أضواء حول الحملة العالمية لمناهضة العدوان في حوار مع الشيخ سفر الحوالي
29 صفر 1424

<font color="#0000FF"> &nbsp;&nbsp; &nbsp;&nbsp; &nbsp;&nbsp; بسم الله الرحمن الرحيم </br>الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد. </br> إنه لمن دواعي سرورنا في موقع المسلم في بدايات انطلاقته المباركة بإذن الله تعالى أن يكون أول حوار لنا هو مع فضيلة الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي وهو من تعرفون في فضله وعلمه وجهاده نسأل الله أن ينفع بعلمه ويبارك في وقته وجهده ويأتي هذا الحوار معه يوم الإثنين السادس والعشرين من شهر صفر لعام 1424 للهجرة والذي تم فيه إطلاق الحملة العالمية لمناهضة العدوان وهي بقيادة فضيلة الشيخ مع عدد من إخوانه من العلماء وطلبة العلم والدعاة فباسمكم جميعاً نرحب بفضيلة الشيخ ونبدأ معه على بركة الله هذا الحوار . </font></br><font color="#FF0000">سائلين فضيلته ابتداءً كمدخل للحوار أن يعطينا فكرة عن بدايات هذه الحملة وخلفياتها وكيف تم التفكير في إنشائها؟ </font></br>الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فأولاً أجدها فرصة عظيمة حقيقة أن ينطلق هذا الموقع المبارك بإذن الله وبتوجيه وبإشراف شيخنا الكريم الشيخ ناصر حفظه الله ورعاه ، والشيخ حفظه الله هو أحد من أهمه موضوع الحملة واهتم به وعلى منوال توجيهاته سرنا واستفدنا كثيراً وفقه الله .<BR>فنحن نريد أن الأمة تجاهدهم، من استطاع أو كان في موقعه الجغرافي يمكنه الجهاد باليد فيجب عليه ذلك، ونحن نمده بكل الوسائل ومن أهمها طبعاً التوجيه العلمي والشرعي والدفاع عن القضية وبيان عدالتها. كذلك في النواحي الاجتماعية والتربوية وغير ذلك الحملة من أهدافها أن توعي الأمة بحقائق العدوان وأن تثبت الإيمان في قلوبها وأن تغرس في نفسها الثقة واليقين بإذن الله تبارك وتعالى هذا هو المجمل طبعاً .<BR> التفصيلات في حقيقة الأمر أن دوري ودور الإخوة الذين معي الآن هو ما يزال تجميع الآراء، هناك ولله الحمد دول كثيرة جداً معنا، هناك إخوة لديهم إمكانيات كبيرة أن يعملوا فنحن لا نستطيع أن نحد الجهود لكن نتكلم عما يمكن أن يقدمه كل أخ ويكون دورنا في الحقيقة هو التنشيط طبعاً هناك أيضاً أحزاب وجماعات وجمعيات وكما ترون في الأسماء فنحن دورنا سيكون التنسيق والتعاون وما نستطيع أن نقدمه في هذا الشأن.</br></br><font color="#FF0000"> أثابكم الله يا شيخنا الكريم، من اللافت للنظر هذا الاتساع لدائرة التمثيل الجغرافي للمؤسسين فهل هذا الاتساع مقصود لذاته وهل تهدفون إلى تجاوز ظروف قسمت الأمة لفترة طويلة من خلال هذا المشروع؟ </font></br>الحقيقة الاتساع جاء من تجاوب كبير جداً ومن طلبات وبعض هؤلاء الإخوة المباركين الذين وقعوا أو أسسوا هم في الحقيقة من طالب أن يُعمل شيء وأن يصبح شيء ثم تم التشاور ليظهر هذا . <BR>وبطبيعة الحال نحن جسد واحد وأمة واحدة وإنما المؤمنون إخوة، والهم واحد مهما تعددت المآسي فأصبحت الحقائق واضحة جداً حتى إن العدو نفسه واحد تقريباً.<BR> إخواننا في الفلبين يشتكون مثلاً من هجمات الجيش الفلبيني وبتغطية وبدعم أمريكي مباشر مثلاً وليس هذا خاصاً بأفغانستان ولا بفلسطين ولا بالعراق ولا بغير ذلك، فتوحد الأمة وتداعي هؤلاء الإخوة الأفاضل وتناديهم لأن يُعمل شيء جاء في الحقيقة من باب الموافقة التي عندما تفاتح إنساناً فإنه يشعر نفس الشعور وهذا في الحقيقة أعتبرها أنها بداية - إن شاء الله - الاتجاه الصحيح أن نكون أمة واحدة كما أن كتابنا واحد وربنا واحد – تبارك وتعالى – ورسولنا واحد صلى الله عليه وسلم وقبلتنا واحدة، وعدونا واحد، يجب أن تكون جهودنا وأعمالنا واحدة لمقاومة هذا العدوان. </br> </br> <font color="#FF0000">. الحملة كما ذُكر في أوراقها التأسيسية مشروع مستقل عن الأوضاع الرسمية والمؤسسات القائمة، هل هذا الاستقلال عن الواقع مقصود بذاته؟ </font></br>نعم الحقيقة أن النص عليها من الناحية النظامية أن تكون مستقلة مقصود، فهي لا تتبع أية حكومة ولا تعبر عن أية حكومة أو حزب أو جماعة بأي شكل من الأشكال إنما هي حملة لها أهداف محددة وتتعاون في ذلك مع المؤسسات و المنظمات المماثلة لها وتنسق معها من أجل الأهداف المحددة والمرسومة لهذه الحملة. </br> </br> <font color="#FF0000"> عادة ما تتهم بعض الدوائر الإسلاميين بأنهم لا يملكون مبادرات حقيقية ولا يتقدمون بخطوات فاعلة إنما يجيدون استغلال المتغيرات والتطورات وتوظيفها لصالحهم. كيف تردون على مثل هذه الأقاويل؟ </font><BR>القضية ليست الرد، نحن نوافق على أننا مقصرون، نوافق على أننا لا نبادر في كثير من الأحيان، أقول هذا عن نفسي وعن بعض من أعرف على الأقل وإن كانت الظروف والأحوال تختلف، إنما على أية حال نحن ينبغي لنا أن نعترف بأننا لم نقم بالواجب ويجب علينا أن نتعاون لأدائه وأن ندع التلاوم ونعمل.<BR><BR> أما التهم فلا تهمنا . الحقيقة إذا نحن أرضينا الله تبارك وتعالى وعملنا بقوله: (وتعاونوا على البر والتقوى) وعملنا على منهج النبي صلى الله عليه وسلم لا تهمنا هذه التهم ولا غيرها. <BR>أما الحقيقة الذي لا يجوز أن يكون فهو التخاذل أو التقاعس أو الاكتفاء بالتلاوم أو كما حدث مع الأسف الشديد انهماك وانشغال في متابعة وملاحقة الإعلام والأخبار ثم إذا انتهت الأزمة عاد كل منا إلى دنياه أو إلى شأنه أو إلى شغله مع شيء من الحرقة والألم في قلبه من غير أن ننتج عملاً إيجابياً لحل أو وضع حل للأزمة التي عاشتها الأمة. </br></br><font color="#FF0000">أيضاً ركزتم في محاور الحملة على الطبيعة السلمية لها، وأن هدفها الترشيد ومراعاة الحكمة ومنع التصادم فهل ترون أن هذه هي الوسيلة الوحيدة الصحيحة الآن وتخطّئون غيرها من الوسائل؟ </font></br>الترشيد والحكمة وكون العمل وفقاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعلم الشرعي هذه ضرورة لأي عمل من الأعمال أياً كانت والقضية عندنا ليست قضية بدائل ينوب بعضها عن بعض، القضية عندنا هي قضية التكامل بين الأمة وبين أفراد الأمة .<BR> فالمجاهدون على الثغور وإخوانهم في المساجد يحفظون ويعلمون ويدعون الأمة إلى الجهاد ويبينون أحكام الجهاد، أهل الأعمال والتجارة يدعون بالمال والجهد حتى العجوز في بيتها يجب أن تدعم بالدعاء وأن تدعو الله تبارك وتعالى للمجاهدين بكل أنواع الجهاد أن ينصرهم الله تبارك وتعالى وأن يكف شر المعتدين بكل وسائلهم التي يريدونها.<BR> وينبغي أن نعلم أنه من الأشياء التي صرحوا بها ولم يصفوها في مبادرة باول وغيره تغيير الأوضاع الاجتماعية والسياسية وتغيير المناهج وهذه بطبيعة الحال هي أعمال دعوية تحتاج إلى علم.<BR> وبطبيعة الحال الأعمال التي تقاومها الحملة هي سلمية وتسجيل أو إعلان الحملة على أنها سلمية أي أنها ليس هي في ذاتها حملة عسكرية، ولكن لا يعني ذلك أنها لا تدعو إلى الجهاد أو لا تؤيده بل بالعكس هي السند الذي بإذن الله تبارك وتعالى يدعم موقف المجاهدين في كل مكان.<BR> لكن قرار الجهاد في أي مكان، ولنحدد بالضبط مثلاً في العراق، ليس بأيدينا لكن نحن معهم علينا أن نوضح أن لهم حقاً في الجهاد وأن الجهاد حق مشروع لهم بل أكثر من ذلك نقول إنه يجب عليهم إن استطاعوا ونتعاون معهم بقدر ما نستطيع ونوعي البلدان الأخرى بمخاطر ذلك، لكن قرار الجهاد أو الفعل العملي لذلك يرجع إلى الإخوة هناك. </br></br><font color="#FF0000">يرى البعض – فضيلة الشيخ – أن الحملة تمثل خطوة جماعية جديدة لشخصياتنا العلمية والدعوية البارزة في الساحة الإسلامية هل تُقرأ هذه الحملة على أنها بداية لتجاوز كثير من القيود التي كانت تقيد دور وتأثير مثل هذه الشخصيات؟ </font><BR></br>أرجو أن يكون ذلك هو قضية الوضع الإسلامي العام في الحقيقة يختلف، هناك دول وشخصيات تستطيع أن تعمل الكثير والكثير جداً بينما هناك بيئات عليها أنواع من القيود أو الضغوط أو شيء من هذا.<BR> إذا تعاون الجميع في المرحلة الأولى على الحد الأدنى ثم يبقى لمن يستطيع الحرية أكثر أن ينطلق في مجاله المتاح له فلا شك أن هذا سيكون خيراً كثيراً .<BR> وعملية تجاوز الحواجز النفسية في نظري هي أهم أن نتجاوز في أنفسنا الحدود المصطنعة التي افتعلها الأعداء فيما بيننا وقسمونا إلى شعوب وإلى دويلات وإلى أمم، نحن أمة واحدة وجسد واحد وأهدافنا واحدة والعدو أيضاً واحد واضح وإن شاء الله تعالى أن تكون هذه الشخصيات بما لديها من خبرة وعمق ومن تجربة وفهم – والحمد لله – في الدعوة أن يكون اجتماعها نواة بإذن الله تعالى لاجتماع الأمة الإسلامية ، ذلك الهدف المنشود الذي يتطلع إليه الجميع. </br></br><font color="#FF0000">أخيراً – شيخنا – ونحن لا نود أن نطيل عليكم في هذا الحوار وأنتم في خضم الانشغال بمثل هذا الموضوع يتساءل الكثير: الآن ماذا بعد، هل ستكون الحملة مجرد نداء علمي موضوعي أم أنها ستكون لها برامج عملية ومؤسسات تنفيذية ولا تكتفي فقط على التنسيق والتسهيل وتفعيل أشكال المقاومة؟ </font></br> في الحقيقة الذي نهدف إليه هو التفعيل إن شاء الله تبارك وتعالى والتطوير في الوسائل والأهداف والتنويع في الأنشطة الدعوية . <BR>فمثلاً هناك نقاشات ومشورات على الموقع الخاص بالحملة على الإنترنت وتكون هناك أيضاً ندوات وحوارات في وسائل الإعلام المختلفة تكون كتابة مقالات تكون كتابة بحوث شرعية عن النوازل وعن قضايا الأمة وعن ما تحتاج إليه بهذا الشأن وقد يتطور هذا إن شاء الله إلى نوع من تشكيل المنظمات الحقوقية وما أشبه ذلك في بعض البلدان.<BR> كما أشرت أن بلدان العالم الإسلامي تختلف والمسلمون أيضاً منهم من يعيش في بلاد الغرب وغيرها، ففي إمكان كثير من المسلمين أن يؤسسوا أعمالاً منظمة ومخطط لها بشكل أفضل والبعض يكتفي بالحملة الدعوية والإعلامية والدعائية التي تحقق الهدف بإذن الله تبارك وتعالى وعلى أي حال هذه الأمور هي مبدئية لأن الذي سيقرر هذا ويعمل هو بلا شك العلماء والإخوان أنفسهم عندما يجتمعون بإذن الله تبارك وتعالى.<BR><BR> <font color="#0000FF">نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك في جهودكم وأن يسدد على طريق الحق والهدى خطاكم وأن ينفع الأمة بجهودكم وبرامجكم ، ونعتذر عن الإطالة عليكم في هذه اللحظات التي أنتم في خضم الانشغال بأعباء إطلاق هذه الحملة والإعداد لها على أمل أن نأخذ منكم موعداً قادماً بإذن الله في حديث مطول آخر. </font><BR><BR><center> <font color="#0000FF"> والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛ </font> </center><BR><BR><br>