دورنا تجاه أزمة دولة النيجـر الإسلامية !
13 رجب 1426

<font color="#0000ff">معلومات أساسية :</font><BR>تعتبر جمهورية النيجر من الدول الإسلامية والتي تقع في وسط أفريقيا وفي قلب الساحل الإفريقي، حيث يبلغ نسبة المسلمين فيها 98%. و كانت في السابق جزءاًً من مملكتي كانم ومالي الإسلاميتين. وتحدها من الشمال الجزائر وليبيا، ومن الشرق تشاد، ومن الجنوب نيجيريا وبنين، وبوركينا فاسو، ومن الغرب مالي. وتبلغ مساحتها (1.267.000 كم2 ).<BR> ومن أهم مدنها "نيامي" وهي العاصمة، ومدن : " مارداي، زندر، تاهوا "، ومن أشهر مدنها التاريخية مدينة " بلما " التي لها تاريخ طويل وعريق إبّان الحقبة الإسلامية للمنطقة.وعدد سكانها حوالي ( 11.97) مليون نسمة حسب تعداد 2003م. أما الوضع الاقتصادي فيعمل معظم السكان في مجالي الزراعة والرعي، وتوجد بعض المنتجات المعدنية المستغلّة وغير المستغلَّة ويتمثل المعادن المستغلَّة في استخراج وتصدير اليورانيوم. وهذه الصناعة من أهم الموارد الاقتصادية للبلد. و من الموارد الطبيعية الأخرى الفحم، وخام الحديد، والقصدير، والفوسفات. أما الموارد الغير مستغلَّة فمن أهمّها النفط. ويعتمد السكان في إنتاجهم الزراعي على القطن، والذرة، والدخن وغيرها. وإن كانت المساحة الزراعية صغيرة جداً حيث لا تتعدى 3% من مجمل المساحة الكلية للدولة، وكذا الحال للرعي حيث إن المراعي الخصبة والغابات لا تزيد نسبتها عن 9% من مجمل المساحة وتؤثر تكرار الجفاف واتساع نطاق التصحر بصورة سلبية على نشاط تربية الماشية.حيث تغطي الصحراء الجزء الأكبر من البلاد بنسبة 88%. وتعتبر نهر النيجر النهر الرئيس في البلاد، ونيجر دولة حبيسة، والعملة المتداولة فيها هي الفرنك الأفريقي.<BR><BR><font color="#0000ff">تداعيات الأزمة الحالية ودور المسلمين تجاهها :</font><BR> تواجه نيجر حالياً أزمة من أكبر الأزمات التي تعرَّضت لها في السنوات الأخيرة، فقد لقي آلاف الأطفال حتفهم بعد تعرّض البلاد لغزو الجراد، واستمرار الجفاف الذي زاد من شدة الأزمة فاكتسحت المجاعة العديد من المدن والقرى، وحتى البدو في الصحراء لم يسلموا منها، كنتيجة طبيعية لعوامل عدّة أسهمت جميعها في هذه الحالة الراهنة : تكاثر الجراد وقلة أو شح المطر في الموسم الماضي، وتناقص الاحتياطي من الغذاء، حيث يعتمد السكان في هذه الدولة كغيرها من دول القارة على الزراعة الموسمية بشكل رئيس. وقد تناقلت وسائل الإعلام المختلفة وخاصة الغربية منها تفاصيل هذه الأزمة في حينها وعرضت صوراً كثيرة لعدد من الأطفال والنساء والشيوخ المعرّضين لخطر الموت جوعاً، و لم تكن التغطية الإعلامية من قبل الإعلام الإسلامي على قدر الحدث ولم تتفاعل معه إلا بعد أن كثر الحديث عن المأساة في الإعلام الغربي. فهل انشغاله بما يجري في الساحة العراقية أشغلته عن تغطية هذه الأزمة، أم أنه لم يدرك شدة المأساة كما كان الحال في كثير من مآسينا في العالم الإسلامي، لا تتعرض لها إلا بعد أن يشعرنا الإعلام الغربي بضرورة الحديث كما في مأساة " تسونامي، ودارفور " ؟!<BR> وليس المغزى تسليط الضوء على الأزمة فحسب، ولكن كيف نستطيع أن نوظف الحدث إلى عمل إيجابي وسط التحديات التي تواجهها العمل الخيري في البلاد الإسلامية، وبعد أن تم تجميد وتقييد حركة العديد من المنظمات الإسلامية الفاعلة، والتي كانت سباقة دوماً إلى مثل هذه الأحداث في كثير من الدول بحجة " دعم الإرهاب". ومع هذا فإن الإعلام الضعيف أيضاً قد أسهم ولو بدرجة أقل من المطلوب وبعد تأخر شديد في التأثير على بعض البلاد و الشعوب الإسلامية وتوجيههم لتلبية نداء الإيمان بمساعدة إخوتهم في الدين والعقيدة في هذه الدولة الفقيرة. فقد ساهمت بعض الدول وبعض الأفراد بما تجود به أنفسهم. ولكن ما قدِّم إلى هذه الساعة، وحسب التقارير الواردة من مناطق الأزمة لم تف إلا بالنذر اليسير من احتياجات المتضررين.علماً بأن تداعيات الأزمة في ازدياد، وأن تأثير الأزمة شملت نحو مليون شخص في الدول المجاورة ( مالي وبوركينا فاسو وموريتانيا).<BR> إن تداعيات الأزمة الحالية في النيجر لا تنحصر فقط في سد مسغبة هؤلاء الفقراء. وإنما أيضاً في سد النقص الحاصل في تعليمهم أمور دينهم ومساعدتهم في التمسك به وسط الجهل الذي يعيش به البعض قبل أن تتخطفهم المنظمات الكنسية النصرانية بشتى طوائفها ودولها، فشعار: " الخبز مع الصليب "، سيظل يعمل بقوة في وسط مثل هذه الظروف. ولنا عبر وعظات لمثل هذه الأزمات التي استغلّتها هذه المنظمات في السابق. ولعله إذا طرحت نتائج أزمة دارفور على بساط الدراسة والبحث بعد عامين من الحدث لهال الجميع تلك المكاسب أو النتائج التي استطاعت المنظمات الكنسية أن تجنيها من هذه الأزمة وخاصة أنها أتت بعض تقييد حرية العمل الطوعي الإغاثي والدعوي الإسلامي !<BR> يمكن إرجاع نتائج هذه المأساة في هذه الدولة الفقيرة إلى عوامل متعددة إلا أنها في البدء والخاتمة ابتلاء واختبار من الله عز وجل لأهل نيجر وللمسلمين بعامة : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) [ الشورى 30]<BR>(إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [ يونس : 44]<BR> وكذلك فإن للقوى الغربية دور أيضاً لا يخفى في هذه الأزمة، فقد نهبت خيرات هذه الدولة، وأضحت تستورد ما نُهب منها بعد أن يعاد تصنيعها وتصديرها إليها مرة أخرى ! إنّ دور الغرب ظاهر في سيطرته على مقدرات الشعوب الفقيرة، وبفرض سياسة التجويع عليها، سواء بنفسها أو بالتعاون مع بعض المنتفعين والعملاء أصحاب الشهوات في هذه الدول.<BR>تداعت الدول والمنظمات الغربية بمساعدة المحتاجين في هذه الأزمة. وذلك بعد النداء الذي كررته الأمم المتحدة في أواخر عام 2004م وإبَّان تفاقم الأزمة الحالية في الأشهر المنصرمة، وحذرت فيه من هذا الخطر القادم على هذه الدولة وست دول أخرى في القارة، كما أكدت ذلك في تقريرها الأخير بأنَّ أكثر من 3.6 ملايين شخص بالنيجر في حاجة ماسة إلى معونات غذائية بسبب الجفاف وتفشي الجراد، ودعا إلى إرسال معونة طارئة قيمتها 16.2 مليون دولار. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن من بين هؤلاء المحتاجين 800 ألف طفل دون سن الخامسة، منهم 150 ألفاً يعانون من سوء تغذية حادة، ويصف مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في النيجر ما يحدث هناك بأنّه "واحدة من أسوأ المجاعات التي رأيتها في حياتي". وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن ثلاثة أطفال يموتون يومياً في بعض مراكزها بالنيجر بسبب المجاعة أو سوء التغذية. <BR>الوفود الغربية ومنظماتها التي وفدت في الآونة الأخيرة إلى النيجر لمساعدة المحتاجين، لم تَقْدُمْ على ذلك من خلال دافع إنساني فحسب، وإنما لنظرتهم المادية ومصالحهم الاقتصادية أيضاً أثر في ذلك، بالإضافة إلى العامل الديني، حتى ( الدين النصراني ) ـ إن صحت العبارة ـ لا ينظر إليه إلا كعامل مساعد لهم في استغلال الضعفاء والفقراء في مثل هذه الأوضاع، وهذا واضح لكل ذي عينين ! كما أن فرصة اختبار بعض الأدوية والعقاقير والتجارب الأخرى لا تتوافر لهم إلا في مثل هذه الظروف، ومن ذلك ما تقوم به حالياً بعض الشركات الفرنسية في هذه الأزمة بإجراء تجارب على أطفال نيجر بدواء جديد أو بوجبة جديدة تطلق عليها : "بلامبي نت"، كما وردت في تقاريرها على المواقع الإلكترونية، وستجربها على أطفال أفريقيا عامة ونيجر في هذه الأزمة بصفة خاصة. وقد تم تهيئة الرأي العام الأفريقي لتقبل هذه الوجبة بتقديم شهادات من قبل بعض الأطباء الغربيين للتمهيد لذلك، ومن ذلك ما ذكره طبيب الأطفال الأميركي مارك ماناري الذي يعمل في مالاوي في مقابلة له عبر الانترنت أنها "أفضل بكثير من مسحوق الحليب، معها تصل نسبة الشفاء إلى 95% مقابل 45% مع مسحوق الحليب الذي يحتوي على مكونات نباتية ". والتي توزعها المنظمات الكنسية سابقاً في مثل هذه الأزمات.<BR> فإذا كان هنالك ما يقارب (180) مليون طفل على الأقل تقل أعمارهم عن 10 سنوات يعانون من سوء التغذية وتوالي الأمراض في عالمنا اليوم المتحضِّر الديمقراطي، فمن كان السبب وراء ذلك ؟!، فبعيداً عن نظرية المؤامرة فإنَّ للدول الغربية نصيب الأسد فيما آلت إليه أوضاع العالم اليوم. ولم تغن تلك النظريات والبيانات والمواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان الصادرة من الدول الغربية ومنظماتها عنهم شيء، فهي صيغت للإنسان الغربي، ومبنية على مصالحه فقط، ولا تطبق هذه الشعارات إلا إذا كان الطرف فيها رجلاً أوروبياً نصرانياً !<BR>فهذا " خوان سومانيا " المدير العام لمنظمة العمل الدوليّة يصرِّح بأنَّ عدد الأطفال العاملين يقترب من (250) مليون طفل في الدول النامية محرومون من التعليم والصحة الجيّدة والحريّات الأساسيّة. وأفادت دراسة قامت بها جمعيّة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة خلال السنوات العشر الأخيرة أنه تمَّ بيع (20) مليون طفل في ظروف معيشية قاسية، وتفيد تقارير منظمة اليونسيف أنه يتمّ تصدير (90) ألف طفل سنويّاً من أمريكا اللاتينيّة وآسيا وشرق أوروبا إلى البلدان الغنيّة، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ثم فرنسا، فألمانيا ! وأعلن برنامج الغذاء العالمي أن أكثر من (300) مليون طفل في العالم يعانون من الجوع الدائم ؟! <BR>فهذه بعض التقارير التي تم نشرها وما خفي كان أعظم ! فليس بمستغرب بعد هذه كله أن يكون الاهتمام بمأساة نيجر ضعيفاً من قبل الدول الغنية ولم تدندن حولها كما دندنت حول أزمة دارفور المفتعلة، لأن المصالح هناك مهددة كما يدَّعون ! وهنا المصالح في " الوضع الآمن " و تحت أيديهم وليس هناك من منافس. ولذا فإن مدير برنامج الغذاء الدولي التابع للأمم المتحدة يذكر أن أكثر من 5ر2 مليون شخص في النيجر تتهددهم المجاعة و أن المجتمع الدولي رفض الاستجابة لطلب الأمم المتحدة بتقديم المساعدة، وأنه لم يتلق سوى مبالغ زهيدة من إجمالي المبلغ المطلوب لتمويل العملية الإغاثية في نيجر ! <BR> وقد تعهد قادة مجموعة الثماني في ختام قمتهم يوم الجمعة 8-7-2005 في "جلين إيلجز" بأسكتلندا بتخصيص 50 مليار دولار لمساعدة أفريقيا، وإلغاء ديون 14 دولة أفريقية، وفرح البعض بهذه المبادرة من قبل أصحاب القلوب الطيبة ! ولكن هذه العملية ما هي إلا للاستهلاك الإعلامي أكثر منه مساعدة حقيقية لهذه الدول ! فدول الثمان هي التي أثقلت كاهل هذه الدول بهذه الديون ! ولذا لم تأخذ أزمة النيجر مأخذها الحقيقي ومجراها الصحيح لدى أصحاب القرار في هذه الدول إلا كشيء يقدَّم على استحياء وخاصة من فرنسا وبعض نظرائها الغربيين، بإرسال بعض الوزراء والمساعدات الطفيفة إلى المنطقة لتخفيف لهجة الانتقادات من المجتمع الدولي.<BR> فبإمكان الدول الثمان إلغاء هذه الديون في لحظة واحدة دون الحاجة لجدولتها على أزمنة مختلفة إن كانت صادقة في مسعاها، ومثل هذا الوعد قُدِّم في عام 1996م إلا أنهم تراجعوا عنه بعد حين، وليس بمستغرب ذلك عنهم، لأن مصالحهم تفرض عليهم ذلك، ولأن إفقار العالم إحدى السياسات التي لا يمكن الاستغناء عنها ! ولهذا زيَّلت كلمتهم الختامية بهذه العبارة : " إن زيادة المساعدات "فرصة" حقيقية للقارة السمراء، لكنها ليست بمثابة نهاية للفقر في أفريقيا، إلا أننا نأمل في وضع حد له " ! وبمثل هذا الميزان الخاطئ يزداد الفقراء فقراً ويزداد الأغنياء غنىً في عصر الحضارة الإنسانية، عصر التقدم والنهضة ! <BR> لقد ذكرت الأمم المتحدة في تقاريرها المتعلقة بالوضع الاقتصادي في العالم الثالث أن عدد الدول الفقيرة والتي تمثل أقل نموٍّ في العالم كانت 24 دولة في عام 1971 فارتفعت هذه النسبة إلى 48 دولة في عام 1997م، بضعف العدد، ونجد أن نصف هذا العدد هي دول إسلامية، ومن بينها نيجر التي تعتبر من بين ثلاث أفقر دول في العالم. والنسبة في ازدياد مطّرد.<BR><font color="#0000ff">دور المنظمات الغربية في الأزمة :</font><BR> إن المنظمات الغربية لم تفّوت هذه الفرصة التي تبحث عنها منذ مدة طويلة، وهي قد أتتهم من غير أن تكون هنالك أزمات مفتعلة من قبلهم كالحروب الأهلية، فنيجر تعتبر من الدول القليلة في القارة التي تمر بحالة استقرار منذ فترة طويلة. وقد سعت هذه المنظمات قبل هذه الأزمة وبطرق مختلفة بإيجاد أقلية نصرانية في هذه الدولة التي غالبيتها من المسلمين، سواء عن طريق توطين مجموعة من النصارى الكونغوليين في بعض مدن نيجر وخاصة في العاصمة " نيامي"، وأثناء ذلك سيحصلون على الجنسية النيجرية، ويشكلون عقبة أمام حركة الإسلام في البلاد مع مرور السنين. وحرصت أيضاً بأن توكل إلى هذه الفئة زمام بعض الأمور الإغاثية والمساهمة في بعض البرامج التابع للمنظمات الكنسية وعلى رأسها المنظمات التابعة للأمم المتحدة، لكي يتمكنوا من فرض أنفسهم على أرض الواقع. وأن يستغلّوا الأوضاع الحالية لإثبات قدراتهم وإخلاصهم للدولة. وحرصت أيضاً على الدعوة المباشرة للمسلمين بالدخول في النصرانية بتقديم الإغراءات المتعددة.<BR> لقد خلت لهذه المنظمات الكنسية الأجواء بعد تجميد ومحاربة المنظمات الإسلامية فبغت وسعت في إفساد عقائد الكثيرين من المسلمين في هذه القارة، وأدخلت الشك في قلوب البعض، إلا أنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.<BR><font color="#0000ff"> إنَّ الدور المطلوب من كل مسلم وسط هذه الأزمة هي : </font><BR>أولاً : إلحاح الدعاء بأن يخفف الله عز وجل هذا البلاء ويرفع عن إخواننا شدة البأساء والضراء، وأن يحفظ عليهم دينهم.<BR>ثانياً : المساهمة الفاعلة بدعم مجهود بعض المنظمات التي لم تطالها يد الأمريكان، مادِّيَّاً ومعنوياً حتى تساهم بدورها المطلوب في هذه الأزمة.<BR>ثالثاً : توعية المجتمع الإسلامي بمختلف طبقاته وشرائحه بهذه الأزمة وغيرها من الأزمات التي تجتاح أمتنا الإسلامية، وأن نسدَّ الفراغ الذي كان تسده منظماتنا التي قيّدت حركتها عن مثل هذه الأدوار التي كانت تقوم بها في السابق، فيمكن أن نستعيض تلك الأدوار بأدوار جماعية أخرى وليس شرطاً أن تكون تحت مظلة ما.<BR>رابعاً : إن خطر التنصير، وخطر تقسيم هذه الدولة إلى قبائل تتناحر فيما بينها قادم ! لأن هناك النفط واليورانيوم وغيرها من الموارد الغنية التي تزخر بها هذه الدولة وهي التي تشكل العمود الفقري لاقتصاديات الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا وأمريكا ولاستغلال هذه الموارد لا بد من إيجاد آليات تساهم في ذلك، وأسهلها قاعدتهم المشهورة " فرِّق تسد ".<BR> كما أن دور الرافضة ( إيران ) في ازدياد في نيجر نسبة لقربها من نيجريا التي تعتبر مع بعض البلاد في شرق أفريقيا من أكبر المعاقل للرافضة في أفريقيا، ولذا كانت استجابتهم سريعة لهذه الأزمة والمساهمة الفاعلة في مساعدة المحتاجين، بالإضافة إلى دورهم القديم الجديد في وسط المجتمع النيجري ببناء مراكز ومدارس ومستوصفات وإقامة المعارض الثقافية وغيرها لتكوين جيل رافضي في منطقة تعتبر من قلاع وحصون أهل السنة في وسط وغرب أفريقيا. <BR>هذه التحركات على الأصعدة المختلفة تحتاج إلى شباب الدعوة بعمل زيارات ميدانية لهذه الدولة للمساهمة الفعلية في العمليات الإغاثية والدعوية، ولمشاهدة كل تلك التحركات على أرض الواقع. فإن البحث عن بدائل للعمل الدعوي في أفريقيا وفي العالم الإسلامي أصبح من أوجب الواجبات وسط التحدِّيات الراهنة. <BR>وأخيراً فلنوجه هذه الرسالة إلى كل مسلم :<BR> قال الله سبحانه وتعالى : ( وأطعموا البائس الفقير ) [ الحج :28]، وقال جل وعلا : ( وأطمعوا القانع المعتر ) [ الحج :36]. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( فكّوا العاني، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض ) [ البخاري : 56/171/304]<BR> <BR><br>