حملة مقاومة العدوان.. تنطلق نحو العالمية
18 محرم 1426

ربما لم يكن العمل الإسلامي في يوم من الأيام، أحوج إلى العمل المشترك المنظم قدر حاجته الآن.<BR>فالقطب الأوحد الأمريكي ومن والاه من دول وجماعات أخرى، يكاد يكون الصوت الوحيد المسموع في وسائل الإعلام، وفي العمل السياسي والعسكري.<BR><BR>فحين أرادت الولايات المتحدة (على سبيل المثال) احتلال العراق، لم يستطع أحد الوقوف في وجهها، رغم المظاهرات والدعاوى الدولية ومواقف الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وغيرها، والتي ذهبت كلها أدراج الرياح.<BR><BR>ورغم أن العديد من الأصوات حاولت فضح الأسباب الحقيقية لاحتلال العراق، وكشفت فيما بعد عدم وجود أسلحة دمار شامل (التي شكلت الادعاء الأكبر لاحتلال العراق) إلا أنها بقيت خافتة، أمام تصريحات بوش والحكومة الإٍسرائيلية وغيرها، بأن "أمريكا تقوم بإحلال الديمقراطية في العراق والمنطقة" !<BR><BR>معظم حكومات الدول العربية والإسلامية، تربطها مصالح وعلاقات محددة مع الولايات المتحدة، وبعضها لديها علاقات مقيدة باتفاقيات (!) مع الإٍسرائيليين، يصعب عليها اتخاذ موقف معادي للأمريكيين (ولو سلمياً) حفاظاً على تلك المصالح والعلاقات.<BR>وهذا الأمر يعد من وجهة نظر سياسية ودبلوماسية، (واجباً) طالما لا تستطيع أي دولة العيش بمعزل عن الدول الأخرى، وبمعزل عن مصالحها المتبادلة معها، خاصة مع دولة أساسية في العالم، مثل الولايات المتحدة.<BR><BR>ولأن الأمر يخرج في كثير من الأوقات، عن المستطاع والمعقول، ويتحول في بعض الأوقات إلى حرب ضد الإسلام والمسلمين، عبر آليات إعلامية وثقافية واقتصادية واجتماعية، عديدة.<BR>وطالما لا تزال مؤسساتنا الخيرية مستهدفة، ولا تزال المرأة المسلمة مستهدفة... دون أن يكون هناك موقف موحد تضامني للمسلمين في هذا الخصوص.<BR>وبعد أن استطاعت الدول الغربية تفتيت الدولة الإسلامية الواحدة، وتحويل بعض الدول إلى جماعات وحركات وعصب، يصعب على الجميع التوحد بعد الشتات؛ بات العمل الإسلامي الموحد، ضرورة هامة وغاية سامية، قد تعيد رص الصفوف، وتعيد للدين الإسلامي الحنيف حقه الذي هضمته وسائل الإعلام العالمية الرديفة للقوى المعادية.<BR><BR>لهذه الأسباب مجتمعة، ولأسباب عديدة أخرى، ارتأت مجموعة من العلماء المسلمين، إنشاء مؤتمر عالمي لمناهضة العدوان على الإسلام، وقررت أن يكون "بالعمل السلمي المشترك" الأداة الأولى والأخيرة لتحقيق أهداف الحملة. <BR><BR><font color="#0000ff">شخصية الحملة وأهدافها: </font><BR>انطلقت الحملة العالمية لمقاومة العدوان يوم الاثنين السادس والعشرين من شهر صفر لعام 1424 للهجرة.<BR>وقد أسست الحملة، امتثالاً لأمر الله _تعالى_ وأمر رسوله _صلى الله عليه وسلم_ بالتعاون على البرّ والتقوى ونصرة المظلومين ودفع المعتدين .<BR><BR>وتعد الحملة العالمية لمقاومة العدوان؛ الإطار العام الذي تتضافر فيه جهود أبناء الأمّة لتذكيرها بواجب النصرة، وتوعيتها بحقها في الدفاع عن نفسها، ومناهضة المعتدي بالطرق الشرعية الممكنة وبالوسائل المؤثرة.<BR><BR>ومن الناحية النظامية، تعد الحملة مستقلة، فهي لا تتبع أية حكومة ولا تعبر عن أية حكومة أو حزب أو جماعة بأي شكل من الأشكال إنما هي حملة لها أهداف محددة، وتتعاون في ذلك مع المؤسسات و المنظمات المماثلة لها وتنسق معها من أجل الأهداف المحددة والمرسومة لهذه الحملة.<BR><BR>وقد شارك في تأسيس الحملة أكثر من 500 من العلماء وطلاب العلم من عشرات الدول العربية والإسلامية والعالمية.<BR><BR>أما الأهداف الإستراتيجية للحملة، فهي: <BR>• العمل على توعية الأمّة بمخططات أعدائها، ودعوتها للحفاظ على هويتها. <BR>• استنهاض الروح الإسلامية لدى المسلمين لخدمة دينهم وأمتهم والدفاع عن حقوقهم. <BR>• العمل على التنسيق والتكامل بين الجهود الشعبية والرسمية في بلاد المسلمين لخدمة القضايا الإسلامية والإنسانية. <BR>• العمل على التواصل الفعال مع الشعوب والمؤسسات والهيئات العالمية الرافضة للظلم والتسلط على الشعوب ومقدراتها. <BR>• توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، وإبراز الجوانب الأخلاقية والإنسانية في تشريعاته. <BR>• كشف زيف الحملات المغرضة ضد الإسلام. <BR>• دفع عدوان المعتدين بالوسائل المشروعة الممكنة.<BR> <BR>وتعمل الحملة العالمية لمقاومة العدوان عبر مبادئ عامة، هي:<BR>• برامج ونشاطات الحملة مشروعة وسلمية. <BR>• يختص عمل الحملة بمقاومة العدوان الموجه إلى الإسلام والمسلمين والبلاد الإسلامية من العدو الخارجي،ويسهم في دفع الظلم الواقع على الشعوب غير الإسلامية. <BR>• تقوم برامج ونشاطات ومواقف الحملة على الدراسة والمعرفة والمعلومات. <BR>• الحملة عالمية شعبية لا تنحصر في بلد ولا تتبع دولة ولا تمثل حزباً. <BR>• الحملة خيرية غير هادفة للربح. <BR>• اعتماد مبدأ الشورى في الحملة وتساوي جميع أعضائها المؤسسين. <BR>• صلة الحملة بأعضائها محصورة في حدود أهدافها وأنشطتها ولا تتدخل في شئونهم الخاصة ولا في أنشطتهم الأخرى. <BR>• العمل في الحملة متاح – وفق النظام- لجميع الأفراد والشعوب والمؤسسات والهيئات العالمية الرافضة للظلم والعدوان.<BR><BR><BR><font color="#0000ff">المؤتمر التأسيسي الأول:</font><BR><BR>بعد عدد من اجتماعات اللجنة التنفيذية المؤقتة للحملة العالمية لمقاومة العدوان، بلغت (30) اجتماعاً. أعلنت اللجنة التنفيذية، في 26 من ذي القعدة 1425هـ ، أنها قد أكملت كل ما كان موكولاً لها من أعمال، وأذنت بذلك ببدء الإعداد لانعقاد المؤتمر التأسيسي الأول للحملة، والذي يشكل الانطلاقة الحقيقية للحملة على مستوى العالم.<BR><BR>وقامت الوفود المشاركة من مختلف الدول، بإرسال مشاركاتهم، وأعمالهم الخاصة بالحملة، وتم اختيار مدينة الدوحة (العاصمة القطرية) مركزاً لافتتاح المؤتمر التأسيسي الأول للحملة.<BR><BR>وفي يوم 16 محرم 1426هـ ، الموعد المقرر لبدء المؤتمر، كانت الوفود المشاركة من مختلف الدول العربية والإسلامية والعالمية، قد قدمت إلى الدوحة، استعداداً للافتتاح.<BR>ووصل عدد المشاركين المؤسسين الذين استضافتهم الدوحة، نحو 300 من العلماء والقادة السياسيين والشعبيين والمثقفين.<BR>وقد حيل بين الوفد السعودي والمشاركة في المؤتمر التأسيسي، إلا أن ذلك لم يقوّض العمل الإسلامي الموحد، ولم يحول دون انتخاب بعض العلماء السعوديين على رأس الحملة.<BR><BR>من بين أبرز المشاركين الذين حضروا الاجتماع التأسيسي، الدكتور عبد الرحمن بن عمير النعيمي (رئيس المؤتمر التأسيسي للحملة)، والشيخ عباسي مدني (الزعيم السابق لجبهة الإنقاذ في الجزائر)، وخالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس)، والدكتور محمد بشار الفيضي (الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين)، و علي البيانوني (المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين في سورية)، و (المفكر الإسلامي) عبد الله النفيسي، وآخرون.<BR><BR><font color="#0000ff">فعاليات المؤتمر: </font><BR><BR>شهد اليوم الأول من أيام المؤتمر، الكلمات الافتتاحية لعدد من كبار مؤسسي الحملة، من مختلف الدول، شدد فيها الجميع على ضرورة العمل الإسلامي المشترك، وعلى دور العلماء والدعاة في توجيه المسلمين للعمل لنصرة دينهم وأوطانهم وبلادهم، ضد الدول المعادية.<BR><BR>وخلال اليومين التاليين، شهدت أعمال المؤتمر اجتماعات مغلقة، تم خلالها إقرار التشريعات والأنظمة واللوائح التي طُرحت من قبل المؤسسين لهذه الحملة، وانتخاب مجلس الأمناء.<BR>كما تم خلالها تشكيل اللجان العملية التي ستقوم بالعمل الحقيقي في مواجهة العدوان بالطرق السلمية.<BR>حيث تم الإعلان عن تشكيل (اللجنة الاقتصادية، واللجنة الإعلامية، واللجنة القانونية، ولجنة التربية والتعليم، ولجنة الأسرة والمجتمع).<BR>كما تم انتخاب رؤساء وأمناء لهذه اللجان العملية، التي تعد اللجان المتخصصة التي ستوجد الآليات لخدمة الإسلام والمسلمين والمظلومين في الجانب الاقتصادي والجانب القانوني والجانب التربوية والجانب الإعلامي وجانب المرأة والأسرة وفي جوانب الذب عن الجمعيات الخيرية.<BR><BR>ومن المقرر أن يتم بعد ذلك افتتاح فروع للحملة العالمية في كل بلد يوجد فيه مؤسسون، بحيث يكون التعاطي مع الآليات التي ستقترح لتنفيذ هذه الأعمال، التي هي فيها جانب المقاومة المشروعة والسلمية من خلال جميع الفروع التي تصل إلى 60 بلداً في العالم الإسلامي والعربي والأفريقي وفي أوروبا وفي أمريكا الجنوبية والشمالية وأسترالياً.<BR><BR>وقد اختتم المؤتمر التأسيسي الأول يوم الجمعة 16 محرم، بانتخاب (العالم السعودي) الشيخ سفر الحوالي رئيساً للحملة، بعد أن كان يحتل منصب الأمين العام لها، قبل تشكيل مجلس عالمي لها.<BR>(رغم عدم حضوره إلى المؤتمر).<BR>كما انتخب الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عمير النعيمي أميناً عاماً للحملة، وكل من الدكتور خالد العجيمي، وعبد اللطيف عربيات، نائبين للرئيس".<BR><BR>وبهذا الاختتام للمؤتمر التأسيسي الأول للحملة؛ يكون العمل الحقيقي قد بدأ في معظم دول العالم، من أجل تحقيق أهداف الحملة التي يشترك فيها جميع المسلمين في كل دول العالم. فاتحة المجال أمام الجميع للعمل المشترك، عبر اللجان العملية التي أقرها المؤتمر.<BR><BR><BR><BR><br>