
الكاتب المبدع الدكتور أحمد بن سعيد نشر مقالاً جميلاً بعنوان معبر هو ( وطن من كراتين ) ، يعلق فيه على انهزامية أحد الكتاب في موقفه من تقرير ( بيت الحرية ) الأمريكي بشأن المناهج الدراسية السعودية .<BR> <BR>الكاتب في جريدة الوطن الذي عناه الدكتور أحمد بمقاله ، معروف بكتاباته المثيرة للجدل والتي طالما دعا فيها – بحماس عجيب مريب– إلى تعديل المناهج الدينية وحذف كل ما يضيق منه الآخرون ، دون النظر إلى أصالته ومدى تعلقه بدين الآمة وهويتها، ويحدث ذلك في كل مرة يخرج فيها تقرير صحفي أو تعليق لمسؤول غربي أو حتى رسم ساخر في جريدة تافهة مغمورة يعلق على المناهج السعودية !<BR><BR>إنه أمر فعلاً مثير للارتياب ذلك هو حماس بعض الكتاب الليبراليين وتواطؤهم في ذم المناهج الشرعية و القدح فيها بكل صغيرة وكبيرة وهم يفعلون ذلك – في كل مرة - صدى للأصوات القادمة من هناك!<BR><BR>أنه لو أحسنا الظن بهؤلاء– وهو ظن لا أجده قريباً من الصحة ، على الأقل لدى بعضهم – وقلنا: إن ما يدعوهم إلى كتابة مثل ذلك هو الحدب على الوطن و الحرص عليه والعمل على تجنيبه مواجهات لا قبل له بها ، فإن طريقتهم ولاشك هي ما سيجر البلد إلى مزيد من المشكلات عبر دعوتهم إلى تقديم المزيد من التنازلات الواحد تلو الأخر ، وتشجيع الأعداء على طلب المزيد في كل مرة ، حتى يأتي يوم لن نجد ما نفعله كي يرضى عنا القوم سوى أن نأخذ بأيدي بعضنا البعض إلى المجزرة ونضع رقابنا على المقصلة ونستقبل الذبح ونحن نسبح بحمد الغربي ونقدس له!<BR> <BR>إن هؤلاء الكتاب يرتعدون فرقا ويصابون بحالة هستيرية كلما تكلم متكلم في المناهج الدراسية وربطها بالإرهاب، حتى لو بقي ذلك كلاماً في الهواء وتقريراً مكتوباً من شخص مغرض مشبوه، وأنا أتساءل هنا بخوف : ما ذا سيفعل هؤلاء الكتاب لو جاء الحديث عن المناهج الدراسية على لسان مسئول غربي أو على هيئة قرار أممي أو ربط بتهديد بعقوبات .. ماذا سيفعل أولئك حينها ؟<BR> لاشك عندي أنهم سيكونون أكثر انهزامية وأشد استسلاماً ولأتوا بأطروحات أكثر سوءاً ، مآلها أن ننسلخ من ذواتنا وأن نذوب في غيرنا ، وكل ذلك وفق الشريعة الإسلامية السمحة !<BR><BR>ماذا ستكون مواقف هؤلاء لو وقف المحتل بعساكره على أبواب البلد ، وأعلن مطالبه في التغيير ؟ <BR>هل سيقفون مع المحتل أم مع بلادهم ؟ مع قومهم أم مع عدوهم ؟<BR>إن بوادر أفعالهم التي نراها الآن ومقالاتهم وكتاباتهم في ممارسة الضغط على بلدنا وعلى حكومتنا والدفع بذلك يوما بعد يوم هي ممارسات لا تبشر بخير ولها دلالاتها التي لا تخفى على ذي بصر ...و تجعلنا نشك إلى حد اليقين أن بعضهم سيكونون أعوانا للمحتل وعيونا له وأبواقا لدعايته ضد بلدهم ومواطنيهم .<BR>وأشد ما في الأمر إيلاما أنهم لا يزالون يزخرفون عبارتهم الكيدية ومقولاتهم المنكرة بعبارة ( وفق الشريعة الإسلامية ) و ( بما لا يتعارض مع ديننا ووسطيتنا ) . انه أمر مضحك فعلاً ! <BR>تخيل لو أن أحدهم كتب يوماً يدعو إلى ممارسة الزنا وفق الشريعة الإسلامية ؟ أو دعا إلى شرب الخمر بما لا يتعارض مع الإسلام ..كم سيكون خارجاً عن العقل وعن المنطق مثل هذه الدعوة ؟<BR><BR>إنني لا أرى فرقاً بين ذلك وبين من يدعو إلى نشر العقيدة المصادمة للإسلام وفق الشريعة الإسلامية !<BR>إن تقرير بيت الحرية الأمريكي – مثلاً - ينعى على المناهج المدرسية أنها تعلم الطلاب أن غير المسلم هو كافر ليس بمؤمن و أنه إن لم يمت على الإسلام فإن مصيره الخلود في النار !<BR>كتابنا المبجلون يريدون منا أن نغير ذلك بما لا يجرح مشاعر الكافر و أن نعلم طلابنا أن لا فرق بين المسلم والكافر لا في الدنيا ولا في الآخرة وأن يكون ذلك التغيير وفق الشريعة الإسلامية !<BR>أي أن نهدم ركناً أصيلاً من أركان العقيدة جاء في القران في مثل قوله _جل وعلا_: " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" وقوله _تعالى_: " إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية" وأن نقول بضده وكل ذلك وفق وسطيتنا وسماحة ديننا !<BR><BR>أرأيتم كم تبدو الصورة مفجعة مخيفة !<BR>صدقت يا دكتور أحمد .. وطن من كراتين يبيعه أبناؤه العاقون بثمن بخس !<BR><br>