حوار مع مقرر لجنة مقاطعة البضائع الأمريكية واليهودية!!
2 رمضان 1424

<font color="#800000">القاهرة - المسلم/ همام عبد المعبود </font> </br>بدأت اللجان والحركات الشعبية المصرية الداعمة للقضية الفلسطينية تعود النشاط والظهور على الساحة السياسية من جديد بالقاهرة بعد مدة طويلة من الركود، حيث نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصرية، التي يرأسها الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس مؤتمرًا جماهيريًا حاشدًا للاحتفال بدخول الانتفاضة الفلسطينية عامها الرابع، شارك فيه كلا من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب)، والمفكر الفلسطيني الدكتور أحمد صدقي الدجاني، والكاتب الفلسطيني عبد القادر ياسين. </br>وقد ساهم الدكتور رمضان شلح (أمين عام حركة الجهاد المسلح الفلسطينية) في المؤتمر بتسجيلٍ صوتي، كما شارك فيه خالد مشعل (القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس) باتصال هاتفي، وحضر فعاليات المؤتمر ممثلون عن الأحزاب والقوى السياسية المصرية. </br>كما نظمت النقابة اعتصام رمزي، بمناسبة بداية العام الرابع لانتفاضة الشعب الفلسطيني الباسلة، وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، للتضامن مع المقاومة الفلسطينية، ودعم صمودها ضد العدوان الصهيوني الغاشم . </br>وفي نفس إطار الاحتفال، وبمناسبة مرور ثلاثة أعوام على الانتفاضة المباركة نظمت اللجان الشعبية لدعم الانتفاضة مظاهرةً سلمية بميدان التحرير (أكبر ميادين العاصمة القاهرة) لبعث رسالة تأييد لحركات المقاومة، وحثها على استمرار الانتفاضة ضد العدوان الصهيوني ، وجاء في نداء اللجنة الشعبية الذي وصل لمراسل موقع "المسلم" بالقاهرة نسخة منه، أن اللجنة الشعبية المصرية لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني إذ تحيى كفاح الشعب الفلسطيني البطل وملحمة صموده الباسل أمام آلة الحرب الصهيونية العنصرية البربرية، ومع بداية العام الرابع للانتفاضة تدعو كافة القوى الوطنية المصرية من أحزاب ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني ومثقفين وشخصيات عامة لبذل أقصى الجهد لحشد الدعم اللازم للانتفاضة لتواصل مسيرتها في الدفاع عن الأمة . <BR>وأوضح النداء أن الهدف من التجمع الجماهيري التأكيد وإعلان استمرار تضامن الشعب المصري مع كفاح الشعب الفلسطيني الباسل، ولتأكيد مطلبنا الذي عبرنا عنه طوال أعوام الانتفاضة بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، وقطع كافة العلاقات مع الدولة الصهيونية.<BR>كما يهدف التجمع الجماهيري إلى إعلان رفضنا الشعبي للقرار الإسرائيلي بطرد الرئيس عرفات والتهديد باغتياله، ذلك القرار الذي يأتي استمرارا لكافة الممارسات الإسرائيلية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وتؤكد أن هذا التصعيد الإسرائيلي لم يكن ممكناً لولا استمرار العجز العربي الرسمي، وأيضاً إعلان رفض الشعب المصري زيارة أي مسؤول مصري للقدس.<BR>وأخيراً يهدف التجمع إلى إعلان التضامن مع الشعب العراقي في كفاحه ضد الاحتلال الأنجلو أمريكي، والمطالبة بإخلاء كل الدول العربية من الوجود العسكري الأمريكي. </br> <font color="#800000">وفي محاولة منها للوقوف على أسباب الركود الذي أصاب عمل اللجان الشعبية الداعمة للشعب الفلسطيني، حاورت "المسلم" أحمد بهاء الدين شعبان (الناشط المصري في اللجان الشعبية لدعم القضية الفلسطينية، ومقرر لجنة المقاطعة العربية)، فكان هذا الحوار .... </font> </br> <font color="#0000FF" size="4"> أستاذ أحمد بصفتك أحد الناشطين في مجال دعم القضية الفلسطينية ليس على مستوى مصر وحسب وإنما على المستوى العربي، هل أنت راض عن مستوى الدعم الشعبي العربي للفلسطينيين ؟! </font> </br> طبعاً لا .. أنا غير راض بالمرة عن مستوى الدعم العربي للقضية والشعب الفلسطيني، غير أنني أود أن أؤكد أن الحركات الشعبية على مر العصور تمر بمراحل مد وجزر، وأن صحوتها وركودها يرجعان لأسباب كثيرة على أرض الواقع . </br> </br> <font color="#0000FF" size="4">إذن ما هي هذه الأسباب برأيك التي يرجع إليها هذا الركود الشعبي ؟ </font> </br> الحقيقة هناك أسباب كثيرة لهذا الركود، منها : </br> 1- الضغوط الأمريكية على الحكومات العربية ومن بينها مصر، مما جعل عملية جمع التبرعات أمراً محفوفاً بالمخاطر. </br> 2- تراجع المعنويات العامة للمواطنين، وانتشار حالة من اليأس بين جموع المواطنين العاديين، وإحساسهم بعدم الجدوى من أي تحرك شعبي . </br> 3 - قرار السلطات المصرية بإلغاء كافة أشكال المظاهرات والتطبيق الصارم لقانون الطوارئ ،واعتقال عدد من أعضاء مجلس الشعب والصحفيين وقادة العمل الجماهيري ورؤساء اللجان الشعبية الداعمة للقضية. </br> 4 - كما أدى سقوط بغداد المدوي، واحتلال العراق إلى مزيد من الضعف والإحباط في نفوس العاملين في هذه الجمعيات . </br> 5 - كما يعد الضغط الأمني أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع أنشطة الهيئات والجمعيات المناصرة للشعب الفلسطيني في مصر والعالم العربي، حيث ترفض السلطات المصرية السماح بأي مظاهرة، وتقوم باعتقال النشطاء أولاً بأول، وكان آخرهم علي عبد الفتاح (الناشط في اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة). </br> 6- بالإضافة إلى أن شهور الصيف والتي عادة ما ينشغل فيها المصريون بالسفر إلى الأقاليم أو المصايف مما يصعب عملياً تجميع الناس حول القضايا القومية والوطنية. </br> 7- موجة الغلاء التي تستشري في المجتمع المصري، والتي تستنزف جزءاً كبيراً من وقت وطاقة المواطن المصري المطحون بين قلة الدخل وزيادة الاحيتاجات وارتفاع الأسعار يجعله يعيش بين نارين . </br> 8- كما يجب ألا ننسى أن أحد أهم أسباب الركود، هو: الإجازة الصيفية لطلاب الجامعات الذين نعدهم عماد النشاط الشعبي الداعم للقضايا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها فلسطين والعراق . </br> <font color="#0000FF" size="4">وكيف ترى المدة القادمة، وخاصة مع دخول الانتفاضة عامها الرابع ؟ </font> </br> الحقيقة أن انتفاضة الشعب الفلسطيني للسنة الثالثة على التوالي في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي المدعومة بأحدث الأسلحة والطائرات الحربية الأمريكية، وفي ضوء الضغوط الدولية التي تمارس على حركات المقاومة الفلسطينية للتضييق عليها سياسياً ومالياً، فضلاً عن حرب الاغتيالات الإسرائيلية ضد كوادر وقادة الفصائل الفلسطينية، يفرض علينا مزيداً من التحرك ومزيداً من الدعم، وقد وجدنا بعض الحلول لحالة التضييق الحكومي على جمع التبرعات من خلال الاتصال بالجمعيات الأهلية الفلسطينية، حيث طلبنا منهم إرسال قوائم بالأسر المحتاجة للمساعدات لنقوم بتوزيعها على أهل البر والخير من الراغبين في تقديم العون على أن يتم ذلك بشكل مباشر بين مقدم المساعدة والأسرة المتلقية لها حتى توفر عنصر الثقة لدى الراغبين في التبرع، ونضمن وصولها لمستحقيها مباشرة. <BR>كما أنه من الضروري تنشيط الحركة الشعبية وتحريك الجماهير نحو دعم القضية الفلسطينية، كما يجب أن تتحرك النخبة المثقفة في مصر، وتبادر بكسر حاجز الصمت، وتتقدم المسيرة وتقود حركة الجماهير، فلا تكفي المشاعر الطيبة ولا المقالات الجيدة، بل لا بد أن نواجه المرحلة بمتطلباتها . </br> ويجب أن يكون واضحاً لدينا أن الشعب الفلسطيني يقف في مواجهة العدو الإسرائيلي على خط الدفاع الأول للأمة العربية، غير أننا _للأسف_ لم نر أي نظام عربي يستخدم أسلحته المخزنة بالمليارات للدفاع عن الأمة ضد التهديد الصهيوني . </br> <font color="#0000FF" size="4">بهاء الدين .. ما الجديد والمنتظر في مجال دعم القضية الفلسطينية ؟ </font> </br> هناك عدة محاور، منها: أننا طالبنا الجمعيات الأهلية الفلسطينية بمساعدة الراغبين من جرحى الانتفاضة على تلقي العلاج بمصر على أن نتولى نحن التنسيق مع المستشفيات الخاصة لتوفير الفرص العلاجية المجانية، وقد وافق عدد كبير من الجراحين المصريين على استقبال الجرحى بالمستشفيات العامة والخاصة، وإجراء عمليات للمصابين الفلسطينيين بالمجان. </br> كما تقوم حاليًا الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية في مصر بتلقي التبرعات بمختلف أشكالها مادية وعينية للشعب الفلسطيني، وتنظيم قوافل طبية وغذائية منتظمة كل شهر يتم توصيلها للفلسطينيين عبر قنوات السلطة الوطنية.<BR>وهناك أيضاً اللجان الشعبية لمقاومة المشروع الصهيوني التي يشرف عليها د. عبد المنعم أبو الفتوح (الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب)، وتتولى تنظيم المؤتمرات الشعبية والأهلية في مقر نقابة الأطباء بشارع القصر العيني.<BR>كما أن العام الدراسي سوف يشهد استئنافاً للحركة الشعبية من جديد، وسيتم ذلك من خلال الندوات والاجتماعات الطلابية في الجامعات والملصقات، خاصة أن في مصر أكثر من خمس لجان شعبية كلها تعمل لمصلحة دعم الانتفاضة الفلسطينية.<BR>وربما تستطيع العمليات اليومية التي تنفذها عناصر المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الأنجلو أمريكي ، واستمرار الانتفاضة الفلسطينية في الضرب داخل العمق الإسرائيلي أن تعيد الأمل وتزيل الإحباط من نفوس المصريين .<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">أ.بهاء بصفتك مقرر لجنة المقاطعة العربية للبضائع والسلع الأمريكية والصهيونية .. ماذا عن حملة المقاطعة كأحد وسائل دعم الانتفاضة الفلسطينية ؟ </font><BR>كل الشركات التي أعلنا أسماءها في قوائم المقاطعة تسعى لغزو القنوات الفضائية والإذاعات والصحف، وهي تدرك خطورة المقاطعة لكونها تضرب هيمنتها على السوق وسيطرتها على مقدراتنا، وهي شركات عملاقة تملك المليارات وتسعى إلى شراء النجوم والخبراء والإعلام .<BR>والمؤسف أننا كمصريين وكعرب لا ندرك قيمة سلاح المقاطعة في مواجهة العدو الصهيوني، وبعضنا _للأسف الشديد_ يحاول أن يقلل من أهميتها، ووصل الأمر لحد قيام شركة "إريال" بحيلة خبيثة للخروج من أزمة المقاطعة، حيث قاموا بدعوة الدكتور عاطف عبيد (رئيس الحكومة المصرية) لزيارة الشركة، وخلال الزيارة - التي حرصت الشركة على استغلالها للدعاية لمنتجاتها- قاموا بتصوير الدكتور عبيد وهو يمسك بيده علبة إريال ونشروها بالصحف المصرية ضمن إعلان موجه مدفوع الأجر !!!!<BR>ليس هذا وحسب، بل إنهم سعوا للتعاقد مع عدد من المطربين والرياضيين أمثال المطرب عمرو دياب الذي يقوم بعمل إعلان دعائي لشركة "بيبسى كولا" مقابل مليون دولار!! ، وهناك أيضاً الكابتن محمود الخطيب لاعب الكرة المشهور الذي يقوم بالإعلان عن منتج "كوكاكولا"، وقد خاطبناه وطلبنا منه وقف الإعلان، فتجاهل في بداية الأمر، فهددنا بوضع اسمه على قائمة المقاطعة ما لم يستجب، فاتصل بنا وأكد أنه يرغب في الوقف لكنه يتعذر عليه ذلك الآن؛ لأن فسخ التعاقد سيكلفه غرامات مالية كبيرة لا يقدر عليها، وعد بوقف الإعلان بمجرد انتهاء الشهور القليلة الباقية، ونرجو أن يصدق في وعده.<BR>وقد حاولت شركة "إريال" رشوتنا لإثنائنا عن مواصلة مشروع المقاطعة، وبذلوا جهوداً لا يمكن تصورها لوقف الحملة، وقدموا لنا عروضاً مغرية لوقف حملتنا، وقالوا: إننا افتتحنا خطوطاً للإنتاج كلفتنا أكثر من 400 مليون دولار، ووقف هذه الخطوط سيلحق بنا خسارة فادحة، لكننا رفضنا كل العروض وتوعدناهم بمواصلة مزيد من الحملات .<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">كم عدد الدول العربية التي لكم فيها لجان لمقاطعة السلع والبضائع الأمريكية والصهيونية ؟ </font><BR> لجنة المقاطعة العربية تشارك فيها لجان من ثمان دول عربية، وهي: مصر والأردن وفلسطين ولبنان وسوريا والإمارات والبحرين والمغرب ، فضلاً عن لجنة خاصة بالعرب المقيمين بالمهجر، كما أن هناك لجان رسمية للمقاطعة في السودان، وهي لجنة حكومية وبيننا تعاون لكنه قليل، وذلك انطلاقاً من كوننا لجان شعبية غير حكومية .<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">ما أكثر القطاعات الشعبية دعماً لحملة المقاطعة ؟ </font><BR>أود أن أؤكد على حقيقة مرة، وهي أن المقاطعة لا تحظى بدعم الأغنياء أو رجال الأعمال العرب ، وأن الداعمين الأساسيين للمقاطعة هم فقراء الشعب وبسطاء الناس من الوطنيين الشرفاء، والمؤسف أن رجال الأعمال المصريين لا يشجعون السوق الوطني ولا المنتج الوطني، وسأضرب مثالاً بسلسلة مطاعم "مؤمن" الذي رفض أصحابها مساندة الحملة الشعبية للمقاطعة رغم أن حملة المقاطعة صبت بشكل مباشر في مصلحتها، حيث اتجه المقاطعون للمطاعم والمحلات الأمريكية والإسرائيلية إلى التعامل مع سلسلة محلات ومطاعم مؤمن كبديل لمحلات ماكدونالدز وسنسبري، إلا أنه رفض تعيين بعض الموظفين الذين تركوا وظائفهم في الشركات الموجودة على قائمة المقاطعة.<BR><br>