من قتل عبد الستار أبو ريشة؟؟
4 رمضان 1428

من هي الجهة التي تقف وراء عملية اغتيال رئيس ما يسمى بمؤتمر صحوة الانبار الشيخ عبد الستار أبو ريشة, هل يقف تنظيم القاعدة (*) والذي خاض الرجل حربا شرسة عليه لطرده من الانبار؟ أم أن التيار الإيراني المتنفذ في حكومة المالكي هو من يقف خلف تصفية الرجل؟ وما هي الدوافع والمكاسب لتصفية أبو ريشة ؟ لعل من أهون الأمور واقلها كلفة إعلاميا وسياسيا التوجه كالعادة, عراقيا وإقليميا ودوليا, واتهام تنظيم القاعدة والحديث الممل عن بصمات التنظيم أو عن بيانات أو أشرطة يصعب تماما التأكد من مصدرها أو غاياتها.<BR>بيد أن إشارات كثيرة تشير لتورط حكومي عراقي في تصفية أبو ريشة والتخلص منه, فالمالكي وأكثر من مسئول في حكومة الاحتلال العراقية أعربوا في غير مناسبة عن سخطهم وعدم رضاهم من قيام جيش الاحتلال الأمريكي بتسليح بعض عشائر الانبار والتي تنتمي للتجمع الذي كان يقوده عبد الستار أبو ريشة. الحذر من أن يتحول هذه التجمع لقوة مسلحة مناهضة للميليشيات الشيعية فيما بعد شكلا قلقا كبيرا للمالكي والتيار الإيراني في العراق. <BR>وزارة الداخلية العراقية من جهتها سارعت وفور إذاعة خبر الاغتيال لإعلان تشكيل لواءين من الشرطة الوطنية تحملان اسم القتيل. كما نقلت وكالة رويترز عن العميد عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية بأن وزير الداخلية اصدر أمرا بإقامة تمثال في الموقع الذي قتل فيه أو أي مكان آخر يختاره أهل محافظة الانبار. التسرع الكبير في تمجيد الرجل والإعلان عن تسمية ألوية باسمه وعن بناء تمثال تخليدا له في " أي مكان آخر يختاره أهل محافظة الانبار " في حكومة يفترض أنها "إسلامية" يشير إلى أن وزارة الداخلية تستهدف من هذه الإعلانات المتعجلة جدا والمهتزة – وكأنها كانت معد سلفا- التستر على دور لها في عملية الاغتيال.<BR> زيارة بوش للانبار ولقائه بالرجل وكأن الرجل أميرا أو قائدا كان له أكثر من الدلالة التي نقلها بعض المحللين والإعلاميين من أن الرئيس الأمريكي يريد أن يسوق أمريكيا بعضا من إنجازات قواته المحدودة في العراق استعداد للمواجهة مع الكونغرس والذي يهيمن عليه الديمقراطيين, فاللقاء وطبيعته تشير أيضا إلى إن الإدارة الأمريكية تدرس جديا خيارات على الساحة العراقية تتجاوز ما يسمى بالعملية السياسية, تلك الخيارات والتي عبر عنها أكثر من تصريح لمسئول أمريكي عسكري وسياسي في العراق المحتل تشمل دورا أكبر للسنة في أمور الحكم لمحاولة كبح وتحجيم الدور الإيراني المتعاظم في العراق المحتل. هذه المعطيات قد تكون شكلت تهديدا للمالكي وحكومته الضعيفة وبالتالي فإن غياب أبو ريشة سيكون أمرا طيبا لهم. لذلك سارعت أوساط مقربة من القتيل إلى اتهام إيران وسورية وأطرافا داخلية بالمسؤولية. <BR>الدكتور عبد السلام العاني رئيس ما يسمى بمجلس محافظة الانبار صرح لصحيفة عربية تصدر في لندن بأن «الشيخ أبو ريشة استشهد على مسافة أكثر من 50 مترا من منزله في منطقة الجزيرة حيث تتمركز عشيرته في محافظة الانبار»، مشيرا إلى أن أبو ريشة «كان يتمتع بحماية كافية وان وضعه الأمني كان جيدا ولم يكن احد ليتوقع أن تزرع له عبوة ناسفة قرب بيته وفي منطقة آمنة تماما بالنسبة له». وقال العاني انه «من الصعب توجيه أصابع الاتهام لجهة معينة ألان خاصة وان جهات عدة كانت تترصد أبو ريشة كونه تحول إلى ظاهرة للدفاع عن العراق»، مشيرا إلى «سورية وإيران وأيادي داخلية قد تكون بين الجهات التي دبرت مقتل أبو ريشة». وأضاف «عندما كنا مع الرئيس بوش وبحضور الحكومة العراقية فان أبو ريشة تحدث بصراحة عن مخاطر التدخل الإيراني والسوري بالشأن العراقي وان ذلك لم يعجب الحكومة». في حين أشار احد حراس عبد الستار أبو ريشة الشخصيين الذي لم يكن برفقته وقت الانفجار بإن قنبلة زرعت في سيارته. <BR>المكاسب التي ستجنيها حكومة المالكي وراعيها الإيراني من غياب الرجل اغتيالا كثيرة: سقوط ورقة أمريكية ضمن الصراع المحموم على النفوذ أمريكيا وإيرانيا, والسعي لجعل السيطرة والسلاح بأيدي شيعة إيران وإعاقة تسليح عشائر سنية, كما إن من مصلحة إيران وتيارها في العراق أن يتم اتهام القاعدة والتي قد تتبرع هي أو عبر بيانات مجهولة بتبني اغتيال الرجل مما يزيد من حدة الصراع المحلي داخل محافظة الانبار والذي في مجمله سيمهد لإحكام السيطرة الإيرانية على العراق وثرواته ومقدراته بإخراج معقل المقاومة العراقية من معادلة الصراع.<BR>ـــــــــــــ<BR>* عند نشر المقال، صدر بيان لتنظيم القاعدة لم يتسن التأكد من صحته يتبنى التنظيم فيه مسؤوليته عن قتل أبو ريشة <BR><br>