بعد نتائج الانتخابات البرلمانية ..أي مستقبل ينتظر لبنان ؟
5 جمادى الثانية 1426

الانتخابات البرلمانية اللبنانية التي أجريت على أربعة مراحل ... انتهت في 19/6/2005، وما أسفرت عنه من نتائج وما حدث فيها من تحالفات ومناورات وما سبقها من أحداث ستؤثر بالضرورة في المستقبل اللبناني خصوصاً وفي كثير من المعادلات الإقليمية والدولية عموماً .<BR><BR>الحالة اللبنانية مثل غيرها من الحالات في المنطقة تؤثر بشكل طبيعي في مجمل معادلات المنطقة، ولكن بالإضافة إلى ذلك فإن للحالة اللبنانية خصوصياتها، حيث إنها الأكثر تأثيراً وتأثراً بمجمل الأوضاع ومن ثم الاستحقاقات، وعادة ما يكون إغلاق الملفات أو فتحها في المنطقة من داخل الحالة اللبنانية ذاتها .<BR><BR> والمنطقة المحيطة بلبنان عموماً تعرضت في الآونة الأخيرة لأحداث منها أن اللاعب الأمريكي أصبح موجوداً في المنطقة بنفسه، وله أجندة معروفة ومحددة فالقوات الأمريكية موجودة الآن في العراق، والتحرش الأمريكي المعروف بسوريا اتخذ خطوات هجومية منها قرار الكونجرس الأمريكي بمعاقبة سوريا " قانون معاقبة سوريا " وكذا القرار الدولي 1559 الذي تم تنفيذ شق منه وهو الانسحاب السوري من لبنان وباقي أجزاء أخري منها نزع سلاح حزب الله وتوطين الفلسطينيين اللاجئين في لبنان وغيرها، و"إسرائيل" في خاصرة لبنان الجنوبية ورغم أنها انسحبت من الجنوب إلا أن لها أجندتها بالنسبة للبنان وسوريا، وهناك العامل الفرنسي ثم العوامل العربية والطائفية الأخرى .<BR><BR>وهكذا فإن الانتخابات اللبنانية قد أجريت وفقاً لقانون العام 2000 وهو قانون انتخابي كان الجميع ينتقده، ويستهدف من ثم تغييره ولكن الوقت لم يكن يسمح بذلك إلا بالتمديد للبرلمان السابق وتأجيل الانتخابات وهو ما رأت فيه القوي المعارضة لسوريا تضييعاً لمكاسبها المتوقعة رغم أنها لم تكن تحبذ هذا القانون الانتخابي، وكذلك فإن القانون بصيغته المعروفة يسمح بعبور القوى الإقطاعية والتقليدية أو على الأقل لا يطيح بها، ومن ثم فإنه كان لمصلحة نبيه بري (رئيس حركة أمل)، ووليد جنبلاط (رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي) الذين لو تغيرت القوانين الانتخابية لحققا نتائج أقل كثيراً، ويجب في هذا الصدد أن نلفت النظر إلي أن ضغوطاً أمريكية وفرنسية مورست على الحالة اللبنانية لعدم تأجيل الانتخابات البرلمانية بحجة تغيير القانون الانتخابي؛ لأن الأجواء التي صاحبت وتبعت عملية اغتيال الرئيس الحريري كانت لصالح المناهضين لسوريا، وكان من الممكن لتلك الحالة العاطفية أن تتلاشى أو تضعف مع الوقت . <BR><BR>المعركة الانتخابية أسفرت عن نتائج شبه متوقعة، وقد انتهت المراحل الأربعة للانتخابات بنتائج كالتالي: <BR>كتلة الحريري " 36 مقعداً "، اللقاء النيابي الديمقراطي " 15 مقعداً "، تيار القوات اللبنانية " 6 مقاعد "، لقاء قرنه شهوان " 4 " مقاعد، الإصلاحية الكتائبية " 2 مقعد "، اليسار الديمقراطي " 1 مقعد "، مستقلون " 4 مقاعد " التكتل الطرابلسي " 3مقاعد "، وبذلك تكون القوى المناهضة لسوريا قد فازت ب72 مقعداً " أما القوى الأخرى فقد جاءت نتائجها كالآتي: <BR>حركة أمل " 15 مقعداً "، حزب الله "14 مقعداً " التيار الوطني الحر ميشال عون " 14 مقعداً "، الكتلة الشعبية أيلي إسكاف" 5 مقاعد "، تحالف ميشيل المر الطاشناق "3 مقاعد"، القومي "2 مقعد"، البعث " 1 مقعد "، مستقلون " 2 مقعد " . <BR><BR>كانت الانتخابات في كل من بيروت والجنوب وبعلبك محسومة سلفاً وتمت بالتزكية في كل من بيروت والجنوب وشبة تزكية في بعلبك إلا أنها كانت ساخنة في الجبل ، شديدة السخونة في الشمال وحدثت أشياء غير تقليدية في كل من الجبل والشمال، ففي الجبل اجتاح التيار الوطني الحر ميشال عون الانتخابات، وفي الشمال اجتاح تيار الحريري كل الدوائر، بل إن انتصار تيار الحريري لم يبق عند حدود الطائفة السنية في الشمال، فقد تجاوزها ليشمل المقعدين العلويين في عكار وطرابلس، وهذا حصل للمرة الأولى بعد ما كانت السيطرة لحزب البعث بالائتلاف مع حلفاء سوريا في الشمال، وكل من حزب البعث والحزب القومي السوري الاجتماعي خرجا من الحركة دون أي تمثيل في الشمال لدرجة أن الحزب القومي السوري الاجتماعي لم يحصل حتى علي مقعدة التقليدي الأرثوذكسي في الكورة!! <BR><BR>قراءة النتائج السابقة هي في حد ذاتها مؤشر على العوامل التي أثرت علي الانتخابات، وهذه العوامل هي :<BR><BR>- حالة عاطفية عالية بعد اغتيال الرئيس الحريري في 14 مارس آذار 2005 صبت لصالح تيار المستقبل، وتم أيضاً استخدامها بكفاءة لصالح تيار الحريري، وهذه الحالة ذاتها ارتبطت بحالة من الرفض الشعبي للوجود السوري في لبنان، حيث اقتنع معظم اللبنانيين " بالحق أو بالباطل " أن سوريا وراء اغتيال الرئيس الحريري، وهكذا فإن الخاسر الرئيس في الانتخابات كانوا من المحسوبين على سوريا بصورة أساسية، فالحزب القومي السوري الاجتماعي مثلاً خسر مقعدين من بين أربعة مقاعد كان يشغلها في الدورة السابقة . <BR><BR>وحتى المقعدين التي كسبهما كانا في مرج عيون حاصبيا " الجنوب " وفي بعبلك الهرمل، وهذا يعني مباشرة أن المقعدين كانا منحة من حزب الله الذي يسيطر على الشارع الانتخابي في هاتين المنطقتين . ونفس الأمر ينطبق على حزب البعث الذي حصل على مقعد واحد أي منحة أيضاً من ناخبي حزب الله وخسر في معقله الرئيس في عكار وطرابلس!! <BR><BR>نفس الأمر ينطبق على حركة أمل – وهي محسوبة على سوريا طبعاً، وصحيح أنها حصلت علي 15 مقعدا أي أكثر من حزب الله نفسه إلا أن ذلك جاء كنوع من المنحة غير المباشرة من حزب الله الذي فضل أن يعطي دوراً أكبر لحركة أمل كنوع من تحميل سوريا الجميل أو نوع من رد الجميل لسوريا وكنوع من محاولة تحقيق إجماع شيعي معين على رفض نزع سلاح حزب الله، وبالتالي يحصن مواقعه المستقبلية في هذا الصدد .<BR> وكان حزب الله قادراً على الفوز منفرداً بمعظم هذه المقاعد، ولكن ذلك كان سيكون على حساب إغضاب سوريا أولاً، وإحداث نوع من الشقاق الشيعي - الشيعي ثانياً . <BR>ولا شك أن حزب الله موال لسوريا ولكنه ليس محسوباً تماماً عليها، ولم يكن يستمد وجوده في الشارع السياسي اللبناني عموماً والشيعي خصوصاً من خلال الدعم السوري، كما هو الحال بالنسبة لحركة أمل التي كان من الممكن أن تتلقى تراجعاً هائلاً في وجودها النيابي بعد الانسحاب السوري لولا تلك الحسابات المعقدة بالنسبة لحزب الله .<BR><BR>وفي إطار الحسابات المعقدة لحزب الله نجد أن حزب الله مثلاً اضطر إلى التحالف في بعض المناطق مع تيار الحريري الذي كان متحالفاً بدوره مع القوات اللبنانية " سمير جعجع " ومع فرقاء قرنه شهوان " التيار المسيحي الرئيس الذي كان يعارض الوجود السوري " كما كان متحالفاً مع وليد جنبلاط ، وكل هذا بحثاً عن التوازن الوطني اللبناني لحماية المقاومة وسلاح حزب الله . <BR><BR>- العامل الثاني الذي أثر في الانتخابات اللبنانية هو المال السياسي الذي دفع بسخاء هنا وهناك لشراء الأصوات، ولا شك أن لذلك أثره المباشر مع وجود عوامل أخرى .<BR>- العامل الثالث هو العامل الطائفي.<BR><BR>- العامل الرابع هو الموضوع العراقي الذي لم يلتفت إليه أحد من المحللين رغم أنه في رأيي كان من أهم العوامل، والعاملان في لبنان متداخلان جداً .<BR> <BR>وبداية فإن البعض تصور أن الاحتلال الأمريكي للعراق يعني أن المنطقة داخلة حتماً في النفوذ الأمريكي، ومن ثم رفعوا سقف حركتهم ومطالبهم ومطامعهم وراهنوا على الحصان الأمريكي، ولكن هؤلاء سيكتشفون لاحقاً أن أمريكا تعرضت لهزيمة استراتيجية في العراق بفضل المقاومة، وهذا ما جعل الجنرال عون يتحرك بذكاء نحو الاتجاه الآخر حتى لا يكون كل المسيحيين في السلة الأمريكية فيدفعون الثمن وحدهم، وهذا نفسه ما أدى إلى حصول الجنرال عون والتيار الوطني الحر على معظم أصوات المسيحيين، ففاز في الجبل وخسر في الشمال رغم حصوله وحلفاؤه على معظم أصوات المسيحيين هناك، ولكن التحريض الطائفي الذي استخدمه تيار المستقبل " سعد الدين الحريري " نجح في صب أصوات السنة في اتجاه معين، وهكذا فانه حتى تيار القوات الـلبنانية وتيار قرنه شهوان حصلوا على مقاعد بسبب الصوت السني وليس الصوت الماروني المسيحي، وهذه إحدى مفارقات وطبيعة الانتخابات اللبنانية وفقاً للقانون المستخدم فيها حتى الآن . <BR><BR>الموضوع العراقي وتحديداً المقاومة العراقية والموقف منها كان أحد أسباب دفع السنة في لبنان للتصويت لتيار الحريري وحلفائه، ودفع رجلاً مثل مفتي لبنان وعدداً من خطباء المساجد في طرابلس إلى السير باتجاه تحريض السنة على ذلك، وبديهي أن يبحث السنة عن زعامة، ولتكن هذه الزعامة في آل الحريري فهذا هو المتاح حالياً، رغم أن سنة لبنان تاريخياً ووجدانياً مع عروبة لبنان أكثر من أي طائفة أخرى، ولكن الذي حدث أن المقاومة العراقية اتسمت بالطابع السني في عمومها، واتسم السلوك الشيعي في العراق " السيستاني – الحكيم – الجعفري " بموالاة الاحتلال الأمريكي، أي التفكير بمنطق الحصول على مكاسب للطائفة الشيعية ولو على حساب الأمة والوطن – هناك بعض الاستثناءات في شيعة العراق، مثل: مقتضى الصدر وأحمد جواد الخالص – ومن الطبيعي أن ذلك يخدم الأمريكان، ومن ثم يعطيهم القدرة أكثر على ذبح حزب الله تحديداً .<BR><BR> ومع ذلك فإن رد فعل حزب الله وقناة المنار التابعة له لم يكن من القوة والوضوح باتجاه نبذ السيستاني والحكيم والجعفري وموالاة المقاومة العراقية حتى لو كانت سنية مما أعطى الانطباع بأن حسابات حزب الله شيعيه قبل أي شيء، وهذا يؤدي تلقائياً إلى ارتفاع النبرة الطائفية في لبنان، وإلى دفع السنة في اتجاه التصرف كطائفة وفي الحقيقة فإن سنة لبنان عاقبوا ضمناً حزب الله وسوريا على موقف معين في العراق، وللحقيقة أيضاً فإن سوريا ربما تدعم المقاومة العراقية لأسباب تخصها وكنوع من الدفاع عن نفسها، وحزب الله ربما مضطر إلى ذلك الموقف غير الواضح ، والصحيح أن السبب في ورطة حزب الله في هذا الصدد هو الضغط الإيراني، وضغط الزعامات الدينية العراقية الشيعية، وأياً كان السبب فإن حزب الله كان من الممكن أن يخرق المعادلة ويحشد الناس علي أساس العداء لأمريكا، ومن ثم لم يكن السنة سيندفعون في الاتجاه الآخر، هذا لو كان منذ البداية حسم خياره سياسياً وإعلامياً مع المقاومة العراقية ونبذ السيستاني والجعفري والحكيم بدون أن يحاول إمساك العصا من الوسط .<BR><BR>وهكذا فإن أسباباً كثيرة منها الشأن العراقي، ومنها الشعور بالخوف نتيجة اختلال الأمن في لبنان وحدوث تفجيرات ثم عمليات اغتيال لشخصيات معينة جعل التحريض الطائفي يجد وقوداً كافيا للسيطرة على الموقف. <BR> الانتخابات البرلمانية اللبنانية على المستوي المسيحي الماروني كانت شديدة التعقيد، بل قل أنها الحالة الأكثر حاجة إلى التحليل والفهم بهدوء، فالتطورات والمواقف فيها كانت مثيرة، وبداية فإن الرئيس لحود( حليف سوريا الأساسي) راح يعزف نغمة طائفية مسيحية مارونية وتقرب من الكنيسة في بكركي، واستطاع البطريرك نصر الله صفير أن يهدئ من الهجوم الماروني ضده وقرنه شهوان وهي التجمع الأكثر سخونة في طلب الانسحاب السوري ثم المطالبة بتصفية النفوذ السوري ثم المطالبة بالتحالف مع الأمريكان والفرنسيين، بل أحياناً "الإسرائيليين"، وهو تحالف يضم رموز 17 آيار مثل أمين الجميل وستريدا جعجع .... إلخ <BR>هؤلاء الذين راهنوا على وقوع المنطقة في الزمن الأمريكي "الإسرائيلي" اكتشفوا شيئاً فشيئاً أن المسألة ليست هكذا، وأن هناك تياراً مسيحياً قوياً بدأ يتشكل باتجاه عدم المراهنة تماماً على أمريكا، ونوع من العلاقة مع سوريا، رغم أن هذا الاتجاه ذاته كان الأكثر صوتاً في مهاجمة الوجود السوري في لبنان "ميشال عون" . <BR><BR>ومن ثم اتجه الصوت المسيحي إلى التيار الوطني الحر كنوع من الخوف من المستقبل؛ لأنه لو تمثل المسيحيون الموارنة من خلال " القوات اللبنانية " وقرنه شهوان أي المراهنة على التحالف مع "إسرائيل" وأمريكا يعني مباشرة أنه لو انسحب الأمريكان من العراق مثلاً، فإن الموارنة في لبنان سيدفعون ثمناً باهظاً، وأسفرت الانتخابات إذن عن ظهور زعامة مسيحية هي ميشال عون هي الأكثر حصولاً على الصوت المسيحي الماروني، بل إن الناجحين من رموز القوات اللبنانية وقرنه شهوان نجحوا أصلاً بعد أن حملهم سعد الدين الحريري على حافلته الانتخابية، ولكن الخطورة في تحالف الحريري مع هؤلاء هو أنهم يطالبون بالإفراج <BR> عن سمير جعجع، وهذا ممكن ولكنه يعني مباشرة إهدار دم رشيد كرامي، ومع كل ما قبل وما يقال عن دم الحريري الذي تمسك به آل الحريري بدون مساومة، بل واستخدمه الجميع للحصول على مكاسب سياسية، بل إن الوقود الأساسي في المعركة ضد سوريا، وفي المعركة التحريضية لدي السنة، فإن من الطبيعي أن آل كرام سيفعلون الشيء نفسه، وسيجدون من السنة من يقف معهم دفاعاً عن دم كرامي " وهو سني أيضاً " والمسألة لن تمر بهذه البساطة .<BR><BR>علي كل حال فإن المستقبل اللبناني حافل بالاحتمالات والكثير من الملفات صعبة، بل وشديدة الوعورة، فحزب الله مثلاً أدار تحالفه على قاعدة حماية المقاومة، وحصل على وعود بذلك من تيار الحريري ، ووليد جنبلاط فضلاً عن الحلفاء الأقرب لحزب الله " أمل " ومن ثم فإن التراجع في هذا الصدد من تيار الحريري تحت الضغط الدولي المتوقع جداً في المرحلة القادمة، يعني الدخول إلى بوابة الحرب الأهلية وهو أمر خطير؛ لأن أمريكا لا تملك ولا تقدر التورط في لبنان بعد هزيمتها الإستراتيجية في العراق، وحزب الله هو الوحيد المنظم في الأحزاب اللبنانية والوحيد الذي يملك سلاحاً هائلاً وخبرات كبيرة في القتال، وأمريكا وفرنسا ومن سوف تحركهم "إسرائيل" لن يقبلوا أن تسكت حكومة سعد الحريري عن هذا الأمر وفقاً لقرار 1559 المتوقع الضغط لتنفيذ باقي بنوده .<BR><BR> ومن ثم فإنه لا يكفي أن يقول سعد الدين الحريري تعليقاً على الانتخابات: " إن روح 14 آذار قد انتصرت وإن أهل لبنان قد انتصروا لمشروع رفيق الحريري، وهو إعادة الاعتبار لاتفاق الطائف ولصيغة العيش المشترك بين اللبنانيين ومشروع النهوض الاقتصادي والاجتماعي بلبنان " وبديهي أن كلاماً مثل هذا لا يصلح في لبنان؛ لأن لبنان علي شفا استحقاقات هائلة، وليست عمليات الاغتيالات ثم الانفجارات إلا مقدمة لفتح كثير من الملفات والقضايا والتحالفات الانتخابية ذاتها سوف تطويها الأيام وستظهر مواقف جديدة وقوى جديدة وتحالفات جديدة لن تكفي الأغلبية التي حققها سعد الحريري في تجميدها أو القفز عليها. <BR><br>