الانسحاب الإسرائيلي: إملاءات بدلا من التنسيق
24 جمادى الأول 1426

أكد خبراء ومحللون سياسيون فلسطينيون أن كافة الدلائل تشير إلى فشل وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في التنسيق بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" لتنفيذ خطة فك الارتباط، لرفض الحكومة "الإسرائيلية" ذلك، رغم ان مصلحتها تكمن في هذا التنسيق، إلا أنها تسعى لاستبدال التنسيق بفرض الإملاءات على السلطة الفلسطينية. <BR><BR>وكانت رايس قد وصلت بتاريخ 18-6-2005 إلى الضفة الغربية واجتمعت برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) ثم برئيس الوزراء "الإسرائيلي" ارئيل شارون .<BR>وأكد الرئيس محمود عباس أنه يريد تنسيق الانسحاب "الإسرائيلي" من قطاع غزة مع "إسرائيل" وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رايس عقب اجتماعهما في رام الله: "تحدثنا عن التزامنا الإصلاحات والسلام، نحن نريد تنسيقا كاملا (مع إسرائيل) من اجل انسحاب كامل ونهائي من قطاع غزة والضفة الغربية.<BR><BR>من جانبها دعت رايس السلطة إلى القيام بالمزيد من اجل إصلاح أجهزتها الأمنية واستخدام هذه القوات بشكل فاعل من اجل مكافحة الفوضى وما سمته "الإرهاب"، كما وجددت تصنيفها لحركة حماس بأنها منظمة "إرهابية" مؤكدة استمرار المقاطعة الأميركية لها. <BR><BR>زيارة فاشلة<BR>يؤكد طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي أن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس فشلت في التنسيق فعليا بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" من اجل إتمام عملية فك الارتباط، مدللا على ذلك بفشل لقاء "شارون عباس" الذي جاء بعد زيارة رايس للمنطقة.<BR><BR>وقال في حديث خاص للمسلم: لم تنجح هذه اللقاءات، ولا اللقاءات التي جاءت بعدها, لا تنسيق حتى الآن, ليس هناك معلومات من جانب "إسرائيل", وليس هناك قرارات فيما يتعلق بالقضايا الأساسية..عمليا لم تنجح رايس في ان تحمل "إسرائيل" على تحقيق تقدم في هذا الجانب".<BR><BR>وحول أسباب الضغوط الفلسطينية من أجل دفع "إسرائيل" لتنسيق انسحابها مع السلطة الفلسطينية، رغم ان التنسيق مصلحة "إسرائيلية" أولا وأخيرا, أوضح عوكل ان الجانب الفلسطيني يريد ان يعرف ماذا سيحصل وكيف سيتصرف "الإسرائيليون" في كل قضية, حتى يتصرف ويخطط للتعامل مع ما ستفعله "إسرائيل".<BR>وأكمل موضحا : لكن "إسرائيل" مصرة على عدم التنسيق ..وعلى ان هذه الخطة أحادية الجانب, وهي ليست مستعدة لإشراك احد او التنسيق مع احد.. وأنها لن تقوم سوى بإصدار إما إملاءات أو تمرير معلومات مطلوبة للجانب الفلسطيني ليس أكثر.<BR>وعلل عوكل ما ذهب إليه بان "منطق إسرائيل هو أنها لا تريد تكريس وجود شريك فلسطيني حتى لا تلتزم بإجراء مفاوضات معه مستقبلا".<BR><BR>للخروج من مأزق العراق<BR>من جانبه أوضح أشرف العجرمي الكاتب والباحث في الشؤون "الإسرائيلية" أن زيارة رايس لم تقدم شيئا للعلاقات الفلسطينية "الإسرائيلية", وأنها ّفقط جاءت للتأكد من ان خطة فك الارتباط تستنفذ في موعدها المحدد.<BR><BR>وأكد العجرمي في حديث خاص للمسلم ان تنفيذ خطة فك الارتباط مهم جدا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية على اعتبار أنها قد تغطى على المشاكل التي تواجهها الإدارة الأمريكية في العراق, وخصوصا مع تصاعد المعارضة الداخلية في الولايات المتحدة للتواجد العسكري الامريكي في العراق.<BR><BR>وقال: أمريكا من مصلحتها ان يحدث شيء ما كبير في الشرق الأوسط يغطي على مأزقها في العراق وهي تريد ان يحدث هذا من جانب "إسرائيل" بالدرجة الأساسية, لكنها لم تستطع إقناع شارون من ان يزيد من مستوى التنسيق مع السلطة الفلسطينية, الى درجة التوصل لاتفاقات في القضايا العالقة خاصة المعابر ونقل السيطرة والميناء والمطار وغير ذلك.<BR>وأضاف العجرمي يقول :أمريكا تأكدت إن شيء ما سيحدث في موعدها ..وهذا يكفي وليست معنية لأكثر من ذلك..هي كانت تطرح أنها تسعى لزيادة التنسيق ومنع "الإسرائيليين" للتقدم نحو الفلسطينيين لكنها لم تنجح.<BR><BR>وأكد أنه لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تنجح في إقصاء حركة حماس عن الانتخابات التشريعية وأضاف :" حماس حركة لها قوتها ونفوذها ولا يمكن لأحد أن يتجاهل ثقلها في الداخل أو الخارج وبرغم الأمنيات الأمريكية والإسرائيلية لإبعاد حماس عن التشريعي إلا أن مسألة الانتخاب واختيار الشعب لمن يمثله تبقى قرار فلسطيني داخلي ."<BR>وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن ) أعلن يوم 4-6-2005 تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في يوليو 2005، وأبدت الفصائل والقوى الفلسطينية أسفها لهذا القرار. <BR>زيارة بلا إجابات<BR>ومن جانبه اعتبر الدكتور غازي حمد المحلل السياسي أن المواقف الأمريكية لم تتغير ولا زالت على حد وصفه بمن يمسك العصا من المنتصف مضيفاُ أن هذا الموقف تتخذه الإدارة الأمريكية عندما يتعلق الموضوع بالصراع "الإسرائيلي" _الفلسطيني ومحاولة تحريك المواقف العالقة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين.<BR><BR>وقال د.حمد في حديث لمراسل موقع المسلم أن هدف زيارة رايس كان الإمساك بالعصا من المنتصف ومحاولة التنسيق بين الجانبين بشأن الانسحاب المزمع من غزة.<BR> غير أن د.حمد رأى أن ما يجري هو مجرد أقوال وتصريحات وأضاف :" كثير من الأسئلة الجوهرية بشأن الانسحاب لم تعطي لها رايس أجوبة الموقف لا زال عالقاً وتشوبه الضبابية."<BR>وحول تصريحات رايس ومدى ربطها بالضغوط التي يمكن أن تمارس على رئيس السلطة حتى يؤجل الانتخابات التشريعية علق د.حمد قائلاً:" أمريكيا لا تمتلك القدرة على الضغط فالرئيس الفلسطيني في أكثر من مناسبة صرح بأن الانتخابات التشريعية انتخابات ديمقراطية وأنه يرحب بمشاركة حماس ."<BR><BR><br>