المأزق الأمريكي في نقص القوات العسكرية بالعراق
12 رمضان 1424

ما تزال القوات الأمريكية المحتلة تواجه يوماً بعد يوم المزيد من العقبات والنكبات التي تزيد من تورطها في العراق، وتزيد من امتداد مشاكلها عبر الأفق، ما قد يثير أزمات خانقة ومؤثرة على السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">التراجع التركي المؤلم: </font><BR><BR>فبعد أن وافقت تركيا على إرسال قواتها إلى العراق تحت إمرة الاحتلال الأمريكي، تنامى الضغط الشعبي ضد الحكومة، وزادت المطالبات الداخلية والخارجية (منها الأكراد ومجلس الحكم في العراق) بعدم إرسال أي من القوات إلى العراق.<BR>حين أعرب السفير التركي لدى واشنطن فاروق لوجوجلو، عن أن تركيا لن ترسل قوات إلى العراق ما دام الوجود التركي غير مرغوب فيه، مشيراً إلى معارضة مجلس الحكم العراقي المؤقت والأكراد. <BR>وأكد السفير أن سلطة الحكم الأمريكية في العراق حاولت الضغط على مجلس الحكم من أجل إصدار ترحيب أو موافقة على قدوم القوات التركية إلى العراق، إلا أن المجلس رفض ذلك. <BR><BR>وتأتي هذه التصريحات للسفير التركي بعد الادعاء الأمريكي من قبل إدارة بول بريمر (الحاكم الأمريكي للعراق) يوم السبت الماضي بأن مسألة إرسال القوات التركية إلى العراق هي مسألة مرتبطة بين تركيا ومجلس الحكم فقط. <BR>ورغم ذلك فقد صرح (مساعد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية) آدم إريلي، أن الولايات المتحدة لا تزال تأمل في أن ترسل تركيا قوات (كبيرة) إلى العراق، مشيراً إلى مواصلة المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والأتراك حول هذه المسألة الهامة لأمريكا. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">البديل في الجنود الاحتياط: </font><BR><BR>ووسط هذا التراجع التركي المحرج للإدارة الأمريكية، وجدت إدارة بوش في الجنود الاحتياطيين الأمريكيين طريقة لسد هذا النقص الذي خلفه الجمود على الموقف التركي،<BR>وفي حين أعربت بعض الأوساط السياسية والإعلامية العالمية عن احتمال طلب الجيش الأمريكي استدعاء آلاف الجنود الاحتياطيين لإرسالهم إلى العراق، من أجل تعزيز الأمن المتردي هناك، قام الجيش الأمريكي اليوم الأربعاء بالفعل بإصدار نشرات تطلب من الأمريكيين الانخراط "الطوعي" في الجيش الأمريكي لإرسالهم إلى العراق. <BR> <BR>تصريحات السفير التركي جاءت محرجة ومؤلمة في وقت تفتقر فيه الإدارة الأمريكية إلى قوات إضافية في العراق، الذي يشهد تنامي عمليات المقاومة المسلحة، وربما هذا ما ساهم بقدر كبير في إحجام بعض الدول العالمية في إرسال قواتها إلى العراق، وحتى عندما تعلن الحكومة (لموالتها لأمريكا) بموافقة على إرسال قوات عسكرية، تأتي المظاهرات المنددة في الدولة لإيقاف توجه الحكومة ( كما حدث في كوريا الجنوبية وتركيا).<BR><BR>ومما زاد في الضائقة الأمريكية في العراق، امتناع الدول التي وقفت ضد احتلال العراق عن إرسال قوات، حتى بعد أن وافقت الأمم المتحدة على تبني مشروع قرار أمريكي بهدا الخصوص. <BR>إذ كانت أمريكا تأمل بعد أن تم التوصل إلى موافقة الأمم المتحدة على مشروع قرارها في العراق، أن تحصل على قوات إضافية من دول العالم، إلا أن الجميع خذلها في ذلك، ولم يتم تقديم أي موافقة دولية لإرسال القوات، فقط حصلت على موافقة لدفع مبالغ مالية بعضها على شكل قروض، وبعضها على شكل منح. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">أزمة كوريا الجنوبية: </font><BR><BR>لم يكن حظ الإدارة الأمريكية مع كوريا الجنوبية أوفر، إذ إن سيؤول أعلنت مؤخراً أنها لن ترسل قوات عسكرية إلى العراق، وستكتفي بإرسال القوات غير العسكرية إليها. <BR>وقال بيان صدر عبر محطة التلفزيون الكورية الجنوبية اليوم الأربعاء، أن سيؤول سترسل القوات غير العسكرية من أجل مساندة القوات المحتلة بقيادة أمريكا في العراق.<BR>وبناءاً على ذلك، فإن حكومة الرئيس روه مو هيون، الكوري الجنوبي، ستبلّغ إدارة الرئيس بوش بشكل رسمي أنها سترسل 3 آلاف شخص غير عسكري إلى العراق، وفق ما صرح تلفزيون الإم بي سي اليوم. <BR>وكانت الولايات المتحدة طلبت من حكومة روه في سبتمبر الماضي، أن ترسل قوات عسكرية إلى العراق، للمساعدة في تثبيت الاحتلال، إلا أن ناطق بلسان المجلس التشريعي الكوري الجنوبي، قال: إن مثل هذا القرار لن يصدر عن سيؤول، ما جعل فريقاً من المسؤولين الأميركيين يهرعون إلى كوريا الجنوبية لإجراء مباحثات مع المسؤولين هناك؛ لإقناعهم بالعدول عن هذا القرار. <BR>وقال المتحدث الكوري الجنوبي: " لدى الحكومة موقف ثابت من حجم ونوع القوات التي قد ترسل، ولكننا لا نستطيع أن نعلنه الآن".<BR><BR>وتشير مصادر إعلامية إلى أن سيئول سترسل نحو 700 شخص من الفرق الطبية، بالإضافة إلى مهندسين، كما وافقت على إرسال قوات إضافية في أكتوبر الماضي، لم يتم الإعلان عن حجمها في وقتها. <BR>وكان ناشطون من الطلاب الكوريين الجنوبيين، ومجموعات العمل النضالي قامت باحتجاجات كبيرة بشكل أسبوعي تقريباً، للضغط على الحكومة لعدم إرسال قوات عسكرية إلى العراق. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">القوات العسكرية في العراق: </font><BR><BR>يبلغ عدد القوات الأمريكية الموجودة الآن في العراق 132 ألف جندي، وفق ما صرح (وزير الدفاع الأمريكي) رونالد رامسفيلد، الذي قال أيضاً: إن عدد القوات الأخرى من 30 دول عالمية يبلغ 23 ألفاً. <BR>وأعرب الوزير الأمريكي عن رغبته في إرسال الدول العالمية لجنود أكثر إلى العراق، حيث قال: إن إرسال المزيد من الجنود، سيساهم في تدعيم الأمن والاستقرار في العراق،<BR>وعلى الرغم من أن المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يقولون: إن وصول أعداد من القوات العسكرية الدولية إلى العراق، سيساعد في تقليل عدد الجنود الأمريكيين في العراق، إلا أن الوزير رامسفليد، قال: إن أي قوات تركية قد تصل إلى العراق، لن تصل بوقت يسمح للبنتاغون بإجراء تعديلات في القوات الأمريكية هناك. <BR><BR>ومن المتوقع أن تصل قوة قوامها 15 ألف من قوات الحرس الوطني الأمريكي إلى العراق مع بداية العام القادم؛ لتخدم محل القوات الأمريكية (المرهقة) التي تخدم هناك مدة سنة تقريباً. <BR>إن سر معاناة القوات الأمريكية في العراق رغم عددها الكبير،هو: حجم المقاومة العراقية ضد الوجود الأمريكي هناك، حيث تواجه القوات الأمريكية بشكل يومي تقريباً، عمليات مقاومة فعالة، أدت إحداها إلى قتل نحو 16 جندياً أمريكياً دفعة واحدة، وإصابة 20 آخرين، 11 منهم جروحهم خطيرة، في عملية تفجير مروحية أمريكية بالقرب مطار بغداد. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">مأزق بوش في الانتخابات الرئاسية: </font><BR><BR>ورغم السياسة التي تنتهجها إدارة بوش في التقليل (إعلامياً) من حجم الهجمات العراقية، عن طريق استخدام مصطلحات معينة، إلا أن التهديد الذي يحيط بانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة ضد بوش، في تزايد مستمر. <BR>فحين سئل بوش خلال زيارته لكاليفورنيا لمشاهدة أضرار الحرائق هناك، عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، قال: إن صدام لم يعد يشكل خطراً على أحد، ولم يعد لديه الطاقة على تهديد أحد (...)، وعندما سئل عما إذا كان صدام يقوم بتحريك الهجمات المميتة ضد القوات الأمريكية، قال بوش: " أه.. أنا متأكد من أنه يحاول إثارة المشاكل".!!!<BR>وأضاف: " يحاول مخلصو صدام والآخرون خلق الفوضى لدفع الأمريكيين للخروج من العراق"، وقال: " لا يمكن أن أخبرك بما يعمله صدام, وكل شيء يمكن أن أخبرك به هو أن صدام لا يدير العراق الآن"!!<BR><BR> <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">البنتاغون ينشر طلبات الالتحاق بالجيش: </font><BR><BR>الجنود الأمريكيون الموجودون الآن في العراق هم أعضاء في الحرس الوطني من أركانسو، ونورث كارولينا، وواشنطن، من الجنود الذين يؤدون الخدمة الفعلية في أمريكا. <BR> <BR>وبالإضافة إلى ذلك، فإن البنتاجون قد يحتاج لاستدعاء جنود احتياطيين آخرين كوحدات دعم في حال لم ترسل تركيا أو دول أخرى قوات عسكرية إلى العراق, وفق ما أعلنت رئيسة الموظفين في هيئة الأركان المشتركة .<BR>إلا أن المسؤولين الأمريكيين استبعدوا فكرة إعداد قوات أمريكية كاملة بإرسالها إلى العراق, وبدلاً من ذلك قالوا: إنهم سيسرعون من تدريب قوات الأمن العراقية ليحصلوا على دعم عسكري أمني في العراق، للتعامل مع تزايد الهجمات العراقية المميتة.<BR>ولكن أخباراً نشرت اليوم أكدت أن وزارة الدفاع بدأت في نشر طلبات تجنيد الشباب الأمريكيين ممن تزيد أعمارهم على الـ18 عاماً. <BR>حيث نشرت وزارة الدفاع الأمريكية نشرات تطلب فيها من الشباب الأمريكيين التطوع في وحدات الجيش الأمريكي، <BR>وفي حين أكدت وسائل إعلام غربية بأن النشرات الأمريكية تدل على نقص في أفراد الجيش، وتشير لمقارنة مع احتلال أمريكا لفيتنام، حين طالبت وزارة الدفاع بالتجنيد الإلزامي، حاول مسؤولو البنتاغون التأكيد على أن هذا الأمر اعتيادي، وأن البنتاغون يعرض كل مدة طلبات للالتحاق بالجيش (بشكل طوعي)، مشيراً إلى أن طلبات التجنيد (الإلزامي) لم تنشر في أمريكا منذ عام 1973م عندما انسحب القوات الأمريكية من فيتنام.<BR>كما قال المسؤولون بأن طلبات الالتحاق الإلزامي بالجيش، ستحتاج حرباً كالحرب العالمية الثانية من أجل نشرها. <BR>على أن مصادر إعلامية وسياسية تؤكد أن نشر هذا الطلبات الآن، تعد مدمرة لفرصة بوش في الانتخابات الرئاسية القادمة. <BR><BR>وحثت نشرات وزارة الدفاع الأمريكيين للالتحاق بالجيش، حيث جاء في البيان أن لجنة مؤلفة من خمسة مسؤولين، ستحدد من من المتطوعين مؤهل للالتحاق بالجيش.<BR>وقال البيان: إن الشروط الواجب توافرها في الشخص للتقديم، هي: <BR>- الموافقة للعيش في أماكن تعتبر فيها القوانين العسكرية سلطة قضائية.<BR>- ألا يكون المتقدم مدان في جريمة جنائية.<BR>- أن يكون راغباً في قضاء وقت كاف في الجيش.<BR>- ألا يكون أحد أعضاء القوات المسلحة أو من المتقاعدين أو الاحتياط.<BR>ويتعين على الملتحق أن ينظم إلى دورات من 4-12 ساعة من التدريب المبدئي لتقدير الكفاءة.<BR><BR><BR><br>