أبو غريب ليس وحده ..فظائع سجون الاحتلال الأخرى
6 ربيع الثاني 1425

يتواصل مسلسل فضائح التعذيب الوحشي والممارسات اللا أخلاقية البشعة التي تقوم بها قوات الاحتلال الأمريكي ضد الأسرى والمعتقلين العراقيين داخل السجون والمعتقلات الأمريكية في العراق.<BR><BR>فقد كشفت الصور المريعة التي بثتها وسائل الإعلام الغربية، وخاصة الأمريكية منها عن تعامل قوات الاحتلال مع الأسرى من المعتقلين العراقيين عن مدى استهتار تلك القوات الغازية بالقوانين والأعراف الدولية والإنسانية، وتدني المستوى الأخلاقي لدى هذه القوات بشكل يؤكد النزعة السادية لهؤلاء السجانين المجرمين.<BR><BR>وإذا كانت الأضواء قد سلطت على ما كان يجري في سجن " أبي غريب " باعتباره واحداً من أكبر سجون الاحتلال، فإن العديد من وسائل الإعلام الغربية بدأت تكشف اللثام عن جرائم أكثر بشاعة وقسوة حدثت في سجون أخرى.<BR><BR>فقد كشف تقرير مشترك لأجهزة استخبارات أوربية أن عمليات التعذيب التي تسربت صورها من سجن أبي غريب تحدث مثلها وأبشع منها في سجون ومعسكرات اعتقال أخرى على رأسها معسكر " cropper" للسجناء العراقيين بالقرب من مطار بغداد الدولي، حيث يتم بهذا المعسكر احتجاز الأسرى والمعتقلين العراقيين ذوي الأهمية، الذين تعتقد أمريكا بوجود معلومات عسكرية وسياسية هامة ومعلومات تمس عمليات العنف المشتعلة الآن ضدهم. <BR><BR><font color="#0000FF"> الحكومة الأمريكية تعرف: </font><BR> وأكد التقريران الحكومة الأمريكية على دراية تامة بحدوث عمليات تعذيب منظمة وهمجية، وذلك على الرغم من محاولتها دفع الرأي العام لعدم تصديق ذلك، وكشف التقرير الأوربي عن وجود تقرير حكومي أمريكي صدر من فرع قوات المشاة في وزارة الدفاع الأمريكية يفيد بحدوث عمليات تعذيب بشعة في المدة ما بين نوفمبر من العام الماضي، ومدى ما تعرض له بعض الضباط والشهود من ضغوط لعدم تسريب أنباء التعذيب.<BR><BR>وأوضح أن التقرير الحكومي ورد فيه حدوث عمليات اغتصاب منظمة للنساء، وهتك أعراض الرجال، واستخدام الكهرباء، وإطلاق الكلاب على المعتقلين المصابين، وأن هذه العمليات بلغت حد إجبار المساجين على عدم النوم لأيام متواصلة لإرهاقهم ذهنياً، وتنفيذ عمليات غسيل مخ لهم، عبر استمرار الضرب المتقطع، وتشغيل مكبرات الصوت بالموسيقى، ووضعهم تحت أضواء كاشفة قوية.<BR><BR><font color="#0000FF"> شركة أمريكية للمخدرات والدعارة: </font><BR> من جانب آخر كشفت مصادر في دائرة إصلاح الكبار، وهي الدائرة المعنية بالإشراف على السجون في العراق، والمرتبطة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في العراق ـ أن شركة أمريكية ذات سوابق في خطف الفتيات والمتاجرة بالمخدرات في عدد من دول العالم كانت وراء التعذيب والانتهاكات اللاأخلاقية التي تعرض لها السجناء العراقيون على أيدي الجنود الأمريكان. <BR><BR>وأفادت المصادر أن شركة " دينكورب " الأمريكية حصلت على عقد من وزارة الدفاع " البنتاجون "بمئات الملايين من الدولارات يقضي بأن تقوم الشركة بتدريب الشرطة العراقية، وبناء نظام قضائي، ووضع نظام للسجون في العراق، وأشارت المصادر إلى أن لهذه الشركة سجل موثق وحافل بالجرائم والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وهي من الشركات المفضلة لدى البنتاجون ووكالة المخابرات الأمريكية، حيث إنها توفر عمالة مستعدة للقيام بأعمال مشبوهة تنأى جهات أخرى عن ممارستها كالاغتيالات، والمتاجرة بالمخدرات، وخطف البنات وبيعهن لجهات توظفهن في أعمال الدعارة، وأن هذه الشركة تحولت في العراق إلى عصابة تمارس جميع المحرمات الأخلاقية والدينية والاجتماعية.<BR><BR>وعن ماضي هذه الشركة قالت المصادر العراقية: "إن الشركة حصلت على عقد لتدريب الشرطة في البوسنة فتحولت إلى عصابة لتجارة الحشيش، وشراء الفتيات القاصرات من البوسنة ومن الدول المجاورة وبيعهن لقوات حفظ السلام وقوات حلف الأطلسي".<BR>وتساءلت المصادر عما يمكن أن تتخذه الجهات العراقية ومجلس الحكم خاصة من إجراءات بحق هذه الشركة مؤكدة أن أحداً لا يستطيع مساءلة هذه الشركة أو إلغاء عقدها من العراق؛ لأن الرئيس الأمريكي " بوش " أصدر أمراً تنفيذياً يحمل الرقم "13303يقضي بجعل الشركات الأمريكية فوق المساءلة القانونية الآن وفي المستقبل، وهو بمثابة الحصانة التي تتيح لمثل هذه الشركات أن تمارس أبشع الانتهاكات والمخالفات القانونية والأخلاقية والمالية من غير أن تخضع للمساءلة <BR><BR><font color="#0000FF"> شاهد من أهلها: </font><BR>كشف أعضاء الكونغرس الأمريكي مؤخراً عن فظائع مروعة ارتكبتها قوات الاحتلال الأمريكي ضد الأسرى العراقيين، وتضمنت المشاهد مشاهد جنسية فاضحة، وأخرى شاذة.<BR><BR>ووصف سيناتور أمريكي الصور الجديدة بأنها تشعرك وكأنك أمام لقطات من جهنم، مشيراً إلى صعوبة استكمال مشاهدة الصور من فرط بشاعتها، وأكد أن زبانية السجن استخدموا الكلاب المتوحشة ضد بعض السجناء العرايا وإجبارهم على تلك الممارسات الشاذة بالإضافة إلى العديد من مشاهد التعذيب المروع حتى الموت. <BR><BR>وأكد السيناتور الجمهوري " سام براوبنك " وجود عدد كبير من صور الجثث بدون أي تفسير لأسباب موتها، فيما أكدت " جين هارمن " النائبة الديمقراطية أن جنود الاحتلال أجبروا أسيراً عراقياً على وضع كيس على رأس أسيرة عراقية، وأجبروه على ضرب رأسها في الحائط عدة مرات، كما أكد السيناتور الديمقراطي ريتشارد ديربنان أنه شاهد جثة أسير عراقي يرقد على الأرض ونصف رأسه مهشم ووصف المشاهد المصورة بأنها أسوأ بكثير مما كان يتوقعه.<BR>وقال: "صوروا أسوأ الحالات وضاعفوها عدة مرات ". <BR><BR> <BR><font color="#0000FF"> أسيرات عراقيات يروين قصص اغتصابهن: </font><BR>تحدثت فتاة عراقية إلى العديد من وكالات الأنباء عن عذابها عندما أجبرها حرس أبي غريب على التعري أمام جندي، فيما وصفت امرأة أخرى كيف تعرضت للاغتصاب، وكيف أغمي عليها، وسواء كانت الشهادتان حادثين معزولين أم لا، إلا أن تقرير الجنرال انطونيو تاغوبا أكد مخاوف العراقيين وما كان يدور في أحاديثهم من أن حوادث الاغتصاب كانت منتشرة بشكل كبير. <BR><BR>ونقلت صحيفة لوس أنجليس تايمز عن إمام في مسجد كبير من مساجد بغداد قوله: إن أثر الاغتصاب على الفتاة مثل الحكم عليها بالإعدام، وتقول الصحيفة: إن العراقيين يحاولون فهم ما حدث للعراقيات في سجن أبي غريب وسجون أخرى تسيطر عليها القوات الأمريكية، وبعض المحامين الذين يدافعون عن سجينات سابقات، يخفضون صوتهم عندما يتعلق الحديث بالاغتصاب. <BR><BR>وقالت محامية عراقية سمح لها بزيارة قسم النساء في سجن من سجون بغداد: إن بعض موكلاتها تحدثن عن عمليات منظمة من الإهانة والانتهاكات. <BR>وأضافت " إن السجينات رفضن الحديث، وأجهشن بالبكاء". <BR>وقالت المحامية: إن واحدة فقط من السجينات قررت الحديث في تحد للحراس، وقالت: إن الجنود أجبروها على التعري أمام الجنود. <BR><BR>وقالت سحر الجنابي (التي تقوم بتمثيل عدد من السجينات): إن معظم المعتقلات هن زوجات وقريبات أعضاء في حزب البعث العراقي، أو من عائلات رجال يعتقد بانتمائهم للمقاومة.<BR>وقالت الصحيفة: إن ضابطاً في الجيش اعترف بوجود هذا التقليد، الذي يتم من خلال اعتقال عائلات رجال المقاومة للضغط عليهم بترك السلاح. <BR>ويقول عراقيون: " إن عذاب المرأة التي تتعرض للاعتقال لا ينتهي بإطلاق سراحها، وتصبح تجربتها أمراً محرماً، فالعائلة تحاول تجنب الحديث عما حدث لها أثناء الاعتقال". <BR><BR>وقالت محامية أخرى: " إن موكلتها أصيبت بالإغماء عندما بدأت برواية ما حدث لها على يد الجنود، الذين اغتصبوها وقاموا بضربها بالسكاكين"<BR>وقالت خمس نساء اعتقلن: إنهن تعرضن للضرب المبرح، ولكن معظم السجينات السابقات في السجون الأمريكية يرفضن الحديث عن تجربتهن، ويشعرن بالخزي والعار، ويخجل الرجل العراقي بالحديث عن تجربة قريبته في السجن. <BR><BR><font color="#0000FF"> الجنرال الذي أطلق الصفارة: </font><BR> أصبح الجنرال الأمريكي انطونيو تاغوبا الذي أكمل تقريراً عن انتهاكات سجن أبي غريب في دائرة الضوء.<BR>وفي التقرير الذي أصبح يعرف الآن تقرير تاغوبا، والمكون من 53 صفحة لم يتردد الجنرال بانتقاد كل الممارسات التي قام بها الجنود وحراس السجن والانتهاكات ضد المعتقلين العراقيين. <BR>ويقول مسؤول في جمعية المحاربين الأمريكيين الفلبينيين القدماء: إن تاغوبا عندما يتحدث فإنه يستمع إليك، ولا يحب مقاطعة محدثه. <BR><BR>وقد قضي تاغوبا شهراً مع فريقه يجمع الأدلة ويعد التقرير الذي سلمه فيما بعد لماكيرنان في الثالث من مارس الماضي.<BR>وحسب تعليمات قائده، فقد ركز التحقيق على نشاطات الشرطة العسكرية التي كانت تدير السجن، ولكنه انتهز الفرصة لتوسيع التحقيق وتقديم شجب واسع لممارسات الجنود. <BR><BR>ومن ضمن ما أشار إلى التقرير أن رجال الاستخبارات والمتعهدين المشاركين في التحقيق متورطون مباشرة وغير مباشرة بإساءة معاملة الأسرى العراقيين. <BR><BR><font color="#0000FF"> نحن ننفذ الأوامر: </font><BR> مجندة أمريكية نشرت صورتها في شتى أنحاء العالم وهي تجر على الأرض سجيناً عراقياً عارياً من رباط في عنقه، قالت: " إن قادتها طلبوا منها الوقوف لالتقاط هذه الصورة". <BR>وصدمت صورة المجندة ليندي انجلاند وجنود أمريكيين آخرين وهم يسيئون معاملة سجناء عراقيين عرايا وينتهكون حقوقهم الرأي العام الأمريكي، وتسببت في إحداث انتكاسة كبيرة في الجهود الأمريكية لإعادة الاستقرار إلى العراق. <BR>وتعرضت انجلاند بشكل خاص للانتقاد بسبب البسمة التي علت وجهها والسيجارة التي تدلت من فمها وهي تجر السجين العراقي. <BR>وقالت انجلاند وهي حامل في شهرها الرابع في حديث مع تلفزيون كيه.سي.أن.سي بدينفر التابع لشبكة سي.بي.اس: "أمرت من جانب أشخاص ذوي رتب كبيرة للوقوف هكذا وأمسك بالرباط... التقطوا الصورة وهذا كل ما أعرفه." <BR>وأجري الحديث مع المجندة الأمريكية أثناء احتجازها في فورت براج، وذكرت أن الصور التقطت في أكتوبر الماضي، وأنها شعرت حين ذاك أن الموقف غريب.، وقالت حين سئلت عن شعورها وهي تقف إلى جوار رجل عار: <BR>"راودني شعور غريب." <BR>وصرحت بأن الضباط الأمريكيين قالوا لها ولزملائها: إن انتهاك حقوق العراقيين وإذلالهم يؤتي ثماره. <BR>وأضافت "بالنسبة لنا.. نحن كنا نؤدي واجبنا أي نفعل ما نؤمر به على أن تجيء النتيجة كما يريدون. <BR><font color="#0000FF"> الدعوة إلى هدم السجن: </font><BR>ارتفعت أصوات الكثير من الشخصيات الوطنية والاجتماعية في العراق والوطن العربي والعالم مطالبة بهدم سجن أبي غريب؛ لأنه أصبح رمزاً للانتهاك والإذلال والعار، فقد دعت نقابة المحامين العراقيين إلى الإسراع بهدم سجن أبي غريب؛ لأنه " رمز من الرموز التي تشير إلى الطغيان والقهر والتعذيب والموت الذي يستهدف الإنسان العراقي وحقه في الحياة والحرية ".. <BR><BR>وقال ضياء السعدي (أمين سر نقابة المحامين العراقيين): " إن المطلوب وبصورة ملحة الخروج من إطار الاستنكار والتنديد لمعالجة هذه المحنة الإنسانية والوطنية إلى العمل الجاد لتحقيق محاكمة قضائية للجنود والضباط أمام محكمة مستقلة يشارك فيها عراقيون وليس محكمة عسكرية أمريكية باعتبار أن جرائم التعذيب هي جرائم حرب طبقاً للعهود والاتفاقيات الدولية ومعاهدة جنيف، ووجوب التعويض المادي والمعنوي بما يعادل الضرر الذي لحق بالأشخاص، وفسح المجال للمحامين للقيام بدورهم الكامل مهنياً وقانونياً تجاه جميع الذين هدرت حرياتهم بدون استثناء".<BR><br>