تحت شعار "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا"، ينظم قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم في جمهورية السودان، مؤتمرا بعنوان "العمل الإسلامي بين الاتفاق والافتراق" في المدة من 23 ــ 25 جمادى الأولى 1425هـ الموافق 10ــ12/7/2004م ؛ لمناقشة قضية وحدة العمل الإسلامي، ومخاطر الفرقة والتنازع والشتات التي تعيشها ساحة العمل الإسلامي .

ويسعى المؤتمر لدراسة القضية بأبعادها المختلفة للوصول إلى خلاصات وتوصيات تسهم بدور فعال في ترشيد مسيرة العمل الإسلامي، ووضع أسس متينة لقضية وحدة العمل الإسلامي، تكون نواة لمشروع ضخم طالما ظل يراود المخلصين والمصلحين من أبناء هذه الأمة، باجتماع جميع العاملين للإسلام تحت لواء واحد، ببرنامج ينهض بالأمة في مختلف المجالات ويدفع كيد الأعداء على جميع الجبهات.

أهداف المؤتمر:

وتتلخص أهداف المؤتمر الذي سيعقد بالعاصمة السودانية الخرطوم، في بيان وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة، وأثره في حياة المسلمين، ووضع الأسس النظرية لتأصيل وحدة العمل الإسلامي، والكشف عن أسباب الافتراق في الأمة، وبيان سبل تلافيه، وتقديم المقترحات العملية لبرامج مشتركة بين العاملين للإسلام، والتأكيد على دور جامعة الخرطوم خاصة والجامعات عامة في توحيد المسلمين .

محاور المؤتمر:

يناقش المؤتمر قضايا وهموم العمل الإسلامي من خلال ثلاثة محاور أساسية، حيث يهتم المحور الأول: الافتراق في العمل الإسلامي.. الأسباب والآثار، بدراسة "العمل الإسلامي بين الاختلاف والافتراق"، و " أسباب الافتراق"، و " آثار الافتراق"، و " نماذج تاريخية ومعاصرة لمآسي الافتراق" .
بينما يتعرض المحور الثاني للمؤتمر، وهو " الاتفاق في العمل الإسلامي.. الدواعي والوسائل" لدراسة " مفهوم الاتفاق في العمل الإسلامي"، و " دواعي الاتفاق"، و" وسائل تؤدي إلى الاتفاق ووحدة الصف"، و" دور العلماء في توحيد الأمة"، و" دور الهيئات العلمية وروابط العلماء في وحدة الصف"، و " هدي السلف عند الخلاف"، و" أثر الإعلام في توحيد الأمة"، و " دور المؤسسات التعليمية في بناء جيل الوحدة" .

في حين يناقش المحور الثالث للمؤتمر" برامج عملية وتجارب ناجحة لعمل إسلامي مشترك"، فيعرض لعدد من النماذج، مثل : " دور جمعية العلماء المسلمين بالجزائر.. نموذجاً"، و " هيئة علماء المسلمين في العراق"، و " تجربة العمل الجهادي في فلسطين"، و " علماء المسلمين في السودان، ودورهم في وحدة الأمة"، و " علماء نيجيريا ودورهم في تطبيق الشريعة" .

مشاركة الجامعات في قضايا الأمة الإسلامية:

وحول دور الجامعات في مناقشة قضايا الأمة، يقول الدكتور/ عبدالحي يوسف (رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم، و ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر) إن الجامعات والكليات والمعاهد " ليست مهمتها قاصرة على الناحية الأكاديمية البحتة المتعلقة بتلقين الطلبة والطالبات جملة المعارف والعلوم، بل المراد لها أن تقوم بدورها الفاعل في صبغ الحياة بصبغة الإسلام، وأن تكون متفاعلة مع قضايا المسلمين في الداخل والخارج، قياماً بواجب الوقت في تبصير الناس بمعان طغى عليها التناول الإعلامي الشائه، القائم على الإثارة والتهييج، دون العناية بالتأصيل الشرعي للقضية المطروحة، وغالباً ما يغفل كلمة الشرع ؛ التي تصدر عن أهل العلم" .

ويضيف الدكتور/ عبد الحي في حوار نشره موقع المؤتمر على الإنترنت : " لقد عمد قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم إلى سلوك سبيل جديد، حيث ألف الناس الاشتغال ببعض المظاهر الآنية من تنظيم مسيرات الاحتجاج أو المهرجانات الخطابية، التي سرعان ما يزول مفعولها بانفضاض الناس منها، فكان من توفيق الله _تعالى_ لقسم الثقافة الإسلامية أن نظم مؤتمراً علمياً عند بداية الحملة الصليبية على أفغانستان المسلمة، طرحت فيه أوراق علمية تناولت عقيدة الولاء والبراء، ومفهوم الإسلام للإرهاب، وتاريخ الحروب الصليبية، والرؤية الشرعية للعمليات الاستشهادية، ثم نظم مؤتمراً علمياً آخر عند اشتداد الحملة الصليبية الصهيونية على إخواننا في فلسطين، قُدمت فيه أوراق تناولت ضوابط السلام في الشريعة الإسلامية، ومفهوم التطبيع وآثاره، مع بيان عقيدة اليهود في المواثيق والعهود، وفقه المفاوضات في صلح الحديبية، كل ذلك في بحث علمي رصين وتناول هادئ يصلح أن يكون نموذجاً يحتذى في تناول القضايا الكبرى التي له تعلق بواقع الناس" .
ويوضح رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم: " إن للقسم جهداً مشكوراً في تنظيم الدورات العلمية التي تقدم فيها المعلومة الصحيحة التي تقي الشباب طرفي الغلو والتقصير، وتحميهم من كل فكر دخيل أو هدام معاد للدين أو متستر خلف شعاراته، وهذا الجهد موجه للرجال والنساء والكبار والصغار والخاصة والعامة، حيث انتفع بهذه الدورات بعض قيادات المجتمع الفاعلة كالقضاة، وأصحاب المهن القانونية، وطلاب بعض المعاهد المتخصصة، ونسأل الله المزيد من فضله" .

أهمية المؤتمر:

وحول سبب اختيار " العمل الإسلامي بين الاتفاق والافتراق" عنواناً للمؤتمر، وأهمية توقيت انعقاد المؤتمر، قال الدكتور عبدالحي يوسف (رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر): " غير خافٍ على كل من له اهتمام بقضايا العمل الإسلامي المعاصر أن الاختلاف والتناحر بين فصائل العمل الإسلامي المختلفة هو الآفة الكبرى التي جعلت هذا العمل متعثراً لا يؤتي الثمرة المرجوة منه، حتى قال بعض الصالحين مصوراً هذه الحالة المرة : لو كنا ثلاثة في غرفة مغلقة لعملنا على تكوين أربعة أحزاب" .

وأشار عبد الحي إلى أن " هذه العلة غير قاصرة على بلد دون آخر، بل هي آفة عامة وسرطان سار في جسد الأمة كلها، ولو طوفت بناظريك في أي بلد إسلامي تراها ماثلة بين عينيك، ولما بدأت الحملة الصليبية المعاصرة على الإسلام و أهله تحت دعوى مكافحة الإرهاب، كان الظن بأهل الإسلام العاملين أو الداعين إليه أن تلتئم صفوفهم، وتتحد جهودهم لمواجه هذا العدو الضاري، خاصة وقد علموا أنهم جميعاً مستهدفون رغم اختلاف الأسماء والوسائل والأهداف، لكن ــ رغم قساوة هجمة الأعداء ــ لم تتغير الأساليب ولم نلحظ سعياً جاداً ــ ولو على مستوى التنظير الفكري ــ لرأب الصدع ولم الشعث وجمع الشمل، فكانت فكرة هذا المؤتمر لعلها تكون ــ بعون الله ــ رافداً لبعث الهمم واستثارة العزائم من أهل الغيرة على الإسلام وأهله في سبيل تغيير هذا الواقع المؤلم، الذي يتفق الجميع على شذوذه ونكرانه، لكنهم قاعدون عن العمل الجاد لاستبداله بواقع خير منه" .

العمل الإسلامي:

ويوضح الدكتور عبد الحي المقصود بالعمل الإسلامي والنشاطات التي تدخل تحت هذا العنوان، فيقول : " المقصود بالعمل الإسلامي كل جهد مبذول لإعلاء كلمة الله ــ فكرياً أو مالياً أو دعوياً أو عسكرياً شعبياً أو صفوياً ــ وسواء كان جهداً فردياً، أو جماعياً تحت مظلة جماعة أو حزب، أو دون ذلك، إذ معلوم أن هذه الأنشطة يكمل بعضها بعضاً، ولا غنى لنا عن الواحد منها، ولعل مثل هذا الأمر يخرج بثمرة، لو أدرك الناس أنه قد مضى زمان كانت كل طائفة تعتقد أنه يمكنها الاستقلال بإعادة مجد الإسلام، أو أن طريقها وحده هو الموصل للهدف المنشود" .

ويقول رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر : " سيراعى في الأوراق المقترحة لهذا المؤتمر المبارك _إن شاء الله_ أن تكون محققة لأهداف عملية وبرامج حية ممكنه التطبيق، تجاوزاً لمرحلة التنظير وتقرير المسلمات التي لا يخالف فيها مسلم مسلماً، كما روعي في مقدمي الورقة شروطاً موضوعية، مثل : إن يكون ممن نالوا حظاً مقدراً من العلم الشرعي الشريف، وإن لم يكن من المتخصصين فيه، و أن يكون ممن عُرف عنهم العمل للإسلام دعوة إليه وسلوكاً عليه، وأن يكون ممن عُهد عنهم السعي لجمع المسلمين على كلمة سواء دون قفز على الثوابت، وألا يكون من أهل الفرقة الذين لا هم لهم إلا تتبع العورات وتسقط العثرات" .
ويرى رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أنه من الأنسب أن تكون جلسات المؤتمر مغلقة ــ ولو جزئياً ــ حتى يتمكن المشاركون من طرح آرائهم في جو علمي مريح، بعيداً عن أجهزة الإعلام، أو تسلط الدهماء الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون"، ويقول :" عهدت في مؤتمرات مماثلة أن بعضهم قد يطرح ما لا قناعة له به مراعاة لجمهور الناس، أو قد يضعف عن الإفصاح عن بعض ما يراه صالحاً خوفاً من بعض الألسنة الحداد، لكن الأمر متروك لاجتهاد اللجنة المنظمة لترى ما هو مناسب _إن شاء الله_".

ورداً على سؤال حول مشاركة علماء من خارج السودان في جلسات المؤتمر، قال الدكتور عبد الحي يوسف (رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر): سيشارك في المؤتمر علماء جهابذة من خارج السودان؛ لأن الهم عام غير قاصر على بلد دون الآخر، وقد وافق على المشاركة كل من الشيخ العلامة عبد الرحمن عبد الخالق، والشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود، والشيخ أحمد الصويان، والشيخ الدكتور محمد حسن موسى الشريف، إضافة إلى عدد آخر من أصحاب الفضيلة العلماء، أما من السودان فإننا نأمل في مشاركة كل من يحمل هم الدعوة البلاغ، على اختلاف الجماعات والأحزاب دون إقصاء لأحد منهم" .
وأضاف الدكتور عبد الحي إن " النية _إن شاء الله_ تتجه لطباعة الأوراق في كتاب جامع، يكون مبذولاً للمسلمين في الداخل والخارج، كما سيتم عرض الأوراق على الإنترنت، حتى يتسنى لكل طالب حق إن يطلع عليها في المشارق والمغارب، وسيكون لنا _إن شاء الله_ تنسيق في نشرها مع بعض المواقع المقروءة، والله الموفق والمستعان" .
ويناقش المؤتمر على مدى أيامه الثلاث 26 بحثاً وورقة مقدمة من باقة من كبار العلماء والدعاة والمفكرين في العالم الإسلامي.

أبحاث العلماء المشاركين في المؤتمر:

1- الخلافات الفقهية: عناصر الاتفاق وضوابط الافتراق
للشيخ/ د. كمال محمد عبيد (عميد كلية التربية جامعة إفريقيا العالمية ــ الخرطوم)
2- عوامل الاتفاق والافتراق في العمل الإسلامي
للشيخ/ د. عبد الوهاب بن لطف الديلمي (مدير جامعة الإيمان ـ صنعاء، وزير العدل السابق بالجمهورية اليمنية) .
3-منهج المحدثين وأثره في وحدة الصف
للشيخ/ أحمد بن عبد الرحمن الصويان (رئيس تحرير مجلة البيان، الصادرة عن المنتدى الإسلامي بلندن) .
4- نماذج تاريخية ومعاصرة لمآسي الافتراق
للشيخ/ د. محمد حسن بن عقيل الشريف (الكاتب الإسلامي، والأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة) .
5- فقه الائتلاف
للشيخ/ د. سليمان بن حمد العودة (أستاذ التاريخ الإسلامي، جامعة الإمام محمد بن سعود).
6- قواعد أصولية واقتراحات عملية للتعاون بين العاملين للإسلام
للشيخ/ أ.د. جعفر شيخ إدريس (رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة) .
7- أسباب الائتلاف
للشيخ/ جبران أحمد صالح (أستاذ بالجامعة الإسلامية المدينة المنورة) .
8- دور الإعلام في وحدة الأمة
للأستاذ/ عادل أحمد الماجد( نائب مدير عام قناة المجد الفضائية) .
9- علماء نيجيريا ودورهم في تطبيق الشريعة
للشيخ/ جعفر محمود آدم (الداعية الإسلامي بنيجيريا) .
10 - الإيمان والاتحاد
للشيخ/ عبد المجيد الزنداني (رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح) .
11- دور العلماء المسلمين في مقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر
للشيخ/ عباسي مدني (الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر) .
12- الوسائل المؤدية إلى الاتفاق ووحدة الصف
للشيخ / هاني بن عبد الله الجبير (قاضي المحكمة الكبرى بجدة) .
13- تجربة العمل الجهادي في فلسطين
للشيخ/د. محمد الشيخ محمود صيام (القائم بأعمال رئيس الجامعة الإسلامية بغزة، وخطيب المسجد الأقصى المبارك (سابقاً)، رئيس رابطة علماء فلسطين ـ باليمن) .
14- اختلاف الفقهاء وأثره في اختلاف العاملين للإسلام
للشيخ/د. عبد الله الفقيه (رئيس لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر).
15- تجربة العمل الجهادي في فلسطين
للأستاذ/ خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) .
16- أسباب الاتفاق والاختلاف في العمل الإسلامي بين الخلف والسلف
للأستاذ الدكتور عمر يوسف حمزة (عميد كلية أصول الدين، جامعة أم درمان الإسلامية).
17- الاتفاق في العمل الإسلامي.. الدواعي والوسائل
للأستاذ الدكتور الخضر على إدريس (أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القرآن الكريم، وعميد المعهد العالي لعلوم الزكاة) .
18- مفهوم الاتفاق في العمل الإسلامي
للشيخ مدثر أحمد إسماعيل (المشرف على معهد الإمام مسلم للعلوم الشرعية) .
19- الاختلاف في العمل الإسلامي الأسباب والآثار
للشيخ/ أ. د. ناصر بن سليمان العمر .
20 - مفهوم الاتفاق في العمل الإسلامي
للدكتور يحيى عبد الله أحمد( داعية إسلامي ـ تشاد) .
21- دور الرسالة الإعلامية في توحيد المسلمين حول قضاياهم الكبرى - فلسطين نموذجاً
للأستاذ / نزار محمد عثمان (مدير موقع شبكة المشكاة الإسلامية) .
22- هدى السلف في الاتفاق
للدكتور / يوسف محمد صديق (أستاذ الحديث الشريف، جامعة أم القرى بمكة المكرمة) .
23- آثار الافتراق على الأمة الإسلامية
للدكتور / عثمان على حسن (الأستاذ بكلية الشريعة، جامعة قطر) .
24- وسائل تؤدي إلى الاتفاق ووحدة الصف
للدكتور/ على محمد علوان (الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والقرآنية، جامعة الرباط الوطني) .
25- الاتفاق والافتراق.. الأقليات المسلمة في أوروبا نموذجاً
للشيخ / عماد بكري أبو حراز (عضو مجلس أمناء مؤسسة الوقف الإسلامي) .
26- كلمة في الاتفاق والافتراق
للشيخ / د. سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم) .