<BR>أسئلة حرجة كثيرة يطرحها تحول التوتر حول البرنامج النووى الايرانى إلى حالة مزمنة ،حيث الصراع والحوار يدور حول هذا البرنامج منذ عدة سنوات ،وكلما جرى التوصل إلى حالة من هدوء الصراع أو كلما جرى الاتفاق حول جانب من جوانبه يعود التوتر من جديد ،وكذا لان التوترات المتكررة كانت تحمل إشارات حول احتمالات حسم المعركة حول الملف بالقوة العسكرية فى التو واللحظة لكنها سرعان ما كانت تتوقف عند حد التلميح والتسريب والتهديد.<BR>السؤال الأول الذى يطرح نفسه فى موضوع البرنامج النووى الايرانى هو: متى تتراجع إيران وتقبل مرة أخرى لغة التفاوض أو متى تعود إيران مرة أخرى إلى التفاوض مع الترويكا الأوروبية ؟ وسبب إلحاح التساؤل الآن هو أن ما يجرى الآن من تصعيد يصل حد قصف الرعود وبرق البروق وكان الحرب غدا ،كان جرى من قبل عدة مرات لكن شيئا لم يحدث ،حيث عادت إيران والأوروبيين إلى طاولة التفاوض وكان شيئا لم يحدث .وأسباب توقع أن تعاد الكرة مرة أخرى كثيرة ومتعددة ،منها أن الأوروبيين صعدوا الأمر إلى حدود لم يبلغها الأمر فى المرات السابقة بما يدفع إيران إلى التراجع خاصة بعدما وصل الرئيس الفرنسى فى تهديداته إلى الخروج عن كل ما حاولت فرنسا تغليف وجهها الاستعمارى به،مطيحا بكل الحديث المنمق المتدفق عن القانون الدولى واحترام الشرعية الدولية وبكل ملامح الرشاقة المتكلفة عند الناطقين باللغة الفرنسية ،وتحدث صراحة عن القصف بالأسلحة النووية ردا على أية أعمال إرهابية .ومنها أن إيران باتت تدرك بشكل متزايد فى الأيام الأخيرة أن سياسة "حافة الهاوية " التى جربتها (منذ وصول احمدى نجاد بشكل خاص إلى السلطة ) باتت تهدد بالسقوط فى الهاوية فعلا بعدما دخل الصراع إلى حالة ومرحلة صعبة بالفعل كما هى باتت تدرك أن ما كان ممكنا فى المراحل السابقة قد لا يكون مأمون العواقب بعدما دخل ملف الصراع إلى حالات اشد تعقيدا من حالات المناورات المبسطة السابقة ،حيث تعدد أطراف الصراع مع تنوع وتعدد وتضارب مصالحها وهو أمر لا يساير مناورة ذات طبيعة واحدة .لكن ولم لا تكون إيران لن تتراجع الآن بعد أن أصبح لديها خيارات كثيرة فى المواجهة؟ <BR>والسؤال الثانى الذى يدق الرأس فى قضية البرنامج النووى الايرانى المزمن هو،هل أفادت التصعيدات الأخيرة من احمدى نجاد تجاه الكيان الصهيونى ،قضية الملف النووى الايرانى أم أنها أضرت به ؟ وواقع الحال أن هذه التصريحات جاءت ضمن سياق محاولة إنجاد حشد الراى العام العربى للوقوف مع إيران فى المواجهة حول الملف النووى الايرانى ،لكن سبب التساؤل يعود إلى أسباب كثيرة منها ،أن إسرائيل ربطت فى دعايتها وتحركها السياسى بين تصريحات إيران بإزالة إسرائيل وبين خطر امتلاك إيران للأسلحة الذرية كما هى حاولت من خلال تلك الحالة الحصول على عدم ممانعة لعملية قصف المفاعل النووى أو توجيه ضربة إجهاض للبرنامج النووى الايرانى بطريقة أو بأخرى .ومنها أن هذه التصريحات فتحت مساحة فعلية أمام اسرئيل فى محاولة فك الحصار الاعلامى الذى نجحت الانتفاضة فى إدخالها فيه والعودة إلى الادعاء أمام الراى العام الغربى بأنها مهددة بالانهيار الشامل وأنها فى حالة دفاع عن النفس !.لكن لم لا يكون التصعيد ضد الكيان الصهيونى قد أفاد فى حشد الراى العام الايرانى فى الداخل حول النظام استعدادا لمواجهة عدوان خارجى؟<BR>والسؤال الثالث فى قضية البرنامج النووى الايرانى هو :ما هى مخاطر امتلاك إيران للسلاح الذرى على العالم العربى عامة ومنطقة الخليج خاصة ؟وأسباب السؤال متعددة منها ،أن ثمة انزعاج حقيقى لدى كثير من الحكومات العربية من امتلاك إيران للأسلحة النووية لتأثيرات الأمر على محاور التوازنات فى المنطقة على صعيد منطقة الخليج والعراق خاصة،ومنها أن امتلاك إيران للأسلحة النووية سيؤكد ظاهرة عدم امتلاك العرب وحدهم لهذا السلاح من بين التكوينات البشرية فى العالم وأنهم باتوا مهددين بمخاطر نووية لا خطر نووى واحد ،إذ أنهم ومع عدم المساواة لدى البعض بين مخاطر إسرائيل نووية وإيران نووية -ومع مساواتها مع البعض الآخر- أمام محصلة إجمالية بان إيران نووية وان إسرائيل دون عرب يملكون نفس النمط من التسليح وان الذى لاشك فيه أن المعنى واحد هو وجود العرب فى مواجهة مخاطر التمدد من كلا الدولتين فى الداخل العربى وأمام سيطرة إقليمية على المنطقة لا سيطرة دولية فقط .لكن السؤال يبقى وهل يجب على العرب أن يقفوا مع أمريكا وإسرائيل والغرب فى المواجهة حول البرنامج النووى الايرانى أم أن يشترطوا ويربطوا موقفهم بالموقف من البرنامج النووى الصهيونى؟.<BR>والسؤال الرابع فى قضية البرنامج النووى الايرانى هو :لماذا أثار البرنامج النووى الايرانى ضجة وجلبة غربية بينما الأمر لم يحدث بنفس الحدة مع الهند وباكستان .وأسباب طرح السؤال بادية للعقول إذ مر البرنامج والتفجير الذرى النووى الهندى والباكستانى بأقل ضجة وبحصار تكنولوجى سرعان ما انفك دون أن يأخذ اى مدى حقيقى .المفسر لذلك هو أن الحالة الهندية هى حالة مواجهة لأسباب تاريخية واستراتيجية وحضارية ضد نفس أعداء الغرب إذ هى ليست إلا أسلحة موجهة ضد باكستان ضد وضمن حالة التوازن مع الصين بطبيعة الحال ،وان الحالة الباكستانية إنما هى موجهة ضد الهند وضد أطراف أخرى غير منظورة وما بقى لها من هوية حضارية (اى للأسلحة ) فهو ما أثار الأزمة والضجة التى سرعان ما انتهت لحاجة أمريكا إلى الدور الباكستانى خلال عدوانها على أفغانستان .وفى كلا الحالتين فإنها لبلدين خارج حزام البترول وخارج نطاق فكرة الهيمنة عليه كما أن كليهما بلد ذو وضع استراتيجى غير مؤثر سلبا على صعيد الاستراتيجيات الغربية وهى حالة مختلفة عن حالة إيران –والعراق من قبل –التى لا يقبل حتى أن يكون مسيطرا عيها حليف قوى .لكن لم لا يكون السبب فى الضجة حول البرنامج النووى الايرانى راجعا إلى أن هذا السلاح سيهدد إسرائيل فعلا؟<BR>والسؤال الخامس هو :لماذا دفعت روسيا إيران تكنولوجيا على المستوى العسكرى وفى اتجاهات استراتيجية ؟وأسباب طرح السؤال متعددة حيث المتابع للسلوك الروسى يلحظ توجها ما بعد احتلال العراق إلى دعم إيران عسكريا إلى درجة متصاعدة لتطوير القدرات العسكرية الإيرانية إلى درجة تختلف عن ما هو مفترض وفق قواعد ومفاهيم الصراعات الدولية والتوازنات ومصالح الأمن القومى للدول المتجاورة والتى تشدد على أهمية وجود دول ضعيفة على الحدود لا دول قوية ،بما يعنى أن لا تدعم إيران إلى مستوى عسكرى كبير و لو اضطرت إلى ذلك فيكون فى اضعف الحدود بحكم أن إيران دولة جوار لروسيا ومن المفيد استراتيجيا لروسيا أن تظل إيران دولة ضعيفة .<BR>المفاعلات النووية التى تثير كل المشاكل حول إيران الآن هى مشكلات تسببت عن صفقات روسية إلى إيران ،حيث روسيا هى من أمدها بالمفاعلات النووية ،كما أن روسيا لم تكتف بإدخال إيران إلى عالم التكنولوجيا النووية ولم تتسامح مع امتلاك إيران لصواريخ تبرز بسببها تخوفات خطيرة ليس فى دول الإقليم بل فى دول أوروبا من مداها ،بل هى تواصل عقد الصفقات العسكرية معها والتى كان آخرها صفقة صواريخ ارض -جو قادرة على إسقاط الطيران المنخفض لتحل اخطر مشاكل المواجهة بين الصاروخ والطائرة أو بما يحل واحدة من اعقد مشاكل حماية المنشات النووية من القصف. فإذا أضفنا إلى ذلك أن روسيا كانت كذلك احد ابرز الدول التى منعت وفق قواعد ومناورات ديبلوماسية وسياسية –إلى جانب الصين والهند –تحويل الملف النووى الايرانى إلى مجلس الأمن بما يفتح الطريق أمام فرض عقوبات سياسية ودبلوماسية واقتصادية على إيران ،فان السؤال يصبح ضروريا :لماذا تقوى روسيا إيران إلى هذا الحد وهى الجارة لها بل وهى التى تتنازع معها فعليا على مناطق النفوذ والسيطرة فى دول جوار إيران وعلى مناطق بترولية فى بحر قزوين؟<BR>وإذا كان بالامكان القول بان روسيا تعيش فى ظل أوضاع اقتصادية سيئة منذ انهيار الاتحاد السوفيتى وحتى الآن ملامحها معروفة ومشتهرة ،وان تجارة السلاح بالنسبة لروسيا هى الأمل الأكبر فى إقالة الاقتصاد الروسى من عثراته حيث المصانع العسكرية هى واحدة من أهم العوامل المحركة للاقتصاد الروسى بحكم ما سبق تخصيصه لها من استثمارات ضخمة خلال فترة الحكم السوفيتى،فان السؤال يظل وجيها حيث أن تقوية إيران استراتيجيا أمر قد يهدد النفوذ السوفيتى ذاته<BR>والبادى أن روسيا تفعل ذلك تعويضا عن دورها العسكرى والاستراتيجي فى المنطقة العربية والذى تعرض لنكسات شديدة باحتلال العراق حيث وجدت روسيا فى إيران –وهى حليف سوريا البلد العربى الباقى من منظومة العلاقات العربية مع الاتحاد السوفيتى السابق- القوة الصاعدة فى المنطقة والمعادية أو المتعادية مع الولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط ورأت وان هذه التقوية لإيران ذات أهمية فى التوازن فى المنطقة بحكم التنامى فى العلاقات التركية الأوروبية المتصاعدة (وكذا عضويتها فى حلف الاطلنطى )وبحكم طبيعة علاقات باكستان مع الولايات المتحدة وبسبب اقتراب أمريكا من الحدود الروسية بقواعدها فى الدول الخارجة من عباءة الاتحاد السوفيتى .كل ذلك جعل روسيا تجد فى دعم إيران عسكريا مصلحة لها على مستوى صناعة القرار فى المرحلة الراهنة على الأقل ،غير أن السبب الرئيسى لهذا التسليح والدعم الروسى لإيران على المستوى العسكرى وبهذه المعدلات التكنولوجية غير المعتادة يعود إلى استراتيجية روسية للعمل فى آسيا والعالم ،أو أنه يأتى ضمن استراتيجية روسية عميقة الأسس فى الدفاع عن مصالحها فى التنافس الدولى وبشكل خاص فى آسيا ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتى ،وأننا أمام استراتيجية تقوم على بناء تحالفات بين الدول الكبرى والمهمة فى آسيا لمواجهة النفوذ الأمريكى أو بالدقة لطرد النفوذ الأمريكى من آسيا لتغيير أوضاع التوازن الدولى الراهن ب خصما من قدرات الولايات المتحدة استراتيجيا ومن هيمنتها على العالم .لكن السؤال يبقى :لماذا لم يحدث ذلك مع العراق من قبل وقد كان لروسيا مصالح بترولية ضخمة فى أراضيه؟<BR>والسؤال السادس الذى يطرح نفسه إزاء تطاول قصة البرنامج النووى الايرانى هو :هل تقدم إسرائيل أو أمريكا على قصف المفاعلات النووية الإيرانية ؟وأساب طرح السؤال متعددة منها ،أن إيران تصدر تهديدات دائمة بالرد على أية عملية ضد منشاتها النووية ولا يظن أن إيران تفعل ذلك تغطية لعمليات ستقوم بها هى ،حيث فى كثير من الأحيان يجرى التهويل من احتمالات عدوان طرف للتغطية السياسية والإعلامية على عدوان يشن على هذا الطرف كما حدث فى عام 67 كنموذج .ومنها ،أن ثمة أحاديث متصاعدة منذ فترة أو تسريبات متعمدة جرت بين حين وآخر حول احتمالات توجيه ضربات إلى المفاعلات النووية الإيرانية بل أن تحديدات جرت بالفترة الزمنية التى لا يسمح بعدها باستمرار البرنامج النووى الايرانى ،ومنها السابقة التاريخية التى جرت مع العراق حين قام الطيران الصهيونى بقصف المفاعل العراقى اوزيراك ،غير أن توجيه مثل هذه الضربة إنما يفترض بداية أن التقاطع فى المصالح بين إيران وأمريكا قد انقلبت أحوالها ضد الطرف الذى يفكر فى العدوان ،وهو أمر لا دلائل قوية عليه حيث أن من يتأمل طبيعة العلاقات والتقاطع فى المصالح الإيرانية الأمريكية يدرك أن أغراض الطرفين أو التقاطع فى المصالح بين الطرفين لم يعد قائما على نفس الدرجة السابقة التى شهدت غزو أفغانستان والعراق –قال محمد على ابطحى نائب الرئيس الايرانى السابق محمد خاتمى انه لولا إيران لما نجحت أمريكا فى احتلال أفغانستان والعراق أو إطاحة طالبان وصدام –ولكن ما يزال قائما وان بدرجة اقل حيث تدرك الولايات المتحدة أنها لو دخلت حالة عدائية استراتيجية مع طهران ستكون خسائرها الآن خطيرة ،كما تدرك إيران أنها ما تزال مستفيدة ولفترة من الوقت من الاحتلال الامريكى لكلا من أفغانستان والعراق .ومن جانب آخر فان الولايات المتحدة ما يزال دور إيران مهما لها فى المراحل التمهيدية الجارية لبناء مشروع الشرق الأوسط الكبير من خلال انعكاس عوامل قوة إيران إلى حالة تفتيتية فى كثير من دول الخليج ،وفى المقابل ترى إيران أن فكرة الشرق أوسطية هى فى جانبها التحضيرى الراهن والمباشر ما تزال تحقق مصالح إيران خاصة على صعيد عملية التفكيك والإضعاف الجارية فى دول المحيط لصالح قوى وكتل سكانية مرتبطة بإيران بما يوسع النطاق التاثيرى لإيران ويعمق قدراتها على الصراع والواجهة ويكسبها قوى إضافية .<BR>كما تفترض فكرة توجيه ضربة لإيران أن الظروف العسكرية تسمح ليس فقط بتوجيه مثل هذه الضربة وإنما أيضا أن رد الفعل العسكرى الايرانى يمكن استيعابه من قبل الطرف المعتدى بخسائر اقل مما لو تركت إيران تمضى فى برنامجها النووى.<BR>وواقع الحال أن فكرة قصف المفاعلات النووية الإيرانية فى حد ذاتها ممكنة ونسب نجاحها فى إجهاض البرنامج النووى الايرانى كبيرة ،غير أن المشكلة تتمثل فى أن مثل هذه الضربة ستاتى برد فعل عسكرى ايرانى على إسرائيل وعلى القوات الأمريكية المنتشرة فى محيط إيران وفى متناول يدها ،تجعل من نتائج الرد الايرانى خطيرة بالنسبة لإسرائيل وأمريكا حيث تتحسب إسرائيل من القدرات الصاروخية الإيرانية بعيدة المدى –وهى صواريخ جرى تطويرها بالتعاون مع كوريا الشمالية وأهمها صاروخ شهاب 3 –ومن الصواريخ التى يمتلكها حزب الله فى لبنان ،وكلاها صواريخ موجهة إلى مناطق التركز السكانى الصهيونى التى تتجمع بنسبة نحو 70 % من السكان الصهاينة –مناطق شمال ووسط فلسطين المحتلة-كما تتحسب الولايات المتحدة إلى تأثيرات الرد الايرانى على قواتها فى أفغانستان والعراق وفى القواعد المنتشرة حول إيران أو بالقرب منها فى مناطق آسيا الوسطى ومن احتمالات القيام بعمليات غير تقليدية ضد المصالح الأمريكية حول العالم .لكن لم لا يغلب الطابع الاستراتيجى على الطابع التكتيكى وتقوم القوات الصهيونية أو الأمريكية بتوجيه ضربة خاطفة بحكم أن الولايات المتحدة لا تطيق حتى قوة الحلفاء خاصة فى مناطق وجود البترول ؟<BR>السؤال السابع :وهل يعنى توجيه ضربة للمنشات النووية الإيرانية أن إيران سترد بخوض معركة قد تكون صفرية مع إسرائيل أو معركة غير متكافئة مع الولايات المتحدة ؟ وأسباب طرح السؤال كثيرة ومتعددة ،ذلك أن إيران كما هى كل جيوش العالم الثالث لا يمكن لها أن تخوض حرب نظامية فى مواجهة القوة العسكرية الأمريكية وأنها لن تسعى إلى معركة خاطفة والا ستصاب بهزيمة كاملة شاملة ،بل المفترض أن استراتيجيتها ستقوم أساسا على إطالة أمد الصراع لكى تكسب ،وكذا لان الحديث يدور حول قصف من بعد لا حول هجوم واحتلال للأرض الإيرانية ربما يكون بنفس الطريقة التى جرى بها التعامل مع الحالة الصربية ،حيث ستجرى عمليات قصف من بعد ولمرحلة طويلة ربما تكون فى شدة القصف الذى تعرضت له بغداد والجيش العراقى والمقدرات الاستراتيجية للعراق خلال حربى عام 1991 و2003 ،وفى تلك الحالة ستعمد إيران إلى عدم استخدام كل قدراتها دفعة واحدة والا توقفت قدراتها على المواجهة والتأثير فى توقيت مبكر ،وكذا لان بعض من عوامل القوة الإيرانية فى المحيط من الأصل لا تسمح لها قدراتها العسكرية بخوض حرب منظمة بل هى قدرات تعتمد على نمط من حرب استنزاف للعدو كما هو الحال لدى حزب الله وكما هو الحال بالنسبة للميليشيات الموالية لإيران فى العراق .لكن من الأصل من قال أن إيران ستسعى إلى إيصال الأمر إلى حالة الصراع العسكرى ؟<BR>السؤال الثامن :هل تسعى أمريكا إلى عمل عسكرى واسع أم إلى تغيير النظام ؟ وأسباب طرح السؤال كثيرة منها أن الاستراتيجية الأمريكية المعلنة بشان إيران والتى تحقق لأمريكا اكبر قدر من الفوائد الاستراتيجية هى قلب النظام من الداخل بما يتطلبه ذلك من عدم الإقدام على أفعال غير حاسمة تؤدى إلى التفاف الشعب الايرانى حول النظام .ومنها أن البرنامج النووى الايرانى نفسه لم يصل إلى حالة حاسمة من وضوح قدراته على الصعيد العسكرى وان كل ما هو منشور أمريكيا وصهيونيا وأوروبيا لم يصل إلى نتيجة مفادها أن هذا البرنامج غير قادر على إنتاج أسلحة ذرية بعد ،ومن ثم ما يزال هناك وقت للعمل فى داخل إيران ،ومنها أن القلق من السياسة الإيرانية على المستوى العملى لم يصل إلى درجة حقيقية كما كان الحال على مستوى السياسة العراقية (حظر النفط –التحول لليورو..الخ ) ومنها أن المستهدف بالأساس هو الاستيلاء على البترول الايرانى وليس الخوف من امتلاك إيران للسلاح النووى .ومنها أن الولايات المتحدة لم تستخدم ما هو متوافر لها لتهديد استقرار النظام الايرانى على صعيد العقوبات الاقتصادية أو على صعيد تحريك جيوش العملاء ..الخ.<BR>الخلاصة:<BR>والخلاصة من كل هذه التساؤلات وأسباب طرحها والحالات المتعددة للإجابة عليها يمكن تلخيصها فى التالى :<BR>أن العمل العسكرى ليس سهلا على مختلف الأطراف الإقبال عليه وان الأغلب هو أن هناك طرق متعددة للصراع بطرق عسكرية ليس شرطا أن تكون حالة مواجهة شاملة .<BR>وان الأرجح هو أن استخدام القوة العسكرية ضد البرنامج النووى الايرانى أمر قد يتم إذا بلغت الحاجة له وفق سيناريوهات معقدة ،ربما الأرجح أن تجرى عمليات تخريب منظمة مجهولة المصدر والهوية وبطرق معقدة ،وان المعركة بين إيران والغرب لم يحن أوانها بعد ،حيث مازال الطرفان فى حالة تشابك مصالح ،وان المصالح المتشابكة فيما بين الطرفين هى تتعلق بمناطق النفوذ فى داخل الجسد العربى والاسلامى .<BR><BR><BR><BR><BR><br>