المواقع العسكرية الإسرائيلية في غزة .. بؤر للموت
27 شوال 1424

بعدما تجاوزت السيارة الفلسطينية بسلام، الموقع العسكري الجديد الذي أقامته قوات الاحتلال قرب الطريق الساحلي في محيط مستعمرة نتساريم جنوب مدينة غزة، أطلق أحد ركاب السيارة تنهيدة قوية، وقال: الحمد لله تجاوزنا المرحلة الأولى من الخطر!<BR><BR>يضطر الفلسطينيون المتنقلون بين شمال وجنوب ووسط القطاع إلى المرور عبر حواجز، أو بالقرب من مواقع عسكرية إسرائيلية تنتشر على الشارع الوحيد الواصل بين الشمال والجنوب والذي تحكم قوات الاحتلال على أجزاء واسعة منه عبر مواقعها العسكرية.<BR><BR><font color="#0000ff" size="4"> لحظات خوف: </font><BR><BR>وقال أحمد أبو دقة (وهو طالب في مدينة غزة ويسكن خان يونس): وكأنه لا يكفينا المواقع والحواجز الموجودة في منطقة المطاحن وأبو هولي ونتساريم حتى يقيموا هذا الموقع العسكري الجديد، مضيفاً أنه اعتاد ترديد الشهادتين عند المرور قرب أحد المواقع أو الحواجز الإسرائيلية؛ لأنه لا يدري اللحظة التي ينطلق فيها جنون أحد الجنود ليحصد الأرواح الفلسطينية.<BR><BR>ويعد الموقع العسكري الجديد الذي أقامته قوات الاحتلال يوم الأحد الموافق 7/12/2003م، على بعد 300 متر من الجهة الغربية لمستوطنة نيتساريم جنوب مدينة غزة، واحداً من أعلى وأكبر المواقع الاحتلالية في المنطقة، حيث تم إقامة برج ضخم وشاهق الارتفاع داخله.<BR><BR>وتقول مصادر أمنية فلسطينية: إن الموقع المذكور لا يبعد عنها سوى 120 متراً على طريق الشيخ عجلين، وبذلك يشكل خطراً حقيقياً على حياة المواطنين الفلسطينيين الذين يسلكون الطريق الساحلي يومياً من وإلى مدينة غزة، وهو الطريق الوحيد بعد إغلاق طريق صلاح الدين الرئيس منذ بدء انتفاضة الأقصى، وما يزيد من هذه الخطورة تمركز دبابة إسرائيلية بشكل شبه دائم، وعادة ما تقوم بإطلاق قذائف مدفعية في محيط المنطقة. <BR><BR><BR><font color="#0000ff" size="4"> مفارقة: </font><BR>وتسيطر قوات الاحتلال على بناية مكونة من ثلاث طبقات تعود لعائلة أبو خوصة، تقع على بعد أمتار قليلة من الموقع الجديد، تم الاستيلاء عليها منذ بدء الانتفاضة الحالية، وتقيم فيها قوات الاحتلال بشكل دائم، وذكرت المصادر الأمنية الفلسطينية أن قوات الاحتلال أقامت أيضاً برجي مراقبة جديدين شرقي مدينة خان يونس.<BR>المفارقة التي تدعو إلى السخرية أن إقامة الموقع الجديد وبرجي المراقبة يأتي في وقت تتحدث فيه أوساط إعلامية إسرائيلية عن نية حكومة شارون تفكيك بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية وقطاع غزة.<BR>ذكرى مريرة<BR><BR> مخاوف أبو دقة الذي يسلك الطريق بصورة يومية لا تنبع من فراغ فهو يتذكر صباح اليوم السادس من شهر يوليو"تموز" عندما فتح جنود الاحتلال المتمركزون في بناية أبو خوصة المذكورة أعلاه نيران رشاشاتهم تجاه الطريق الساحلي ليقتلوا بدم بارد الفلسطينية رندة الهندي 44 عاماً، ويصيبوا حفيدتها أنوار التي لم تكمل ربيعها الثاني، ويصيبوا أربعة من أفراد العائلة.<BR><BR>وتعد هذه الحادثة واحدة من مئات الحوادث التي تقع يومياً في محيط الحواجز والمواقع العسكرية الإسرائيلية المنتشرة في محيط قطاع غزة وتخلف الضحايا من الشهداء والمصابين.<BR>69 موقع في القطاع<BR><BR>ويشير تقرير صادر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان إلى وجود 63 موقعاً عسكرياً إسرائيلياً في قطاع غزة بينها 36 من الكتل الإسمنتية و27 من الأبراج الحديدية، بينها 25 أقيمت خلال انتفاضة الأقصى، بهدف كشف المناطق السكنية الفلسطينية وتسهيل استهدافها، وبتوثيق المواقع التي أقيمت في المدة الأخيرة يرتفع العدد إلى ما يقارب الـ 69 موقعاً.<BR><BR>ويؤكد التقرير أن أبراج المراقبة العسكرية تشكل حلقة أساسية في سياق سياسة استخدام القوة المفرطة والمميتة، ضد الفلسطينيين حيث يقوم الجنود بفتح نيران رشاشاتهم من على هذه الأبراج، عشوائياً بشكل فجائي، وفي أحيانٍ كثيرة، دون وجود أي توتر أو مواجهات، كما يحدث عادة في محافظتي رفح وخان يونس.<BR>وتحرم هذه الأبراج السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من الشعور بالأمان، حيث يبقى الخوف قائماً من أن يصاب الشخص أو يقتل فجأة ودون أن يدري مصدر الرصاص.<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">فقد نجليه فهجر منزله! </font><BR><BR>فالمواطن الفلسطيني فرحان شلولة لم يجد خياراً سوى ترك منزله المقام على بعد 100 متر من المواقع العسكرية في مستوطنة نفيه دقاليم غرب خان يونس، بعد أن دفع ثمناً باهظاً لسياسة الغطرسة وممارسة القوة الإسرائيلية المميتة فقد استشهد نجلاه محمد 23 عاماً بتاريخ 7/10/2002م، وحسن 22 عاماً بتاريخ 16/12/2003م، إثر إصابتهما برصاص جنود الاحتلال المتمركزين في الموقع المجاور للمنزل.<BR><BR>وامتزج صوته بمرارة لا حدود له وهو يتحدث عن حالة عدم الاستقرار التي سببها الموقع العسكري له ولأفراد أسرته، مشيراً إلى أنه أكمل بناء وتجهيز المنزل المكون من طابقين قبيل بداية انتفاضة الأقصى ليحقق حلمه في استقرار ومعيشة لائقة بعد تشرد استمر طويلاً، غير أن كل الأحلام تبخرت مع الرصاصات الأولى التي انطلقت من الموقع الإسرائيلي لتصيب المنزل بأضرار وسكانه بحالة رعب، قبل أن تتواصل حلقات الأجرام ويحصد الرصاص الصهيوني اثنين من أبنائه بفارق شهرين، الأمر الذي دفعه إلى هجر المنطقة واللجوء لمنازل أقاربه في مناطق أكثر أمناً. <BR><BR>وتقيم قوات الاحتلال هذه الأبراج، على طول جدار الفصل الحديدي جنوب رفح، وفي محيط المستوطنات، في مختلف مناطق قطاع غزة.<BR><BR><br>