فوز حماس من وجهة النظر التركية
3 محرم 1427

الفوز الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات الفلسطينية رغم أنه كان متوقعا إلا أنه كان أشبه بالزلزال السياسي الذي ضرب المنطقة برمتها. فردود الفعل العالمية التي أعقبت الانتخابات وفوز حماس دلالة واضحة على حالة الارتباك التي انتابت دول العالم عقب هذا الحدث الكبير.هذا الفوز أظهر مجددا الوجه الحقيقي للغرب الذي يدعي بأنه يولي خيار الشعب أهمية كبرى وكشف مدى ازدواج المعايير ونفاق الديمقراطية الغربية.<BR><font color="#FF0000">ترحيب تركي: </font><BR>رحبت تركيا بنتائج الإنتخابات الفلسطينية التي تمخضت عن فوز حماس بـ 76 مقعدا من مجموع المقاعد البرلمانية الفلسطينية وعددها 132.وأعرب رئيس الوزراء التركي "رجب طيب إردوغان" عن استعداد بلاده للوساطة بين الحكومة "الإسرائيلية" وحماس, معلقا على الفوز الذي حققته حماس بقوله:"يجب احترام خيار الشعب الفلسطيني"مطالبا كل من "إسرائيل" وحماس بقبول الأمر الواقع والعمل سويا من أجل مصلحة شعبيهما.وقال إردوغان "يمكننا أن نقوم بدور وسيط ما بين إسرائيل وفلسطين", مطالبا المجتمع الدولي أن يعطي فرصة لحماس بعدما فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية, مؤكدا بأن موقفها المستقبلي يمكن أن يدشن عملية مختلفة عما كان سائدا حتي الآن.ولعل ما يشير إلى ذلك الاتجاه في التفسير هو أن أولى تصريحات إردوغان عقب إعلان فوز حماس تؤكد رغبة تركيا بلعب دور إقليمي جديد في منطقة الشرق الأوسط خصوصا مع وصول لاعبين جدد إلى الساحة.ويرى البعض بأن التصريحات التي صدرت من إردوغان عبر القنوات الإعلامية تشير إلى أن أنقرة ترغب من وراء هذا التصريحات التي صدرت على لسان رئيس وزرائها جس نبض القيادة الفلسطينية الجديدة (حماس) بمدى قبولها للوسيط التركي.كما دعا إردوغان إلى عدم الخلط بين تنظيم حماس وبين حزب حماس،فحماس كما يقول إردوغان قبل الانتخابات تنظيم وبعدها حزب والفرق بينهما كبير.وأضاف:"حماس ستتولى زمام الأمور في إدارة الدولة الفلسطينية" داعيا إياها لتلبية مقتضيات إدارة الدولة.وأكد وزير العدل والمتحدث باسم الحكومة التركية جميل تشيشك على ضرورة التحلي ببرود الأعصاب والصبر وعدم التسرع في إصدار الأحكام المسبقة لفوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الانتخابات الفلسطينية.وأضاف قائلا:"لقد انتهت الانتخابات في فلسطين وهناك حكومة جديدة تتشكل الآن..مقابل ذلك، فإن الانتخابات الإسرائيلية ستجري في شهر مارس المقبل" واستطرد معلقا على تصريحات "حماس" التي سبقت الانتخابات وما بعدها فقال:"هناك فرق بين الأمس واليوم.. فالوضع ما قبل الانتخابات وما بعدها قد يتغير طبقا لتغيرات السلطة.. لهذا السبب يجب التحلي ببرودة الأعصاب وعدم التسرع في استصدار أحكام مسبقة على بعض المواضيع".فيما دعا النائب في حزب العدالة والتنمية رسول طوسون العالم إلى الخروج من ازدواجيته والاعتراف بنتائج الانتخابات الفلسطينية معتبرا أن الغرب إذ دعا إلى الديموقراطية في العالم الإسلامي فإنما وفقا لمصالحه الشخصية وليس من أجل عيون الشعوب.وأضاف:"المطلوب احترام إرادة الشعب" مؤكدا بأن عدم تحمل الغرب لنتائج الانتخابات هو إهانة علنية لخيار الشعب الفلسطيني. <BR><font color="#FF0000">فوز حماس في الصحافة التركية: </font> <BR>تباينت آراء المعلقين السياسيين في الصحف التركية بخصوص الفوز الذي أحرزته حماس فقد قالت صحيفة "ملي غازته" الإسلامية بأن الشعب الفلسطيني اختار المقاومة بأصواته فيما قالت صحيفة الملييت العلمانية بأن الشعب الفلسطيني اختار المنظمة الإرهابية.وقال الكاتب الصحفي إبراهيم كاراغول المعلق في صحيفة "يني شفق" الإسلامية:"كان الغربيون ينظرون إلى هذه الانتخابات على أنها ستفصل فلسطين حسب المقاسات الإسرائيلية.فإرادة الشعب بالنسبة لهم ليس لها أي معنى".من جهته قال الكاتب الصحفي أحمد فارول:"لقد قالوا أنه في حال مشاركة حماس في الانتخابات الفلسطينية فإن المعونات المقدمة لفلسطين ستتوقف.هذا يظهر للعيان الوجه الآخر لهم".وقالت الكاتبة الصحيفة ياسمين غونجار في جريدة الملييت العلمانية يجب قراءة نجاح حماس بشكل صحيح؛ هل أن الشعب الفلسطيني المنعزل عن العالم في غزة والضفة الغربية منح صوته لحماس حبا بالعيش في ظل نظام إسلامي والتضحية بالمزيد من أبنائه أم تراه يبحث عن وسيلة للتخلص من البطالة والاختلاسات ويحلم بالأمن والرفاه والحصول على الدولة الفلسطينية المستقلة!!.وأضافت الكاتبة:"يجب على المجتمع الدولي أن يشرح للشعب الفلسطيني بأن الطريق الوحيد الذي سيقودهم إلى الدولة التي يحلمون بها يمر من خلال التزام حماس بالخيار الديمقراطي وأيضا بأن يساعدهم على تحقيق هذا الخيار وبأن يمنع تدخل إيران وسوريا لعرقلة هذه السياسة؟. حسنا؛ ولكن هل هناك أي أمل في تغير حماس؟ المتفائلون في واشنطن يؤكدون بأنه لا يوجد أي خيار أمامهم سوى المراهنة على التجربة".كما تم تناول فوز حماس من زوايا أخرى فقد اعتبر الكاتب (اليهودي الأصل) في صحيفة ملييت سامي كوهين بأن هناك واقعا جديدا في منطقة الشرق الأوسط مرتبطا بصعود الإسلام في المنطقة من باب الديمقراطية مشيرا إلى سيطرة الإخوان المسلمين على 20% من مقاعد البرلمان في مصر, وفي لبنان فإن حزب الله (الذي أدرجته الولايات المتحدة في لائحة المنظمات الإرهابية) قد خاض الانتخابات اللبنانية وخرج بأقوى منها؛ أما في العراق فإن الحزب الموالي لإيران حصل على أعلى نسبة من الأصوات ومؤكدا بأن هناك عوامل ساهمت في وصولهم إلى السلطة وهي مشاكل الفقر والبطالة في المنطقة التي أدت إلى غياب الأحزاب الأخرى عن الساحة.فيما قال الكاتب الصحفي في جريدة حرييت العلمانية واسعة الإنتشار في مقالة تحت عنوان " فوز حماس وما بعده"" سيطرة حماس بأغلبية ساحقة على البرلمان الفلسطيني بعد حصولها على أصوات فاقت التوقعات هو أمر يستدعينا للوقوف والتفكير مليا ليس فقط من حيث العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية وإنما من ناحية كونها أثبات على الميول والتوجهات العامة الجديدة في الشرق الأوسط". <BR><font color="#FF0000">وخلاصة الحديث... </font><BR>بالنسبة لموقف تركيا فيما يتعلق باقتراحها بالوساطة في الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" ظهر بأنه كان متسرعا بعض الشيء خصوصا أن الوضع المرتبك حاليا لا يسمح بذلك.. والغريب في الأمر أن تركيا في الفترة الأخيرة بدأت تكرر وفي كل فرصة رغبتها بالوساطة دون أن تلحقها بأي شيء جديد مع أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الظهور الدبلوماسي المكثف قد يأتي بنتائج عكسية أحيانا... <BR><BR><BR> <BR><br>