
تشعر تركيا بغضب متزايد نتيجة لتجدد هجمات حزب العمال الكردستاني الذي يخوض حربا مريرة ضد المدنيين والعسكريين الأتراك يأتي ذلك في الوقت الذي يرغب فيه الجيش التركي بشن عملية عسكرية في الحدود المتاخمة للعراق ضد مواقع حزب العمال في شمال العراق.. لكن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض ذلك.ففي الوقت الذي يرى البعض في إدارة بوش ضرورة مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية "تركيا" في القضاء على تواجد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق يخشى قسم كبير من أن تتطور الأمور بشكل غير متوقع وتخرج عن نطاق السيطرة يقول مسئول أمريكي كبير في الإدارة الأمريكية"إذا حدث هذا الأمر فإننا لن نخسر العراق فقط، بل وسنخسر أيضا تركيا".هذا ما يثير الخوف فعليا في أوصال أمريكا.<BR><BR><font color="#0000FF">السر الأمريكي الأكبر،،،</font><BR>كشفت صحيفة تركية عن السبب الأساسي وراء رفض الولايات المتحدة الأمريكية لعملية عسكرية تركية في شمال العراق ناتج عن أنها تقوم هناك حاليا بأعمال إنشاء أكبر مطار في العالم يكون بديلا لقاعدة "إنجرليك" التركية ومنطلقا لها لشن هجمات في المنطقة بدون رادع لها.وتحت عنوان "السر الأمريكي الأكبر" نشرت صحيفة "حرييت" على موقعها في الانترنت قبل أيام خبراً وصوراً من القمر الاصطناعي الذي رصد المطار الدولي الذي يتم إنشائه حاليا في مدينة "أربيل" التي تبعد 350 كلم شمال بغداد.وعادت الصحيفة إلى بداية المشكلة بين تركيا والولايات المتحدة فقالت:"الحكومة التركية وعدت واشنطن بأنها ستدعمها في احتلال العراق وما أن وصل ألاف الجنود على متن السفن الحربية الأمريكية إلى ميناء مرسين التركي للمرور إلى العراق حتى صدر قرار البرلمان في اللحظة الأخيرة أي في الواحد من مارس ليرفض عبورها من الأراضي التركي.. وبناء عليه اضطرت القوات الأمريكية إلى الهبوط بالمظلات في شمال العراق مما كلفها خسائر بشرية ومادية كبيرة بسبب مهاجمة قوات صدام لها ولجهلها بطبيعة المنطقة.. وقد قدمت بشمركة مسعود البارزاني وجلال الطالباني كل الدعم اللازم لأمريكا في ذلك الوقت ولهذا السبب هي ترد لهم الجميل اليوم بدعمهم ضد تركيا".أما عن "السر الأكبر" فقالت الصحيفة مستعينة بالصور التي تم التقاطها عبر القمر الاصطناعي أن الولايات المتحدة تبني حاليا أكبر مطار في العالم في "أربيل" بينما تتولى القوات الأمريكية الخاصة ووحدات أمنية متنقلة مهمة حماية أعمال الإنشاء بسرية تامة خوفا من تعرضه لهجمات وأضافت "المطار العادي كان مخططا له وكان هدفا معلنا لكن ما خفي منه هو المساحة الكبيرة التي تجاوره وهو بدوره ما يكشف لغز الرفض الأمريكي لتوغل تركي عسكري لأن هذه المساحة ضخمة جدا بطول خمسة كلم وعرض 90 متر تتسع لطائرات هليكوبتر وأيضا طائرات حمل متفجرات (ب 1) الثقيلة المتطورة الصنع".وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المطار بطوله وعرضه لا يوجد حتى في دول أوروبا وبذلك فإن الولايات المتحدة لن تكون بحاجة إلى قاعدة "إنجرليك" جنوب تركيا لتشن عملياتها العسكرية بحرية على الدول التي تصفها بالمعادية لها ومن بينها إيران.<BR><BR><font color="#0000FF">جولات استطلاعية أمريكية على الحدود،،،</font><BR>يبدو أن الجولات الأمريكية على الحدود العراقية التركية ما هي إلا رسائل من قبل واشنطن إلى أنقرة بعدم الاقتراب من كعكتها الإستراتيجية في العراق فقد ادعى موقع تركي أن مجموعة من الجنود الأمريكيين وصلت إلى مدينتي "الموصل" و"زاهو" في شمال العراق وقامت بجولات استطلاعية على طول الخط الحدودي الفاصل بين العراق وتركيا في تصرف وصفه الموقع بأنه تحذير أمريكي غير مباشر إلى تركيا لمنعها مع التوغل في شمال العراق.وقال موقع "خبر ترك" أن وصول الجنود الأمريكيين تزامن مع قيام طائرات الاستطلاع التركية بالتحليق فوق الحدود للكشف عن مواقع الانفصاليين الأكراد الذين يتخذون من شمال العراق ملاذا لهم والتسلل إلى تركيا للقيام فيها بعمليات إرهابية. وقال الموقع أن المجموعة الأمريكية التي تضم مسئولين كبار في المخابرات الأمريكية زاروا محافظ زاهو حسين بيرواري وقادة الأمن هناك ومن ثم قاموا بجولة على الحدود بينما تقوم طائرتين أمريكيتين بجولات استطلاع. وأشار الموقع أيضا إلى أن جنود تابعين للسلطة الكردية المحلية يقومون حاليا بحفر خنادق جديدة بالقرب من المخافر التي نصبوها مؤخرا في نقطة الصفر فيما فرضت الولايات المتحدة مراقبة جوية وبرية على الدبابات والمدرعات التركية على الجانب الأخر من الحدود. وتصاعدت المواجهات بين الجيش التركي والانفصاليين الأكراد خلال الأسابيع الماضية في جنوب شرق البلاد كما وقعت هجمات في غرب البلاد نسبت إلى حزب العمال الكردستاني. وأنهت أعمال العنف فترة هدوء بعد تأكيد حزب العمال الكردستاني في حزيران/يونيو 2004 انتهاء هدنة كان أعلنها من جانب واحد لخمس سنوات. وتشير السلطات التركية إلى أن نحو خمسة ألاف عنصر من حزب العمال الكردستاني لجئوا إلى شمال العراق عام 1999 لدى الإعلان عن وقف للنار اثر اسر زعيمهم عبد الله أوجلان. وأسفر النزاع بين الحكومة التركية والأكراد عن مقتل أكثر من 37 ألف شخص منذ عام 1984 تاريخ بداية التمرد الكردي.<BR><BR><font color="#0000FF">عرض أمريكي غير أخلاقي،،،</font><BR>الزيارة التي قام بها رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الأمريكية-التركية إدوارد ويتفليد إلى أنقرة الشهر الماضي ولقاءاته مع (رئيس الوزراء التركي) رجب طيب إردوغان ورئيس هيئة الأركان يشار بيوكنت كانت تحنل بين طياتها أهداف خفية للغاية حيث أنها تزامنت مع تسعر نار الإرهاب في تركيا وتصاعد احتمالات عملية عسكرية في شمال العراق.. فإذا نظرنا إلى تصريحات إدوارد ويتفليد نرى بأنها تتناقض مع نفسها فهو يبدأ كلامه بالتأكيد على أنه (لا يتحدث باسم الإدارة الأمريكية) لكنه يكمل بتحذير تركيا أن (الولايات المتحدة لا تريد أي عملية عسكرية في العراق.. نحن نتفهم الآلام الشعب والجيش التركي الذي يتعرض أبناءه للقتل.. لكن لا نحبذ أبدا أن تقوم تركيا بعملية عسكرية بشكل فردي).. برأيي أن الجملة التي قالها رئيس الوفد الأمريكي ويتفليد عن "عملية عسكرية تركية فردية" تحتاج منا لأن نتوقف عندها ورسم خط عريض تحتها والسبب أن.. قيام تركيا بعملية عسكرية بمفردها سيخرجها عن السيطرة الأمريكية وبالتالي قد ينسف كل الخطط والموازين التي بنتها الولايات المتحدة في شمال العراق.<BR><br>