسطيني –إذ إن الجيش اللبناني لا يملك قدرة الجيش الأردني لإنجاز خروج المقاومة كما حدث في عام 1970م-وتكسيراً للوضع الداخلي ليكون أقل منعة وأقل قوة ضد التدخل الخارجي، وحينما تحقق ذلك دخلت القوات الصهيونية إلى لبنان في عام 1982م، بعد ما أنهكت كل الأطراف في الصراع الداخلي ، وإذا كان الإعداد للحرب اللبنانية الداخلية قد بدا في المرة السابقة أو جاء على خلفية طائفية احتاجت زمناً لتتضح أبعادها وأهدافها الخارجية، فإن مدبر الجريمة الراهنة لم يكن لديه وقت طويل في هذه المرة، إذ هو توجه مباشرة نحو تدويل الأزمة ونحو تحقيق الأهداف الإقليمية التي يريدها مباشرة .<BR>فمن أعد لجريمة الاغتيال لم يكتف بمجرد إشعال الفتيل، لكنه رتب وجهز من سيكون جاهزاً للدفع بلبنان إلى حيث يريد المجرم من أهداف، فمن تابع الصراع على الساحة اللبنانية يكتشف ببساطة أن هناك جهوداً كبيرة بذلت من قبل لتهيئة الساحة اللبنانية سياسياً لتلقف الجريمة والتطوير باتجاه الانطلاق ضد الوجود السوري، وأنه اختار الحريري تحديداً باعتباره الأنسب للانطلاق بهذا الاتجاه تحديداً، بحكم معارضته للوجود السوري، وبسبب تحوله في الآونة الأخيرة للمطالبة بفصل المسارين اللبناني والسوري في المفاوضات مع الكيان الصهيوني... إلخ، كما يجد في المقابل أن هناك من كان يتحسب إلى مثل هذا الأمر أو غيره، حيث التمهيد الذي جرى لعملية الاغتيال قد أيقظ أطراف عديدة ونبهها إلى أن لبنان بات مستهدفاً أو في دائرة إطلاق الرصاص والتفجير، وهو وإن لم يكن يعرف على "من يطلق الرصاص تحديداً إلا انه كان متأكداً من أن الرصاص سيطلق، ومن ثم حاول تجميع قوى لبنانية عديدة مع بعضها البعض، وقبل الحادث بأيام لإظهار قوة موقف الدولة ومن حولها ومعها أولمن مع سوريا وحولها، حتى لا يأتي الحدث وهذه القوى مرتبكة أو مفككة أو غير جاهزة للمواجهة، ومن ثم حينما جرت عملية الاغتيال كان هناك من هو مستعد للمواجهة وعلى الفور، حيث تحركت الدولة اللبنانية بشكل حاسم، امتداداً للغتها التصعيدية التي ظهرت في الآونة الأخيرة، والتي وصلت إلى حد اتهام أطراف لبنانية مباشرة بالعمالة والخيانة وباستعدادها للمواجهة حسب المقولة الأشهر لـ(رئيس الوزراء اللبناني) عمر كرامي "حنفرجيهم " .<BR>لماذا الحريري بالذات ؟<BR>عند الحريري تجمعت كل الخيوط والتقاطعات التي تجعل من اغتياله النقطة الصالحة للتفجير وبقوة وباتجاه ضرب سوريا تحديداً، كما أنه كان الشخصية الأنسب التي تسهل توجيه الاتهامات إلى سوريا أو إلى كل طرف ما عدا الفاعل الذي لم يجتهد فقط في إزالة بصماته في موقع الحادث وإنما هو رتب أوراق متعددة للتمويه على نفسه، ظهر منها حتى الآن الشريط الذي بث، وادعى المتحدث فيه أن قتل الحريري جاء بسبب علاقته بالسعودية، وكأن السعودية تحتل لبنان !!<BR>من ناحية تجميع الخيوط بحيث أصبح الحريري هو الرجل المرشح اغتياله باعتباره الأنسب لإحداث عملية تفجير كبيرة في الداخل اللبناني ، فقد كان الحريري قد أصبح هو اللاعب الماهر في الساحة اللبنانية الداخلية، والمتسم بالقدرة الهائلة الهادئة على استمرار حالة الصراع العاقل داخل الساحة دون انفلات، كما أنه أبرز السياسيين اللبنانيين الذين لم يشاركوا في الحرب الطائفية، والذي كان عنواناً للوئام اللبناني بحكم أنه المهندس والرمز لهذه العملية بأبعادها السياسية الداخلية والعربية وبحكم طبيعة الدور المالي له وشركاته بما يعنى أن إزاحته، إنما يفتح الطريق واسعاً أمام الانفلات الذي يصبح في غياب الحريري منفلتاً بلا ضابط ولا رابط .<BR>كما أن الحريري كان أصبح موثوق لبنان لدى أطراف عربية ودولية، بحكم تداخل دوره العربي والدولي مع دوره المالي بما أعطاه قدرة تأثير أعلى في الخارج، وهو ما يعنى أن إزاحته ستخرج دوره الذي كان على الأقل قادراً على منع "صغار اللاعبين الدوليين وفي المنطقة " من الدخول على ساحة التفجير الداخلي في لبنان .<BR>والحريري رغم أنه وقف ضد احتلال الكيان الصهيوني لجنوب لبنان، وأيد ودعم فكرة المقاومة بالسلاح إلا أنه ظل بحكم تركيبته وتكوينته، في منأى عن حالات عداء مباشر ضد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، إذ هو لم يقف ضدهما على طريقة غيره على الأقل بحكم أن الجميع يعلم أنه من القيادات القلائل التي لم ترتبط مباشرة وبشكل حاد بعلاقة مع سوريا، ولذلك هو مثل قنطرة للمرور بين المواقف السياسية المختلفة والمتضاربة ونقطة تأمين للعلاقة بين الوضع الدولي والوضع اللبناني، ومن ثم جاءت إطاحته، نقطة الانطلاق لتوسيع الهوة بين الطرفين المؤيد والمعارض للارتباط بسوريا وبين المتشدد في الارتباط بين المسارين السوري واللبناني أو بالدقة لفتح مساحة أوسع أمام الذين يريدون الانتقال بالمعارضة للوجود السوري من الخلاف والصراع المنضبط إلى الصراع المنفلت، وأمام الساعين إلى عقد اتفاق نهائي مع الكيان الصهيوني.<BR>والحريري كان مثل على الساحة السياسية اللبنانية حالة فريدة، في الصعود بتمثيل السنة اللبنانيين في مناورات الوضع الطائفي وهو أمر كانت نتيجته تثبيت الوضع الداخلي وتعزيزه إذ إن ضعف السنة باستمرار كان هو ما يفتح المساحة لسيطرة أطياف أخرى بما يولد شعورا بالغبن، حسب الرؤية المعروفة بأن ضعف طرف أمام طرف يغرى بالحرب وأن التوازن في القوة يمنعها، ففي حين لم تظهر رموز لبنانية جديدة مؤثرة لدى بعض الطوائف أو كان ظهور الجديد فيها مرتكناً إلى أبعاد عائلية أو غيرها فإن الحريري كان الوجه السني الذي تجاوز التمثيل القديم للسنة وبوجه بارز ومدعوم عربياً ومن ثم جاء اختياره للقتل باعتبار أنه الرجل الذي غاب عن تمثيل السنة كفيل بدفع السنة إلى الشعور بفداحة الخطب ومن ثم يدفعهم إلى التحرك تجاه آخرين -والذي في نفس الوقت يدفع بالآخرين إلى إعادة رسم الخريطة -والأهم هنا أنه جاء لدفع السنة هذه المرة باتجاه سوريا، التي هي تدعم حزب الله من ناحية، فما بالنا إذا كانت متهمة بقتل رمزية رفعت موقف السنة بعد انكسار.<BR>وعلى صعيد أنه الرجل الأنسب، والذي يجعل القاتل متوارياً في الظلال، فإن الحريري كان هادئا لكنه كان صاحب موقف من الوجود السوري تمثل بشكل مباشر في موقفه ضد التمديد للرئيس إميل لحود، وكذلك إذ هو كان رمز اتفاق الطائف الذي تطالب المعارضة اللبنانية الآن تطبيق شقه المتعلق بانسحاب القوات السورية، كما أنه كان متهماً في الآونة الأخيرة، ومن ثم فإن الفكرة الأولية والتي تصبح أقرب إلى التصديق من قبل الجمهور العام ستكون أن سوريا وراء الحادث خاصة وأن الحريري كان متهماً بأنه مهندس حركة المعارضة الرافضة للوجود السوري ووصل الأمر حد اتهامه بالعمالة والخيانة.<BR>كما اعتمد مرتكب الجريمة على تقارير نشرت –ربما كان مقصوداً تضخيم نشرها –تؤكد أن سوريا تخشى أن يعود الحريري مجدداً رئيساً للوزراء ليكرر فعلته حينما استقال من رئاسة الحكومة ليعود بعد الانتخابات رئيساً لها عصياً على محاولة اقتلاعه، حتى قيل إن كل لعبة تعديل قانون الانتخاب، قد جرت بالأساس إلى منع الحريري من العودة بانتصار ساحق من بيروت مرة أخرى .<BR>واعتمد مدبر الجريمة أيضاً إلى تقارير راجت بأن الحريري ورغم وجوده في الظل وعدم مشاركته معركة المعارضة الحالية متهماً بأنه الرجل الذي فتح الأبواب الدولية أمام المعارضة اللبنانية بحكم علاقاته الوطيدة مع كل من فرنسا والولايات المتحدة . <BR>كان اختيار الحريري مرشحاً للاغتيال، باعتباره حبل المسبحة في تركيبة الوازن الراهن، والذي إذا قطع انفرط التوافق اللبناني، أو بالدقة خرج عن "حدود الصراع الآمن "، وكان اختياره أيضاً باعتباره المعارض الأهدأ والأعقل للوجود السوري، والذي ستجد جريمة الاغتيال تصديقاً لإلصاقها بسوريا، وليظل المجرم بعيداً عن الاتهام .<BR>وزيادة في التمويه، رتب القاتل أوراقه بحيث لا تظهر بصمات أيديه في موقع الحادث، إذ إن الجريمة تمت من خلال تفجير ضخم، يجعل من الصعب الوصول إلى الفاعل ويقطع الخيوط الجنائية التي يمكن أن توصل الباحثين إليه، كما هو رتب حكاية الإعلان من جهة أخرى لتطيش السهام التي ستوجه إليه إلى اتجاهات أخرى، وربما هو رتب إعلانات أخرى متعددة ستظهر تباعاً لهذا الغرض .<BR>غير أن إلحاحه على قتل الحريري وسد كل احتمال لنجاته قد أوقعه في أخطاء أخرى، إذ هو استخدم تكنولوجيا عالية التقنية، سواء في التشويش على أجهزة كشف المتفجرات التي كانت سيارات ركب الحريري تستخدمها –وهي واحدة من ثلاثة أجهزة في المنطقة العربية بأسرها –كما هو عطل أجهزة الاتصالات بركب الحريري التي كانت تتلقى معلومات فورية من مراكز استخبارية دولية ...إلخ، وهى إمكانيات لا تمتلكها أية جهة أو دولة عربية، وإلا لكان حالنا غير الحال الذي نحن عليه الآن، حيث حاول العراقيين التشويش على رادارات الطائرات الأمريكية خلال العدوان الأخير على العراق باستخدام سحب الدخان المنبعثة من حرائق في مناطق تحيط ببغداد، وحيث من قبل تمكنت الطائرات الصهيونية من التشويش على المطارات السورية خلال معركة الطيران التي جرت في البقاع، والتي خلالها لم تدمر القوات الصهيونية الطائرات السورية فقط بل والصواريخ السورية في البقاع أيضاً .<BR>أين أصيب لبنان بمقتل الحريري ؟<BR>كانت إصابات لبنان متعددة بمقتل الحريري وليس غيره .<BR>غير أن التحليل المنطلق من الأحداث اللحظية والوقتية لا يقدم تفسيراً حقيقياً لما أصيب به لبنان بمقتل الحريري ، حيث التحليل المباشر للحدث يشير إلى أن النتيجة الأولى قد تمثلت في أن سوريا أصبح من حقها الآن القول بأن وجود جيشها كان الضمانة الأمنية للوضع في لبنان إذ منذ بداية الانسحابات السورية تواترت عمليات الاغتيال، من قبل اغتيل مسؤول أمنى كبير في حزب الله، ومن بعدها جرت محاولة اغتيال النائب اللبناني الحليف إلى رفيق الحريري وهاهو الحريري يغتال .<BR>كما يشير إلى أن اغتيال الحريري جعل المعارضة اللبنانية للوجود السوري في وضع أصعب، إذ كان الحريري هو الغطاء العربي والدولي لها، الذي لا يشار إليه بما يشار إلى غيره خاصة ميشال عون أو أطياف أخرى ذات ارتباط بالخارج يتخطى حدود الممكن أن يجعل منه دعما لموقفهم بالداخل .<BR>وان اغتيال الحريري أفقد المعارضة اللبنانية قطبها الأقوى في حسم الصراع الانتخابي خاصة في العاصمة التي سبق أن اكتسحها الحريري، والتي لم يكن هناك شك في اكتساحها في الانتخابات القادمة .<BR>لكن كل ذلك ليس الأساس بالرغم من أهميته وتأثيره، إذ يبدو أن مرتكب جريمة الاغتيال أراد من الانتظار حتى تتوافر المعطيات السابقة، للتمويه على الإصابات الأخطر التي يصاب بها لبنان جراء إزالة الحريري من الساحة .<BR>فلبنان أصيب في فكرة التماسك الوطني بطلقة مباشرة إذ إن التماسك الوطني معياره الأهم هو وجود قيادات قادرة على ضبط إيقاع المعادلات أو قيادات تحظى بوضع قومي وإجماع خارج الفكرة الطائفية .<BR>ولبنان أصيب في فكرة الاستقرار الطائفي حيث وجود قوة بارزة ومشاركة بجدية في الحياة السياسية من السنة، كان هو ما يقلل من احتمالات التوتر والانفلات .<BR>وكذلك أصيب لبنان بطلقة في اتجاه التفكيك للموقف الذي حافظ به لبنان على تماسكه وقوته في مواجهة الاحتلال الصهيوني.<BR>لكن الأخطر والأهم هو أن إزالة رجل بوزن الحريري، قد فتح الطريق أمام تدويل المعركة في لبنان، وأمام تدخل الكيان الصهيوني المباشر في شؤونه الداخلية، وتلك هي النقطة التي بدأت الآن من خلال التشكيك في نزاهة الحكم في لبنان وأهليته لمجرد التحقيق في واقعة الاغتيال، والمطالبة بإجراء تحقيق دولة وينتظر أن تتطور في أشكال أخرى في المستقبل المنظور.<BR>طلقة البداية ضد سوريا<BR>فور الحدث بدأت وتيرة الاتهام تتصاعد باتجاه سوريا وعلى الفور، ومن ينظر إلى مقررات المعارضة اللبنانية يدرك أن الاغتيال كان طلقة المدفعية باتجاه سوريا وباتجاه توجيه ضربة قاضية ضد كل المعسكر الذي يساند سوريا .<BR>فالمقررات التي صدرت حملت السلطة اللبنانية والسلطة السورية بالمسئولية عن الجريمة وطالب بتحقيق دولي، وعدم الثقة وأجهزة الدولة، والمطالبة برحيل هذه السلطة وقيام حكومة انتقالية . <BR>لكن ذلك ليس إلا بداية تسلسل الأحداث، إذ إن المنتظر هو أن يجرى الدفع بالأحداث للتطور إلى صراع جماهيري ضد الوجود السوري قد يبدأ انطلاقاً من تحويل جنازة الحريري ويتصاعد من خلال عمل ضد وجود الجيش السوري، إذ ليس من المستبعد أن تجرى محاولات مستميتة إلى لإدخال الجيش السوري في استفزاز .<BR><BR><BR><BR><br>