سوريا ..وخيار الاستقواء بالداخل
20 ربيع الثاني 1426

تتزايد الضغوط يوماً بعد آخر على آخر الأنظمة العربية الشمولية في سوريا من قبل الولايات المتحدة وأوروبا وحتى بعض الدول العربية في سيناريو يكاد يقترب من سيناريو الحرب ضد العراق ولو أن ثمة فارق كبير بين المشهدين .<BR><BR>التدخلات الخارجية في الشأن السوري تتزايد كما نرى وهامش الحريات في سوريا يسير نحو الأفضل لكن بخطى وئيدة فلا زال هنالك الكثير من ممارسات القمع في سوريا.<BR><BR>العيون على سوريا كما يقولون والمطلوب سوريا أن تستقوي بالداخل في مواجهة الضغوطات وان تنهي خلافاتها مع المعارضة حتى لا تتكرر ظاهرة الجلبي في سوريا أيضاً وإن كان فريد الغادري أحد المتحمسين للعب دور الجلبي في سوريا .<BR> <BR>واشنطن تنشط كثيراً هذه الأيام على صعيد القوى السورية المعارضة وآخر نشاطاتها كان الاجتماع الذي عقد بواشنطن مؤخرا للمعارضة السورية كمحاولة جديدة للضغط .<BR><BR>في المقابل على سوريا أن تكسب صف المعارضة إلى جانبها عبر مصالحة وطنية تمتن جبهتها الداخلية أمام أي تهديدات أو ضربات عسكرية محتملة أو حتى عقوبات اقتصادية وهذا يتطلب سلسلة إصلاحات سياسية سريعة تستبق أي خطوة جديدة من قبل واشنطن ضد سوريا .<BR> <BR>إلا أن النظام السوري لا يتلفت إلى هذا الجانب بشكل ملائم ويبدو كمن يوفر الفرصة لممارسة ضغوط خارجية عليه بعدم الشروع في إصلاحات حقيقية وباعتقادي أن السبب هو وجود تيارات شد عكسي وحرس قديم تقاوم هذه الإصلاحات التي تعني بالضرورة انتهاء دورها وعهدها تماماً؛ لأن عقلياتها العرفية القمعية لا يمكن لها أن تتعايش مع أنظمة حكم ديمقراطية .<BR> <BR>وهنا ينبغي الحديث عن معارضة الداخل والخارج فالمعارضة الداخلية ترفض تماماً فكرة التدخل الخارجي أما المعارضة الخارجية فإن معظمها فقط يرفض فكرة التدخل الخارجي" الإخوان مثلا " فيما يراه قسم منها حلاً للمشكلة .<BR> <BR>ويمثل "تجمع ميثاق الشرف" الذي تصدرته جماعة الإخوان المسلمين السورية لمطالبة النظام السوري بحزمة من الإصلاحات السياسية النموذج الأمثل لأي إصلاحات قد يشرع فيها النظام السوري .<BR> والحقيقة أن إخوان سوريا يمثلون حالة متقدمة من الانتماء والوطنية والقفز عن الماضي بمد يدهم للنظام السوري للمصالحة رغم كل الجراحات في الماضي ويمكن للإخوان السوريين لعب دور كبير في المرحلة المقبلة لقيادة البلد نحو جادة الصواب .<BR><BR>المطلوب في المقابل من النظام السوري رفع حالة الطوارئ في البلاد وإلغاء المحاكم الاستثنائية ومحاكم أمن الدولة، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بجانب ضمان حرية الصحافة وحرية النشاط السياسي وإطلاق حرية تكوين الأحزاب والجمعيات وإعادة المنفيين وعندها لن تكون هنالك أية ذريعة للأمريكيين على الأقل أمام الرأي العام العالمي للتدخل في شؤون سوريا .<BR><BR>المعارضة السورية التي ظهرت إلى العلن عقب وفاة الرئيس حافظ الأسد وجدت متنفساً لها بدخول عهد الرئيس بشار لكن انقسامها بين معارضة داخلية وخارجية اضعف من قوتها وحجمها .<BR> <BR>وتضم المعارضة الداخلية التجمع الديمقراطي السوري، وهو مؤلف من 5 أحزاب رئيسة هي: الاتحاد الاشتراكي المعارض والحزب الشيوعي السوري "جماعة رياض الترك" وحزب العمال الثوري وحزب الاشتراكيين العرب وحزب البعث العربي الديمقراطي المعارض.<BR>فيما تضم الأحزاب الكردية كلاً من : التجمع الديمقراطي الكردي (5 أحزاب) والجبهة الديمقراطية الكردية (5 أحزاب) والحزب الديمقراطي الكردي (ياكيتين) وحزب العمال الشيوعي السوري.<BR><BR>أما منظمات حقوق الإنسان السورية فتضم: الجمعية السورية لحقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان العربية ولجنة الدفاع عن الحريات ومنظمة سواسية للدفاع عن حقوق الإنسان.<BR> <BR>في حين تضم المعارضة الخارجية جماعة ميثاق الشرف السوري (لندن من جماعة الإخوان المسلمين وعدداً من قادة الأحزاب السورية القديمة ومؤسسات المجتمع المدني ولجان حقوق الإنسان وجماعة بروكسل التي تضم حزب الإصلاح بزعامة فريد الغادري وجمعية العدالة والحقيقة بزعامة نزار نيوف. <BR><BR><br>