التغلغل اليهودي في العراق.. إلى أين؟!!
20 ذو الحجه 1424

لا يختلف اثنان في أن المستفيد الأول من الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق هو الكيان الصهيوني، كما لا يشك أحد في أن الخاسر الأول من تصاعد عمليات المقاومة في العراق هو الكيان الصهيوني أيضاً، ومن هنا كان حماس غلاة اليهود في الإدارة الأمريكية، وأبرزهم: ريتشارد بيرل ( كبير مستشاري وزارة الدفاع الأمريكية)، و(نائبا وزير الدفاع) جون وولفوفيتز، ودوغلاس فيت للتخطيط للحرب ، وصياغة أهدافها، وتسخير إمكانات الولايات المتحدة لشنها تمهيداً للسيطرة التامة على العراق واحتلاله، وذلك لإخراجه من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما حصل فعلاً بعد أن كان العراق يضع إسرائيل في مقدمة الأعداء عربياً وعراقياَ، وشارك في كل حروب فلسطين، وقاوم كل مشاريع الاستسلام والتطبيع، ورفض إبرام أي اتفاق مع إسرائيل بما في ذلك هدنة 1949م.<BR>وهكذا كانت إسرائيل ومنذ اللحظات الأولى للغزو الأنجلو أمريكي للعراق متواجدة بمستشاريها وخبرائها العسكريين وأجهزتها الأمنية كالموساد، والشاياك، والشيت بيت، لغرض دعم وإسناد المؤسسات العسكرية الأمريكية، وتثبيت احتلالها للعراق، وبسط هيمنتها على المدن العراقية، والمساعدة على تدمير المنشآت العسكرية والمدنية العراقية على نحو معد ومخطط له.<BR>وقد أشارت معلومات كثيرة نشرتها صحف أمريكية وبريطانية إلى مشاركة وحدات عسكرية إسرائيلية في سير المعارك، وقالت بعض هذه المصادر: إن ثمة وحدتين عسكريتين إسرائيليتين اجتازتا الحدود وتعملان في غرب العراق، ولهذا لم يكن غريباً أن يدعو مجلس حاخامات المستوطنات إلى إقامة الصلوات من أجل سلامة جنود الاحتلال الذين يحاربون في العراق ، وقد شارك السفيران الأمريكي والبريطاني في تل أبيب في تلك الصلاة.<BR><BR><font color="#0000FF"> تجنيد الفقراء: </font><BR>وفي نظرة سريعة إلى الوراء قبل سقوط بغداد على أيدي قوات التحالف عمدت إسرائيل إلى استغلال كل الفرص والوسائل التي من شأنها بناء نواة للتجسس في داخل بغداد للإسراع في إنجاز هذا السقوط ، فقد استغلت أجهزة مخابراتها مدة الحصار التي عانى منها العراق خلال 12 عاماً، ووضع المئات من الشباب العراقيين الذين كانوا موجودين في الأراضي الأردنية طلباً للعمل بعد أن حاق بهم العوز والفاقة من أجل توفير لقمة العيش لعوائلهم، أو هرباً من تسلط النظام الحاكم وقسوته وظلمه لمواطنيه، مما دفع الكثير منهم إلى اللجوء إلى الأقطار المجاورة وغير المجاورة؛ لغرض العمل وتأمين العيش، إلا أن قسوة الظروف وضغوط أنظمة وقوانين تلك الأقطار جعلت العديد من الشباب يقع ضحية الشراك التي نصبتها لهم المخابرات الإسرائيلية تحت دوافع ومغريات مادية كثيرة.<BR>وقد تكشف عن هذه الظاهرة انزلاق أعداد من الطلبة والعمال والإعلاميين في هاوية المستنقع الصهيوني، فقد طالعتنا صحيفة" العدالة " المحلية، وعلى لسان أحد رجال الدين البارزين .. أنه قد يضطر للكشف عن أسماء كثيرة من رجال الإعلام يعملون حاليا في العشرات من الصحف تم تجنيدهم من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي ولهم ارتباطات مشبوهة مع دول أخرى ، وهذا يعني أن أجهزة المخابرات الصهيونية تمكنت فعلاً من تجنيد أعداد كبيرة من العراقيين نتيجة الظروف الصعبة التي كانوا يعانون منها في تلك المدة من الزمن .. في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تعمل على مستوى آخر من النشاطات المشبوهة ضد العراق عن طريق نفوذها الواسع في "تركيا"، فحققت مكاسب مهمة في شمال العراق الذي كان تحت الحماية الأمريكية منذ عام 1991م.<BR>وقد كان المناخ ملائماً ومساعداً على بناء بؤر للتجسس هناك، وبوسائل مختلفة فكرية وطائفية واقتصادية، وكذلك من خلال مساهمتها في نشر الرذيلة والدعارة والمخدرات في تلك المناطق حتى يتم نقلها إلى بقية المدن العراقية، بعد تنفيذ الخطة الأمريكية بإسقاط النظام الحاكم ، وهذا ما حدث فعلاً ، فقد برزت ظاهرتان خطيرتان في بغداد والمدن الأخرى ،وهما: البغاء والمخدرات، وهذا ما حدا برجال الدين في المساجد إلى التنبيه والتحذير من خطورة تفشي هذه الأمراض الاجتماعية بشكل لم يسبق له مثيل، وكشف تقرير سري صدر عن دوائر صحية في العراق عن ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات بمرض "الإيدز"، وتعاطي أنواع مختلفة من المخدرات بين العراقيين إلا أن وزارة الصحة العراقية تكتمت على هذا التقرير.<BR><BR><font color="#0000FF"> البيئة الآمنة: </font><BR>وقد أوضح اللواء/ أحمد كاظم إبراهيم (الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية الحالي) في تصريحات صحفية : "أن شبكات إقليمية ودولية للمخدرات والبغاء تتحرك باتجاه الأراضي العراقية، وأن تقارير وصلت إلى الشرطة العراقية من الخارج تفيد أن زعامات هذه الشبكات صنفت العراق بـ " البيئة الآمنة " لممارسة تجارة الجنس والمخدرات، في الوقت الذي اتهم فيه رجل الدين البارز "أحمد الكبيسي" جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، والمخابرات المركزية الأمريكية بالإعداد لبناء أكبر شبكة للبغاء والمخدرات في العراق؛ لغرض تعزيز الاختراق الأمني والأخلاقي لدول العالم العربي وإيران .. في حين يرى قائد شرطة عراقي سابق في بغداد اللواء/ زهير النعيمي موضوع نشر البغاء والمخدرات في العراق من زاويتين "الأولى" أن قوات الاحتلال الأمريكي وأجهزة الدولة العراقية الجديدة مشغولتان في مكافحة أعمال المقاومة التي بدأت تتصاعد يوماً بعد آخر في هجمات تستهدف جنود الاحتلال الذين لا دخل لهم في حماية المجتمع العراقي من الآفات الخطيرة التي يتعرض لها ، أما الزاوية الثانية فإن دوائر الاستخبارات الأمريكية في أمريكا مسؤولة بشكل مباشر عن نشر البغاء والمخدرات؛ لأنهما وسيلتان حيويتان لجمع المعلومات والتجنيد ضد شعب العراق.<BR><BR><font color="#0000FF"> بيوت الرذيلة: </font><BR>ويقول شهود عيان: إن مناطق عديدة من بغداد أصبحت تعج ببيوت الدعارة والبغاء، مثل: مناطق الكرادة والمسبح والسعدون والغزالية والبتاويين وغيرها من المناطق الأخرى، وأن منطقة الجادرية المطلة على نهر دجلة أصبحت منطقة معزولة ليلاً لتعاطي المخدرات ولعب القمار .. في الوقت الذي تعهدت فيه بعض القوى السياسية العراقية بطرح موضوعي البغاء والمخدرات على "مجلس الحكم الانتقالي" لاتخاذ تدابير عاجلة وصارمة ضد الجماعات التي تروج لها ، فيما يشير مثقفون ورجال فكر ودين عراقيون بأصابع الاتهام إلى بعض رجال الأعمال من العراقيين والعرب والأتراك بالسعي لجني أرباح مالية خيالية من وراء دعم هذه الشبكات إضافة إلى دور قوات الاحتلال وأجهزة الموساد.<BR><BR><font color="#0000FF"> إعدام الجواسيس: </font><BR>إن التغلغل الصهيوني في العراق يعيد اليوم إلى ذهن العراقيين صورة تاريخية ما تزال عالقة في ذاكرتهم لأكثر من ثلاثين عاما، وتحديدا في عام 1970م عندما بدأ النظام الحاكم في العراق بحملة واسعة للقضاء على أوكار التجسس الإسرائيلي، وقام حينها بإعدام عدد كبير من الجواسيس في الساحات والميادين العامة في بغداد والبصرة،وإبقاء جثثهم معلقة على أعواد المشانق لمدة ثلاثة أيام ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول له نفسه الإقدام على خيانة الوطن،<BR>كما أن الكثير من العراقيين ما زالوا يتذكرون بمزيد من الأسى والمرارة حادثة تمكن الطيار العراقي الجاسوس " منير روفا " من الإقلاع بطائرة حديثة (ميغ 21 روسية الصنع) من مطار الحبانية وتسليمها إلى إسرائيل بمساعدة إحدى دول الجوار في عام " 1966م " بعد الكشف عن مقتل عدد من الطيارين العراقيين على أيدي فتيات من جهاز الموساد الإسرائيلي بعد أن استطعن اختراق أجهزة الأمن العراقية إلا أنهن فشلن في تجنيدهم للعمل لصالح إسرائيل، فتم قتلهم في شقق خاصة للدعارة في شارع أبى نواس المطل على نهر دجلة وسط العاصمة بغداد.<BR>وعلى هذا الأساس قام النظام الحاكم في العراق في عام 1970م ببناء أجهزة مخابرات متطورة لمقاومة أي تغلغل صهيوني جديد محتمل ، وقد نجح في ذلك فعلاً إلى حد ما.<BR><BR><font color="#0000FF"> النفط والماء والأمن: </font><BR>لاشك أن إسرائيل تستهدف من وراء تغلغلها في العراق تحقيق العديد من المصالح الاستراتيجية كالنفط والماء والأمن، ومحاولة توطين أكبر عدد من الفلسطينيين فيه إضافة إلى عمليات الاستثمار ودمج العراق ضمن مجموعة ما يسمى بعملية السلام في الشرق الأوسط ، والتماس البري المباشر مع إيران التي تحتضن " حزب الله" لإثارة القلاقل فيها، والقيام بعمليات التخريب داخلها عبر الحدود العراقية الإيرانية "حسب نظرية شاؤول موفاز " (وزير الدفاع الإسرائيلي)، وهو من يهود إيران الذين هاجروا إلى فلسطين، ولذا فإن حاجة إسرائيل الماسة إلى طاقة رخيصة، وعطش أراضيها إلى المياه، سيتم توفيرها من العراق برعاية أمريكية إضافة إلى مصالحها في مراقبة الصحراء العراقية الغربية التي انطلق منها " 41" صاروخاً من نوع " سكود " عام 1991م حولت مدن "مثل " تل أبيب " و"يافا" و "حيفا" إلى مدن أشباح وهجرة معاكسة إلى خارج أراضى فلسطين المحتلة حسب تقرير استراتيجي صادر عن مركز "جافي" في الجامعة العبرية، وعلى ذلك فإن الإسرائيليين يطمحون إلى أن يقوم الأمريكان ببناء قاعدة عسكرية لهم في هذه الصحراء لمنع استخدامها مستقبلا، منطلقاً لمنصات صواريخ موجهة إلى المدن الإسرائيلية .. إضافة إلى أن امتلاك العراق للأراضي الشاسعة ومعاناته من الندرة السكانية، حيث يتوزع ما يقارب من "25 مليون نسمة" على مساحة " 438446 " من الكيلو مترات المربعة، وهذا يعني أن لديه طاقة استيعابية كبيرة تتسع لمئات الآلاف من المهاجرين الجد د إلى أراضيه، وهذا ما يحقق طموح إسرائيل في توطين هذه الأعداد الكبيرة من الفلسطينيين في العراق، وخاصة الذين يعيشون حالياً في مخيمات لبنانية وسورية وأردنية بمساعدة وضغط من الأمريكان حال استقرارهم في العراق لإسقاط مطالبتهم بالعودة إلى فلسطين مستقبلاً.<BR><BR><font color="#0000FF"> اليهود وإعمار العراق: </font><BR>ويشير محللون سياسيون إلى أن إسرائيل ترى أن احتلال قوات التحالف للعراق يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمنها القومي، ومن هنا يأتي اهتمام دوائر القرار الصهيوني بالتطورات التي تحدث في العراق لتحقيق هذه المصالح، إضافة إلى الضغط السياسي الذي تمارسه الأقلية اليهودية العراقية في إسرائيل، وهي " أقلية ضخمة " باتجاه استعادة وتفعيل دورها في العراق بعد أن فقدته في إطار الظروف التي رافقت قيام الكيان الصهيوني عام 1948م في فلسطين من خلال التصريح الذي أدلى به توم فولي مدير دائرة الاستثمار الأجنبي في إدارة الحاكم الأمريكي في العراق " بول برايمر" بأن الأمريكان يرحبون بمشاركة إسرائيلية في عملية إعادة إعمار العراق التي ستكون بمثابة " حصان طروادة الصهيوني " للدخول إلى العراق من جديد، وقد صرح "برايمر " بدوره أن لإسرائيل الحق مثل غيرها بشراء الأراضي والاستثمار في العراق ضمن قانون الاستثمار الجديد.<BR><BR><font color="#0000FF"> مركز بحوث أم تجسس؟ </font><BR>وتسعى إسرائيل في توسيع تغلغلها في العراق عن طريق إقامة العديد من مراكز الدراسات والبحوث الشرق أوسطية في بغداد وغيرها من المدن العراقية الأخرى، وخاصة في المدن الشمالية المناطق الكردية، وهي بداية لمحاولات التوغل الإسرائيلي، حيث جرى افتتاح أول مركز لها في بغداد في 1/8 /2003م ، وقد خصص له مبنى كبير في شارع أبي نواس حسب ما ذكرت مصادر صحفية، لمزاولة نشاطاتها المشبوهة وهو الحلم القديم الذي كانت تتطلع إليه لتحقيق مآربها .. وبعمل المركز الآن بعد أن تمكن من الحصول على جميع التسهيلات اللازمة من الإدارة الأمريكية في بغداد ومن وزارة الدفاع " البنتاغون " بعد أن وضعت عليه حراسة أمريكية مشددة ، ويتبع هذا المركز مؤسسة إسرائيلية مشهورة تدعى " ميمري "، وهو مركز دراسات الصحافة العربية الذي أنشئ قبل خمس سنوات في واشنطن، وله فروع منتشرة في لندن وبرلين والقدس الغربية، حيث يتولى " ظاهرياً " متابعة الصحافة العربية الصادرة في الوطن العربي والدول الأوربية، ولا سيما بريطانيا و يقوم بترجمة المقالات الهامة الصادرة في الصحف بهذه المناطق إلى اللغات العبرية والإنكليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية وتوزيعها على المشتركين، كما يقوم بتزويد المؤسسات الإسرائيلية الرسمية بهذه التراجم ، حيث يصل عدد المشتركين الذين يتلقون خدمات هذا المركز يومياً إلى نحو " 35 " ألف مشترك كما أن المركز يقوم بتشغيل العشرات من الموظفين في فروعه المختلفة ، ويعد منظمة لا تهدف إلى تحقيق الربح إذ يتلقى دعماً مالياً في صورة تبرعات من منظمات صهيونية ويهودية منتشرة في جميع أنحاء العالم.<BR><BR><font color="#0000FF"> الموساد في فنادق بغداد: </font><BR>وقد استخدم رجال جهاز " الموساد " في بغداد " بعد سقوطها " بأيدي قوات الاحتلال، فندق " إيكال " وسط بغداد، وكان حراسه يحملون بنادق " عوزي" الإسرائيلية الصنع، ثم انتقلوا بشكل متتابع إلى الفنادق الأخرى، مثل: فندق الفنار ، و بغداد ، و برج الحياة، الذي يمتلكه القائد الفلسطيني "أبو العباس" المعتقل لدى القوات الأمريكية، وكذلك فندق " الرشيد " من أجل التخفي والتمويه كرجال أعمال ومستثمرين لشراء العديد من الأراضي والعقارات، فقد ذكرت مصادر مطلعة في شمال العراق أن عناصر استخباراتية إسرائيلية قامت مؤخراً بشراء أراضي في منطقة " زاويتا " القريبة من الحدود مع سوريا تقدر مساحتها بـ "250" هكتار بمبالغ مرتفعة للغاية مقارنة مع السعر الحقيقي لهذه الأراضي من عائلات كردية فقيرة، وتم إحاطتها بالأسلاك الشائكة تمهيداً لتحويلها إلى قاعدة استخباراتية موجهة ضد سوريا تحديداً.<BR>وأضافت هذه المصادر أن المخابرات الإسرائيلية بصدد توسيع حملتها في مدن شمال العراق لشراء مساحات أخرى من المواطنين الفقراء في مناطق قريبة من الحدود مع إيران، والخاضعة لسيطرة " جلال الطالباني " لجمع المعلومات الدقيقة عن كافة التحركات داخل الحدود الإيرانية باستخدام عناصر كردية تعمل على نطاق واسع في تجارة " التهريب " بين البلدين ، كما أوضحت هذه المصادر أن المخابرات الإسرائيلية تدفع ثمنا للأراضي التي تشتريها بأسعار لا تقل عن عشرة أضعاف ثمنها الحقيقي في السوق للهكتار الواحد.<BR><BR><font color="#0000FF"> البحث عن المعلومات: </font><BR>وتفيد المصادر إلى أن رجال الموساد يعتمدون في تحركاتهم بشكل كامل على الأجهزة التكنولوجية الأمريكية المنصوبة في شمال العراق على الحدود مع تركيا وسوريا وإيران من أجل السعي لجمع المعلومات خلال المرحلة الحالية، والتي تتعلق بالخلايا التي تنسق مع إيران في المناطق الحدودية مع العراق، حيث كشفت هذه المصادر النقاب عن أن رجال من الموساد تم رصدهم مؤخراً في العديد من مدن الشمال العراقي، وخاصة مدينة " كركوك " النفطية .. إضافة إلى التحركات التي يقوم بها رجال أعمال يهود ضمن شركات " إسرائيلية " مع رجال أعمال أكراد في أربيل والسليمانية ودهوك، وهم يستخدمون في تنقلاتهم عربات جيب تحمل أرقام إقليم كردستان بعلم من رجال المخابرات والقوات الأمريكية في المنطقة، ويتحدث أغلبهم اللغة العربية والكردية بطلاقة، ويرتدون ملابس "الحرس الوطني الكردي" "البيشمركة" لعدم كشف هوياتهم ، وأن عناصر من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية قامت بإعداد كمائن مشتركة في المنطقة الحدودية المتاخمة لتركيا بهدف ضبط عناصر إسلامية في طريقها للدخول إلى الأراضي العراقية لشن عمليات مقاومة ضد قوات الاحتلال الأمريكي .. كما قامت هذه العناصر المشتركة "الأمريكية الإسرائيلية" بإبعاد عناصر "البيشمركة" الأكراد المتواجدين " للتفتيش " في بوابة " إبراهيم الخليل "على الجانب العراقي من الحدود مع تركيا لمدة ثلاثة أيام، وتمركزوا بدلاً منهم بعد ارتداء زي "البيشمركة " لتفتيش جميع القادمين عبر هذه البوابة بحجة منحهم تأشيرات الدخول بعد ورود معلومات استخبارية بأن عناصر من المقاومة سوف تدخل العراق من تركيا بجوازات مزورة.<BR><BR><font color="#0000FF"> العراق الجديد وإسرائيل: </font><BR>ورغم نفي اعتراف العراق عن طريق بعض أعضاء مجلس الحكم الانتقالي بإسرائيل إلا أن ذلك لا يعني غياب الأخيرة عن الساحة العراقية، فقد كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية بأن هناك قطاعات عسكرية إسرائيلية تعمل ضمن القوات الأمريكية مهمتها تدريب الجنود الأمريكان على ملاحقة المقاومة العراقية، والتصدي لها وتعقب الأنصار وزرع الاختراق .. إضافة إلى تأمين القواعد في منطقة " المثلث " غربي العراق، وهي المنطقة التي يتم فيها تهريب السلاح ، ومنها أطلق "صدام حسين" صواريخه على إسرائيل، ولذلك ينبغي على إسرائيل أن تحرص على تأمين الحماية لها من خلال السيطرة على هذا المثلث.<BR>وتتناقض آراء بعض المسؤولين العراقيين الجدد في الموقف من إسرائيل، فبينما يصر البعض على عدم التعامل معها، ينبري( وزير الكهرباء) الدكتور إبراهيم السامرائي ليصرح في 24/1/2004 بأنه مستعد لبيع الكهرباء إلى إسرائيل إذا ما توافر الفائض في المستقبل، وأن ذلك الإجراء هو من قبيل التعامل الديمقراطي الجديد، وهذا الأمر يعيد إلى الأذهان القرار الذي سبق أن اتخذته بعض الوزارات العراقية بإلغاء منع التعامل مع الشركات التي تتعاون مع إسرائيل ..كما يتجاهل المسؤولون التصريحات الإسرائيلية والأمريكية بضرورة إحياء مشروع أنبوب حيفا لتصدير النفط العراقي لإسرائيل.<BR><BR><font color="#0000FF"> فرق للاغتيالات: </font><BR>إن الوجود العلني لإسرائيل على أرض العراق أصبح حقيقة لا جدال فيها مطلقاً رغم محاولات بعض المسؤولين العراقيين من التخفيف من حدة الحدث الذي يعد سابقة خطيرة في تاريخ العراق، إلا أن مصادر " تركمانية " في شمال العراق كشفت أن جهاز "الموساد" قام بتشكيل فرق اغتيالات لقتل شخصيات سياسية وعسكرية وإعلامية وعلمية وقضائية موالية للرئيس الأسير صدام حسين ، وقد تم نشر هذه الفرق المكونة من " 900" عنصر في الأراضي العراقية من بغداد إلى كركوك، وتمتلك صلاحيات واسعة للغاية، وتضم عدداً من الأكراد الذين نقلتهم المخابرات الأمريكية من شمال العراق عام 1996م إلى جزيرة "جوام "، وأن معظم رجال هذه الفرق يتحدثون العربية بلهجة عراقية، إضافة إلى اللغة الإنكليزية، حيث تقوم هذه الفرق باستجواب وتحقيقات مكثفة مع بعض العناصر المستهدفة قبل تصفيتها ... واتهمت هذه المصادر أفراد الفرق باغتيال الدكتور/ عادل جابر (عميد كلية العلوم السياسية، وقاض عراقي كبير في الموصل، وأربعة عسكريين برتب كبيرة ، وكذلك الدكتور/ عبد اللطيف المياحي (المفكر والعالم العراقي الذي كان يشغل رئيس قسم الدراسات العربية في الجامعة المستنصرية).<BR><BR><font color="#0000FF"> الخطر الداهم: </font><BR>إن المتتبع لهذه الأحداث من ذوي الشعور القومي والوطني والإسلامي بات يدرك الخطر الداهم الذي يمثله التغلغل الصهيوني في العراق، تحت أنظار ودعم قوات الاحتلال الأمريكي البريطاني، مما يعيد إلى الأذهان نفس التجربة البريطانية الاستعمارية في فلسطين حينما مهدت وساعدت اليهود الصهاينة على قيام دولتهم المسخ فوق أرض فلسطين وعلى حساب الشعب الفلسطيني .. فهل يمكن للإدارة الأمريكية أن تمارس نفس اللعبة،وتفتح أبواب العراق على مصراعيها لتنفيذ المخططات الصهيونية القديمة الطامعة في أرض بابل؟<BR><br>