
" أليس الله بكاف عبده ، ويخوفونك بالذين من دونه " ما بين غمضة عين وانتباهتها يحول الله تعالى من حال إلى حال ، انسحاب للمحاكم الإسلامية من مقديشو في ظرف 3 أيام يليه وبعد ثلاثة أشهر فقط انتصار عظيم في ظرف 3 أيام أيضا للمحاكم الإسلامية في مقديشو مكنهم الله تعالى من بسط نفوذها في أماكن واسعة من العاصمة وأحياء كثيرة منها ! يا للعجب ! ما أجبن هؤلاء الغزاة ! وما أذل العملاء ! إذا ما جاء الحق وزهق الباطل، 3 أيام فقط كانت كفيلة بفضل الله ثم بفضل المقاومة الشعبية الباسلة في الصومال لإلحاق الهزيمة النكراء بالعدو المحتل والحكومة العميلة القذرة، فأصبحوا في ملاحقة لعنات الشعب الغيور لدينه ووطنه ورجماته ،وكما عودنا الشعب الصومالي الخبير في تلقين الدروس للغزاة لم تتردد أيدي الصبية الصومالية في سحل جنود الإثيوبيين في شوارع مقديشو التي شهدت سحلاً مماثلاً لجنود أمريكان عام 93 يوم أن سولت لهم أنفسهم الخبيثة احتلال الصومال ! واليوم - والتاريخ يعيد نفسه- قامت أمريكا باحتلال الصومال بالوكالة ! إذ فوضت إثيوبيا بذلك ووظفت دول الجوار الأفريقية لهذا الغرض ! فماذا حصل للوكيل ؟ وماذا عسى أن يكون شأن المفوَض ؟ وضربات المجاهدين البواسل تدك في صفوف الغزاة الهاربة دكاً، وتنكل بهم قتلاً وأسرا ! فالحمد لله الناصر لدينه ، ولو كره مَنْ كره ، فنحن أمة نصرت بالرعب مسيرة شهر ! ولا يعني ذلك أنه لا يمكن أن نُغلبَ يوماً أو أن يمسنا بأس من الأعداء، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شُج رأسه الشريف في سبيل الله كما كُسرت رباعيته بأبي هو وأمي، وبالتالي فنحن متأكدون بوعد الله لنا بالنصر والتأييد ما التزمنا بشرعه تعالى في تعاملنا مع العدو والحبيب ، وما علينا إلا الإتيان بالأسباب، والدعاء والتضرع إلى الله ، وبيع أنفسنا لباريها وبذل أرواحنا رخيصة في سبيله ، وهنا يتضح جلياً السر العجيب بين المجاهدين وبين جنود الاحتلال ! إذ أن جند الله يحرص على الشهادة في حين أن جنود الأعداء حريصون على الحياة ، فالله أكبر لو ترى المجرمين وهم قد ولوا أدبارهم أمام غضب الشعب المظلوم والقوي بدينه ، والله أكبر لو تراهم فارين من الموت كأنهم حمرٌ مستنفرة فرت من قسورة ! فلا عجب ، فسمة الظالمين الهروب إلى الأمام إذا ما حل عليهم عذاب الله ، ولكن إلى أين الهروب؟ <BR>ألم أقل لكم آنفاً أن الله إذا أراد الانتقام لدينه من الظلمة سلط عليهم جنداً من عنده وأسوداً من أوليائه ، فهاهي سيوف الله تأخذ من أعداء الله المعتدين مأخذها ، وهاهو العد التنازلي للاحتلال الضعيف ولحكومة القبيلة قد بدأ ، وهذا نجمهم قد طفق يأفل! كما بدأ العد التصاعدي لعودة المحاكم الشرعية ، التي تنادى على الإطاحة بها كبار طغاة الغرب وكبار طغاة الأفارقة ، فظنوا – وقد خيب الله ظنهم بأيدي الشعب المسلم – أن انسحاب المحاكم من العاصمة فرصة سانحة للحصول على مآربهم الخبيثة في الصومال، فماذا حصل ؟ وهل يا تُرى تحقيق تلك المآرب في الصومال أمرٌ سهل المنال ؟ باء ظنهم هذا بالويل والثبور والخسارة والوبال عليهم، إذ إن ترتيب صفوف قوات المحاكم الإسلامية لم يأخذ من الزمن سوى ما يقارب الشهرين فقط ، فسرعان ما عادت المحاكم إلى الساحة وأصبحت سيفاً شهيراً على الاحتلال الذي بات يسكن بيتاً من الزجاج يتضرر حتى بالغبار في مقديشو ! فكيف بهم وصواريخ المقاومة تنهال عليهم من كل حدب وصوب ! ولا تنفك عنهم ليل نهار ، فيا لها من أيدٍ موَفقة ويا لها من صواريخ مباركة تسعى إلى استعادة الحق المغتصَبْ وإلى دحر المحتل .<BR>ثم ماذا ؟ لم يلبث الاحتلال أن كشر أنيابه وبدأ ينكل بالشعب وينتهك الأعراض وينهمك في سلب خيرات البلد ومقدراته أمام مرأى ومسمع العالم أجمع ، كما بدأت الحكومة القبلية الحقيرة ( الذراع الوحشي في تنفيذ خطط المحتل الجهنمية ضد الشعب ) تنتقم انتقاماً عنيفا وبشراسة قل نظيرها من سكان العاصمة الأبرياء ، الذي لم يكن له ذنب ارتكبه إلا لأنه ناصر المحاكم ومكن من تطبيق الشريعة الإسلامية في العاصمة ، قال تعالى : ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) ، لذا فإن تشديد القبضة على الشعب والانتقام منه كان من العوامل الرئيسية التي أثارت حفيظة قبائل مقديشو ما أدى بفضل الله إلى هذا الانتصار العظيم لقوات المحاكم التي باتت الآن تحكم قبضتها على أجزاء كبيرة من العاصمة وان كُمِمَتْ أفواه وسائل الإعلام وان رغمت أنوف ! <BR>أما الوضع الصومالي الداخلي – بصرف النظر عن الاحتلال الإثيوبي الأرثوذكسي – فإن 17 سنة من المصائب العظيمة التي نتجت عن عدم وجود حكومة مركزية في البلاد كانت كفيلة في إيجاد هوة كبيرة وعداء قبليا شديدا بين القبائل الصومالية ! أدى إلى تجمع كل قبيلة في مناطقها وتعميرها ، وإن شئت فقلِْ تفكير كل قبيلة أصبح في الاستغناء عن القبائل الأخرى ! وانحصارها في مناطقها ، بل أعلنت بعض القبائل انفصالها عن الصومال ، والله المستعان ، وكانت دول الجوار النصرانية تؤجج نيران القبلية في الصومال بالوكالة عن الدول الغربية ، مستغلة غباء ما كان يسمى بأمراء الحرب .<BR>ولكن الله تعالى تكفل في إعادة كيد الأعداء في نحورهم ، مهما طال ظلمهم ومهما امتد طغيانهم ، فما كان من الشعب الصومالي المسلم أن نأى بنفسه من العبودية إلا لربه الذي خلقه ، ففوض العلماء وخيرة قيادته الدينية أن انتصر للأمة وأرفع الظلم عن الشعب ! وما كان من زعماء الحرب إلا أن القوا السلاح وولوا الأدبار وهم يجرون أذيال الهزيمة .<BR> واني اُرجع هذا الفضل – بعد فضل الله تعالى – إلى سكان العاصمة ، واخصهم بالذكر والفضل ، وذلك والله من أقل حقوقهم علينا ، والحق يُقال ، إذ إن تكالب العدو القريب والبعيد عليهم ، وإذاقتهم الويلات كان مضرب المثل في الابتلاء ! فكان أبناؤهم يُسلمون لأثيوبيا وأمريكا أحياء وأمواتا ! وكانت نساؤهم تٌغتصب ، وكانت مدينتهم مقطعة الأوصال ، وكان فيها أكثر من حدود جغرافية وأموالهم تٌسلب ، في حين أن المناطق الصومالية الأخرى كانت تنعم بالاستقرار النسبي ، ولا يركز عليها العدو الخارجي .<BR> فما أنْ كشف الله عن أهل مقديشو الكربة ، وانتصر لهم القهار من الظلَمة وأعانهم على تجار الدماء ، وولى أمرهم خيرتهم من طلبة العلم الشرعي ، وأقامت المحاكم الشرعية شرع الله فيهم ، وأوجدت بفضل الله ضالتهم ألا وهي الأمن والاستقرار ، حتى تكالبت عليهم قوى الشر الإقليمية والدولية وحاولت إطفاء نور الله ولكن الله عز وجل يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره المجرمون ، ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولاً ليهلك منْ هلك عن بينة ويحيى مَنْ حي عن بينة ! فتم بذلك احتلال الصومال كله .<BR>ثم إن قادة المحاكم وقواتها أعادت الكرة من جديد وتحملت على عاتقها مسئولية تحرير البلاد من المحتل، يساندها في ذلك من له تاريخ رائع محفوف بالكرامة والقتال دونها ألا وهم سكان مقديشو ، فهب وجهاء قبائل العاصمة لمؤازرة الحق وأهله و لنصرة الأعراض المنتهكة والأموال المسلوبة والحقوق المسروقة ، فما إن نصرهم الله على الاحتلال وعملائه حتى تنادت الصيحات من هنا وهناك قائلة لأهالي مقديشو : ألا لا تتداعوا بدعوى الجاهلية !! ولا تقاوموا الاحتلال باسم قبائل العاصمة ، لئلا تتقاتل القبائل الصومالية بعد دحر الاحتلال ! ولنقاوم الاحتلال معاً باسم الشعب الصومالي !! وأقول لأصحاب تلك الصيحات : رويدكم ! فقبائل العاصمة وحدها هي التي وقع الاحتلال عليها في قعر دارها ! وهي التي انتهكت أعراضها وهي التي سُلبت أموالها بينما بعض قبائل المناطق الأخرى هي التي غزت العاصمة بلباس الحكومة وعلى ظهر دبابات الصهاينة والنصارى ! فأقول لأصحاب العاطفة الصومالية المصطنعة : عاطفتكم هذه مردودة عليكم لأنها لم تستند إلى عقل فلا تلبسوا الحق بالباطل وانتم تعلمون ، واني أتساءل مستغرباً ( وأنبه بأني من أبناء القبيلة الغازية بدبابات الاحتلال ، حتى لا يقول قائل : إن الكاتب متعصب لعشيرته ! ) أين كانت عاطفتكم تلك من قلوبكم الجوفاء حين ساندتم العدو التاريخي للصومال لاحتلال البلاد ؟ وأين كانت وجهاء عشائركم حين كانت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تتناقل خبر الأم الصومالية ( سوبن ) التي اغتصبها جنود الاحتلال جهاراً نهاراً ؟ والتي سارعت الحكومة القذرة بنفي اغتصابها وتبرئة أسيادها المعتدين من التهمة ؟ بل وأين كانت محاولة دحر الغزاة باسم الشعب الصومالي ، في الأشهر الثلاثة الماضية التي كانت دبابات إثيوبيا تجوب في شوارع مقديشو قتلا وتشريدا !؟؟ حتى إذا كافحت عشائر العاصمة الاحتلال ووهبها الله النصر على الأعداء تذكرتم الانتماء الصومالي، أما لنا في الحياء نصيب ؟ أما لنا حتى في الحيادية حظوظ ؟ أو ليس في قلوبنا إيمان عساه أن يدفعنا إلى الإنصاف ؟ <BR>ومن يهن يسهل الهوان *** عليه ما لجرح بميت إيلام ،<BR>ولكني علمتُ أن القبلية العمياء هي نقطة ضعف الصوماليين ، وهي الأكثر تأثيرا عليهم في أفعالهم وأقوالهم ، وان شئت فقل هي السبب الرئيس لاختلاف القلوب واحتلال البلاد وإذلال العباد – والله المستعان ! <BR>ثم إن القضية برمتها هي حرباً معلنة على الإسلام وأهله في الصومال وان سكان مقديشو هم الذين يدفعون ثمنا باهظا أكثر من غيرهم جراء تلك الحرب العدوانية الشرسة ، وبالتالي فلهم كل الحق في الدفاع عن دينهم وعن كرامة بلدهم المتمثلة بمدينتهم العاصمة ، وكان الأولى أن تتكاتف جميع العشائر الصومالية مع أهالي العاصمة وان يدفعوا العربة باتجاه المقاومة الشريفة منذ وصول الاحتلال، لا عندما ينقلب السحر على الساحر وينتصر المظلوم ، لأن الأخُوة تتطلب وبكل قوة المناصرة عند اشتداد الكربة ، ولا ينبغي أبدا أن تأتي عشيرة بدبابة الغزاة وتحتل رمز الصومال ( مقديشو ) بدعوى إعادة الأمن والاستقرار ! اللذين أزالتهما الحكومة الواهمة بيديها الدمويتان ومن ثـَمَ تحاول تركيع العشائر الأخرى ! .<BR> واني أؤكد هنا أن الحريصين على المصالح الخاصة وطالبي المنصب والمال أمثال يوسف ومن قبله عبدي قاسم وقبله علي مهدي ، أؤكد أن هؤلاء صنف واحد ، ولا يوجد في قلوبهم مثقال ذرة من رحمة لشعبهم ودينهم ووطنهم ، يدل على ذلك تصريحاتهم المتعاقبة التي يعبرون فيها عن مواقفهم اللامسؤولة واللاأخلاقية وهاكم أمثلة منها : يقول علي مهدي محمد معبرا عن موقفه إزاء الهجوم البري والجوي الذي شنته إثيوبيا على منطقة ( لـوق ) جنوب غربي الصومال عام 96/97 ( هذه حرب بين الإتحاد الإسلامي وبين إثيوبيا لا علاقة للصومال فيها ) !! ويقول يوسف معبرا عن موقفه حيال العدوان الإثيوبي الأخير على الصومال : ( إن إثيوبيا تدافع عن نفسها! ) يا لها من مواقف تتسم بالسلبية والعمالة بل وتتميز بالحقارة والوقاحة ، ويزداد الأمر تعقيدا ومرارة عندما ترى تشبث هؤلاء بالأحقية لقيادة الصومال دون غيرهم من شرائح المجتمع الصومالي ، والأدهى من ذلك أنهم لا يألون جهدا في إقصاء الشرفاء وخيرة الشعب عن مجرد المشاركة في السلطة التي هم ينهمكون فيها بشراسة ! وكأنها إرث آبائهم ! مجرد التحدث عنه يُعَــدُ تدخلا سافرا ومرفوضا ! <BR>فهؤلاء المرتزقة الواطئون هم المسئولون عن ضرب بعض فئات الشعب ببعضه الآخر وعن توسيع الهوة بين عشائره بل وترسيخ النعرات القبلية في المجتمع ، وما لم يتفطن الشعب لخطورة زعماء الحرب القبليين ويضع حدا لهذا الاستنزاف المخيف للبلاد ، فان مصير الصومال يكاد يكون غامضا وحل مشكلته يبدو أمرا صعب المنال ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، واني أناشد عقلاء الصومال وشرفائه وأهل الحل والعقد أن يهبوا لانقاد البلاد من أزمتها الداخلية ، لأن الصومال لم يُؤت من الخارج بقدر ما أوتي من تلقاء نفسه ! ولم تأته صاعقة من السماء بل من قِبــَلِ أغبياء أبنائه! ألا فأمسكوا على أيدي سفهائكم ! لئلا تغرق السفينة فيغرق جميع من فيها ! ألا وان السفينة لم تغرق بعد ولكنها قاب قوسين أو ادني في الغرق والنهاية المروعة ، ما لم تؤخذ على أيدي العساكر الشيوعية العابثة ، وسواعد العلمانية الحاقدة التي تنخر بجسم الأمة نخر النمل الأبيض في البنيان ! ولكن الله سيرد كيدهم في نحورهم ( ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) .<BR> <BR><br>