عام مضى.. ولكن
14 صفر 1426

مر عام على جريمة اغتيال الشيخ الشهيد أحمد ياسين، لم تتوقف خلاله طائرات الأباتشي عن قصف واغتيال قيادات وأبناء الشعب الفلسطيني، واغتيل فيه عرفات مسموماً بعد طول عراك على طريق آمال السلام، وما تزال سياسة الاغتيالات الإرهابية الصهيونية هي السياسة المعتمدة في حرب الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وليس هذا تعبيراً عن قدرتها وقوتها في المواجهة كما يحاول العدو أن يوهمنا، بل هو تعبير عن عجز هذا الكيان عن هزيمة العقيدة الراسخة الموجهة للجهاد، ويأسه أمام صلابة الشعب الفلسطيني المجاهد، وها هو العدو الصهيوني يلجأ إلى التآمر مع أصدقائه الدوليين والإقليميين والمحليين، ليخرجوه من مأزق المواجهة، وينزعوا سلاح المجاهدين البواسل بعد أن أوجعه ما أنزل به هذا السلاح المحمول على أكتاف المؤمنين المجاهدين.<BR><BR>عام مضى وقد أصبحت جرائم الاغتيالات الصهيونية جزءاً من البناء القانوني والسياسي والمؤسساتي للكيان الصهيوني العنصري، مستنداً إلى مرجعيته العقدية والأيديولوجية المريضة، والنظام العربي العاجز يقدم التراجع تلو التراجع، في حالة من فقدان الرؤية والوعي حتى بمصالحه الضيقة، ويحاول جر المقاومة إلى مضاجعة الهزيمة التي أدمنها، غير مدرك أنها الورقة الوحيدة الباقية ليس فقط في يد الأمة ومستقبلها، بل وفي شروط بقائه هو نفسه.. ولو إلى حين، بينما يمارس الصهاينة أقصى درجات العنف اليائس لإرهاب المجاهدين الرابضين في مواقعهم دفاعا عن الأمة.<BR><BR>عام مضى.. يؤكد من جديد فشل سياسة الاغتيالات في قهر إرادة الشعب الفلسطيني، رغم عنف الهجوم الصهيوني والدولي، ورغم ضغوط الإخوة والأصدقاء.<BR>ويبقى أن ننبه جموع العرب والمسلمين، إلى أن هذه الجرائم المدانة بنصوص القوانين والاتفاقات الدولية، هي جرائم لا تسقط بالتقادم، وأن تواطؤ الأمريكيين والأوروبيين ومؤسسات المجتمع الدولي مع الكيان الصهيوني، بغض الطرف عن هذه الجرائم حتى اليوم، رغم اعترافات مرتكبيها العلنية، بل وتضمينها قرارات وزارية.. هذا التواطؤ لا يجب أن يقعد عزائمنا عن المطالبة الدائمة بمحاكمة المسؤولين في الكيان الصهيوني ومنفذي جرائم الاغتيالات "كمجرمي حرب"، وبذل كل الجهود الممكنة لوقف هذه الجرائم فوراً، والعمل إدانتها في المحافل والمنظمات الدولية، وحماية القادة والمواطنين الفلسطينيين من جرائم الاغتيالات والتصفية الجسدية.<BR><BR>ونعلم أن مطالبة العجز الرسمي العربي، بمطالب الشريعة في نصرة الفلسطينيين هي درب من طلب ما ليس في الإمكان، بل حتى المطالبة بعدم تطوير علاقاتها بالكيان الصهيوني، هي أيضاً بعيدة المنال، ولكن أليس من الممكن أن نطالب القمة العربية أن تطرح ملف الاغتيالات علي ساحة المحافل الدولية، وعلى أرضية الشرعية الدولية ومواثيق حقوق الإنسان واتفاقية جنيف التي طالما صدعوا بها رؤوسنا، أو على قاعدة مواجهة الإرهاب التي يحشدون على أساسها الجيوش لمعونة العدو الأمريكي.. أعتقد أنه ليس بالمطلب العسير ولو على سبيل ذر الرماد في العيون.<BR>اللهم نسألك أن تلحقنا بالشهداء في عليين، وأن تثبت أقدامنا والمجاهدين، إنك على كل شيء قدير.<BR><br>