حوار مع أسير فلسطيني حول الإضراب
3 رجب 1425

<font color="#800000">رام الله - خاص بموقع "المسلم" </font><BR> بدأ المعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني إضراباً مفتوحاً عن الطعام قبل عدة أيام احتجاجاً منهم على الأوضاع الصعبة التي يعيشونها في تلك السجون.. حول هذا الإضراب ودوافعه والتحديات التي تواجه المعتقلين.. كان هذا اللقاء، الخاص والحصري لموقع "المسلم" مع الأسير محمد (أبو المعتصم)، الذي يقبع في سجن الرملة منذ سنتين.. علماً بأن اللقاء أجري معه عبر الجوال.. الذي يهربه بعض الأسرى سراً إلى داخل السجون. <BR><BR><BR><font color="#FF0000"> لماذا هذا الإضراب الآن؟ </font><BR>الحقيقة أن حياتنا في سجون الاحتلال أصبحت تعادل الموت وتوازيه، حيث وصلت انتهاكات سلطات الاحتلال وإدارة السجون إلى حد لا يمكن التعايش معه والصمت إزاءه، فممارسات الإرهاب شبه يومية، وإجراءات القمع والقهر لا تنتهي، ومحاولات المس بكرامتنا من خلال التفتيش العاري والاعتداءات الجسدية والمعنوية، وإجراءات المنع من أبسط الحقوق الإنسانية كحقنا في زيارة ذوينا وأهلنا والتواصل معهم بشروط لائقة، وممارسات التضييق والعقوبات الفردية والجماعية والعزل الانفرادي للمئات من إخواننا المناضلين والمجاهدين، وتفاقم الحالات المرضية وحالات الإهمال الصحي، ومحاولات عزلنا عن شعبنا وهمومه وثقافته وتراثه.. كل هذه الانتهاكات هي السبب وراء قرارنا ببدء إضراب مفتوح عن الطعام بدءاً من يوم الأحد 15-8-2004م.<BR><BR><BR><font color="#FF0000">إذن ما هي مطالبكم لوقفه؟ </font><BR>مطالبنا،هي: العدالة والإنسانية والإنصاف، ومن أهمها:<BR>وقف سياسة التفتيش العاري، ووقف فرض غرامات مالية على الأسرى، وإنهاء سياسة القمع والاعتداء علينا، ووقف سياسة اقتحام الغرف بشكل استفزازي ، وتدمير حاجياتنا ومصادرتها، والسماح لجميع الأسرى بزيارة ذويهم، إزالة الألواح الزجاجية عن غرف الزيارات؛ لأنها تفصل بيننا وبين محامينا وأهلنا، وتحسين العلاج الطبي وإجراء العمليات الجراحية للجرحى والمصابين، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي والجماعي، وتحسين الطعام كماً ونوعاً، والسماح بإدخال المواد الغذائية والملابس، والسماح للأشقاء الأسرى بالالتقاء مع بعضهم البعض، والسماح بالاتصال الهاتفي مع الأهل، وتحسين الخدمات المقدمة وعدم تقليصها، مثل: مواد التنظيف والملابس والمواد الغذائية، والسماح بإدخال الكتب والمواد الثقافية والقرطاسية والأدوات الرياضية والرسائل، والسماح لنا بطهي طعامنا بأنفسنا، وعدم ترك ذلك للأسرى الجنائيين و المدنيين، والسماح لنا بزيارة بعضنا البعض في الغرف و الأقسام، والسماح لنا بالانتساب للدراسة عن بعد في الجامعات، ووقف سياسة إبعاد الأسرى من سكان الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو الخارج.<BR><BR><BR><font color="#FF0000">ماذا عن الأخوات الأسيرات.. هل يشاركن أيضاً في هذا الإضراب؟ </font><BR>بالنسبة للأخوات فقد وصلتنا معلومات من داخل السجون بأن 107 أسيرات ملتزمات بخوض الإضراب المفتوح عن الطعام مع سائر المعتقلين حتى الآن، و50 أسيرة منهن في سجن الرملة، و57 أسيرة في تلموند ، وهن يعانين من أوضاع قاسية للغاية من حيث تقديم العلاج الطبي، وازدحام الغرف، لدرجة أن بعض الأخوات الأسيرات ينمن على الأرض.<BR>ومنذ مدة تمنع إدارة السجون الأسيرات من إدخال أدوات خياطة، وأيضاً منعتهن من إدخال الكتب والملابس ورسائل الأهل... وهناك استفزازات متواصلة من السجانات اللواتي يجبرن الأسيرات على التعري بحجة التفتيش وعقاب الأسيرات في زنزانات انفرادية، ودفع غرامات مالية.<BR>وبودي الإشارة إلى أنه يوجد في سجون النساء 16 أسيرة قاصرة، أصغرهن الأسيرة أسيل موسى عبد الواحد (15 عاماً) من سكان مدينة نابلس وهي طالبة مدرسة، وهناك 21 أسيرة من الأمهات اللواتي لديهن أطفالاً، ويوجد رضيعين ولدا داخل السجن، وهما: نور ووائل.<BR><BR><BR><font color="#FF0000">ما رد فعل إدارة السجون على إضرابكم؟ </font><BR>سارعت قوات الاحتلال إلى التهديد فور علمها بقرارنا حول الإضراب، واتخذت إجراءات كثيرة على الأرض بهدف وقف الإضراب، ومنها مثلاً: نشرت إدارة السجون حوالي 1000 جندي إضافي من الوحدات الخاصة في السجون، كما بدأت تلك الإدارة بإجراء حملات تنقلات واسعة للأسرى بحيث لا يمكث الأسير في السجن إلا عدة أيام ثم ينقل لسجن آخر وهكذا دواليك، لخلق حالة عدم استقرار بين المعتقلين والحيلولة دون القدرة عن تنظيم الإضراب، وأصدر ما يسمى بمأمور السجون، يعقوب غانوت تعليماته للجنود كي يقوموا بشواء اللحوم على النار في ساحات السجون، حتى تنتشر الروائح في أرجاء السجن فتغري الأسرى وتشجعهم على فك الإضراب... ولكن _بإذن الله_ لن تنجح هذه الوسائل الماكرة. <BR><BR><font color="#FF0000">وبالنسبة للنشاطات التضامنية خارج السجون.. هل تنسقون مع جهة ما</font><BR>لقد قمنا بإنشاء "الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمعتقلين"، والتي وضعت برنامجاً تضامنياً معنا، تأييداً لإضرابنا عن الطعام في سبيل تحسين شروط حياتنا الإنسانية والمعيشية، وكما علمنا فإن البرنامج يتضمن فعاليات كثيرة كالمؤتمرات الصحفية، ونصب خيام الاعتصام أمام مقرات المؤسسات الدولية وفي مراكز المدن الفلسطينية، وهناك مسيرات جماهيرية خرجت وستخرج من كافة المدن والقرى الفلسطينية، وفي يوم الأحد 29-8 سيبدأ إضراب عن الطعام في مقرات الاعتصام في كافة المناطق الفلسطينية، ونسأل الله _تعالى_ أن تثمر كل هذه النشاطات. <BR><BR><font color="#FF0000"> سمعنا تهديداً من أحد الوزراء الصهاينة بأنه لا يمانع أن تضربوا عن الطعام حتى الموت.. ما ردكم؟</font><BR>هذا التهديد أطلقه ما يسمى بـ(وزير الأمن الداخلي) تساحي هنغبي، قبل يومين من بدء الإضراب.. وهذا التهديد ليس مستغرباً ولا يخيفنا أبداً.. فالموت في سبيل الله هو أسمى أمانينا، وأقول باسم كل الأسرى: نحن أصحاب الديار وأهل البلاد ولسنا دخلاء، جئنا من أشتات الأرض.. ندافع عن ديننا وأرضنا وشعبنا، ولم نعتدِ على أحد في بيته أو داره أو بين أهله، بل هم من جاؤونا فتقاذفتهم أمواج البحر ورياح الحقد.<BR><BR><font color="#FF0000">هل تعتقدون أن إضرابكم سيجدي نفعاً؟ </font><BR>هذا ما نسأله _سبحانه_ أن يحققه لنا، وثقتنا بالله كبيرة، ونحن شعب لا يعرف اليأس، فإن لم نفلح في محاولتنا هذه، فيكفينا شرف المحاولة والصمود في زمن الانكسار، وسنكرر المحاولة من جديد حتى ننال حقوقنا وحريتنا. <BR><BR><BR><BR><BR><br>