الشيخ:عبدالله الشامي عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الاسلامي
18 ربيع الثاني 1424

<font color="#FF0000"> س1- شيخ عبد الله .. هل لك أن تعطينا تعريف عن شخصك الكريم؟ وكيف بدأت رحلتك مع حركة الجهاد الإسلامي؟ </font> </br> ج1- الاسم عبد الله أحمد الشامي، من مواليد غزة عام 1957م، ولدت لأسرة فقيرة مؤمنة، وتعلمت في مدارس غزة الابتدائية والإعدادية والثانوية، والتحقت بجامعة الزقازيق في مصر عام 1976م، عملت مدرساً في المدارس الثانوية بقطاع غزة بالإضافة إلى عملي في حقل الدعوة الإسلامية في مساجد قطاع غزة، وكنت خطيباً وإماماً لمسجد الشهداء بغزة. </br> بدأت رحلتي مع حركة الجهاد الإسلامي منذ تأسيسها بين الطلاب الفلسطينيين الدارسين في الجامعة، والذين التفوا حول الدكتور فتحي الشقاقي _رحمه الله_ وحين عدنا إلى غزة بعد إنهاء الدراسة بدأت رحلة دعوتنا للإسلام ولأفكار الحركة منذ عام 1980- 1981م.<BR>تعرضت للاعتقال على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني منذ مطلع الانتفاضة 1987م، وتكررت عمليات اعتقالي حتى وصلت ثماني مرات، وكنت من بين المبعدين إلى مرج الزهور، وهناك تم تكليفي لأكون المتحدث باسم مبعدي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، وبعد عودتنا إلى الأرض المحتلة تم تكليفي للحديث باسم حركة الجهاد الإسلامي كمتحدث رسمي، وكذلك تم اعتقالي على أيدي أجهزة أمن السلطة حوالي عشر مرات في المدة من عام 1994- 2000م. <BR> <font color="#FF0000"> س2- لنبدأ بالأحداث المتلاحقة على الساحة الفلسطينية، متمثلة بالاغتيالات والملاحقات لقياديي المقاومة في فلسطين .. برأيك ما سر نجاح الحكومة الإسرائيلية في عمليات الاغتيال؟ </font> </br> ج2- تمتلك أجهزة الاحتلال أجهزة متطورة جدا،ً وتسيطر على أجواء قطاع غزة والضفة، وتسيطر على البحر والبر، وتتحكم في المعابر وفي كل مقدرات المعيشة لشعبنا الفلسطيني ، خصوصاً العمال منهم والذين تستغل قوات الاحتلال حاجتهم للعمل، وتعمل على إسقاط بعضهم في حبائل أجهزة أمنها ، هذا بالإضافة إلى بعض الضباط العاملين في أجهزة أمن السلطة الذين يتسابقون على تقديم المعلومات عن الناشطين في حركات المقاومة؛ طلباً للرضا من قوات الاحتلال أو أملاً في حصول المنفعة الشخصية ، كل ذلك يُسهل على العدو الصهيوني رصد المجاهدين، ومن ثم تنفيذ عمليات الاغتيال.<BR><BR><font color="#FF0000"> س3- شيخ عبد الله .. برأيك ما مدى تأثير عمليات الاغتيال على العمل السياسي والعسكري داخل حركتكم؟ </font><BR>ج3- بدون أدنى شك فإن عمليات الاغتيال تؤثر في البنى التنظيمية للحركات المقاومة، خصوصاً إذا كانت عمليات الاغتيال تطال قادة عظام من أمثال الدكتور فتحي الشقاقي ، لكن الإصرار والإيمان والواجب يدفع الحركات إلى المواصلة والتعويض الفوري لهؤلاء القادة، حيث تمتلك حركتنا بالإضافة إلى حركات المقاومة رافداً كبيراً من الشخصيات القيادية والكوادر المعطاءة ، وهذا الرافد منبعه من الشعب الفلسطيني المصمم على التحرر والاستقلال، ومن ثم يكون تأثير الاغتيالات مؤقتاً سرعان ما يتم تجاوزه، وهذا لن يؤثر على مواقف الحركة ومبادئها ومعتقداتها وسياستها وجهادها _بإذن الله_ إلا بإعطاء مزيداً من الطاقة والتصميم على الاستمرار في المقاومة.<BR><BR><font color="#FF0000"> س4- ما هو موقف حركة الجهاد الإسلامي من ظاهرة العملاء في الشارع الفلسطيني؟ </font><BR>ج4- ظاهرة العملاء ظاهرة خطيرة جداً،وهي تشكل عمود الاحتلال وآذانه، وبدونها تصاب قوات الاحتلال وأجهزة أمنه بالشلل ، وفي الانتفاضة الأولى تم توجيه ضربات قاتله ضد العملاء، ومع مجيء السلطة وفق التزامات الأمن التي التزمت بها تجاه دولة الاحتلال وأدواتها ، تضخمت ظاهرة العملاء، وبعضهم اشتغل في مناصب عليا من مؤسسات السلطة، وهنا توقفت حركات المقاومة عن ملاحقة العملاء حتى لا يحدث صِدام مع السلطة بحجة تعدد السلطات وأخذ القانون باليد بعيداً عن مؤسسات القانون إلى آخر التبريرات الكاذبة.<BR><BR><font color="#FF0000"> س5- مع تزايد عمليات الاغتيال في المدة الأخيرة، هل هناك أي احتياطات أمنية اتخذتموها لمواجهة هذه الهجمة؟ </font><BR>ج5- مع تزايد عمليات الاغتيال، ومع إقرارنا بأن إمكاناتنا محدودة جداً للتعامل مع التفوق الصهيوني والأمني، فليس أمامنا سوى خيارات قليلة، وتتمثل في التقليل من مساحات الحركة والتنقل بين الأماكن إلا للضرورة القصوى مع تغيير وسائل النقل بصورة دائمة، وعدم إعطاء المواعيد المسبقة إلى آخر هذه الإجراءات.<BR><BR><font color="#FF0000"> س6- شهدنا في الآونة الأخيرة العملية المشتركة في الموقع العسكري (إيريز) بالاشتراك مع حركة فتح وحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركتكم.. هل يمكننا أن نعد أن هذه العملية بمثابة استراتيجية عسكرية جديدة، أم أنها خطة مرحلية فقط؟ </font><BR>ج6- كانت دعوتنا إلى ضرورة تنسيق العمليات بين الأذرع العسكرية وإلى التعاون في الجهد العسكري لمحاولة التغلب على تفوق العدو وقلة الإمكانات، ونجحنا في تنفيذ عدة عمليات مشتركة مع كتائب شهداء الأقصى ، ونعد النجاح الكبير الذي تم في العملية المشتركة عند إيريز بما له من صدى جماهيري إيجابي ، ونستطيع أن نقول إن العملية تمت تحت ضغط الواقع السياسي الهابط مع أملنا أن يصبح هذا النهج عملاً استراتيجياً بين فصائل المقاومة.<BR><BR><font color="#FF0000"> س7- هناك دعوات تنادي بضرورة نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، ولعل المقصود هو حركة الجهاد الإسلامي وحماس.. هل سنشهد تسليماً لسلاح الجهاد الإسلامي؟ </font><BR>ج7- ارتفعت أصوات بعض المسؤولين في حكومة أبي مازن مطالبة بنزع سلاح المقاومة وإنهاء الانتفاضة، وهذه هي مطالب شارون وبوش، ومن ناحيتنا نعد سلاح المقاومة وسلاح العزة والكرامة وسلاح الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدراته ومقدساته لا يمكن تسليمه أو التخلي عنه، مهما كانت حجم الضغوط على المقاومة؛لأن سلاحنا شرعي وشرعيته تنبع من وجود قوات الاحتلال وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على حماية الشعب الفلسطيني ومقدراته.<BR><BR><font color="#FF0000"> س8- هل ستوافق حركة الجهاد الإسلامي على الهدنة التي عرضتها إسرائيل في الآونة الأخيرة؟ </font><BR>ج8- في ظل التصعيد الإجرامي الصهيوني ليس في الوارد في مواقف الحركة دراسة موضوع الهدنة أو وقف أعمال المقاومة؛لأننا نحن في حالة الدفاع عن النفس وعن المقدسات والذي يجب أن توقف جرائمه هو الاحتلال.<BR><BR><BR><font color="#FF0000"> س9- شيخ عبد الله سمعنا خلال الحرب على العراق على لسان الأمين العام للحركة أن حركتكم قد أرسلت مجموعة من الاستشهاديين لمدينة بغداد، هل لنا أن نعرف ما مصير هؤلاء الاستشهاديين؟ </font><BR> ج9- نحن نعرف أن الحرب على العراق هي بداية الحرب الأمريكية على الأمة العربية باتجاه إعادة رسم خارطة المنطقة كما تحدث بوش وباول مرات ومرات، ولذلك كان لنا الدور في الدفاع عن العراق كما ندافع عن فلسطين، وسندافع عن أية بقعة عربية أو إسلامية حسب الأولوية، أما عن مصير هؤلاء المجاهدين، فبعضهم استشهد والبعض الآخر عاد إلى الأماكن التي خرجوا منها، وبعضهم وقع في أسر الاحتلال الأمريكي.<BR><BR><font color="#FF0000"> س10- هل لكم من كلمة توجهونها للحكومة الفلسطينية الجديدة ولرئيس وزرائها الجديد محمود عباس (أبو مازن)؟ </font><BR>ج10- نتوجه للسيد أبو مازن وحكومته بضرورة إيثار وحدة الشعب الفلسطيني وقواه المجاهدة، على أي التزام يقدم للأعداء، ويجب عليهم أن يدركوا أن التفاوض مع المحتل لن يفضي إلى أية نتيجة، خصوصاً حين يفقد الفلسطينيون أوراق القوة المتمثلة في الانتفاضة والمقاومة، وعليهم أن يعتبروا من اتفاقيات أوسلو،والمفاوضات التي دارت تحت سقفها فإنها جلبت علينا الموت والدمار، ومن ناحية إن الوثوق بالوعود الأمريكية الصهيونية هو الوثوق بالموت والدمار.ِ <BR>ِ<BR><br>