الشيخ نواف الأحمد.. الطريق نحو ولاية عهد الكويت
12 محرم 1427

بتعيينه الأخير كنائب لأمير الكويت، يكون الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، قد أكمل سنواته الـ 44 تماماً في المناصب الحكومية، منذ أول تعيين له، ليصبح على رأس ثاني أعلى منصب في الكويت، بعد أميرها صباح الجابر الصباح، والذي تولى الحكم قبل أيام قليلة، إثر تنحّي (أو تنحية) أميرها السابق سعد السالم الصباح، بسبب وضعه الصحي المتردّي.<BR><BR>الإعلام الكويتي هلل للنائب الجديد بعد سنوات طويلة قضاها في مناصب متعددة، اتسمت بالأهمية والحساسية، ما يشير إلى مقدار الثقة التي يوليها قادة الكويت له، والذي يعتبر على الدوام؛ أحد أعمدتها الأساسية.<BR>إذ عاصر الشيخ نواف عدة أمراء، وشهد بناء دولة الكويت الحديثة بعد استقلالها، وساهم في ترسيخ دعامات عديدة في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية في البلاد. قريباً من الشعب والمواطن، وقريباً من صناعة القرار الأخير.<BR><BR><font color="#FF0000">أهم المناصب والتنقلات: </font><BR>الشيخ نواف (الأخ غير الشقيق لأمير الكويت) من مواليد عام 1937م، وهو أب لأربعة أولاد وبنت، تلقى تعليمه في مدارس الكويت، إلا أنه لم يتجاوز حد (الشهادة الثانوية)، التي تعتبر أعلى شهادة دراسية وصل إليها.<BR>وبقي في الكويت، دون أن يسافر ككثير من الأمراء إلى الخارج، حيث تسلّم أول منصب له قبل 44 عاماً من توليه منصبه الأخير.<BR>ففي 12 فبراير 1962، عندما كان عمره (25 عاماً) تولى منصب محافظ مدينة حولي، التي صدر فيها مرسوم أميري بنفس التاريخ بتعيينها محافظة مستقلة عن العاصمة الكويت.<BR>ورغم أنه بقي في هذا المنصب 16 عاماً، إلا أن الشيخ الشاب حصل على نقلة نوعية في المناصب الحكومية، بتعيينه مباشرة وزيراً للداخلية.<BR>حيث أنهى منصبه كمحافظ في محافظة الحولي بتاريخ 15 فبراير 1978، لينضم إلى التشكيلة الوزارية التي تشكلت بعد أشهر من تسلّم الشيخ جابر الأحمد الصباح أميراً للكويت، ويتولى منصب وزير الداخلية بتاريخ 19 مارس 1978، وبقي في ذلك المنصب حتى تاريخ انتهاء ولاية الحكومة، وقدّم استقالته في 1/7/1986، قبل أن يعيّن وزيراً للداخلية مرة أخرى في 12/7/1986 في التشكيلة الوزارية الجديدة، والتي بقي فيها حتى تاريخ 1988 في ذات المنصب الهام والحساس.<BR><BR>ثم تنقّل في عدة مناصب حساسة وهامة، جعلته على مرمى حجر من منصب ولاية العهد، رغم وجود العديد من المنافسين له على ذات المنصب. إذ تولى وزارة الدفاع خلال التشكيل الوزاري اللاحق في 20/6/1990. ثم وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل خلال 1991-1992.<BR>ثم خرج من التشكيل الوزاري في 17/10/1992، ليتسلّم منصب نائب رئيس الحرس الوطني بدرجه وزير بتاريخ 16/10/1994. قبل أن يعود مجدداً إلى التشكيلة الوزارية، بتاريخ 13 يوليو 2003 لتسلّم منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، ثم نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية منذ 16 أكتوبر 2003.<BR><BR><font color="#FF0000">بصماته في الوزارات: </font><BR>خلال ترأسه وزارات الداخلية والدفاع في التشكيلات الوزارية المتعاقبة، وظهور مستجدات على الساحة الداخلية والخارجية، استحدث الأمير نواف العديد من الإدارات والأقسام في الوزارات التي تولاها، وتابع بشكل مباشر في كثير من المرات، تطوير بعض الأقسام فيها، ما جعل بعض الوزارات ترتبط باسمه فترات طويلة.<BR><BR>ومن أبرز بصماته الشيخ نواف خلال مدة تسلّمه مهام وزارة الداخلية، استحداثه للإدارة القانونية في الوزارة، ولإدارة شؤون المختارين، كما أنه استحدث إدارة للانتخابات، وساهم في تطوير العمل الأمني في أقسام الشرطة.<BR><BR>وفي وزارة الدفاع استحدث الشيخ نواف إدارة العقود الخاصة، إضافة إلى الإدارة القانونية.<BR>كما قام باستحداث مستشفى خاص لنزلاء دور الرعاية أثناء توليه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، واستحدث منصب (وكيل مساعد للشؤون القانونية في وزارة الشؤون) وهو راع لكثير من النشاطات الدينية والثقافية والفنية والاجتماعية لمنتسبي الحرس الوطني.<BR><BR><font color="#FF0000">آمال سياسية: </font><BR>يرى عدد من السياسيين الكويتيين أحقية واسعة للشيخ نواف في تبوأ منصب ولاية العهد في الكويت، فيما يرى آخرون أن وصوله إلى هذا المنصب جاء لأسباب شخصية وعائلية، جعلت (أمير الكويت) الشيخ صباح الصباح، يختار شقيقه (نواف) لنيابته، ويختار أحد أفرع العائلة ذاتها (فرع الجابر) لترأس مجلس الوزراء، منهياً بذلك 85 عاماً من تداول السلطة بين فرعي عائلة الصباح (السالم والجابر).<BR>وهو على ذلك، يتمتع بصحة جيدة، على خلاف الوضع الصحي المتردي لبعض الزعامات السياسية في العائلة,كما يتمتع بتجربة طويلة في المناصب القيادية والوزارات ومراكز صنع القرار.<BR>ورغم أنه محسوب على الجيل الحاكم الحالي، إلا أنه يعد من الجيل الثاني في الحكم، وقريباً من جيل الشباب.<BR><BR><br>