خطبة عرفة ..وقفة في وجه الليبرالية
11 ذو الحجه 1426

جاءت خطبة عرفة - هذا العام على وجه أخص - سامية سامقة ، شريفة المعاني شرف الزمان ، عالية المقام علو المكان ..حوت مضامين هامة كأهمية هذا اليوم المبارك .. فالمقام عظيم والشهود بالملايين من كل مكان في الدنيا ..من أقاصي الشرق والغرب ..من عرب وعجم ....النفوس مهيأة لتسمع وتعي .. ولتحفظ وتنقل ما حفظته إلى أصقاع الأرض ..أعلنها خطيب عرفة صريحة عالية مدوية ..تدوي في أسماع الملايين وتشفي قلوب المؤمنين بنقض دعاوى الليبرالية وتفنيد الطروحات العلمانية التي طالما رددها أصحابها على المسامع فآذوا بها المؤمنين وأجلبوا بها على المسلمين وظنوا أنهم بلغوا بها مبلغ اليقين..<BR><BR>خطبة عرفة لهذا العام جاءت بتأكيد الأصول التي أراد الليبراليون أن يموهوا عليها وأن يحرفوها كما شاءت أهواؤهم وأغراضهم ..كما كانت الخطبة ساحة شريفة لمنازلتهم والرد على ما افتروه على الأمة وعلى دينها وعقائدها وشريعتها ، مما أملاه عليهم أسيادهم ومعلميهم من المنافقين والمرتدين والمنحرفين ..<BR><BR>الحوار مع الآخر ..الكفر والإيمان ..حقوق المرأة ..الإرهاب ..الحجاب .. مصطلحات طال ترديدها في الآونة الأخيرة ...تحمل بين طياتها معان ضخمة ومفاهيم عظيمة ،غلب على الأذهان والأسماع فيما فات من السنوات الأخيرة شرحها بالشروحات العلمانية وتهميشها بالهوامش الليبرالية فأضحت غريبة بين أهلها ..لم تعد هي الأصول التي جاءت بها نصوص الوحيين ..وتلقاها السلف عن الخلف ، وتربى عليها أبناء المسلمين وبناتهم منذ فجر الدعوة ..أراد التغريبيون أن يقلبوا معانيها ويعيدوا صياغتها ليكون إسلام غير الإسلام الذي نعرف ودين غير ما جاء به محمد _صلى الله عليه وسلم_ ..وجيشوا لهذا الغرض الدنيء الجيوش ، من الأقلام المأجورة والصحف الصفراء ، والقنوات الفضائحية.. وقد خلت الساحة لهم ..<BR><BR>فكان لا بد من وقفة حازمة في مقام عال لا يدانيه مقام ..ومن فوق منبر لا يعلوه منبر ..وأي منبر هو أعلى من منبر عرفة ؟ حيث الملايين حضور شهود يصيخون السمع بنفوس متلهفة وقلوب واعية، ومن وراءهم عشرات الملايين يستمعون في نقل مباشر ؟<BR><BR>كان لابد من تلك الوقفة الشجاعة والمنازلة الشريفة ، فجزى الله الخطيب خير الجزاء ...أعاد الأمور إلى نصابها، فحرر المصطلحات وبين ما التبس من المفهومات بكلمات موجزة وعبارات مقتضبة، لكنها تغني كل لبيب وتشفي كل غيور، ثم ثنى بدعوته أولئك إلى التوبة الرجوع عما هم فهي من ضلال، فالله غالب على أمره ولكن أكثرهم لا يعلمون .<BR><BR>حق علينا أن نشكر فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وأن نثني عل ما قام به من نصرة دينه والذب عن شريعته، فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء .<BR><br>