ردود أفعال الشارع المصري على إلغاء القمة العربية
9 صفر 1425

أعربت مصر حكومة وشعباً عن خيبة أملها لقرار إرجاء عقد القمة العربية التي كانت مقررة يومي الاثنين والثلاثاء في تونس إلى أجل غير مسمى. <BR><BR>ففيما أعلنت القيادة المصرية عن دهشتها وأسفها للقرار المفاجئ الذي أعلنته وزارة الشئون الخارجية التونسية، أصدرت نقابة المحامين بيانا أعربت فيه عن خيبة أمل الشعب المصري بالقرار غير المبرر بإلغاء القمة، بينما أرجعت جماعة الإخوان سبب الإرجاء إلى ضغوط مارستها الإدارة الأمريكية على بعض الأنظمة العربية لإفشال انعقاد هذا المؤتمر!، في وقت تظاهر فيه آلاف الطلاب بالجامعات المصرية تنديداً بتأجيل القمة متهمين القادة العرب بعدم إبداء الاهتمام باغتيال الشيخ أحمد ياسين .<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">البيان الحكومي:</font><BR>وقال البيان الذي صدر عن رئاسة الجمهورية :"‏ تعرب جمهورية مصر العربية عن دهشتها وأسفها للقرار المفاجئ الذي أعلنته وزارة الشئون الخارجية التونسية مساء أمس الأول السبت السابع والعشرين من مارس عام‏2004‏م بإرجاء عقد مؤتمر القمة العربية إلى أجل غير مسمي، معتبرة أن ذلك خروجاً على القاعدة التي تم اعتمادها من الملوك والرؤساء العرب بضرورة عقد مؤتمر القمة سنوياً خلال شهر مارس من كل عام بصفة منتظمة لمواجهة المسؤوليات والتحديات التي تتعرض لها أمتنا العربية‏".‏<BR><BR>وأضاف البيان أنه إذا كانت الاجتماعات التي عقدها وزراء الخارجية العرب قد أسفرت عن وجود بعض الخلافات والتباين في رؤية الحكومات العربية لتلك القضايا فإن هذا أمر طبيعي ومنطقي تشهده المؤتمرات الإقليمية والدولية عادة كما شهدته قمم عربية سابقة، وعندئذ يكون من المتعين العمل على تسوية هذه الخلافات أو رفعها إلى مستوي القمة للقطع فيها بموقف جماعي موحد‏.‏<BR><BR>وأشار البيان إلى أن أمتنا العربية تواجه في هذه المرحلة الدقيقة تحديات لا يمكن تجاهلها أو إرجاء بحثها فإن جمهورية مصر العربية تري ضرورة عقد تلك القمة على وجه السرعة لبحث القضايا المطروحة على المؤتمر بالتشاور مع الزعماء العرب‏،‏<BR>وترحب مصر بعقد مؤتمر القمة في دولة المقر في أقرب وقت ممكن يتم الاتفاق عليه‏.<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">نقابة الصحفيين:</font><BR> ومن جهتها، أصدرت نقابة المحامين المصريين بياناً أعربت فيه عن خيبة أمل الشعب المصري خاصة‏، والأمة العربية عامة‏‏ بالقرار غير المبرر بإلغاء القمة العربية‏،‏ وصرح سامح عاشور (نقيب المحامين، ورئيس اتحاد المحامين العرب‏)‏ بأن إلغاء القمة سوف تكون له تداعيات خطيرة على مستقبل العمل العربي حتى في حده الأدنى على مستوى الجامعة العربية‏.‏<BR><BR>وجاء في بيان النقابة‏:" إن حالة من الإحباط وخيبة الأمل سادت بشكل موسع عقب الإعلان‏‏ عن إلغاء القمة التي كانت الأمة تنتظرها لاتخاذ قرار يلملم الشتات العربي‏، ويوحد جهود الأمة تجاه ردود فعل العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية‏‏ عقب اغتيال الشيخ أحمد ياسين وهو ما يمثل استهتاراً بمقدرات الأمة‏‏ واستخفافاً بقضاياها من قبل هذه القوي‏‏ التي ما برحت تبرر الإجرام الإسرائيلي"‏.‏<BR><BR>وأشار عاشور (نقيب المحامين‏) إلى أنه كان من المتوقع اتخاذ مواقف ولو بحد أدني ضد الإدارة الأمريكية في ظل موقف عربي منهار‏ غير أن هذه المحاولات _وللأسف_ باءت بالفشل،‏ مطالبا بضرورة إعلان الأسباب الحقيقية وراء تأجيل القمة‏، وموضحاً أن هذا الموقف يعد سابقة خطيرة لم تحدث منذ إنشاء الجامعة العربية‏.‏ <BR><BR>وأضاف عاشور :" لابد من إعلان المسؤولية التاريخية لمن تسببوا في التأجيل‏"، موضحاً أن القضايا الخلافية في القمم السابقة لم تكن سبباً في تأجيل أو إلغاء قمة عربية‏،‏ خاصة أننا نمر بلحظة تاريخية فارقة كان يجب أن تشهد قفزاً متوقعاً على الخلافات العربية‏‏ في ظل تهديدات أمريكية تفرض إصلاحاً أمريكياً يأتي من خارج المنطقة العربية‏.‏<BR><BR>وأكد نقيب المحامين أن العدو الصهيوني‏‏ والإدارة الأمريكية‏‏ هما المستفيدان من هذه الأزمة‏،‏ وأشار النقيب إلى أنه على مصر أن تضطلع بدورها في قيادة الأمة في ظل هذا الوضع المتردي‏.‏<BR>غير أن جماعة الإخوان التي أعربت عن أسفها لإرجاء القمة العربية لأجل غير مسمى، أكدت أنها كانت تتوقع أن يتم تأجيل القمة نظراً لحالة التشرذم التي تعيشها الأمة العربية .<BR><BR><BR><font color="#0000ff" size="4">جماعة الإخوان المسلمين:</font><BR> وقال الدكتور محمد حبيب (النائب الأول للمرشد العام للإخوان): إن القمة حتى لو عُقدت، فلم يكن هناك أمل في أن يناقش المؤتمر قضايا جوهرية وحيوية، مثل: القضية الفلسطينية، وإجرام الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، خاصة بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين، وقضية العلاقات (العربية- الأمريكية) في ظل الهيمنة الأمريكية، ومحاولات تدخلها في الشؤون الداخلية، وفرض وصايتها على العالم العربي، وما يتطلبه ذلك من ضرورة الإسراع باتخاذ خطوات جادة نحو الإصلاح الداخلي لقطع الطريق على المحاولات الأمريكية".<BR><BR>و قال حبيب: لا شك في أن الإدارة الأمريكية قد لعبت دورًا واضحًا بالضغط على بعض الأنظمة العربية لإفشال انعقاد هذا المؤتمر! حتى لا تتخذ موقفًا قويًّا ضد الممارسات الأمريكية في العراق وفلسطين، ومحاولة تفكيك المنطقة وتركيع الأمة، ومشروع (الشرق الأوسط الكبير)، وأيضًا ضد الكيان الصهيوني، وما يرتكبه من مجازر وحشية وتصفية و إبادة في حق الشعب الفلسطيني، فضلاً عن احتلاله للأرض، واستباحته للحرمات والمقدسات".<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">مظاهرات طلابية:</font><BR>وفي السياق نفسه، تظاهر آلاف الطلاب في الجامعات المصرية تنديداً بتأجيل القمة العربية في تونس متهمين القادة العرب بعدم إبداء الاهتمام باغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين. <BR>وارتدى الطلاب قمصانا كتب عليها (كلنا يس)، كما وضعوا الكوفية الفلسطينية فوق رؤوسهم، ورفعوا أعلاماً خضراء وصوراً لياسين، كما قاموا بعرض بالسلاسل وحركات القتال هاتفين جهاد، نصر أو شهادة، كما أحرقوا العلم الإسرائيلي، مرددين هتافات " باعوا دمك يا ياسين.. قالوا عالقمة مش جايين"، " ليه لغيتوا القمة ليه خايفين منهم ولا إيه"، و " يا حكامنا القمة فين مين حيجيب حق ياسين". <BR><BR>وفي الوقت نفسه، أعلن الطلاب في عدد من الجامعات تشكيل "جبهة طلاب مصر لدعم فلسطين" ووزعوا بياناً في عدد من الجامعات يطالب بفتح باب الجهاد وقطع كافة أنواع العلاقات مع إسرائيل.<BR><br>