حوار مع د. صالح الرقب : الأسباب الحقيقية وراء بناء اليهود للجدار الفاصل
23 شوال 1424

<font color="#800000">ياسر البنا </br>خاص بموقع "المسلم" </font> </br> </br><font color="#800000">أصابنا الصداع من كثرة ما سمعنا و شاهدنا و قرأنا عن مخاطر بناء إسرائيل للجدار الفاصل في الضفة الغربية، فالكل يحذر و يشجب و يندد ،و لا أحد يقدم حلاً، حتى بدأت الناس تستلم للواقع الأليم ، و لا تدري ماذا تفعل ، و أي باب تقرع ، فجرافات إسرائيل العملاقة ماضية في ابتلاع أراضي الفلسطينيين، ومحاصرة قراهم، و تحويل حياتهم إلى جحيم ، و الفلسطينيون و العرب أيضاً ماضون ، و لكن في " التصريحات و التحذيرات و التوسلات ، و التي بات واضحاً أنها لا تسمن و لا تغنى من جوع . </br>و لأن الأمر جد خطير ، لا نملك تجاهله ، فقد قررنا بحث هذه المسألة من زاوية مختلفة هذه المرة عمّا يطرحه السياسيون و خبراء الخرائط و الجيولوحيا ، و هي زاوية : كتاب الله و سنة نبيه _عليه الصلاة و السلام_ ، و لم نجد لهذا الأمر ، أنضج من الدكتور صالح الرقب (أستاذ العقيدة الإسلامية المشارك بالجامعة الإسلامية بغزة ، و الباحث في الشؤون الإسرائيلية) و كان هذا الحوار : </font><BR><BR><font color="#FF0000">منذ يونيو 2002م، بدأت سلطات الاحتلال بإقامة الجدار الفاصل ، بذريعة منع دخول الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل بلا رقابة ، في ضوء الكتاب و السنة نود التعرف على الأسباب و الأهداف الحقيقية وراء بناء هذا السور، و لنبدأ بالأهداف بالأسباب النفسية ؟ </font><BR>بإمكاننا تلخيص الدوافع النفسية اليهودية لبناء السور بالتالي : </br>1- الحرص على الحياة:– أي حياة مهما كانت دنيئة– يقول _تعالى_:"قُلْ أن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ أن كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (البقرة:94). </br> "وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ" (البقرة:96). </br>2- الأنانية واحتقار الآخرين، والنزعة العنصرية لشخصيتهم، فهم يعتقدون بأنهم شعب الله المختار"وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه" (المائدة 18). وغيرهم من الناس (الجوييم) مسخّرون لخدمتهم، ولا يرون بأساً في إيذاء غيرهم وخداعهم، بل وقتلهم وفي ذلك يقول _تعالى_:" ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل"(آل عمران 75). </br>3- العزلة والتقوقع: فهي ترغب في عزل نفسها عن الفلسطينيين بزعم الدواعي الأمنية، لكنها مسألة سياسية عنصرية بحتة، وهي تشير إلى مستقبل العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين من حيث أنه جدار عازل بين الشعبين. </br>4- الجبن والخوف وكراهية الموت:النفوس اليهودية مسكونة بالخوف والهلع، ولا يجرؤون إلا على قتال الضعفاء، ولا يقاتلون إلا من خلف جدر وحصون تقيهم بأس الآخرين، وعلى وجه الخصوص المسلمين، وفي ذلك يقول _تبارك اسمه_ "لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر" (الحشر 14). <BR>5- شعورهم بالذل والضعف: على الرغم من المقولات الزائفة: دولة اليهود دولة لا تقهر، وإنّ جيش اليهود قوة لا تقهر، فإنّهم يشعرون بالذل والضعف. قال _تعالى_ حكاية عن موسى _عليه الصلاة والسلام_ أنه قال لقومه: "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا مُوسَى أن فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ" (المائدة:21-22 )، وقال _سبحانه وتعالى_:"ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" آل عمران:112. وقال _عز وجل_:"لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إلاّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أو مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ" (الحشر:14). إلى غير ذلك من الآيات التي تبيّن أن اليهود شعب ذليل. </br>6-حروبهم دائماً بالمكر والخداع والمؤامرات في الخفاء: لم يعرف في التاريخ أن اليهود قادوا معركة ضد خصومهم علناً، وإنّما حروب اليهود دائما بالمكر والخداع والمؤامرات في الخفاء ، ومن الأمثلة لجبنهم وخورهم وعدم قدرتهم على ملاقاة الخصم، خط برليف على قناة السويس-الحواجز المائية المكهربة والحواجز الإسمنتية والرملية- الذي زعمت دولة اليهود أنها لا توجد في العالم قوة تستطيع اقتحام هذا الخط المنيع، لكنّ الجيش المصري البطلّ اقتحمه بدقائق، وحين رأى الضباط والجنود اليهود هذه الحملة الجريئة ولّوا مدبرين، وتركوا دباباتهم ومدافعهم كالجرذان التي غرقها الماء. </br> </br>ويرى البعض أن عقلية الحصار هي بعض بقايا ورواسب الوجود في الجيتو اليهودي في أوروبا، وأن يهود أوروبا (وبخاصة شرق أوروبا) عاشوا عبر تاريخهم لا سيادة لهم ولا يشاركون في أية سلطة، معرضين دائماً لهجوم الأغيار عليهم، وبسبب هذا الهاجس الأمني وعقلية الحصار تؤكد "إسرائيل" دائماً أنها قلعة مسلحة لا يمكن اختراقها، قوة لا تقهر، قادرة على الدفاع عن نفسها وعلى البطش بأعدائها، ولكنها مع هذا مهددة طيلة الوقت بالفناء، ومن هنا أسطورة ماسدا وشمشون".</br></br><font color="#FF0000">و ما هي حقيقة الأسباب الأمنية التي يتذرعون بها ؟ </font> </br> إن فكرة الجدار الحالي لها صلتها بالنظرية الأمنية الراسخة في النفسية اليهودية، ويجمع المؤرخون اليهود على أنه في الممالك القديمة التي أقامها اليهود كانت الجدر من أهم ما يحرصون على إقامته حول مدنهم وتجمعاتهم السكانية، ومن ذلك ما كان قبل بعثة النبي محمد _عليه الصلاة والسلام_ حيث حرص اليهود المقيمون حول المدينة المنورة على إقامة الجدر حول قراهم ومدنهم في خيبر، وبني قريظة، وبني قينقاع لكي تصبح قلاعاً محصنة، وفي أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، كان الصهاينة يقيمون الجدر حول مستوطناتهم التي يقيمونها في فلسطين المحتلة. </br>واليوم يتشدّق المسؤولون الصهاينة بأنّ هدف إقامة الجدار الفاصل في الضفة الغربية، هو من أجل ضمان أمن إسرائيل وحماية شعبها تماماً كما حققه الجدار الفاصل المزعوم في قطاع غزة. يكشف اليهودي حيمي شليف (المحلل السياسي المعروف في صحيفة معاريف الإسرائيلية) الدوافع الأمنية من وراء بناء الجدار، فيقول: "بعد انهيار المعركة السياسية، وعلى ضوء فشل الخيار العسكري أصبح الفصل المادي هو الحل الأخير الذي لم يجرّب في محاولة لوقف الإرهاب". </br> </br> فقد أعلن مسؤول إسرائيلي كبير أمس لوكالة فرانس برس رداً على انتقادات الرئيس الأمريكي جورج بوش، أن الجدار الذي تبنيه إسرائيل على طول الخط الفاصل مع الضفة الغربية واجب تمليه ضرورات أمنية، لا يحمل أي طابع سياسي، أي لمنع هجمات الفدائيين الفلسطينيين ضد إسرائيل". </br>يقول (الباحث القانوني الفلسطيني) مهدي أحمد صدقي الدجاني:"ومفاد هذا المفهوم الأمني أن العقيدة الجيوسياسية الصهيونية كانت تسعى إلى جعل فلسطين من النقب جنوباً حتى الخليل شمالاً ، ومن يافا وحيفا غرباً حتى نهر الأردن شرقاً، رقعة محصنة ضد أي تهديد يطال داخلها، بحيث تصبح عمقاً استراتيجياً آمنا لذا سعى الفكر الاستراتيجي الصهيوني إلى نقل معاركه خارج ذلك العمق الاستراتيجي المأمول. <BR>في الحقيقة أن هذه ذريعة يراد منها تحقيق العديد من الأهداف كما يقول مركز القدس للخدمات الاجتماعية والاقتصادية ، و الذي يشير إلي أن التذرع الإسرائيلي بالدواعي الأمنية، يعطي الكيان المبرر للعمل ضد الوجود الديمغرافي الفلسطيني، سواء من خلال إخراج المزيد من المقدسيين وإسقاط حق الإقامة عنهم، أو عبر تكثيف عمليات الاستيطان. </br>كما أن هناك إشكالات عديدة في هذا الجانب يوضحها معارضو بناء الجدار من الإسرائيليين أنفسهم ، و يوردها الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة في أحد مقالاته ، ومنها : </br>أولاً: أن المستوطنات التي ستبقى خارج الجدار ستكون هدفاً جيداً للمقاومة، وبالطبع يرد أنصار الجدار على ذلك بالقول: إن الجيش سيتحرر من مهام البحث عن "الانتحاريين" في الخضيرة والعفولة والقدس، وسيتفرغ لحماية تلك المستوطنات وسكانها، في حين يرد الآخرون بأن ذلك سيعني تكرار تجربة لبنان حين ترسل الأمهات أبناءهن للدفاع عن المستوطنات ثم يعودون في الأكفان، فيبدأ مسلسل جديد يضطر معه الجيش إلى إزالة تلك المستوطنات والانسحاب من المناطق. <BR>ثانياً: ليس هناك جدار يقدم حلاً لمشكلة القدس والمناطق المكتظة بالسكان خصوصاً أن إمكانية تجنيد شبان "انتحاريين" من هناك ستبقى واردة. </br>ثالثاً: تدل معطيات الأمن أن 95% من منفذي العمليات قد اجتازوا الخط الأخضر عبر المعابر وليس عبر الحقول المفتوحة. </br>رابعاً: ليس هناك جدار يمنع إطلاق نيران المدفعية، والأهم من ذلك هو حجم القوات المطلوبة لحراسة الجدار، وإذا لم يكن هناك حسم في ضرب من يقترب منه فلن يبقى طويلاً في مكانه. </br>خامساً: أن رجال المقاومة لن يواصلوا استخدام نفس الطرق العادية للدخول، بل قد يعمدون إلى أساليب جديدة، مثل: استخدام الشبان الفلسطينيين من عرب 48، أو حفر الأنفاق، أو استخدام الهويات المزيفة، أو وسائل الطيران الخفيفة، وهذه بعض الأدوات التي تحدث عنها مناهضو فكرة الجدار".<BR>صرعة شعبية. </br></br><font color="#FF0000">يرى الكثيرون أن دوافع بناء الجدار سياسية ، فهل هذا صحيح ؟ </font></br>أولاً :نحن نرى أن السبب الحقيقي وراء موافقة قادة الحكومة على بناء الجدار هو:تحوّل الجدار إلى"صرعة شعبية" يصعب تجاهلها أمام موسم الانتخابات التمهيدية الذي يلوح في الأفق. <BR>وقد أكّد استطلاع لصحيفة معاريف نشر في الحادي والعشرين من شهر يونيو/حزيران 2002م أن 69% من الإسرائيليين يؤيدون إنشاء الجدار، وهذه النسبة كافية بالنسبة لرجل مثل شارون يحرّكه النبض الشعبي أكثر من أي شيء آخر.<BR>ثانياً :أن الجدار يجعل إمكانية وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة مستحيلة كما يريدها دعاة مشروع خارطة الطريق، أن الجدار يرسم الحدود بين إسرائيل وفلسطين من طرف واحد. يقول الباحث اليهودي د. إيلان بابه:" إن هذا السياج سوف يكمل في نهاية المطاف المسيرة التي بدأتها الحركة الصهيونية سنة 1882م، واستمرت بقوة على يد إسرائيل منذ 1948م، مسيرة تفريغ أرض فلسطين من عروبتها..<BR><BR>إن بناء السياج بعيد جداً عن الإيماء بقدوم فصل جديد في تاريخ فلسطين؛لأنه يمثل ببساطة استمرار سياسة قديمة بوسائل جديدة. هذه السياسة هي مسح فلسطين ككيان جغرافي وسياسي وثقافي عن الخارطة، فإنه سوف يخدم الطموح الأيديولوجي القديم والمعاصر لإسرائيل لإزالة فلسطين مرّة وإلى الأبد. بعد كل شيء، فإنّ الاختفاء النهائي للعدو هو حلّ أكثر راحة من التسوية، أو تحمل المسؤوليّة عن الماضي بمساعدة هذا السياج، (وهو في الحقيقة جدار) تحدد إسرائيل ماذا ستكون فلسطين للأجيال القادمة: نصف الضفة الغربية مقطع إلى كنتونات معزولة، وجزيرة مكونة من 75% من حجم قطاع غزة. في هذه المناطق، يستطيع الفلسطينيون إدارة شؤونهم البلديّة فقط لا أكثر. سيكون مسموحاً لهم أن يُسموا هذه الأجزاء دولة"، والعجيب أن أصحاب خارطة الطريق والحالمين بسلام مع دويلة اليهود يعرفون ذلك .<BR><BR>و مثال على ذلك أن محمود عباس (رئيس وزراء السلطة الفلسطينية السابق) قد اطلع الرئيس الأمريكي بوش- أثناء زيارة الأولى-على خارطة الجدار العازل، وقد تعجب بوش وقذف بالخارطة إلى نائبه ديك تشيني قائلا: "ما هذا؟ أين الدولة الفلسطينية؟".<BR>وأحمد قريع (رئيس وزراء السلطة الفلسطينية) قد صرّح- لقناة العربة الفضائية يوم الأحد 26/10/2003م- بأنّ الجدار يجعل إقامة دولة فلسطينية مجرد نكته؛ لأنه يبلع الأراضي الفلسطينية، ومما قال: إنه عمل عدواني، وخطر على عملية السلام، وعلى الأرض، وعلى التعايش، وعلى إمكانية تطبيق رؤية الرئيس الأمريكي جورج بوش بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة إلى جانب دولة إسرائيل". <BR><BR>إذن أن الهدف الحقيقي وراء مد هذا الجدار هو رسم «الحدود» التي سيحصر داخلها ما سيتبقى من الضفة والقطاع، أو خارجها ما سيُضم من أراضي الضفة والقطاع إلى الدولة العبرية بما يعني إحاطة فلسطين كالسوار. <BR>هذا ناهيك عن حالة الأراضي التي ستبقى لمشروع الدولة العتيدة؛ لأنّ الجدار وما سيتبعه من امتدادات ونقاط أمنية ومستوطنات داخله سيفصل بين مدن الضفة وقراها، ويتركها مناطق محاصرة ومفصولة عن بعضها، وفاقدة لأراضيها ومصادر مياهها وشروط وحدتها فضلاً عن السيطرة الأمنية العسكرية الإسرائيلية عليها.<BR><BR><BR><font color="#FF0000">-هل سيمنع هذا الجدار في منع المجاهدين من الوصول لأهدافهم؟ </font><BR><BR>أنا أرد بما قاله الإسرائيليون أنفسهم حول هذه النقطة ، فقد كذّبت مجموعة من اليهود سمّت نفسها "الائتلاف الإسرائيلي" مزاعم القادة الصهاينة من أن الجدار الذي تبنيه إسرائيل تمليه الضرورات الأمنية.<BR> وقالت: إنه لا توجد علاقة بين الجدار العنصري الذي يقام، وبين المتطلبات الأمنية الإسرائيلية، وأضاف في بيان أرسلت إلى وكالة "قدس برس" نسخة منه، "باسم الأمن يقام أمام أعيننا جدار يتسبب في سجن مليوني إنسان في أحياء منعزلة.. جدار يفصل بين البشر ومصادر رزقهم، وبينهم وبين شعبهم". <BR><BR>وأشار البيان إلى أن بناء الجدار يهدف إلى تهجير صامت لمئات الآلاف من الفلسطينيين، وأنّه لا توجد علاقة بين الجدار العنصري، الذي يقام، وبين المتطلبات الأمنية الإسرائيلية، وأكّد الائتلاف أن هدف إقامة الجدار غير المعلن هو ضم مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية إلى الدولة العبرية، ومواصلة بناء المستوطنات في الأرض الفلسطينية،<BR>و يقول حزب السلام الإسرائيلي "غوش شالوم": إن الجدارلن يوفر الأمن والسلام للإسرائيليين؛ لأنه رمز للاحتلال لا أقل ولا أكثر. <BR><BR><BR><font color="#FF0000">-كيف تقّيم موقف السلطة و الفصائل ، و العالم العربي و الإسلامي في مكافحة هذا السور. </font><BR><BR>موقف السلطة إعلامي فقط الشجب والاستنكار تماماً مثل موقفها من القتل والتدمير والحصار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، إن فاقد الشيء لا يعطيه، فهي لا تملك أي أوراق ضغط فوضعها الداخلي مهلهل ، ثم هي لم تقوّي نفسها على مستوى الشعب الفلسطيني ولا على مستوى الشعوب المسلمة.<BR>نعم نشاطها الإعلامي جيد، ولكن نحن نعيش في عالم لا يحترم إلا الأقوياء ثم أن اليهود يملكون إعلاماً أقوى مئات المرات ولا يقارن بمثله على مستوى الأنظمة العربية مجتمعة، ثم إن هذه الأنظمة العربية هي التي تساعد على بقاء الفلسطينيين في حالة ضعف بل لا يحركون ساكناً إلا إذا طلبت منهم الإدارة الأمريكية ولصالح المشروع الصهيوني فقط. <BR><BR>وللسلطة موقع على الإنترنت يذكر الجانب الإخباري الإعلامي عن الجدار، وحاولت عن طريق مجلس الأمن والجمعية العامة ،وحصلت على قرار مساء الثلاثاء 21 -10-2003م يطالب إسرائيل بوقف بناء الجدار الفاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإعادة الوضع إلى سابق عهده.<BR><BR><BR><font color="#FF0000">و كيف تقرأ تصريح بوش الأخير المنتقد لبناء السور؟ </font><BR><BR>هذا الموقف الأخير يصب في خانة النفاق والدجل الأمريكي المعروف ، ففي الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون إلى واشنطن كان الجدار العنصري من بين المواضيع التي طرحها، وممّا قاله للمسؤولين في البنتاغون: إنه يتكلم عن سور حول الضفة الغربية كالسور القائم مع غزة، فهناك سور من الأسلاك الشائكة ومنطقة عازلة أمامه، ويشبه كذلك ما كان قائماً في منطقة الجنوب اللبناني قبل اضطرار قوات الاحتلال إلى الانسحاب من هناك تحت ضربات المقاومة.<BR><BR>وبعد بدء الصهاينة في بناء الجدار ظهر النفاق السياسي الأمريكي، فالولايات المتحدة على لسان سكوت ماكليلان (المتحدث باسم البيت الأبيض) لم تجد في القرار ما يشين، حيث إن من حق إسرائيل أن تتخذ القرارات المتعلقة بإجراءات الأمن التي تحتاج لاتخاذها، وممعناً في النفاق يقول سكوت ماكليلان (المتحدث باسم البيت الأبيض): أبدينا قلقنا للإسرائيليين بشأن السياج، وقال: إن الإسرائيليين يدرسون مسار السياج لتقليل أثره لأدنى حدّ ممكن على الحياة اليومية للفلسطينيين. <BR>وقال المسؤول الأمريكي:إن السياج يمرّ بأراض هي في أفضل الأحوال محل نزاع، موضحاً أن واشنطن تريد إلغاء السياج تماماً، لكنها تودّ إعادة رسم مساره في ضوء الرفض الإسرائيلي. <BR><BR>واعترف (وزير الخارجية الأمريكي) كولن باول بأنّ سياج الفصل العنصري الذي تقيمه يقوم على أراضي الفلسطينيين، قائلاً: إنه يمكن لأمّة أن تبني جداراً على أرضها، إذا شعرت بحاجة إلى ذلك، أمّا فيما يتعلق بإسرائيل، فنخشى أن الجدار يخترق أرض الآخرين.<BR>وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية انتقدت الجدار علناً على لسان الرئيس بوش ومستشارته كوندوليزا رايس، و(وزير الخارجية) كولن باول إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تأخذ النقد على محمل الجد لعلمهم بالنفاق الأمريكي، وأنّ لهجة الإدارة الأمريكية تختلف عندما يتمّ التحدّث إلى إسرائيل، أو إلى الجالية اليهودية الأمريكية، حيث أبدت الإدارة الأمريكية، منذ لقاء بوش- شارون ليونةً في موقفها من الجدار. <BR><BR>وفي الصحف الإسرائيلية الصادرة يوم 4/8/2003م ذكر أن شارون طمأن وزراءه إلى أنه لا داعي للقلق من الموقف الأمريكي بخصوص الجدار، وأكّد على تطابق الآراء بين واشنطن وتل أبيب حول الجدار، وهو ما لا أستبعده.<BR>وقد أكد هذا المعنى الصحافي الإسرائيلي عكيف الدار في هآرتس (عدد 29/7)، حيث كتب قائلاً: إن الرئيس بوش يعرف كل شيء عن الجدار وأضراره التي تصيب الفلسطينيين، لكنّه مدرك جيداً أنه بحاجة إلى أصوات اليهود في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولذلك فهو يصغي جيداً هذه الأيام لمستشاريه الانتخابيين ولجامعي أموال حملته من اليهود.<BR>وأخيراً كشفت أمريكا عن وجهها الصهيوني الذي يزداد قباحة بمرور الزمن فاستخدمت الولايات المتحدة مساء الثلاثاء 14-10-2003م حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدين قيام إسرائيل ببناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية. <BR>علينا تعميق حالة التدهور<BR><BR><font color="#FF0000">-في موضوع آخر ، و بصفتك باحث في الشؤون الإسرائيلية ، أود سؤالك كيف ترى مستقبل دولة إسرائيل اليوم، خاصة بعد تصريحات جنرالات إسرائيل الأخيرة ، و الاستطلاعات التي تفيد أن غالبية اليهود مستعدون للهجرة و ترك البلاد . </font><BR><BR>عندهم حالة قلق كبيرة؛ لأن الإسرائيليين توصلوا إلى حقائق لا يمكن تجاوزها و أقلها أن الحسم العسكري لا يمكن ولا يجدي نفعاً ولن يوصل إلى سلام مع الفلسطينيين هذا إلى جانب التدهور الاجتماعي والسياسي العام الحالي في المجتمع الإسرائيلي الذي يدفع بالمسؤولية في إسرائيل لإدراك مخاطر استمرار انتفاضة الأقصى.<BR>و قد علمتهم التجربة مدى الأثر الذي ألحقته الانتفاضة السابقة في زعزعة كيان المجتمع الإسرائيلي عموماً. <BR>ومزيداً من العمليات الاستشهادية ربما يزيد المجتمع الصهيوني تفسخاً واضطرابات وتدهور ، كل هذا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني والظلم له نهاية .<BR>فما علينا سوى إجادة تعميق حالة التدهور؛ لأنهم يحرصون على الحياة ، ثم المحاولات الأمريكية للضغط للحصول على هدنة كلها محاولات لإنقاذ المشروع الصهيوني البائس مع مراعاة التورط الأمريكي في المستنقع العراقي.<BR>لا تعولوا عليها ..<BR><BR><font color="#FF0000">-هل يمكن التعويل على هذه التصريحات و المواقف الإسرائيلية ، خاصة أن السلطة و بعض الجهات بدأت بالفعل تعول عليها، و تقول: إنها بداية العودة إلى طاولة التفاوض ، و أنها بداية نهاية شارون و ضعف اليمين الإسرائيلي . </font><BR><BR> ممكن العودة لطاولة المفاوضات ، لكن طاولة من ؟ وحسب مشاريع من ؟ الطرف القوي أو الضعيف ؟ هل المراد اتفاقية جنيف التي وضع اليسار الصهيوني ثقلها وراءها؟ وهل ننسى قول الله _تعالى_:" أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون" إنهم سيماطلون ومفاوضات وراء مفاوضات ، المهم وقف المقاومة، وهذا ما يأملون من العودة للحديث عن السلام والمفوضات ، ثم يعودون لسياساتهم ضد الشعب الفلسطيني ، أي توقيع السلطة في فخ السلام والجري وراءه ، ثم سلسلة من الاجتماعات والمفاوضات؛ لأنهم يعلمون أن وجود دولة فلسطينية ولو محدودة ولها سيادة ولو محدودة معناه انتهاء المشروع الصهيوني الذي في الأصل هو مشروع استعماري.<BR><BR><font color="#FF0000">-كيف يمكن أن يستغل الشعب الفلسطيني هذه التصريحات و المواقف لمصلحته </font><BR><BR>الشعب الفلسطيني عليه ألا ينخدع بهذه التصريحات، وألاّ يعول عليها فاليهود يلعبون تبادل أدوار، وكلهم مخادعون ومتفقون على عدم إعطاء الشعب الفلسطيني حقه ولو نصف حقه الكامل، والحقوق لا تعطى بل لا يتسول حقه سوى الضعيف واليتيم فعليه أن يعتمد على ربه أولا ويستمر في طريق المقاومة والجهاد، وهما الكفيلان باسترجاع الحقوق هكذا حصل لكل شعوب الأرض على أرضها وحقوقها.<BR><BR><font color="#FF0000">أخيراً ما الوسيلة المثلى لمكافحته ؟ </font><BR><BR>الوسيلة الوحيدة مواصلة طريق الجهاد والمقاومة، ومحاولة اختراق الجدار والعمليات الاستشهادية التي تثبت سقوط فكرة الجدار ، فتحرير كل الأرض الفلسطينية، وتحرير القدس والأقصى، وإزالة الجدار لا تكون إلا بهذا الطريق، والمسلمون الأوائل جاهدوا اليهود ودكوا حصونهم في خيبر وبني النظير وغيرها من حصونهم وجدرهم، وكيف أزال جنود أرض الكنانة خط برليف عام 1973م إلا بالجهاد والحرب.<BR><BR><br>