صور لم ينقلها الإعلام عن العراق
2 جمادى الثانية 1424

يتكون المجتمع العراقي من خليط من عرب وأكراد وتركمان عرقياً، ومذهبياً من شيعة وسنة وأقلية دينية تشكل ما بين (2 – 3 %).<BR>أما التكتلات السياسية والعشائرية فهي كثيرة، منها: التكتل المحافظ، والذي يجمع بين شيوخ عشائر وأبناء عوائل، وهم في جمهورهم الأوسع يميلون للإسلاميين ويتعاونون معهم.<BR>ولا يغيب عنا أيضاً التكتل البعثي الموجود إلى الآن، فعلى الرغم من أن القوات الأمريكية جمدت الأعضاء الرسميين، بحيث يكتفي التحالف بالطلب من البعثي أن يعلن تركه لحزب البعث، فيفعل ذلك شكلاً فقط، إلا أنهم في الحقيقة موجودون على الساحة إلى الآن.<BR> حيث يلاحظ أن هذا التكتل لا يزال يشكل قوة كبيرة، ولديه الأموال الكافية منذ نظام الحزب السابق، كما أن أعضاءه نجحوا في الانتخابات الجامعية الأخيرة. <BR>فعلى الرغم من أن أكثرهم تخلى عن قيادة صدام، إلا أنه ما يزال متمسكاً بالحزب والحزبية.<BR><BR>وخلال الأعوام الماضية التي شهدت الحرب بين العراق وإيران، زادت الانقسامات المذهبية بين الشعب العراقي، وخاصة بالنسبة للشيعة الذين انقسموا بين شيعة موالين لإيران مائة بالمائة، مثل: (المجلس الأعلى – الحكيم)، وقسم آخر أقل ولاءً لها، وآخر غير موال تقريباً.<BR><BR>وعندما دخل الأمريكيون إلى العراق بعد احتلاله في بداية أبريل 2003م، حاولوا الاستفادة قدر المستطاع من هذه (الخلطة) واستثمارها فيما يحقق لهم مكاسب وأطماع، فمن جهة كسبوا الأكراد عبر تقديم الأموال والعطايا والأسلحة لهم، غير أن بعض التصرفات من الحزبين الكرديين أساءت للعلاقة مع الأمريكيين، حيث سرقوا ونهبوا بعض البنوك وبعض الدوائر والسيارات الحكومية، وقاموا ببيع السيارات وغيرها على إيران بأثمان زهيدة،<BR>كما قاموا ببيع الأسلحة التي قدمتها أمريكا لهم، إلى إيران، مما أغضب الأمريكيين _على ما يبدو_. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4"> الوجود السني والوجود الشيعي: </font><BR><BR>من المعروف فإن الكذب إذا استمر صار حقيقة، وهذا الشيء يكاد ينطبق على الشيعة في العراق، حيث يبالغ الشيعة في نسبة وجودهم في العراق، رغم عدم وجود سند حقيقي لهم في قضية عدد النفوس وفي النسبة.<BR>ففي الإحصاء الرسمي لعام 1997م لنفوس العراق، والذي أبلغ لهيئة الأمم المتحدة ولمنظمة اليونسكو العالمية، والذي أحصى عدد النفوس في كل محافظة، وبين نسبة السنة والشيعة بشكل دقيق ومدون. <BR>أظهر هذا الإحصاء أن عدد أو نسبة السنة في العراق تبلغ 65.9%، بينما تشكل نسبة الشيعة 34.5% فقط.<BR>وهذه وثائق حكومية وموثقة، فأين هي الوثائق أو المراجع التي يستند إليها القائلون بأن نسبة الشيعة أكثر من هذا الرقم؟<BR><BR>وكمثال على مبالغة الشيعة بشكل دائم أنه وبعد أسابيع من يوم كربلاء الأخير، وقبل أن ينتهي الشهر خطب (مصباح يزدي)، وربما كان أخاً للوزير السابق الإيراني محمد يزدي – فقال: "الذين حضروا في كربلاء كانوا سبعة ملايين" وكان صرح بذلك بتاريخ 25/4/2003م، ونشر تصريحه في صحيفة الحياة بتاريخ 26/4/2003م، على الرغم من أن وكالات الأنباء التي نقلت ذكرى يوم كربلاء، قالت: إن عدد الشيعة كان نحو مليوني شيعي.!!<BR>وفي واقعة أخرى حصلت في إحدى كتب الكاتب حسن العلوي، أشار الكاتب في بداية مؤلفه إلى أن نسبة الشيعة في العراق (70%) ، إلا أنه عاد وذكر في آخر الكتاب أن نسبتهم هي (80%).<BR><BR>وكتب الصحفي حازم صاغية في صحيفة الحياة ذات مرة أنه لاحظ المفارقة الشيعية في ذكر نسبتهم في العراق والتي تراوحت بين 55% و 85% ،فتساءل: ما هذا التفاوت ؟؟ وهل هناك ضغط على الشيعة من قبل الحلفاء في العراق؟<BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4"> واقع الشيعة والسنة المادي: </font><BR><BR>الشيعة الموالون لإيران يجري مدهم بالملايين، في بلد لا يجد البعض فيه ما يأكل، فمثلاً الحسينيات الشيعية اليوم تفرش بأفضل أنواع الفرش، وتوفر الطعام والدواء القادم لها من وكالات الإغاثة الكويتية أولاً، والمال الإيراني المدفوع بسخاء ثانياً، بينما يحصل الشيعة غير المواليين لإيران على معونات قليلة جداً من إيران أملاً في كسبهم.<BR><BR>ويلاحظ أن الأمريكيين يحاولون كسب الشيعة غير الموالين لإيران، وإتاحة الفرصة أمامهم للظهور في المراكز القيادية في العراق، بينما يحاولون في الوقت ذاته إبعاد الشيعة الموالين لإيران عن المراكز المؤثرة والفاعلة في البلد. <BR><BR>وعلى العموم، فإن جميع فئات الشيعة العراقية ينظرون لما يأتيهم من بعض دول الخليج من إغاثة ومصاحف وكتب وأشرطة بأنه آت من جهة معادية هي (الوهابية).<BR>وما يعمق هذه الرؤية، العداء عبر (الإنترنت) ما بين السلفية والشيعة، حيث المعركة على أشدها، والأمريكان سعداء بذلك.<BR><BR>أما العرب السنة فإنهم يشكلون اليوم الحلقة الأضعف في العراق، فلا أحد يساعدهم ولا أحد يتبناهم، جمهورهم واسع إلا أنه لا يملك المال ولا يقدر على الحركة، حتى الفضائيات لا تتجاوب، وتطالب بمبلغ (10) آلاف دولار عن كل مقابلة، إلا أنهم لا يمتلكون مثل هذا المبلغ، ولو كان لديهم لقدموه للعلماء الذين لم يقبضوا راتباً واحداً منذ أشهر، كذلك الدعاة الذين جرى تفريغهم من عملهم، وعجزوا عن الحصول على المال الضروري للطعام والحركة.<BR><BR>أما الإغاثة السعودية فالشيعة لا يريدونها، لذلك تَقَرر أن تُسلم هذه المعونات إلى الهلال الأحمر العراقي، وهو مؤسسة محلولة كان (حزب البعث السابق) يستغلها مما جعل الناس لا يثقون بالقائمين عليه مطلقاً.<BR><BR>ويحتاج المسلمون السنة بدرجة كبيرة للدعم بالمال، وذلك لدفع رواتب الأئمة والخطباء، ولدعم المساجد التي تفترش (الحصير) وتفتقد حتى الماء والمصاحف، وحاجة الأئمة في المساجد ماسة جداً؛ لأنهم يُسيرون أحوال الأحياء.<BR><BR>من جهة أخرى تعتزم قوات الاحتلال الأمريكية جمع نحو (400) عراقي في إدارة حكم البلاد، كي يساعدوا أمريكا في رسم مستقبل العراق، وهذه الأمور تتطلب حركة، وتتطلب مالاً ودعماً من أجل وصول بعض الناس إلى هذه المناصب، إلا أن الواقع المالي للسنة خجول جداً،مما يعني أنه إذا بقي أهل السنة على حالهم فستكون حصتهم هي الأضعف، وكذلك وجودهم وتأثيرهم، على الرغم من قوة جبهتهم وسلامتها.<BR>فمن المعروف أن المجتمع السني _بحمد الله_ ليس فيه زعامات تتصارع وتتقاتل، ولكنه مجتمع حتى اليوم ضعيف مهمش، أي أنه أشبه بعسكر دون قادة ولا مال يكفي.<BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4"> المقاومة العراقية: </font><BR><BR>فوجئ الأمريكان الذين أزالوا نظام صدام حسين السابق، بثورة عارمة تركزت في بغداد والمدن السنية؛ لأن الناس في العاصمة والمدن الكبرى بدون ماء ولا كهرباء ولا رواتب، ولا مجال للعمل والكسب منذ أشهر، مما جعل الأمريكان يتبنون سياسة توزيع المواد الغذائية على أساس البطاقات التموينية، والتي كانت معمولاً بها في عهد النظام السابق، للتخفيف من الثورة والمقاومة، بينما بقيت مشاكل الكهرباء والماء والعمل بدون حل إلى الآن. <BR><BR>ويقوم الأمريكيون الآن بالتدقيق في كل قادم إلى العراق، وخاصة القادمون من المملكة العربية السعودية، حيث يعتقد الأمريكيون أن هؤلاء قادمين من أجل شن حرب ضد الجيش الأمريكي، ودعم المقاومة العراقية المسلحة، لذلك تقوم قوات الاحتلال الأمريكية بمصادرة النقود التي بحوزته، ثم تقوم بإرساله إلى الكويت أو الأردن لسجنه والتحقيق معه بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية.<BR><BR>اليهود لم يكونوا بعيدين عن وليمة (العراق)، حيث وصلت جماعات منهم في محاولة للاستفادة من الوضع القائم، وقد توجهوا نحو شراء العقارات، بحيث يشترون العقار عن طريق طرف عراقي تجنباً للظهور، خاصة بعد أن شن الخطباء حملة قوية ضدهم، لهذا نجد ارتفاع أسعار العقار بنسبة (400%) بيعاً وإيجاراً في العراق.<BR><BR>بالنسبة للأمن في بغداد فهو معدوم أو شبه معدوم، ويوجد الآن قانون منع تجول في بغداد من (11 مساء إلى 4 صباحاً)، ولكن التجول الفعلي للسكان الخائفين ينتهي بعد المغرب.<BR>وتوجد دوريات للتحالف تتحرك طوال الوقت للبحث عن السلاح بالدرجة الأولى.<BR>الطرق غير مأمونة بين المدن، وكذلك الطرق المؤدية لبغداد والمدن الكبيرة، وهناك سلب بدون قتل.<BR>بينما لا تزال مشكلة الكهرباء والماء والوقود قائمة ولم تحل مع شدة الحرارة التي تتراوح ما بين 45 – 48 في الظل.<BR><BR>ويلاحظ وجود مقاومة قوية وكبيرة داخل العراق، إلا أن القوات الأمريكية تعتم على هذه المقاومة دائماً، ولا تعلن عنها إلا إذا كانت إحدى الفضائيات تكلمت عن هذه العملية، أما الكثير غيرها مما يجري على أرض العراق، فلا يتم الحديث عنها، لذلك تجد الأمريكيين يقومون على الفور بسحب الدبابات والآليات بعد العملية كي لا تقوم وكالات الأنباء ومحطات التلفزة بتصويرها والإعلان عنها.<BR><BR>بل إن المقاومة العراقية أصبحت على مستوى عال من التطور، وباتت تتميز بالخبرة والتنظيم، إلى جانب مقاومة عشوائية موجودة في كل المدن العراقية، حيث قامت مثلاً بتفجير أنابيب النفط، كما أحرقت كميات من الكبريت وغير ذلك، كان التحالف على وشك أن يصدرها ويبيعها.<BR><BR>بقايا حزب البعث يدفع مبالغ مالية كبيرة لكل من يحرق دبابة أو ناقلة جنود أو غيرها، والمقاومة تنتشر في المنطقة السنية، في حين أخذ الشيعة يحرضون الحلفاء ضد أهل السنة من هذا المنطلق، ففي حادثة واضحة على محاولة الشيعة إشعال العداء بين أهل السنة والتحالف، جرت مظاهرة في مدينة الموصل شمال العراق، ليجد المتظاهرون أن أكثر من (80) شخصاً من قوات بدر الشيعية كانت تشارك بشكل مخفي ضمن التظاهرة.<BR> كما بدأت تظهر بعض القناعات التي تؤكد أن المقاومة المسلحة أساسها السنة وليس الشيعة، في حين صرح الرئيس الإيراني علي خاتمي أن الرافضة "أوعى" من أن يتورطوا في قتال ضد التحالف.<BR>حتى الإنجليز بدؤوا يتجهون بنفس الاتجاه المعادي للسنة، ربما لأن العرب في إنكلترا صوتوا لحزب المحافظين ضد حزب العمال الحاكم في الانتخابات الفرعية، إذ أن حزب المحافظين يعمل لكسب أصوات (350) ألف في الانتخابات من العرب والمسلمين في إنكلترا.<BR><BR>من جانبها تعتزم إيران إرسال المزيد من حرسها المسلح عبر الحدود مع العراق، بالإضافة على ذلك تعتزم مد الشيعة الموالين لها بالمزيد من الأموال، وقد تعمد إلى إشعال حرب العصابات في العراق لإشغال القوات الأمريكية، بدل من أن تفكر أمريكيا في بدء حرب ضد الإيرانيين.<BR><BR>هذا هو الواقع اليوم، والأمل بالله _تعالى_ أن يتفهم المسلمون هذا الواقع قبل فوات الأوان...<BR><BR><BR><BR><br>