الخبير النووي فوزي حماد : حكاية عبد القدير خان مسرحية والقنبلة الإسلامية لا زالت أمنية
24 ذو الحجه 1424

اجرى الحوار : همام عبدالمعبود - القاهرة<BR><BR><font color="#FF0000">الخبير النووي الدكتور فوزي حماد أهلاً ومرحباً بكم على صفحات موقع المسلم .. </font> </br> أهلاً بكم<BR></br></br><font color="#FF0000"> لعلنا نسأل في بداية الحوارا عن علاقة مصر بالسلاح النووي؟ </font></br>مصر لم تسع ولم تمتلك في أي وقت برنامج للتسليح النووي، بل كانت تعمل على الدوام لمنع انتشار السلاح النووي بالمنطقة، ولها دور واضح في هذا المجال، ففي عام 61 م شاركت مصر مع الدول الإفريقية عقب التفجير الفرنسي في الجزائر في إعلان "إفريقيا لا نووية"، وعندما اجتمعت منظمة الوحدة الافريقية في أول اجتماع لها بالقاهرة عام 1964م أصدرت بياناً بإخلاء أفريقيا من السلاح النووي ، والذي انتهى بإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في إفريقيا، كما شاركت مصر منذ 65 م مع الفريق المكلف بصياغة معاهدة منع انتشار السلاح النووي، كما شاركت في مفاوضات معاهدة منع الانتشار، ووقعت عليها في عام 1967، وصدقت عليها في عام 1982م.<BR>غير أنه يجب أن نعلم أن المادة الرابعة من اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية تشجع الاستخدام السلمي للطاقة النووية، غير أن مصر لم تنجح حتى الآن في عمل برنامج مفاعلات لتوليد الكهرباء أو دورة وقود، وإذا عالجت هذا القصور، فسوف يؤدي هذا إلى رفع مستوى التكنولوجيا النووية، وحتى الآن مصر ليست عضواً بالنادي النووي السلمي، الذي يضم 32 دولة، بينما النادي النووي العسكري يضم 9 دول . <BR>يوجد في مصر 4 مراكز للبحوث النووية السلمية، ومصر تعمل في هذا المجال مبكراً، وكانت تسعى من ورائه لحل مشكلة الطاقة الكهربائية عن طريق إنتاج كهرباء نووية، ولكن هذا المشروع تعطل ولم يكتمل . <BR>أولهما مفاعل قدرته 2 ميجاوات بدأ العمل منذ عام 1961م، وهناك مفاعل ثان قدرته 22 ميجاوات بدأ العمل منذ فبراير 1998م، أما عن برامج إدخال مفاعلات الكهرباء، فقد تعثرت جميعها فلم يتم إنشاء أي مفاعل لتوليد الطاقة النووية حتى الآن .<BR>ولم توقف مصر بناء محطات نووية، ولكن حادثة وقعت في مفاعل بمحطة بنسلفانيا الأمريكية في السبعينيات عطلت هذا البرنامج منذ عام 1979م، وفي الثمانينيات وقف حادث تشرنوبيل حائلاً دون بناء محطة نووية .<BR>وقد أنشأت مصر هيئة للمحطات النووية لتقوم بالإشراف على هذه المحطات النووية، كما أن هيئة الطاقة الذرية المصرية مستمرة في نشاطها، وقد أدخلت مفاعلاً نووياً ثانياً عام 1998م، فمجال البحوث والتطبيقات السلمية مستمر. <BR><BR><font color="#FF0000">كيف يمكن للدول العربية معادلة القوة النووية الإسرائيلية؟ </font><BR>بداية أستبعد أن تسعى الدول العربية لامتلاك السلاح النووي ؛ لأنها وقّعت على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وصدّقت على المعاهدة، غير أنه يمكن للعرب معادلة القوة النووية الإسرائيلية عن طريق إقامة قاعدة تكنولوجية متينة، والسعى بخطى كبيرة ناحية التقدم العلمي والتكنولوجي، وأن يكون هناك نشاط في مجال الأقمار الصناعية والنشاط الفضائي ودخول عصر المعلومات والحاسبات الإلكترونية والثورة الجينية والكيماوية المتقدمة، فالسلاح الكيماوي يصلح كـ"رادع" للقوة النووية الإسرائيلية، فالمعروف أن منظومة أسلحة الدمار الشامل تتضمن السلاح النووي والسلاح الكيماوي والسلاح البيولوجي، إضافة إلى وسائل إيصال هذا السلاح مثل الصواريخ .<BR><BR><font color="#FF0000">هل تستطيع الدول العربية أن تربط تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتفتيش على المنشآت النووية للاستعمال السلمي بالتعاون الإسرائيلي في هذا المجال؟ </font><BR>الاتفاقية التي وقعتها الدول العربية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي اتفاقية ثنائية إسرائيل ليست طرفاً فيها، ولكن المطلوب أن تمارس الدول العربية مجتمعة ضغوطاً سياسية وشعبية، فالخطر النووي الإسرائيلي قائم ؛ لأن وسائل الإيصال الموجودة لدى إسرائيل من الصواريخ والغواصات يمكنها أن تطول الدول العربية كلها .<BR>لابد أن تبذل الدول العربية جميع الجهود الممكنة، وأن تستثمر علاقاتها مع أمريكا والغرب في الضغط على إسرائيل، وأن يكون هذا الموضوع على رأس اهتماماتها وفي مقدمة جدول أعمالها.<BR><BR><font color="#FF0000">هل ترى ثمة علاقة بين إتمام عملية السلام والخطر النووي الإسرائيلي؟ </font><BR>أعتقد أن التباطؤ الإسرائيلي في إتمام عملية السلام حتى اليوم سببه راجع إلى أن إسرائيل لا تريد لعملية السلام أن تتم؛ لأن هذا من شأنه أن يفتح النقاش حول نظام الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط ، وسيجدد الحديث هذه المرة بجدية حول ضرورة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وهو ما سيضع إسرائيل في حرج دولي؛ لأنها تعد موضوع التسلح النووي مسألة حياة أو موت . .<BR><BR><font color="#FF0000">وما مدى استعداد مصر لرصد التسريبات الإشعاعية من المفاعلات الإسرائيلية؟ </font><BR>مصر تتابع هذا الموضوع باهتمام بالغ، ولديها 80 محطة لقياس ورصد التسريبات الإشعاعية على كل الحدود المصرية الإسرائيلية، وعمليات القياس مستمرة بشكل يومي ، غير أنها لم تسجل أي تلوث إشعاعي، سواء من مفاعل ديمونة الكهل الذي بلغ عمره 40 عاماً أو من غيره .<BR><BR><font color="#FF0000">ما وزن باكستان النووي؟ </font><BR>باكستان لديها مفاعلان نوويان بحثيان؛ أحدهما أنشئ عام 1965م بطاقة 10 ميجاوات، والآخر عام 1989م بطاقة 30 كيلو وات، كما يوجد لديها من 30 – 50 رأس نووي من اليورانيوم المخصب، و 100 رأس من البلوتونيوم .<BR><BR><font color="#FF0000">والهند؟! </font><BR>الهند لديها 10 مفاعلات نووية أقلها قدرة 2 ميجاوات، وأعلاها قدرة طاقته 100 ميجاوات ، وقد دخلت الهند المجال النووي عام 1948م بإنشائها هيئة الطاقة الذرية، واستطاعت أن تجرب أول تفجير نووي عام 1964م .<BR><BR><font color="#FF0000">لماذا يتردد اسم باكستان كلما فتح الملف النووي؟ </font><BR>باكستان كان لها مصالح مع أمريكا فتعاملت مع كوريا الشمالية للضغط على أمريكا لتحقيق مصالحها، وعندما تعاونت مع ليبيا كانت ترجو تحقيق مصالح معينة أيضاً .<BR><BR><font color="#FF0000">ما حكاية اعترافات العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان؟ </font><BR>هذه مسرحية هزلية ألفتها وأخرجتها بإتقان شديد الإدارة الأمريكية، فقد كان هناك سيناريو مسبق بأن يعلن عبد القدير خان اعتذاره، ويعترف بأنه سرب معلومات وبرامج نووية لعدد من الدول من بينها ليبيا لكي يتم إغلاق الملف نهائياً، فالاعتراف من عبد القدير خان مقابل العفو من الرئيس الباكستاني برويز مشرف لكي توافق أمريكا على إغلاق الملف.<BR>فقد كان من الممكن - لو أرادت أمريكا - أن يتم فتح تحقيقات أكبر لتشمل علماء آخرين متورطين، ولكن تم الاكتفاء بخان حسب السيناريو الأمريكي المرسوم للموضوع .<BR><BR><font color="#FF0000">وماذا عن القنبلة النووية الإسلامية؟ </font><BR>الحقيقة أن الكلام عن القنبلة الإسلامية لا يعدو أن يكون مجرد أمانٍ وأحلام، وقبل الكلام عن القنبلة الإسلامية لابد أن نعرف أولاً أين هو العالم الإسلامي؟ وأين اقتصاده؟ أين تكنولوجيته حتى يتكلم عن إنتاج القنبلة الإسلامية؟!!<BR>لابد أن تكون هناك أولاً صحوة عربية وإسلامية في مجال الديمقراطية والتكنولوجيا حتى يمكننا أن نقنع العالم بنا، وبأهميتنا، وهذا لن يكون إلا بعد تحقيق إنجاز علمي ملموس، <BR>فالمخطط الأمريكي بالفعل أفلح في شغل العالم الإسلامي كله بقضية البحث عن طريق لننفي عن أنفسنا تهمة الإرهاب !!!<BR><BR><font color="#FF0000">ماذا عن الترسانة النووية الإسرائيلية؟ </font><BR>إسرائيل لديها ترسانة نووية كبيرة تجعلها تتبادل المركز الخامس والسادس مع الصين، حيث تمتلك إسرائيل مخزونا نووياً يتراوح بين 250 ، 350 قنبلة نووية، هذا بالإضافة إلى امتلاكها لصواريخ ( حاملة رؤوس نووية ) بعيدة المدى ( 200 كيلومتر) . <BR>وهي لديها كل أنواع القنابل كبيرة وصغيرة هيدروجينية ونيترونية، ولديها أعلى تكتيك في هذا المجال، كما هاجر إليها ما بين 500 إلى 700 عالم نووي روسي !!<BR>كما أنه لديها اكتفاء نووي، وتعمل في برنامج لإثراء اليورانيوم، وهي تبني استراتيجيتها في السلاح النووي على أساس قاعدة التفرد، ومن ثم فهي لم تطق وجود مفاعل نووي عربي ولو سلمي، فقامت بتدميره بالكامل عام 1981م قبيل تشغيله مباشرة بعدما قتلت العالم النووي المصري الدكتور يحيى المشد الذي ساهم بخبراته في إنشاء المفاعل العراقي .<BR>وهناك حديث دولي متكاثر عن أسلحة الدمار الشامل، وأصوات تنادي بأن يبقى الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة التدمير الشامل، وفي اعتقادي أن هذه اللحظة مواتية لأن تطرح الأمة العربية قضية إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وخاصة أن هذه المنطقة هي منطقة توتر شديد، وأن التوتر الشديد قد يُصعِّب من هذه العمليات . <BR>وقد بادرت مصر حينما رهنت التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية بالتوقيع الإسرائيلي، ومارست ضغطاً، وبدأت في خلق رأي عام إلى حدٍ ما مهم في هذه القضية، ثم تنازلت عن الموضوع .<BR>وفي المرحلة الأولى من حرب أكتوبر 1973م أعدت إسرائيل الرؤوس النووية استعدادًا لاستخدامها ، كما قامت إسرائيل بتهديد مصر باستخدام السلاح النووي أكثر من مرة على لسان أحد وزرائها ولم يصدر نفي صريح لهذا التصريح .<BR><BR><font color="#FF0000">وما حكاية مفاعل ديمونة؟ </font><BR>مفاعل ديمونة تم بموجب اتفاقية (سيفر) أثناء الاستعداد للعدوان الثلاثي على مصر عام 56م ، وقد دخلت إسرائيل بمقتضى هذه الاتفاقية مع الولايات و فرنسا وبريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر.<BR><BR><font color="#FF0000">ما الدول التسع الأعضاء بالنادي النووي الدولي؟ </font><BR>هناك تسع دول أعضاء في النادي النووي الدولي، وهم عبارة عن خمس دول تعترف بهم رسمياً معاهدة منع السلاح النووي، وهي :- <BR>1- الولايات المتحدة الأمريكية .<BR>2- روسيا .<BR>3- فرنسا .<BR>4- انجلترا .<BR>5- الصين .<BR>إضافة إلى أربع دول خارج الإطار الرسمي، وهي : -<BR>6- إسرائيل .<BR>7- الهند .<BR>8- باكستان .<BR>9- كوريا الشمالية .<BR><BR><font color="#FF0000">ماذا عن وزن إيران نووياً؟ </font><BR>إيران لديها برنامج لتوليد الطاقة الكهربائية من مفاعل نووي بدأ عام 1974م قبل الثورة الإسلامية، وتضمن 6 محطات نووية، وبعد الثورة توقف العمل فيها ثم عاودت الثورة استكماله، وتم إنشاء حوالي 90% من مفاعل بوشهر 1 القادم من ألمانيا ثم اتفقت مع إيران على استكماله، وسيتم تشغيله خلال العام القادم 2005 م .<BR>أما مفاعل بوشهر 2، فقد تم تشييد حوالي 50 % منه وغير معروف متى سيتم استكماله، كما دخلت إيران مجال التكنولوجية النووية المتقدمة بإثراء اليورانيوم، واتفقت مع روسيا على شراء وحدات للطرد المركزي غير أن أمريكا ضغطت على يليستين لوقف توريد هذه الوحدات، مما جعل إيران تتحرك في هذا الموضوع بمنتهى السرية، لدرجة أن العالم فوجئ في مطلع هذا العام بمحطة لإثراء اليورانيو في منطقة ناتاتز على بعد 300 من جنوب العاصمة طهران، وهي المحطة التي زارها وفد من الوكالة الدولية للطاقة النووية برئاسة الدكتور محمد البرادعي.<BR><BR><font color="#FF0000">هل يمكن أن تضرب إسرائيل المفاعل النووي الإيراني مثلما فعلت مع العراق؟ </font><BR>اعتقد أن إسرائيل ستتردد ألف مرة قبل أن تفكر في ضرب المفاعل النووي الإيراني، وذلك لوجود القوات الأمريكية على مرمى حجر على الحدود العراقية من إيران التي تمتلك صواريخ بعيدة المدى يمكنها أن تطول قلب إسرائيل .<BR><BR><font color="#FF0000">ما موقف أمريكا من امتلاك إسرائيل للسلاح النووي؟ </font><BR>بداية يجب أن نعلم أنه لن يستقر الأمن في الشرق الأوسط إلا بإخلاء إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل، غير أن موقف أمريكا من امتلاك إسرائيل للسلاح النووي كان يشوبه بعض الغموض حتى وقت قريب ، وحتى خرج علينا (وزير الدفاع الأمريكي) دونالد رامسفيلد بتصريحات في منتهى الخطورة، قال فيها : " إسرائيل دولة صغيرة، ولها الحق في أن تمتلك سلاح نووي لكي تتمكن من حماية نفسها ".<BR>والحقيقة أن هذا الكلام خطير جداً؛ لأنه يكشف حقيقة الفكر الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة، ويبين بصلافة أن أمريكا ترفض إخلاء إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل .<BR><BR><font color="#FF0000">ولكن لماذا تصر أمريكا على عدم إخلاء إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل؟ </font><BR>اعتقد أن ذلك يرجع لعدة أسباب، منها :- <BR>1- رغبة الإدارة الأمريكية في تفادي غضب اللوبي الصهيوني الموجود بأمريكا، والذي يضغط لتحقيق مصالح إسرائيل، وهم يستخدمون ورقة الانتخابات للضغط على الحكومات الأمريكية المتعاقبة . <BR>2- رغبة أمريكا في الإبقاء على إسرائيل قوية لتتمكن من أداء دورها كشرطي أمريكي في منطقة الشرق الأوسط .<BR>3- لتتمكن إسرائيل من لعب دورها كأحد أهم الأدوات الأمريكية لتنفيذ استراتيجيتها بالمنطقة، بما يحقق المصالح الأمريكية ويحافظ عليها ، ولأنها تعد الضعف الإسرائيلي عليها وليس لها.<BR>4- لأن أمريكا تعد التسلح النووي الإسرائيلي رصيداً لها في الشرق الأوسط، وحتى تستخدمها أمريكا للضغط ولتخويف الدول العربية، وبالتالي إجبارها على تقديم مزيد من التنازلات .<BR><BR><font color="#FF0000">ما الفرق بين العضوية في الوكالة الدولية للطاقة النووية التوقيع على معاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل؟ </font><BR>هناك فرق بين العضوية في الوكالة الدولية للطاقة النووية التوقيع على معاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، فكوريا عضو في الوكالة حتى الآن، وكل الدول منضمة للمعاهدة عدا الهند وإسرائيل وباكستان وكوريا التي أعلنت انسحابها من معاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل .<BR>كوريا الشمالية دولة مكتملة التكنولوجيا النووية، لديها مفاعل لإنتاج البلوتنيوم، ودورة الوقود، وتقارير وكالة الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن لديها قنبلتين نوويتين من قنابل البلوتنيوم، وبرنامجاً لإنتاج السلاح النووي عن طريق إثراء اليورانيوم.<BR>وتعد كوريا الشمالية من أكثر الدول اعتماداً على الذات في كل مراحل برنامجها النووي، فلم تسع لطلب أي مساعدة فنية سواء في تصميم المفاعلات، أو تصميم دورة الوقود، أو تشييد المفاعلات، بل إنها قامت بكل هذا ذاتياً .<BR>وكوريا بلد صغيرة، معزولة، لديها حشود <BR>أمريكية في كوريا الجنوبية، وتريد أن تحمي نفسها، وعليه فإن لديها برنامجان، البرنامج القديم كان يتضمن مفاعلات، دورة وقود نووي لإنتاج البلوتنيوم غير معلن، وهذا كشف في عام 1994م، وتسبب في التهديد بالحرب ضد كوريا ، ثم أضافت كوريا برنامجاً سرياً موازياً لإنتاج اليورانيوم عالي الإثراء لأغراض السلاح النووي.<BR>المادة العاشرة من المعاهدة (مادة الانسحاب) تعطي الحق للدول أن تتقدم بطلب للانسحاب، إذا قالت الدولة: إنها وجدت أموراً ترى أنها خطر على أمنها القومي، على ألا يكون هذا الانسحاب واقعاً إلا بعد مرور «90» يوماً، في خلال هذه المدة يبحث طلب الانسحاب باجتماع على مستوى مجلس المحافظين بالوكالة ثم مجلس الأمن، <BR>وعندما أجرت الصين تفجيراً نووياً أعلنت الهند أن هذا يهدد أمنها القومي، وعندما أجرت الهند تفجيراً نووياً أحست باكستان بالخطر، وكان من الضروري أن يتجه الباكستانيون إلى إنتاج سلاح نووي. <BR><BR><font color="#FF0000">وماذا عن علماء العراق النوويين؟ </font><BR>كان لدى العراق آلاف العلماء النوويين بينهم حوالي 1000 عالم نووي مرموق، وبعد الحرب سعت أمريكا إلى تفكيك المنظومة النووية العراقية، وقامت قوات الاحتلال الأمريكي بحل مؤسسة الطاقة الذرية العراقية، واعتقلت عدداً كبيراً من العلماء، ونقلت أعداداً منهم لأمريكا، وقامت بتشغيل بعضهم الآخر في وظائف أخرى مدنية لا علاقة لها بتخصصاتهم النووية .<BR>فعلى الرغم من أنه منذ عام 1991م والوكالة الدولية للطاقة النووية في العراق تراقب كل شيء وتفتش في كل شيء إلا أن أمريكا كانت أصرت على أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وأعطت نفسها حق الحرب، وبعد الدمار الذي سببته في العراق خرجت علينا التقارير تقول: إنه لا توجد لدى العراق أسلحة دمار شامل، وأعتقد أن أحد أهم أسباب الحرب الأمريكية الأخيرة على العراق كان هو القضاء على علماء العراق . <BR>كما كان أول الأهداف العسكرية في حرب الخليج الثانية تدمير المنشآت النووية العراقية والمفاعلات أيضاً، وتم ذلك بنسبة كبيرة من النجاح، و الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أنه تم تدمير كافة المنشآت النووية العراقية.<BR><BR><font color="#FF0000">ما تقييمكم للتنازلات التي قدمتها ليبيا نووياً؟ </font><BR>الحقيقة أن ما فعلته ليبيا لا يخدم الأمن القومي العربي، وهو تصرف غير مبرر ، وعلى العرب أن ينسقوا جهودهم وسياساتهم، ويعملوا بجدية لتنفيذ القرارات الدولية بإخلاء منطقة الشرق الوسط من أسلحة الدمار الشامل دون استثناء إسرائيل، كما أن عليهم أن يطوروا من برامجهم النووية في المجال السلمي، فهذا هو الحل الوحيد لكي ينتقلوا إلى مصاف العالم المتحضر والمتقدم .<BR><BR><font color="#FF0000">ما الذي يبرر السلوك الليبي الأخير؟ </font><BR>ليبيا لها تاريخ مع الغرب فهناك حكاية إسقاط الطائرة الفرنسية، وكذلك المطعم الذي تم تفجيره في ألمانيا، كل هذه الحوادث ساهمت في رسم صورة سيئة عنها لدى الغرب، وأعطى انطباعاً للغرب بأنها دولة تشجع الإرهاب .<BR>وعندما جاءت أحداث 11 سبتمبر 2001 م، وظهر اتجاه جديد، ثم تم استهداف العراق واحتلاله ، كل هذه الأشياء جعلت ليبيا تتخوف من أن يتكرر معها نفس السيناريو الذي حدث مع العراق، ومن ثم فقد سعت لإنقاذ نفسها في محاولة منها لتغير الصورة السيئة التي أخذها عنها الغرب، وخاصة أمريكا فبدأت تعرض خدماتها بتقديم ما لديها من معلومات عن القاعدة، وعما تسميه أمريكا بـ " الإرهاب ".<BR>ومزيداً لإثبات حسن نيتها سارعت بالإقرار بمسؤوليتها عن حادث لوكيربي، وأعلنت استعدادها لدفع التعويضات وتسوية الملف بشكل ودي، وفي مارس الماضي أعلنت استعدادها للتخلص من أسلحة الدمار الشامل التي لديها، والتخلص نهائياً من نشاطها في مجال الأسلحة النووية، وبالفعل اتصلت بالمخابرات الأمريكية، وبدأت في التعاون معها لغلق هذا الملف نهائياً، مما جعل أمريكا تعيد هي الأخرى المياه لمجاريها مع ليبيا، فقامت بتعيين ممثل لها في ليبيا وبدأ الحديث يدور حول رفع الحظر عن ليبيا، والتفكير في إعادة النظر إلى قائمة الشر الأمريكية .<BR>وأعتقد أن ما حدث كان يمكن أن يتم وفق مخطط عربي مدروس لتحقيق الأمن العربي، فليست هناك مشكلة في أن توقف أي دولة حتى لو كانت عربية مساعيها لامتلاك السلاح النووي، لكن كان من الممكن أن يستغل ذلك في الضغط على إسرائيل .<BR><BR><font color="#FF0000">ولكن ما هو تاريخ ليبيا مع السلاح النووي؟ </font><BR>نعم كان هناك في ليبيا "جهود نووية "، ففي المدة الأولى افتتحت ليبيا في عام 1980م مركز تاجورة للبحوث النووية– وكان يوجد به مفاعل نووي قدرته 10 ميجاوات خاص بالبحوث السلمية – غير أنه لم يكن يقوم بإنتاج البلوتونيوم.<BR>كما أرسلت ليبيا بعثات كثيرة إلى إنجلترا وأمريكا ، ثم أنشئت أقساماً للهندسة النووية في جامعاتها، وكان أولها بجامعة طرابلس، كما يوجد لديها إمكانات صاروخية مؤهلة لحمل رؤوس نووية يصل مدى بعضها ( صواريخ اسكود ) إلى ألف كيلو متر !! <BR>فليبيا كانت تحاول ، والمركب الذي ضبط في شهر أكتوبر الماضي كان يقوم بتوريد مكونات تدخل في نظام الطرد المركزي لإثراء اليورانيوم، والأمريكان عندما دخلوا للتفتيش في ليبيا رأوا تصميماً كاملاً للقنبلة النووية . <BR>فليبيا اشترت تصميم لسلاح نووي، وفي نفس الوقت كان تحاول استقدام مكونات إثراء اليورانيوم ، ولكنها قررت فجأة التخلص من صواريخها من 300 كيلو متر فيما فوقها . <BR>وكانت هناك اتصالات في هذا المجال تتم مع الصين وباكستان، وكانت هناك اهتمامات استراتيجية نووية، غير أنه لم يكن هناك على أرض الواقع شيء معلن.<BR><BR><font color="#FF0000">في الختام ماذا تود أن تضيف؟ </font><BR>أود أن أقول: إنه من المؤسف حقاًً أن مجتمعاتنا العربية لا تتحرك في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان ولا في مجال التنمية والتطور التكنولوجي حتى يمكنها أن تقنع العالم كله بأنها تدعم الحريات، والمطلوب هو جهد عربي وإسلامي مشترك لبناء قاعدة علمية متينة وتحقيق مزيد من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان .<BR><BR>سيرة الضيف بقلمه <BR> اسمي فوزي حسين حماد، ولدت في 24 مارس 1934م بقرية الطويلة مركز طلخا محافظة الدقهلية، وحصلت على بكالوريوس الهندسة الكيميائية من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية في يونيو عام 1957م، ثم ماجستير هندسة الفلزات تخصص هندسة نووية من جامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية في يونيو 1960م، ثم حصلت على درجة دكتوراه الفلسفة في مجال هندسة علم المواد من جامعة إستانفورد بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية في إبريل 1965م، ثم حصلت على عضوية اللجنة التنفيذية لمشروع المحطة النووية في المدة من 1975م حتى 1977م، وفي المدة من 1977م– 1981م شاركت في عضوية اللجنة الاستشارية لتحرير مجلة "المواد النووية" التي تصدرها دار النشر العالمية (الزفير) بهولندا، ثم اخترت عضواً في مجموعات العمل المشتركة بين مصر وفرنسا في المدة من 1979م- 1982م، ثم قمت بتأسيس ورئاسة جهاز التنظيم والأمان النووي بهيئة الطاقة الذرية في المدة من 1984م وحتى 1990م، و تم اختياري عضواً بلجنة التصنيع النووي منذ عام 1988م، وقمت بتأسيس المجلس العلمي لهيئة الطاقة الذرية، وترأست المجلس في المدة من 1990م وحتى 1994م، ثم تم تعييني رئيساً لهيئة الطاقة الذرية المصرية في المدة من 1990م وحتى 1994م، وفي عام 1992م تم اختياري عضواً باللجنة الاستشارية للمؤتمر الدولي الذي نظمته الجمعية النووية الأمريكية في شيكاغو بمناسبة مرور 50 عامًا على تشغيل أول مفاعل نووي في التاريخ، كما أسست ورأست لجنة الضمانات النووية ونزع السلاح لهيئة الطاقة الذرية في المدة من 1992 م حتى 1994م، ثم عملت أستاذاً متفرغاً بهيئة الطاقة الذرية المصرية منذ مارس 1994م حتى الآن، ثم عملت مستشاراً بالوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعاون الفني في المدة من 1994 م وحتى 1995م، ثم عملت خبيراً في الأمان الدولي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعاون الفني في عام 1996 م.<BR> <BR>سافرت في منحة علمية إلى جامعة نوتنجهام بإنجلترا في المدة من 1969م وحتى 1971م، ثم سافرت في منحة كعالم زائر بمؤسسة الطاقة الذرية الدانماركية في عام 1977م ، كما سافرت كعالم زائر إلى مركز البحوث النووية في يوليش بألمانيا ثلاث مرات في أعوام 79، 82، 88 م . </br> كما شاركت من خلال مهمات علمية في عدد من الدورات وورش العمل منها دورة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إدارة تشييد محطات القوى النووية بمعمل أرجون القومي في الولايات المتحدة عام 1976م، ودورة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تحليل الأمان بالطرق الاحتمالية أيضاً بمعمل أرجون القومي أيضاً بالولايات المتحدة عام 1983م، ثم شاركت في دورة الأكاديمية الدولية للأمان النووي عن توكيد الأمان النووي بجامعة إستانفورد بكاليفورنيا في الولايات المتحدة عام 1985م، ثم في دورة خاصة بأمان مفاعلات الماء الثقيل (الكاندو) في كندا عام 1986 م، كما شاركت في دورة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أمان المصادر الإشعاعية محكمة الإغلاق بمعمل أرجون القومي في الولايات المتحدة عام 1989م . </br></br><font حصلت على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية عام 1971م، ثم وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1972م، ثم حصلت على درع هيئة الطاقة الذرية عام 1995م، كما ورد اسمي ونبذة عن سيرتي ضمن العلماء والمهندسين المختارين في كتاب : Who’s who in Science and Engineering . <BR><BR><BR><br>