
في الجلسة الختامية لمؤتمر القمة العربي الذي اختتم أعماله في العاصمة السعودية الرياض، ألقى الرئيس جلال الطالباني (رئيس جمهورية العراق) ورئيس الوفد العراقي للمؤتمر كلمة تناول فيها الأوضاع الجارية في العراق اليوم وأنا سوف أتطرق لكلام الطالباني حسب التسلسل الذي تحدث به في كلمته.<BR>في بداية كلمته تحدث عن العراق المحرر من الظلم والدكتاتورية المخيفة والتي كانت كاتمة على أنفاس العراق بالأمس؛ بينما العراق اليوم تسوده الحريات وحقوق الإنسان وسيادة القانون بعد عهد الدكتوتارية المظلم وينعم أهله بالرفاهية والأمن والأمان، ولا نعرف أي حريات تلك التي يتحدث عنها سيادة الرئيس بينما واقع الحال العراقي مخيف ومرعب فالمعتقلات العراقية ملئا بالأبرياء من أبناء الشعب العراقي والمليشيات تعبث بأرواح الأبرياء في بغداد والمحافظات وترمي جثث الضحايا على قارعة الطرق وكل ذلك في ظل سيادة دولة القانون التي تحدث عنها سيادة الرئيس، وأنا أظن بان الرئيس الطالباني محق في هذا الجانب لان تلك الجرائم ترتكب حقيقة بعلم و مشاركة الشرطة والجيش في الحكومة العراقية وهم يرتدون الزى الرسمي للدولة وهذا يظهر سيادة القانون في البلاد في أجلى وأوضح الصور!!!<BR>وعرج الطالباني للحديث عن حكومة الوحدة الوطنية الممثلة لكافة أبناء الشعب العراقي وان الحكومة نالت ثقة البرلمان الذي انتخبه 12 مليون عراقي شاركوا بأوسع عملية ديمقراطية، وبين الرئيس إن هذه الحكومة تمثل كافة أطياف الشعب العراقي بلا استثناء، فإذا كان الكلام كذلك فلماذا يجري ما يجري في العراق اليوم؟ ولما كان هنالك مبرر لقوى المعارضة العديدة في البلاد اليوم؟!<BR>وذلك لان – المعارضة وغيرها - هنالك من يمثلها في البرلمان والحكومة، والحقيقة أن البرلمان نفسه والحكومة يتهم بعضها بعضاً بالعديد من محاولات التصفية، وما حادثة محاولة اغتيال الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية - في داخل وزارة الأشغال التي يسيطر عليها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق - واتهامه لمسئولين في الحكومة بمحاولة اغتياله إلا دليلاً جليا على ما نقول!!!<BR>وتحدث سيادته عن مرتكزات الوضع في العراق وان البنى التحتية دمرت في عهد النظام السابق، وان الحال في العراق الجديد يظهر العمران والأعمار في كافة قطاعات الحياة العامة!!!<BR> ولا نعرف كيف هو حال البنى التحتية للعراق اليوم؟ هذا فيما إذا كان هناك بنى تحتية!!!<BR> أين هي البني التحتية التي في البلاد اليوم؟ فالمواطن لا يعرف ماهي الكهرباء ولا يجد النفط في الشتاء ولا يوجد في المؤسسات الحكومية دواء، ناهيك عن تدمير شوارع العراق بدبابات قوات (التحالف المحررة للعراق – كما يصفها الرئيس)، وأصبح المواطن العراقي يقنع نفسه بكل ماهو بدائي ولا يمس للتطور بشيء!!!<BR> ثم نقل الطالباني الكلام عن الأوضاع في البلاد، وبين أن الأوضاع في العراق مستقرة وان الوضع الأمن مستتب وان مؤسسات الدولة في أرقى حالات العطاء والبناء، ولا ندري عن أي وضع امني مستتب يتحدث عنه الرئيس العراقي؟وأي مؤسسات هذه التي تعمل في العراق اليوم؟ هل هي دائرة البعثات في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي اختطف موظفوها ولم يعد هنالك دوام فيها والحادثة مشهورة في وسائل الإعلام!<BR> أم المستشفيات التي باتت مقرا للميليشيات التي تعتقل وتقتل المراجعين على الهوية بل وصل الأمر أن الخطف وصل إلى مقرات الوزارات حيث خطف الدكتور علي المهداوي مدير عام صحة محافظة ديالى من وزارة الصحة في بغداد وأكد أفراد حمايته انه دخل إلى الوزارة ولم يخرج منها لحد الآن، بل وصل الأمر بالميليشيات في يوم انعقاد القمة العربية أن نفذت جريمة هي الأولى والأخطر في تاريخ الإجرام ألميليشياتي في البلاد ، حيث ارتكبت جريمة بشعة وفي وضح النهار وبإسناد الجيش العراقي (الباسل) حيث قتلت أكثر من 70 مدنياً في مدينة تلعفر الآمنة وأكثر من 40 آخرين في عداد المفقودين، بالإضافة إلى أكثر من 200 جريحاً، <BR>وبعد خطاب السيد الطالباني، وفي تحد لما يسمى بالخطة الأمنية انفجرت الخميس (11) سيارة مفخخة، والمفخخات توزعت على محافظتي بغداد وديالى وكركوك خلفت أكثر من 300 شخص ما بين قتيل وجريح.<BR> وبحسب مصادر صحية إن عدد القتلى الذين سقطوا جراء انفجار السيارات المفخخة هذا اليوم تجاوز الـ 130 شخصا فيما كان عدد الجرحى أكثر من 200 شخص، الغالبية العظمى منهم في حالة خطيرة، فهل هنالك اكبر من هذا الدليل على تردي الأوضاع الأمنية في البلاد؟!<BR> ثم تكلم عن القفزات الكبيرة في دخل المواطن العراقي والتي وصلت لمعدلات تتجاوز 100 _300 ضعف ونحن نتفق معه في هذا الجانب وهذه كلمة حق قالها السيد الرئيس لكن من الذي استفاد من هذه الزيادات أليس هم أفراد الحكومة الحالية والجيش والشرطة وان الشرفاء من العراقيين تركوا البلاد وهاجروا إلى ارض الله الواسعة بحثا عن الأمان بعد أن شردوا واعتقلوا من قبل رجال دولة القانون الذي يتحدث عنها سيادة الرئيس.<BR>أما الخطة الأمنية الجديدة المسماة خطة فرض القانون فقال عنها (وان الخطة الأمنية القائمة في العراق اليوم مستمرة في نجاحها)، والحقيقة هل الخروقات الأمنية اليومية المستمرة في العاصمة العراقية بغداد تحدث ضمن الخطة الأمنية التي تدعي الحكومة العراقية نجاحها أم أنها تقع في بلد آخر؟<BR>ثم لم يتردد سيادة الرئيس بتسمية قوات الاحتلال الغازية في العراق باسم قوات متعددة الجنسيات في نفس الوقت أكد المؤتمر على إن القوات المتواجدة في العراق هي قوات احتلال وهذا تناقض في كلام السيد الرئيس بان العراق يعمل ضمن الإجماع العربي لا اعرف كيف يمكن التعليق عليه!<BR>أما التعليم والجامعات فقد أكد سيادته على النجاحات في العراق على مستوى التعليم والجامعات والكليات وبناء جامعات جديدة و مدارس ومعاهد ولا نعرف من قتل أكثر من 250 أستاذاً جامعياً في العراق؟ومن هجر مئات المدرسين والمعلمين من مناطقهم؟ وتلك المدارس العراقية خاوية على عروشها والحكومة العراقية لا توافق على تأجيل العام الدراسي على الرغم من كل المآسي التي يتعرض لها المعلمون والطلبة.<BR>ثم دعا بضباط الجيش العراقي السابق للالتحاق بالجيش والشرطة وذلك للاستفادة من خبراتهم والتجربة السابقة في هذا المجال أثبتت إن هذه الخطوة هي كمين للشرفاء من العراقيين يتم على إثرها اغتيالهم وتصفيتهم ولم يعد أحداً من رجال الجيش العراقي السابق يثق في مثل هذه الطروحات، لان التجربة المريرة في البلاد علمتهم الشيء الكثير. <BR>وختم الكلام عن الإرهاب وعصابات الجريمة في العراق، وهل هنالك أكثر من الإجرام اليومي المستمر ليل نهار سواء أكان ذلك في وسط البلاد وبأيدي رجال الجيش والشرطة والمليشيات أو في الجنوب من قبل المليشيات، أم في الشمال من قبل عصابات البيشمركة الكردية، فأي إرهاب اكبر من الإرهاب الذي يمارس في العراق والذي لم يعرف أهل العراق مثله حتى في أيام التتار!!!<BR> وأخيراً أنا لا اعرف هل كان سيادة الرئيس يتكلم عن العراق أم عن بلد آخر؟<BR>وهل الحقيقة هي ما قالها سيادة الرئيس أم ما يعرض في كل ساعة من على شاشات التلفاز بما فيها التلفاز الحكومي العراقي؟؟؟<BR>وكان الله في عون العراق وأهله والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.<BR><br>