حسن عريبي في حوار مع "المسلم": أطلقت سراح 18 معتقلا في غوانتانامو
24 محرم 1425

<font color="#0000FF">القاهرة / همام عبد المعبود </font> </br> </br> </br>لا تزال مأساة معتقلي غوانتاناموا المسلمين وصمة عار في جبين ( العدالة الأمريكية ) المزعومة . فهؤلاء السجناء الذين قاربت مدة سجنهم الثلاث سنوات لا زالوا محرومين من أية حقوق مدنية مما تكفله الشرائع السماوية والقوانين الدولية . </br></br>فابتداء كان اعتقالهم عشوائياً لمجرد أنهم عرب أو موالون لطالبان تواجدوا في أفغانستان حين وقوع الحرب الظالمة عليها من قبل القوات الأمريكية . </br></br>ثم جاءت ظروف الاعتقال التي أقل ما توصف بأنها وحشية لا إنسانية، واستمرت المأساة في مماطلة الحكومة الأمريكية في البت بِشأنهم أو محاكمتهم محاكمة عادلة . </br></br>وتزامن ذلك مع حملة واسعة شنتها منظمات دولية تعمل في مجال حقوق الإنسان، ونددت بالتوقيف التعسفي دون محاكمة لمدة طويلة؛ الأمر الذي أعطى الانطباع بأن الصبغة السياسية للملف قد غطَّت على صبغته القانونية، خاصةً أمام انعدام الأدلة القانونية على تورطهم في التُّهم المنسوبة إليهم .<BR>وقد جرت محاولات عدة من جهات أغلبها غير رسمية كانت عبارة عن مبادرات لهيئات شعبية وشخصيات مستقلة للنظر في موضوع المعتقلين ومحاولة الاتصال بالحكومة الأمريكية لفك أزمتهم وتحسين ظروف اعتقالهم. </br></br>وفي محاولة منا للوقوف على حقيقة الأمر انتهز موقع"المسلم" الفرصة لإجراء حوار مع (النائب البرلماني الجزائري) الأستاذ حسن عريبي أثناء تواجده في القاهرة خلال المدة الماضية، والذي قام بوساطة مع الحكومة الأمريكية للإفراج عمن لا معلومات عنهم من بين أسرى جوانتانامو، وقد استجابت الحكومة الأمريكية لطلبه، وأطلقت سراح 18 معتقلاً من معتقلي جوانتانامو، منهم 8 جزائريين، و10 من جنسيات مختلفة. </br> </br><font color="#FF0000">- النائب الجزائري حسن عريبي .. أهلاً ومرحباً بكم ..</font> </br>- أهلا بكم، وجزاكم الله خيراً... </br> </br><font color="#FF0000">- ما الأسباب التي دعتك للسفر إلى أمريكا مؤخراً ؟</font> </br>- ذهبت إلى هناك من أجل المطالبة بالإفراج عن أسرى جوانتانامو، الذين لم تثبت إدانتهم في ارتكاب أي تفجيرات . </br> </br><font color="#FF0000">- هل يمكن لك أن تشرح لنا كيف بدأت الفكرة ؟</font> </br>- الفكرة بدأت منذ شهر أكتوبر عام 2002م، حين تقدمت للسفارة الأمريكية بالجزائر بطلب السماح ليّ بالقيام بزيارة إلى واشنطن، ووافقت السفارة على منحي التأشيرة في شهر فبراير 2003 !! </br>وبقيت مدة طويلة وأنا أهيئ الرأي العام الجزائري للقضية، كما أرسلت عدة رسائل إلى رؤساء البرلمانات العربية، وأذكر منهم البرلمان المصري والبرلمان الأردني ومجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب اليمني... إلخ. </br>ولكن لم يرد علي سوى الشيخ عبد الله الأحمر (رئيس مجلس النواب اليمني)، الذي أرسل إلي يقول " نبارك فكرتك ونعلن موافقتنا عليها وتأييدنا لها..."، وعندما سافرت لواشنطن كان بصحبتي تليفزيون "الخليفة " ومقره لندن، وفي أمريكا نزلت في فندق جورج واشنطنى، والتقيت بعدها بعدد من المسؤولين في الحكومة الأمريكية. </br>وكان أحد المحامين العرب المقيمين في واشنطن – وهو قطري- قد ساعدني هناك إضافة إلى معارض يمني يدعى إبراهيم الوزير، حيث رتبوا لي لقاءات مع عدد من نواب الكونجرس، ثم التقيت مع أحد رجال المخابرات المركزية الأمريكية ودار بيننا نقاش طويل قال ليّ خلاله: "ما الذي حركك بمفردك وقد وجهنا مراراً دعوات لكل الحكام العرب ليشكلوا لجنة لزيارة الأسرى والاطمئنان عليهم واستلام من ليس منهم مدانا بشيء لكنهم جميعاً لم يردوا على رسائلنا ودعواتنا".</br>وقال ليّ أيضاً متسائلاً:" ما الذي دفعك للمجيء إلى هنا والتحدث عن هؤلاء الأسرى؟ هل أنت من مؤيدي حركة طالبان أو من أنصار ابن لادن"، قلت له: لا .. ولكن وصلتني رسائل كثيرة من ذوي الأسرى الجزائريين المعتقلين في جوانتانامو يسألون عن ذويهم، ثم إنني نائب برلماني عربي أشعر بواجبي ومسؤوليتي تجاه بلدي".</br>فسألني .. "وماذا تريد" ؟ . قلت له: " أنا لم أجئ لأقول لكم: أطلقوا سراحهم، ولكنني جئت برسالة واضحة مؤداها أنه "من كان من هؤلاء الأسرى بريء وغير مدان فأطلقوا سراحه، ومن كان منهم مداناً فقدموه للمحاكمة ليأخذ جزاءه، لكن لا تتركوهم هكذا معتقلين"، وقلت له: "... نحن لا نعرف أين هي الحقيقة ؟ فبينما يقول ذوو الأسرى: إن أبناءهم وذويهم بريؤن، وتقولون أنتم: إنهم مدانون فأعطوني أدلتكم على إدانتهم لأقدمها للشعوب العربية ولذويهم ..". </br>وخلال وجودي في واشنطن تناولت الصحف الأمريكية هذا الموضوع. </br> </br><font color="#FF0000">- وماذا كانت نتيجة هذه اللقاءات ؟</font> </br>- بعد مناقشات طويلة معهم وافقوا على الإفراج عن 18 أسيراً عربياً، لم تثبت إدانتهم بارتكاب أية جرائم، بينهم 8 جزائريين، وبالفعل التقيت مع ثلاثة منهم كانوا يستعدون لإطلاق سراحهم. </br> </br><font color="#FF0000">- وهل حكوا لك كيف كان الأمريكان يعاملونهم في معتقل جوانتانامو ؟ </font> </br>- نعم حكوا ليّ ، وقالوا: إنهم كانوا يعاملونهم أسوأ مما تعامل الحيوانات، وطبعاً الأسرى أنواع، فمنهم من هو صابر محتسب، ومنهم من لا يستطيع أن يتحمل وسرعان ما ينهار، كما رووا لي أن هناك بعض الحراس من الجنود الأمريكان تأثروا بهم وأسلموا وإن كانوا يخفون إسلامهم حتى الآن . </br> </br><font color="#FF0000">- وكم هو إجمالي أسرى جوانتانامو؟ </font> </br>- إجمالي الأسرى (661 ) أسيراً بينهم 63 مصرياّ . </br> </br><font color="#FF0000">- و الـ 18 الذين وافقوا على الإفراج عنهم ماجنسياتهم ؟ </font> </br>- بينهم باكستانيون وهنود ويمنيون بالإضافة إلى 8 جزائريين. </br> </br><font color="#FF0000">- وكيف تناول الإعلام الجزائري رحلتك الجريئة إلى جوانتانامو ؟ </font> </br>- قبل السفر بثلاثة أشهر أخذت الصحف ووسائل الإعلام الجزائرية تتحدث عن الموضوع، وأثارت حوله ضجة إعلامية كبرى، وقبل السفر بـ 3 أيام كان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في زيارة لفرنسا ضيفاً على نظيره الفرنسي جاك شيراك، وعندما سمع بالمبادرة اتصل ببعض المسؤولين في الحكومة وكلفهم بإخباري بأن الرئيس يقول لك: " لا تسافر إلى واشنطن " والحقيقة أنهم لم يذكروا ليّ ذلك مباشرة، وإنما حاولوا ثنيي عن السفر بشتى الطرق، لكنني كنت قد عزمت على السفر لذا فقد أغلقت جهاز الهاتف المحمول الخاص بيّ حتى لا أتلق منهم أية مكالمات. </br>وعندما وصلت إلى واشنطن اتصلوا بي مرة أخرى ، وقالوا لي: إن سفرك لواشنطن للحديث حول أسرى جوانتانامو "أمر خاطئ"، فقلت لهم: الكلام الآن لا يجدي فأنا الآن بالفعل في واشنطن، وأجريت بعض الاتصالات مع بعض المسؤولين، والتقيت مع عدد من نواب الكونجرس. </br> </br><font color="#FF0000">- وماذا كان انطباع نواب الكونجرس الذين التقيتهم في واشنطن ؟</font> </br>- الحقيقة أن نواب الكونجرس الذين التقيتهم يتهمون بوش بأنه "أحمق"، ويحملونه مسؤولية ما حدث، وهم يلومونه أكثر مما يلومون أسامة بن لادن نفسه. </br> </br><font color="#FF0000">- ولكن ألم تخش أن يتهمك الرئيس بوتفليقة بالإرهاب ؟!</font> </br>-لا.. فأنا بالفعل أنتقد كثيراً تصرفات النظام، وقد سبق ليّ أن هاجمت بوتفليقه شخصياً على الهواء مباشرة خلال الدورة البرلمانية الأولى ليّ، وقلت له:" تمهل فنحن نواب عن الشعب، ومن حق الشعب أن يعرف كل شيء، فأنت الآن تعيش من مال الشعب وحتى بعد خروجك من السلطة سوف تعيش على نفقة الشعب" ".</br>والحقيقة التي لا يعلمها كثير من الناس أننا في الجزائر من الصعب أن يسقط أحد الحصانة عن نائب برلماني مهما كان السبب، فالأمر ليس سهلاً كما هو الحال في بعض الدول العربية الأخرى، وسأروي لكم واقعة حدثت معي شخصياً، ففي البرلمان.. وجهت سؤالاً شفهياً لوزير العدل الجزائري ( وهو من التيار البربري أو الاستئصالي )، وسألته – على الهواء مباشرة عن المفقودين الجزائريين ( أكثر من 20 ألف جزائري) الذين أخذتهم الدولة من بيوتهم ... أين هم الآن ؟؟</br>وقلت للوزير : " إن كانوا أحياء قدموهم للمحاكمة، وإن كانوا أمواتاً سلموا ذويهم شهادات رسمية بوفاتهم ؟</br>فجاء وزير الداخلية " أو يحيى" في البرلمان ورد عليّ بأسلوب متعجرف، فرددت عليه بقوة، وبعدها تقدم ضدي بملف لإسقاط عضويتي فكانت المفاجأة أن البرلمان رفض إسقاط عضويتي، وكان في مقدمة من رفضوا أعضاء ممن ينتمون لحزب أو يحيى.!! </br>على الرغم من أن أغلبية البرلمان معه، وهم 155 نائباً من أصل 389 إجمالي عدد نواب البرلمان الجزائري. </br> </br><font color="#FF0000">- د.حسن النائب الجزائري .. هل هناك معارضة بالبرلمان الجزائري ؟</font> </br>- نعم هناك معارضة قوية في البرلمان الجزائري، وهناك 85 نائباً إسلامياً في البرلمان غالبيتهم من الإخوان المسلمين. </br> </br><font color="#FF0000">- كم عدد القتلى والجرحى من الجزائريين خلال المواجهات اليومية العنيفة ؟</font> </br>- حسب الإحصاء الرسمي الجزائري فإن هناك أكثر من 200 ألف قتيل، و400 ألف جريح، إضافة إلى أكثر من 20 ألف مفقود، هذا ما ورد على لسان الرئيس الجزائري في خطابه الأخير، بينما التقديرات غير الرسمية تقول بأضعاف هذا الكلام !!! </br> </br><font color="#FF0000">- كيف ينظر الشعب الجزائري لجبهة الإنقاذ الإسلامية .</font> </br>- الحقيقة أن جبهة الإنقاذ تزداد قوة وشعبية وتجذراً داخل المجتمع الجزائري ؛ لأن الناس تستشعر الظلم الذي وقع على الحركة، عندما تم إقصاؤها عن الوصول للحكم، رغم فوزها الكاسح، في انتخابات نزيهة، وقف فيها الجزائريون مع الحركة. </br> </br><font color="#FF0000">- وما سبب زيارتك لمصر ؟ </font> </br>- الحقيقة أنها ليست زيارة لمصر وحسب، فأنا أعتزم زيارة عدد آخر من البلدان العربية في مقدمتها الأردن والمغرب والكويت، كما أعتزم اللقاء مع عدد من البرلمانيين العرب بهدف توحيد الجهود وتشكيل جبهة أو لجنة أو هيئة عربية للدفاع عن معتقلي جوانتانامو. </br> </br><font color="#FF0000">- وما الدافع وراء هذه المبادرة ؟ </font> </br>- إذا كنت أنا كنائب عربي بمفردي وبجهدي الشخصي، حيث سافرت على نفقتي الخاصة، قد تمكنت من الإفراج عن 18 أسيراً فكيف لو تشكلت لجنة من البرلمانيين العرب ؟؟!!<BR><br>