حوار مع الدكتور محمد الألوسي
24 رجب 1424

بسم الله الرحمن الرحيم</br><font color="#0000FF"> في بداية اللقاء نرحب بالدكتور محمد الألوسي (ممثل الكتلة الإسلامية العراقية في الخارج) ونشكره على تفضله بإعطاء قراء الموقع شيئاً من وقته، ولعلنا نستهل الحوار بتساؤل عن كيف يمكن له أن يلخص الوضع في العراق الآن؟ </font></br>مشكلة العراق الآن هي مشكلة الاجتياح الأمريكي، الاحتلال الأمريكي والعملاء المتعاونون معه وهم قلة قليلة، وفي مواجهتهم نشأت المقاومة هكذا تتلخص قضية العراق، اجتياح أمريكي ومقاومة عراقية، وهذه القضية الآن لها أبعاد كثيرة، منها: البعد العراقي، ومنها: البعد العربي، ومنها: البعد الفلسطيني، ومنها: البعد الإسلامي، ومنها: البعد العالمي، وهي تتصل بالصراع الخفي الموجود بين الكتلة الأوروبية التي بدأت تظهر وبين المشاريع الأمريكية المتوحشة التي تريد السيطرة على العالم من جهة أخرى، وكذلك بين الدول الصناعية، مثل: اليابان وروسيا والصين التي بدأت تخشى من الهيمنة الأمريكية على اقتصادها من خلال محاولة أمريكا السيطرة على النفط في العالم الذي يملك العراق والمملكة العربية السعودية ودول الخليج أكثر من 75% من احتياطه، فإذا سيطرت أمريكا على النفط فمعناها عرّضت استقرار وصناعة هذه الدول للخطر، فلذلك يجب أن ينظر إلى القضية العراقية من هذه الزوايا وهذه الأبعاد مجتمعة، وألا يقتصر النظر إلى القضية العراقية من الزاوية العراقية المجردة؛ لأن انتصار الشعب العراقي في المقاومة على أمريكا يعني أن مشاريع أمريكا في العالم وفي العالم الإسلامي تحديداً سوف تنهار تلقائياً، ونحن نعتقد أن العراق سيصبح مقبرة للجيش الأمريكي ومقبرة للمشاريع الأمريكية في العالم ومنه العالم الإسلامي، وهكذا يجب ينظر إلى القضية العراقية وإلى خطورتها وإلى آثارها وأبعادها الإنسانية والعالمية والعربية. </br><font color="#0000FF"> نوهتم إلى وجود أطماع أمريكية في المنطقة عامة، فما هذه الأطماع؟ </font></br>إن الجذور الفكرية للوجود الأمريكي في المنطقة يعود إلى وقت سابق، حيث كانت أمريكيا تريد في البداية احتلال السعودية وليس العراق. </br>وبدأ ذلك في عهد الرئيس الأمريكي "نيكسون" بسبب إقدام الملك فيصل على استخدام النفط سلاحاً للضغط على الأمريكان لإعادة النظر في موقفهم المتحيز إلى جانب الكيان الصهيوني. </br>لقد كانت المؤامرة ولا تزال تستهدف الاستيلاء المباشر على النفط وضمان التفوق للكيان الصهيوني وتوسعه واستئصال الصحوة الإسلامية التي فرضت نفسها ظاهرة في العالم. </br>ففيما يتعلق بالنفط لا بد من معرفة أن العالم الإسلامي يمتلك أكثر من 90% من الاحتياطي العالمي، وأن دول الخليج والجزيرة العربية وإيران والعراق تحتوي على أكثر من 75% من نفط العالم. </br>يقول الرئيس "نيكسون" في مذكراته، وهو أول من فكر في الاستيلاء على نفط العالم الإسلامي باستخدام الغزو العسكري: </br>"النفط ليس حاجة كمالية، إنما هو يتصل بالأمن القومي الأمريكي، لذا فإن على الولايات المتحدة ضد أي عدوان داخلي أو خارجي".</br>ويضيف هذا الرئيس: </br>"علينا أن نكون على استعداد في اتخاذ أية إجراءات بما في ذلك العمل العسكري الذي من شأنه أن نحمي به مصالحنا، ينبغي أن نكون على استعداد لتأييد أقوالنا بالأفعال، وإعلان مبدأ العظمة، علينا أن تكون لنا قوات مسلحة يمكننا استخدامها لركوب المخاطر في الدفاع عن مصالحنا في الخليج، وإلا فسنعرّض أنفسنا لمخاطر أكثر جسامة إذا ما أخفقنا في الدفاع عن تلك المصالح".<BR>ويقول في نفس مذكراته التي أصدرها بعنوان (نصر بلا حرب) عن الإسلام الذي هو الهدف الآخر من أهداف العدوان على العالم الإسلامي: </br>"يجب على أمريكا وروسيا أن تعقدا حلفاً لضرب الأصولية الإسلامية، وأن واجب الولايات المتحدة ورسالتها في الحياة أن تتزعم العالم، وأن الطريقة الوحيدة للزعامة هي القوة، وأن العدو الأكبر لنا في العالم الثالث هو الأصولية الإسلامية وليست الشيوعية...<BR>إلا أن الرئيس "نيكسون" لم يستطع تحقيق أياً من الأهداف العدوانية الثلاثة؛ لأنه اتهم بالتجسس على الحزب الديمقراطي وأجبر على الاستقالة، فاستلم من بعده المشروع التآمري "جيمي كارتر" الذي يقول في كتابه (قصة الإيمان):</br>"لو أن الله أبعد النفط العربي قليلاً نحو الغرب لكانت مشكلتنا أسهل إذ في هذه المنطقة من العالم يقطن 10% من سكان العالم بينما تحتوي أراضيها على 75% من الاحتياطي العالمي، فلا بد إذن من تصحيح هذا الخطأ عن طريق استخدام القوة". </br>ويقول في نفس مذكراته عن الإسلام: </br>"إن الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق البالغ في نشاط الحركات الإسلامية المنتشرة في العالم الإسلامي، وأن على الولايات المتحدة الأمريكية مراقبتها عن كثب لكي لا تسمح للإسلام أن يكون له دور في السياسة الدولية". </br><font color="#0000FF"> وما هو توقعك لما سيؤول إليه الوضع في العراق؟</font> </br> أعتقد بأن المقاومة العراقية ستكون مقبرة للأمريكان وستكشف سياستهم في العالم وفشل مشاريعهم في العالم الإسلامي، وعند ذلك سيعود العراق بعد المحنة التي يمر بها قوياً وعزيزاً _بإذن الله_ لأن العراق مر بمحن كثيرة في تاريخه تجاوزها كلها وعاد إلى مواقعه. هذه المحنة الجديدة أيضاً سيستعيد هو عافيته من جديد وسيخرج الأمريكان وسيعود العراق إلى موقعه الذي يجب أن يتخذه في العالم. </br> </br><font color="#0000FF"> وما رأيكم في مجلس الحكم العراقي، وهل يمثل الشعب؟</font> </br>إن مجلس الحكم لا يمثل حتى نفسه فضلاً عن تمثيله للشعب العراقي؛ لأنه مجلس معين من قبل سلطات الاحتلال. </br>مجلس الحكم جزء من الاحتلال الأمريكي، والوزارة جزء من الاحتلال الأمريكي. الآن الذي يمثل الشعب العراقي المقاومة العراقية، التي هي في أكثريتها إسلامية يعني التيار الإسلامي هو السائد في المقاومة العراقية. <BR>والمجلس لا يمثل ضمير الشعب العراقي ولا يمثل إلا أقلية من الخونة الذين جاؤوا مع الاحتلال الأمريكي كلهم من اللصوص والمرتزقة والمحتالين، يمكن نفسه وقتها قال عنهم: هؤلاء مجموعة من اللصوص والمحتالين. عندما قرر الكونجرس الأمريكي خطط إطاحة صدام منحهم 93مليون دولار، قال عنهم بعد مدة: هؤلاء مرتزقة لصوص وجمد حساباتهم في البنوك، وليست لهم قاعدة في الداخل، فنحن موقفنا من المجلس أنه لا يمثل الشعب العراقي، وأن الشعب العراقي عندما يخرج الأمريكان سوف يعاقب هؤلاء الذين شاركوا عقاباً شديداً، فلن يغفر لهم خيانتهم ولن يغفر لهم ردتهم، وسيكون مصيرهم مصير أي خائن في العالم. أمريكا لما خرجت من فيتنام تركت عملاءها في فيتنام، مسكهم الشعب قطعهم إرباً إرباً، وهذا هو ما يتوقع لمجلس الحكم بالعراق. </br> </br><font color="#0000FF"> وما رأيكم في رئيس مجلس الحكم العراقي الحالي " أحمد الجلبي" ؟</font> </br>أحمد الجلبي الرئيس الحالي لمجلس الحكم كان يعمل في الأردن، واتهم بالاختلاس من إحدى البنوك التي كان يترأس مجلس إدارتها (بنك البتراء) نشرت الصحف الأمريكية سيرة حياته، فقالت: عندما كان طالباً يدرس في أمريكا ارتبط بالمخابرات المركزية الأمريكية، واستمر على هذا وهو من عائلة شيعية كان لها نفوذ في العهد الملكي في العراق، والده كان رئيس مجلس الأعيان العراقي ومنهم وزراء كثيرون، وهو الابن الأصغر لعبد الهادي الجلبي والده. والشعب العراقي ينظر إليه نظرة ازدراء واحتقار، ومجلس الحكم عموماً الآن ما يستطيع أن يخرج إلا بحراسة مسلحة ما يستطيع أن يتجول في بغداد، حتى في بيوتهم غير آمنين، صارت هناك محاولات لاغتيالهم في اجتماعاتهم رغم الحصانة الأمريكية والحماية الأمريكية لهم، لكن الشعب العراقي مصمم على أن ينالوا منهم، وهم ما عندهم شعبية، وقسم منهم ما كانوا معروفين لا خيرها ولا شرها _كما يقول المثل العراقي_ فلم يجد الأمريكان من يستجيب لإرادتهم إلا هؤلاء الذين استجابوا للتعاون مع الأمريكان. كل شعب من الشعوب في العالم فيه أناس ساقطين والشعب العراقي مثل باقي الشعوب لكن هؤلاء قلة لا يمثلون إرادة الشعب العراقي. </br> </br><font color="#0000FF"> وهل ينطبق الكلام عن مجلس الحكم العراقي، على الوزارة الجديدة التي تشكلت في العراق؟</font> </br>الوزارة انتخبت وعُينت من قبل هذا المجلس الذي هو غير شرعي المعين من قبل بريمر، فعدم شرعيته تُبنى على عدم شرعية الاحتلال، فمجلس الحكم غير شرعي ومجلس الوزراء غير شرعي والمؤسسات الآن الدستورية تعد غير شرعية؛ لأنها غير منتخبة من الشعب العراقي انتخاباً حراً، وأنا أتوقع لها الزوال. </br><font color="#0000FF"> وهل الأشخاص الذين يمثلون السنة في مجلس الحكم أو الوزارة معروفون أو يتبعون لتنظيم إسلامي معين؟</font> </br>كثير منهم لا يمثلون إلا أنفسهم غير حزبيين والقسم الآخر أحزاب مفتعلة، الأمريكان لما دخلوا العراق أسسوها وأغدقوا عليها وعملوا لها عناوين وعملوا لها شعارات. لا يملكون قاعدة شعبية إلا حزبين إسلاميين، هما: حزب الدعوة الإسلامي الشيعي والحزب الإسلامي السني. حزب الدعوة نتيجة للاشتراك في مجلس الحكم انشق على نفسه، الآن ويوجد خلاف بين قياداته، والحزب الإسلامي حزب قليل التجربة مجموعة من الشباب ما عندهم خبرة نصحناهم ونصحهم إخوانهم ألا يشاركوا أو ينسحبوا فأبوا إلا هذا فأصبح مثلهم مثل الباقين في المجلس لا يمثلون شيئاً.<BR><BR>أنا قلت لك أن العراق سيجتاز هذه المحنة وسوف يعود قوياً وسوف يأخذ مكانته في المعادلة العربية والمعادلة الإسلامية كرقم كبير لا يمكن تجاهله، وأن أمريكا ستسقط في العراق، بداية سقوطها ستكون في العراق، ومستقبل العراق _إن شاء الله_ مستقبل مشرق لكن بعد أن يقدم التضحيات الكثيرة، وسيفرض نفسه على الواقع وعلى العرب وعلى المسلمين حتى إذا وقفوا ضده. العراق آت لا ريب في ذلك، النصر في العراق آت لا ريب فيه مهما بلغت أمريكا من القوة، وأعتقد الآن أن أمريكا اختارت العراق واختارت منازلته وهي في أسوأ أوضاعها التاريخية، أمريكا عندها مشاكل داخلية لا تعد ولا تحصى، وعندها مشاكل في العالم كثيرة أيضاً، فهي الآن الطرف الضعيف في المعادلة الدولية وفي المعادلة العراقية مهما ملكت من أسلحة ومهما ملكت من جيش. أمريكا من الداخل هي فيها عملية نخر، وأعتقد أن مستقبلها سيكون أسوأ من مستقبل الاتحاد السوفيتي الذي انهار فهي تسير في طريق الزوال والعراق يسير في طريق النصر والقوة. <BR><font color="#0000FF"> من هي الجهات التي تقف خلف المقاومة العراقية؟</font> </br>الشعب <BR><BR>العراقي بأكثريته يقف وراء المقاومة السياسية منها التي تمثلها اللجنة العراقية المقاومة للاحتلال – في أعمالها السياسية – ثم المقاومة المسلحة. </br>ومن المعروف أن السنة هم الذين يقاومون مقاومة مسلحة، وبدأ بعض الشيعة مؤخراً يتمردون على قادتهم ويريدون المشاركة في شرف الجهاد، لكن هم إلى الآن قلة قليلة وإلى الآن ما استطاعوا أن يتصلوا بالجهات وأن يوحدوا صف المقاومة، ولكن نحن نتأمل في الصف الشيعي، الناس العقلاء سوف يلتزمون بالأحكام الشرعية ويكون لهم شرف المشاركة في الجهاد. لكن المقاومة التي لديهم الآن هي مقاومة سلمية. </br><font color="#0000FF"> قررت أمريكا أخيراً استصدار قرار من الأمم المتحدة للتدخل في العراق، ما هو السبب برأيكم؟</font><BR><BR>إن أمريكا بعد تورطها في العراق الذي لم تكن تتوقعه تحاول العثور على من ينقذها من هذه الورطة، وتقف فرنسا وألمانيا شامتة بها، وكذلك الدول الصناعية الأخرى التي تجد في المشروع الأمريكي للهيمنة على نفط العالم مصدر خطر على مصالحها ومستقبلها.<BR>أمريكا شعرت بالخجل والذي ورّط أمريكا في العراق هي إسرائيل المستفيد الأول من الاحتلال، ثم المقاومة العراقية الخائنة العميلة ورطتهم، وقالت لهم: إن العراق لكم وسيستقبلكم وسيؤيدكم؛ لأنه متضجر من حكم صدام حسين لذلك هي تورطت. الآن أمريكا تلوذ وتستجير بالأمم المتحدة والعالم العربي والعالم الإسلامي تريد لها مخرجاً يخرجها من هذا المأزق، لكن دول الاتحاد الأوروبي تنظر إليها بشماتة، يعني تطبخ قضيتها على نار هادئة فهي ليست متعجلة، بل تريد زوال أمريكا وزوال نفوذها في العالم والقضاء على مشاريعها العالمية الشريرة.<BR><BR><font color="#0000FF"> وما توقعاتكم حول الدور الأوروبي في العراق؟</font><BR><BR>نحن نتمنى أن دول الاتحاد الأوروبي تبقى على وضعها الحالي، يعني لا تساوم على قضية العراق حتى تنهي أمريكا وتفشل سياستها، والآن يعني العالم كله وقف ضد أمريكا بما فيه الشعب الأمريكي أوساط كثيرة من الشعب الأمريكي الآن يعارضون الحرب فيها، وهذه كلها مبشرات، الله _سبحانه وتعالى_ يدبّر الأمر وهذا في صالحنا.<BR><BR><BR><font color="#0000FF"> كيف يمكن أن تجري أمور الاحتلال في العراق فيما لو خسر الرئيس بوش في الانتخابات القادمة؟</font><BR>هناك احتمالات أن بوش سيخسرالانتخابات، فإذا خسر أعتقد أن الشخص الذي يحل محله سيحاول أن يحافظ على ماء وجه أمريكا فيخرج الجيش الأمريكي ويرميها على بوش، ويكون بوش هو كبش الفداء في هذه الناحية، لكن نحن نتمنى لو تبقى مدة أطول في العراق حتى تنتهي مرة واحدة، أمريكا الآن وضعها سيئ في العراق، سمعتها في العالم سيئة، فقدت مصداقيتها، كشفت عن حقيقة نواياها، فدول الاتحاد الأوروبي بدأت تنمو وتتكتل من أجل أن تحل محل أمريكا في العالم، ونحن من مصلحتنا كمسلمين ومصلحتنا كبشر أيضاً أن أمريكا تنتهي؛ لأنه إذا بقيت أمريكا عندها مشاريع شريرة في العالم ليست من مصلحة الإنسان أبداً. الإنسانية تُعرض لأكبر المخاطر لوجود الشر الأمريكي. أعتقد أن أمريكا هي من أخطر الامبراطوريات التي ظهرت في العالم المعاصر وفي التاريخ كله، ما ظهرت دولة شريرة مثل أمريكا، ولم تظهر دولة معتدية مثل أمريكا.<BR><BR><font color="#0000FF"> ولو افترضنا أن هذا حصل بالفعل، وخرجت أمريكا من العراق، من هي الجهات المرشحة لاستلام الحكم في العراق؟ وهل هناك فرصة لعودة حزب البعث؟</font><BR> نعم صدام حسين عنده من يقاتل معه، لكن أمريكا تبالغ في قوة صدام حسين، وهي الآن لا تريد زواله من أجل تحييد قطاع واسع من العراقيين يتمنون خروج أمريكا، فإذا هذا القطاع الكبير تأكد أن صدام حسين زال، فلن يبقى عندهم مانع أن يتجهوا ويتحدوا مع المقاومة المسلحة؛ لأنهم مقاومة سياسية في الأغلب لكنهم يخافون من عودة صدام حسين، وأمريكا وإسرائيل معها تشعر بهذا، ولذلك ليست جادة في القضاء على صدام حسين لكنها جادة في تحجيمه، وأمريكا الآن تنسب كل المعارضة إلى جماعة صدام، وأنها من بقايا صدام حسين وهذا خطأ. الجسم الرئيس من المقاومة الآن هو القطاع الإسلامي.<BR>لذلك اختار صدام حسين الآن أن يتبنى الخطاب الإسلامي، ولا يوجد خطاب بعثي الآن، موجود خطاب إسلامي ليتزلف الإسلاميين لعله يستطيع أن يحتويهم بهذا، لو لم يكن هذا التيار الإسلامي قوياً لما لجأ إليه صدام حسين.<BR><BR><font color="#0000FF"> هل يمكن أن تعطينا لمحة عن الكتلة الإسلامية ونشأتها، وما دورها الحالي في العراق؟</font><BR>الكتلة الإسلامية تنظيم حزبي تأسس في الستينات من القرن العشرين يرأسه الشيخ الشهيد _إن شاء الله_ عبد العزيز البدري، تعمل على تحقيق هدفين رئيسيين كما ورد في دستورها هما:<BR>تحرير العالم الإسلامي بالتنسيق مع الحركات الإسلامية الأخرى الموجودة في العالم، وإقامة الدولة الإسلامية الواحدة التي تطبق الإسلام وفق شموله وتكامله، وعندها أهداف محلية موضوع العراق النظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي القائم على أساس الشريعة لكن الأهداف الرئيسية: المساهمة في عملية تحرير العالم الإسلامي من كل وجود أجنبي وإقامة الدولة الإسلامية.<BR>وبعد استشهاد الشيخ البدري تم اختيار الشهيد المهندس عبد الغني رئيساً لها، وقد كلفت أن أكون المتحدث الرسمي عنها في خارج العراق وقد رفضت الكتلة أن تؤسس حزباً إسلامياً علنياً مع وجود الاحتلال الأمريكي إدراكاً منها ما يضمره الاحتلال من شر بالتنظيمات الإسلامية لذلك اختارت عدم الكشف عن تنظيماتها وكوادرها.<BR>وكان لي شرف اختياري أن أكون ممثل الكتلة الإسلامية في الخارج، حيث لدينا في الداخل من يعمل، والحقيقة أننا لم نغتر بهذا الاجتياح الأمريكي ولم نكشف عن أوراقنا وكوادرنا مثل ما كشفت الأحزاب الأخرى، والآن أصبحت مكشوفة لأمريكا ويمكن أن تقضي عليها. <BR>نحن من التنظيمات الوحيدة التي أدركت هذه المؤامرة الكبيرة، وأدركنا نوايا أمريكا ولذلك رفضنا التعاون معها كما أننا رفضنا أن نؤسس حزباً إسلامياً علنياً؛ لأننا نعلم أن أمريكا متأبطة شراً بالإسلام خصوصاً فبقينا محافظين إلى حد ما على كوادرنا وعلى إخواننا، لكن نعمل ونبدي آراءنا ونعارض الوجود الأمريكي، ونبارك لهذه المقاومة المسلحة الموجودة في العراق ونشد على أيديها، ونطالب الإسلاميين في العالم أن يقدموا يد العون والمساعدة لهذه المقاومة، بالكلمة الطيبة، بالنصيحة، بالخبرة الجيدة، بالمال، بالسلاح، وبالرجال؛ لأن العراق الآن والمقاومة الإسلامية لا تقاتل من أجل العراق تقاتل من أجل العالم الإسلامي كله، من أجل الوقوف في وجه هذه الهجمة الأمريكية الشرسة، بل هي تقاتل من أجل الإنسان في العالم ضد هذا النفوذ الأمريكي والخطة الأمريكية المتوحشة التي تريد أن تسيطر على العالم وتسرق خيراته وتنشر المفاسد الخلقية والديمقراطية المزيفة، فهي الآن خطر على الإنسان وخطر على الإنسان المسلم بالذات.<BR><BR><BR><font color="#0000FF"> وأين يتركز وجود عناصر الكتلة الإسلامية، في داخل العراق أم خارجه؟ </font><BR>وجود أعضاء للكتلة الإسلامية خارج العراق أملته ظروف العراق الصعبة في عهد الحكم الاستبدادي – فقط – أما وجودها أساساً فهو في داخل العراق.<BR>وأنا كنت قبل شهر في بغداد، وهي جزء من التيار الإسلامي في العالم، ونحن ننظر إلى التيار الإسلامي في العالم ككل متجانس مترابط رغم اختلاف التنظيمات وتعددها لكن الهدف واحد، نحن عندنا علاقات مع التيار الإسلامي أينما كان عندنا علاقات مع الإخوة الجزائريين عندنا علاقات مع الإخوة التونسيين عندنا علاقات مع الإسلاميين أحزاباً وأفراداً.<BR><BR><font color="#0000FF"> كيف استطاعت الكتلة الإسلامية أن تحافظ على وجودها رغم وجود الحكم البعثي في العراق؟</font><BR>لما كان حزب البعث قائماً، قدّمت الكتلة الإسلامية شهداء أولهم الشيخ عبد العزيز البدري، وبعد ذلك تناولت الخط العسكري للكتلة الإسلامية، فتناولت بعض الرؤوس القيادية على يد النظام الحاكم، وقبل أن أسترسل في هذا الموضوع أحب أن أنبه أن حزب البعث جاء إلى العراق بستار أمريكي، عملية تسليم وتسلم وقعت بعد الإطاحة بحكم عبد الرحمن عارف الضعيف المسالم، حكام العرب وخصوصاً حكام الجوار تباحثوا مع الأمريكان حول هذا الأمر في حينه، فالأمريكان اشترطوا أن يكون حزب البعث هو الحزب البديل لحكم عبد الرحمن عارف ونفذوا ذلك عنوة، الحزب منذ 68 لم يستلم الحكم بجهده، وإنما تسلم الحكم بعملية غصب من قِبل المساعدة الأمريكية، وبقي حزب البعث مسانداً من قبل أمريكا إلى أن قررت التخلي عن صدام حسين واستبداله بغيره، فقد تغيرت المعادلة، وإلا طيلة هذه ال35 سنة كان الحزب يحكم بدعم من أمريكا بالداخل وفي الخارج، وأمريكا تتستر على جرائمه، وهي التي دفعته إلى الحرب في إيران، وهي التي أغرته أن يهجم على الكويت. هذه كلها مسؤولية أمريكا، نحن نحاسبها على هذا، والآن هي قامت بعملية التغيير ليس من أجل الشعب العراقي، بل من أجل مصالحها وسياساتها الجديدة التي تتضمن السيطرة على العالم كله، وخصوصاً العالم الإسلامي، الذي يملك في دول الخليج والجزيرة العربية والعراق 75% من نفط العالم، فإذا أضيف إليه نفط إندونيسيا ونفط البلاد الإسلامية التي في طريقها إلى الاستثمار فسيكون العالم الإسلامي عنده أكثر من 90% من نفط العالم في الوقت الذي أمريكا الآن يكاد نفطها أن ينضب. الخبراء يقولون: إن النفط الأمريكي لن يستمر أكثر من 20 سنة، معنى هذا: إذا لم تأمن أمريكا النفط لنفسها، فستنهار اقتصادياً انهياراً تاماً، ولهذا هي عملت هذا المشروع للسيطرة على نفط العالم. <BR><BR><font color="#0000FF"> نعود إلى وجود الكتلة الإسلامية في ظل حزب البعث الحاكم، والتي قدمت شهداء، فهل هذا يعني أنها كانت تعاني في ظل البعث الحاكم ؟</font><BR>مثل ما عانت باقي الأحزاب، وهناك خطأ قاتل يقع فيه الكثير، فصدام حسين لم يكن شيعياً ولا سنياً ولا عربياً ولا كردياً ولا قومياً ولا إسلامياً، بل صدام حسين قد لم يكن حتى بعثياً؛ لأنه قتل قادة حزب البعث وصفّاهم. صدام حسين شخص ديكتاتور محب للجريمة مطبوع على الجريمة يقتل كل من يقف في وجهه شيعياً كان أو سنياً، لكن صارت مبالغات من بعض الطوائف ادعت أنه يحارب ويقاتل ويضطهد من أجل رفع شأن السنة، السنة هم أول من قدموا الشهداء وأول من ابتلوا بصدام حسين وهذا خطأ يجب أن يُصحح وإشاعة يجب أن لا يؤخذ بها. صدام هو فرد حكم حُكماً فردياً بمعاونة الأمريكان. صدام حسين قتل ابن خاله وزير الدفاع ، وقتل أحمد حسن البكر وهؤلاء سنة، بل أكثر من هذا أعضاء حزب البعث من الشيعة أكثر من أعضاء حزب البعث من السنة في العراق، قيادات حزب البعث أكثرها شيعية رئيس مجلس الأمة العراقي سعدون حمادي كان شيعياً، الوزراء معظمهم كانوا شيعة يخدمون مع صدام حسين، فهذه فرية يفترونها أن صدام حسين حكم حكماً طائفياً ضد الشيعة ومع السنة. السنة بريئة من صدام حسين الإنسانية بريئة من صدام حسين بصرف النظر عن مذاهبها وعن عقائدها.<BR><BR><font color="#0000FF"> دكتور ما تعليقك على التفجيرات الأخيرة التي حدثت في العراق؟ </font><BR>نحن نعتقد أن إسرائيل والموساد الإسرائيلي هم من قام بهذه الأعمال من أجل زرع بذور الفتنة بين الشيعة والسنة، تفجير السفارة الأردنية وضرب الأمم المتحدة وقتل باقر الحكيم هذه كلها ليست من أعمال المجاهدين العراقيين، وإنما من أعمال الموساد الإسرائيلي الموجود الآن في العراق بكثرة من أجل تشويه سمعة المقاومة العراقية، ومن أجل إحداث فتنة بين الشيعة وأهل السنة، وإلى الآن لم تحقق إسرائيل ولا أمريكا أهدافها من وراء هذه الأعمال، وأعتقد أن العقلاء سيستطيعون أن يتجنّبوا هذه الأشياء. الآن نحن عدوّنا الأول أمريكا، وإذا لم تخرج أمريكا من العراق فهذه الفوضى المبرمجه التي تديرها أمريكا ستزول يوم أن تخرج أمريكا ويومها تهدأ الأحوال في العراق.<BR><BR>كلها فُجّرت بأسلوب واحد وبمادة متفجرات واحدة تدل على قدرة جيدة، فإسرائيل قامت بهذا العمل بمعاونة أمريكا، وأمريكا الآن ما عندها سلاح تستطيع أن تواجه به المقاومة إلا سلاح الطائفية. والشعب العراقي متنبه لذلك. الشعب العراقي الآن متفرغ لمقاومة الأمريكان. صحيح عنده مشاكل مع الشيعة، عنده مشاكل مع الطوائف، لكنه يتركها جانباً؛ لأن الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية توجب على المسلمين إذا احتل بلادهم محتل أن يتفرغوا إليه، وأن يتركوا كل المشاكل جانباً وهذا هو الحاصل الآن.<BR><BR><font color="#0000FF"> ما المؤتمرات التي شاركت فيها الكتلة الإسلامية مع المعارضة العراقية؟ </font><BR>شاركت الكتلة في عدة مؤتمرات فقد كانت عضواً مؤسساً للمؤتمر الوطني العراقي الذي انعقد في فيينا، وكانت ممثلة في مجلسها التنفيذي وفي مؤتمرها العام ثم انسحبت من المؤتمر بعد أن ارتمى في أحضان الأمريكان، كما شاركت في اللقاء العربي – الإسلامي في دمشق ثم في اللقاء التداولي وقبل ذلك في العمل المشترك ثم عضواً مؤسساً في الجبهة الإسلامية الموحدة التي أسفر عنها التجمع الكبير في مدينة الكاظمية الذي ضم الأحزاب الإسلامية الكردية والعربية،إضافة إلى بعض شيوخ القبائل والشخصيات الإسلامية إذ تضم الجبهة الآن الكتلة الإسلامية والحركة الإسلامية بقيادة الشيخ جواد الخالصي، وحركة المجاهدين العراقيين التي يرأسها السيد أحمد البغدادي وهو حفيد أحد قادة ثورة العشرين في العراق، وهناك مساعي تبذل لانضمام أحزاب وشخصيات إسلامية أخرى، والجبهة تهدف في تشكيلها ترتيب البيت الإسلامي في العراق لتنظيم حركة المعارضة العراقية المتنامية، وقد وقع الاختيار على ممثل الكتلة الإسلامية ليكون ناطقاً رسمياً باسمها.<BR><BR><font color="#0000FF"> وهل دعيتم إلى تمثيل الكتلة في مجلس الحكم العراقي؟</font><BR><BR>دعيت الكتلة من قبل الاحتلال الأمريكي في العراق للمشاركة في مجلس الحكم فأبَت ذلك واستنكرت هذا الاشتراك وحذّرت الإسلاميين الآخرين من المشاركة فيه، وهي في هذا كانت ملتزمة بالرأي الفقهي وبالأحكام الشرعية الإسلامية؛ لأن الإسلام لا يجيز الاستعانة بالكافر إذا كان معتدياً على الإنسان، سواء كان معتدياً على المسلم أو غير المسلم، وأمريكا دولة معتدية على البشرية كلها، ولذلك لا يجوز الاستعانة بها، وإن كان الفقهاء أجازوا استعانة المسلم بالكافر في حالة الضرورة وبشرط أن يكون عادلاً غير ظالم لأحد وبشرط أن يكون هو تحت ولاية المسلمين لا أن يكون المسلمون تحت ولايته.<BR>ثانياً: أما إعانة الكافر على عمله وهذا لا يجوز شرعاً وقطعاً، وإنما هذا من قبيل الولاية التي لا تجوز، وقال الفقهاء في هذا: إذا بلاد المسلمين تعرضت لخطر الغزو الأجنبي، فإن الجهاد يكون فريضة عينية على كل مسلم ومسلمة، وأن المرأة لها أن تخرج على ولاية زوجها إذا منعها من المشاركة في الجهاد، وأن المدين يستطيع أن يشارك في جهاد الفريضة العينية حتى من دون إذن الدائن، وأن الفريضة العينية لا تتطلب وجود الإمام الشرعي وإذا كان موجوداً وحاول أن يمنع المجاهدين من جهاد الكفار فيُخلع ويعزل عن عمله، وأما من يعاون الكفار المستعمرين المحتلين يكون مرتداً على الإسلام حلال الدم وحلال العرض وحلال المال لا يُقبل منه عدل، وأنه في هذه الحالة إذا مات لا يُدفن في مقابر المسلمين ولا يُصلى عليه؛ لأنه كافر مرتد فنحن من هذه الناحية التزمنا بالحكم الشرعي فرفضنا الاستعانة بالأمريكان؛ لأنهم أناس معتدون ورفضنا إعانتهم؛ لأن الله _سبحانه وتعالى_ يقول: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة: من الآية2)والاحتلال عدوان صارخ، كما أن الإسلام لا يجيز الاستعانة بالمعتدين؛ لقوله _تعالى_: "وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ" (هود: من الآية113) وقد أشار بعض المفسرين الربانيين إلى أن "الفاء" في قوله _تعالى_: "فَتَمَسَّكُمُ" هي فاء السببية، أي: أن الركون إلى الظلمة يقود إلى دخول النار.<BR><BR><font color="#0000FF"> هل تشارك الكتلة الإسلامية حالياً في اجتماعات داخل العراق لبناء صف منظم؟</font> <BR>نشارك في الجبهة الإسلامية الموحدة لمقاومة الاحتلال الأمريكي نحن وجماعة المجاهدين العراقيين الذين كانوا يقاتلون في زمن صدام حسين في مناطق الأغوار وكان يترأسها سيد البغدادي وجماعة مهدي الخالص وجماعة المفكر الكبير، وهؤلاء شيعة معتدلون يؤمنون بالتقارب بين الشيعة وأهل السنة ويرفضون الخرافات والروايات الموضوعة عند الشيعة، ويصلون الجمعة والجماعة، وهؤلاء نحن كوّنا معهم جبهة ضد الاحتلال الأمريكي ومقاومة الاحتلال أيضاً. شاركنا فيها قبل شهر أو أكثر من شهر، وعقدنا اجتماع مع أحزاب وطنية أخرى والعشائر العراقية حضرت وخرجنا بميثاق رفض للاحتلال الأمريكي.<BR><BR> <font color="#0000FF"> جماعة أنصار الإسلام وجيش محمد ما حقيقة وجود هذه الأحزاب وحقيقة قيامها بعمليات مقاومة؟</font><BR>هذه أحزاب أيضاً تقاوم، موجودة حقيقة وأكثريتها من الأكراد الإسلاميين وليس من الأكراد العملاء وهؤلاء يمثلون حقيقة النبض الكردي.<BR>هذه الآن أعمال المقاومة لا يمكن أن تفرز قيادات أو أن تصبح قيادات، ولكن يستطيع الإنسان من خلال المراجعة من خلال استقراءاته يفهم أن هذا شخص بارز، أو هذا قيادي، أو هذا غير قيادي لكن على سبيل التخمين.<BR><BR><BR><font color="#0000FF"> وكيف تنظرون إلى التوجه اليهودي للعراق واستغلاله؟</font><BR>اليهود كما تعلمون تاريخياً لهم حقد على العراق، تاريخياً يريدون الانتقام من العراق، والعراق قبل الإسلام نفاهم من بيت المقدس إلى بابل وفي بابل كتبوا التلمود، كانت كتابة التلمود في بابل في أيام المحنة، والآن هم أدخلوا بعض أفراد الموساد إلى العراق، وشاركوا في التخريب وإحراق المحلات والسلب والنهب والقتل وإحراق المتاحف ودور الكتب، هم كانوا مع الكويتيين للانتقام من العراق الذين غزاهم صدام حسين، وهم كانوا السبب في هذا الغزو، فهم كانوا الطرف الثاني من المشكلة والطرف الأول صدام حسين، فالآن المستفيد الوحيد مما حصل في العراق أو المستفيد الرئيسي هو إسرائيل واليهود. أمريكا تخسر والآن هم يحاولون أن يمدوا خط أنابيب النفط العراقي إلى حيفا، ويعملون بإصرار على الضغط على مجلس الحكم من أجل الاعتراف بهم، وإقامة علاقات رسمية وسفارة إسرائيلية لكن الشعب العراقي واقف بالمرصاد ويعارضهم. الشعب العراقي يختلف عن باقي الشعوب عنده هاجس من اليهود وعنده كراهية لليهود وعنده مناعة من اليهود يختلف عن الشعوب الأخرى ولا يمكن أن يهادنهم.<BR><BR><font color="#0000FF"> وكيف يؤثر البعد الفلسطيني على قضية احتلال العراق؟</font><BR>إن إحدى أبعاد القضية العراقية هي البعد الفلسطيني؛ لأن العراق في كل الحروب التي خاضها العرب كان هو السبّاق، هو الذي كان يرسل جيشه في كل العهود، ومعركة جنين معروفة بقيادة الأمير اللواء عمر علي وكانت هي المعركة الوحيدة الحقيقية التي حصلت سنة 48 بين العرب واليهود، وفي كل المناسبات كان العراق هو الذي يدافع عن فلسطين ويرسل جيشه للقتال، لهذا كان أول عمل عمله الجنرال غارنر حل الجيش العراقي. الجيش العراقي خرج من الحرب العراقية الإيرانية بقوة كبرى تتمثل بخمسمائة ألف مجند، وأسلحة ممتازة من حلف شمال الأطلسي وحلف وارسو لمقاومة التيار الإسلامي الذي كان في إيران، وخبرة قتالية اكتسبها من حرب فعلية كانت مستمرة ثمان سنوات، لم يخوضها أي جيش في العالم حتى في الحرب العالمية الثانية التي استمرت فقط أربع سنوات، لهذا لما خرج من الحرب مع إيران أرادت أمريكا بضغط من إسرائيل أن تقضي على الجيش العراقي فدفعت صدام حسن إلى احتلال الكويت حتى تجد مبرراً لتدمير الجيش، فهذا الذي كان هو إرادة إسرائيلية، ولا تزال إسرائيل ترفض أن يعود الجيش العراقي إلى كامل قوته.<BR>هذا بالنسبة للجيش، أما القرار الثاني الذي اتخذه غارنر هو حل الشرطة العراقية التي كانت تحافظ على الأمن، ولذلك صار العراق لا جيش ولا شرطة، لا حدود ولا قيود، وبدأ السلب والنهب والارتباك، كل هذا كان ولا يزال يدار إدارة مبرمجة من قبل الأمريكان. ليس نتيجة عجز أمريكا عن ضبط ذلك، إنما هي تريد هذا الشيء حتى تقضي على مقومات الدولة العراقية، وتقضي على أصولها، وتقضي على الأسس القائمة عليها الدولة العراقية. تريد أن لا يكون هناك عراق تريد أن تزيله من الخارطة السياسية فعملت هذا العمل.<BR><BR><font color="#0000FF"> ما القوى السياسية الموجودة حالياً بالعراق؟ وما هو وضع السنة بالنسبة لهذه القوى؟</font><BR>السنة اتخذوا موقفهم الصريح من خلال المقاومة العسكرية التي يشارك فيها الأفراد والأحزاب الرافضة للاحتلال ومعهم البقية الباقية من الجيش العراقي، وهناك أيضاً مقاومة سياسية بعيدة عن السلبية موجودة الآن فيما يسمونه المثلث السني، فهو الآن ضد الاحتلال 100% حتى المحايدين منهم ينتظرون زوال صدام حسين حتى ينضموا للمقاومة المسلحة، هؤلاء ضد الوجود الأمريكي.<BR><BR><font color="#0000FF"> وهل يصل دعم مالي للسنة، كما يحصل مع الشيعة الذين يصلهم دعم من إيران ودول أخرى؟</font><BR>نحن ما نستطيع أن نقوله: إن الدعم الذي يحصل عليه السنة بقدر الدعم الذي يحصل عليه الشيعة من إيران، فإيران تغدق على الشيعة، وهناك الشيعة يدفعون الأخماس وهذا يكون مورد جيد لهم. لكن نحن السنة الآن التعاطف الشعبي معهم وقد يكون بعض الخيرين من البلاد العربية يساعدونهم سراً وهم يجاهدون في سبيل الله لا يحتاجون إلى المال الوفير. عندهم سلاح جيد ومكتفين بالنذر اليسير من المال وما يأتيهم من الخارج من بعض الموسرين ومن الداخل يمولونهم أيضاً.<BR><BR><font color="#0000FF"> وهل صحيح ما تقوم به لجان الإغاثة الدولية من عمليات تنصير للمسلمين؟</font><BR>نعم هذه الإغاثة دخلت مع الأمريكان وتحاول التنصير وأهل السنة عندهم مناعة يعني ما يقبلون التنصير، والشيعة كذلك.<BR><BR><font color="#0000FF"> هل المقاومة ردود فعل لما يقوم به الأمريكي من انتهاك للحرمات وللأعراض وللممتلكات، وأن الجندي الأمريكي لا يقدم للمحاكمة كما قال بريمر، أم المقاومة مبدأ عقدي؟</font><BR>هذه الأعمال التي تقوم بها أمريكا الآن أعمال السرقة والقتل والنهب والاعتداء على الأعراض هذا عامل مساعد للمقاومة وليست هي العامل الحقيقي، فالعامل الحقيقي هو قضية العقيدة. العقيدة التي يعتقدها العراقي ويعتقدها كل مسلم أن الاحتلال مرفوض شرعاً كما أنه مرفوض فطرة كل الشعوب في العالم ترفض المحتل حتى الذين يأكلون لحوم البشر في أفريقيا ويطبخونها عندما يأتيهم محتل يقاومون. الماوماو في وقتها قاوموا الاحتلال البريطاني وما عندهم عقيدة. الفطرة السليم والعقيدة السليمة هي الآن التي تدفع العراقيين للمقاومة. غداً حين يترك الأمريكان السلب والنهب والاعتداء على الأعراض، فالمقاومة لن تنتهي أبداً ؛لأن العقيدة الإسلامية الموجودة جذورها عميقة في نفوس العراقيين وفي تاريخ العراقيين، وهي الدافع الحقيقي لهذه المقاومة.<BR><BR><BR><font color="#0000FF"> وهل صحيح ما تروج له بعض وسائل الإعلام من أن تفجير أنابيب النفط وغيرها يضر باقتصاد العراقيين ومستقبلهم؟ </font><BR>هذا من باب استنزاف أمريكا، فالنفط العراقي لا يعود بشيء إلى جيوب العراقيين ولا يستعمل هذا المال لرفاه العراقيين، وحتى يمنعوا أمريكا من أخذ عوائد النفط التي ستصرفها على احتياجاتها ويضطروها لاستنزاف ميزانيتها يتم تفجير الأنابيب. هذا عمل جيد وعمل مدروس. أمريكا تتكلف 4 مليارات دولار شهرياً من خزينتها وليس من الخزينة العراقية. الخزينة العراقية ما عندها شيء فإذا سمح للنفط أن يستأنف الإنتاج فعندها هي ترتاح، ولذلك هذا عمل جيد وعلى دراسة جيدة.<BR><BR><BR><font color="#0000FF"> وما حقيقة حمل الشيعة للسلاح الآن؟ وهل هذا مؤشر لبداية مقاومة؟ </font><BR>بدأت بعض المقاومة في الحلة و الديوانية و النجف وكربلاء و البصرة. بعض الشيعة بدؤوا يقاومون، وخرجوا على تعاليم قياداتهم. خرجوا عليها مرجعية كانت أو إمام غائب، فالفطرة السليمة دفعتهم إلى أن يحاربوا، هذا محتل موجود وإذا ما ظهر الإمام بعد ألف سنة فسيظل هذا الحال؟<BR><BR><font color="#0000FF"> بماذا تفسرون موافقة الجامعة العربية منح العضوية فيها لمجلس الحكم في العراق؟</font><BR>إن الجامعة العربية بهذا الإجراء قد خرجت خروجاً فاضحاً على نظامها الذي يشترط أن لا يسمح المشاركة في عضويتها إلا للدول كاملة الاستقلال والسيادة، ومجلس الحكم يفتقر إلى هذا؛ لأنه مجلس معين من قبل سلطات الاحتلال التي ألغت الاستقلال والسيادة للعراق، وهذه الخطيئة التي ارتكبتها الجامعة العربية خطيئة لا تغتفر، ولا يمكن تفسيرها إلا بالخضوع للضغوط الأمريكية بدليل أن وزير الخارجية كولن باول قدم الشكر للأمين العام للجامعة على هذا الإجراء.<BR><BR><font color="#0000FF"> هل توجد تجمعات أخرى سياسية تعارض الوجود الأمريكي في العراق ما عدا الجبهة الإسلامية الموحدة التي تأسست في اجتماع الكاظمية؟ </font><BR>نعم هناك لجنة الدفاع عن العراق ومقاومة الاحتلال تكونت خارج العراق ويمثلها الدكتور أزهر الدليمي، مهمتها الاتصال بالقوى الفاعلة العربية وغير العربية وبالهيئات الدولية لشرح موقف الشعب العراقي من الاحتلال، كما أن هناك جهوداً تبذل بين بعض الأحزاب السياسية التي لم تشارك في مجلس الحكم من أجل التنسيق فيما بينها لتوحيد المواقف وتنظيم حركة المعارضة السياسية للاحتلال.<BR><BR><BR><font color="#0000FF"> أخيراً أمريكا الآن تحاول ربط المقاومة العراقية في الداخل بمن تصفهم بالإرهابيين القادمين من الخارج، فما حقيقة ذلك؟</font><BR>المقاومة الإسلامية لها قياداتها والقوى الأخرى لها قياداتها، لكن أمريكا تحاول أن تبالغ في قوة صدام حسين وتنسب كل مقاومة إليه وتغض الطرف عن المقاومة الإسلامية لكن في الأخير بدأت تعترف بهذا المقاومة الأساسية هي مقاومة عراقية إسلامية، وإذا كانت هناك بعض العناصر الإسلامية التي جاءت من الخارج، فهل هذا يطعن في جهاد العراقيين. العراق من الأمة الإسلامية والمسلمون أمة واحدة إذا اشتكى منها عضو تداعت لها سائر الأعضاء بالسهر والحمى، والمعتدي إذا اعتدى على أي قطر من أقطار المسلمين كأنما اعتدى على كل أقطار الإسلام فيكون على المسلمين واجب جهاده، فهؤلاء الذين دخلوا على فرض أنهم دخلوا إلى العراق في أعداد كبيرة أو قليلة هم التزموا بالحكم الشرعي، يريدون أن يشاركوا إخوانهم بشرف الجهاد في الدفاع عن العراق، لكن الأمريكان لا يفهمون هذه الناحية أو لا يريدون أن يفهموها، نحن نفرح ونتشرف أن يدخل عنصر مسلم غير عراقي يقاتل المحتلين الأمريكان، وهؤلاء في الحقيقة موضع احترام كثير من أهل العراق وقسم منهم نال الشهادة وشيع ودفن والأحياء منهم عندما يقاتلون فالشعب العراقي يتعاون معهم ويتحمل نفقاتهم ويتحمل إيواءهم ويحترمهم احتراماً كثيراً.<BR><BR><font color="#0000FF"> في نهاية هذا اللقاء نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور محمد الألوسي على ما تفضل به من إيضاحات متعددة لحقيقة الوضع الشائك في العراق، سائلين الله _عز وجل_ أن يجعل عاقبة الأمور هناك عزاً وخيراً للإسلام والمسلمين. </font><BR><BR><BR><BR><BR><BR><BR><br>